أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08
1247
التاريخ: 3-7-2018
1772
التاريخ: 2024-08-29
224
التاريخ: 1-6-2018
1999
|
لقد بات من الواضح اسلامياً أن على الأمة واجبات منها تأمينها لحاجاتها مما يقوم عليه حفظ نظام البشر وما يوجب تركه تفككاً في حركة المجتمع باتجاه الحياة والسعادة، ومن هنا كان لزاماً على كل أمة مستقلة في مدينة كانت أو قرية أو شارع أن توفر الطبيب والقاضي والحاكم والمصلح وسائر الذين بوجودهم تستمر الحياة من الخبراء والمفكرين.
فكما أن المريض يرجع الى الطبيب لا الى البقال كان من الرشد أن يرجع الأزواج الى الخبير الامين على حل مشاكلهم، ولقد ساد في مجتمعنا أشخاص يدعون القضاء متهورون يتحركون بنشوة الاصلاح ولم الشمل وابعاد الفرقة، وهذا وإن كان دافعاً قيمياً محموداً ولكنه محكوم بالإحباط لأن من يجهل الطريق لن يزيدك بإرشاده إلا بعداً، فالسياج الزوجي عندما تقطع اسلاكه مشكلة ما لن يتحمل بعد تجربة مصلح جهول قد ينصف الظالم وينتقم من المظلوم... بل قد يتوجب طريقة تدخله ومحاكمته للأمور صدماً أعنف من حجم المشكلة الأساس، كأن يفاجئ الزوج بطرح مشكلة عرضتها عليه الزوجة من دون أية مقدمات، فإنه يفجر المشكلة ويعقدها برفض الزوج ساعتئذ للإجابة والتعاطي مع المصلح العتيد، وهنا على المصلح لا بد من اتصافه بمميزات يمكنه معها تحمل تبعات عمله من الحلم والصبر والأناة والقدرة على التعبير وحفظ الشواهد حيث يمكنه معها جميعاً أن يؤثر على زوجية هي بالنتيجة حالة انسانية قابلة للتأثر بكل شيء، كما لا بد من استبدال التعبير بالمصلح بتعبير هو انسب بمهمته كلفظ (المعالج) لأن فكرة الاصلاح تعني ان على الوسيط أن يسعى لفكرة واحدة هي الصلح فيجحف بنظرته هذه بالزام مظلوم أحياناً في حياة لا يأمر بها شرع ولا يرضى بها عقل، فواجبه دراسة الأسباب والملابسات فلربما اقتضت الفراق الفوري، ولقد واجهت كثيراً من الحالات التي كان يمتنع اصحابها من مناقشة أية فكرة سوى الطلاق ظناً منهم أنني لن أفكر إلا في الوفاق الذي اذاقهم المرارة.. وكنت أجيبهم أن دوري أيها الأحبة هو معالجة المشكل في وفاق أو طلاق بحسب حجم المشكلة، وعلى الوسيط المعالج أن لا يكون ملولاً على حساب تحطيم مجتمع فإنه إن شعر بذلك فليرفع يده عن معالجته ويذرها لغيره، فإن المشكلة قد تستغرق أسبوعاً وربما شهوراً كما حصل معي في بعض الحالات منها حصل وفاق وعادت الأمور إلى مجاريها.. ومنها والتي انتهت وللأسف الى الفراق ولعوامل خارجية.
وعلى الوسيط ايضاً أن يعي أن إغراقه الى الطرفين بوابل الاسئلة وفسح المجال لهما لكشف كل ما هو مخبوء هو جريمة أخرى يساهم فيها الوسيط بتدمير حياة الزوجين، وهنا أيها الأخوة: ان أقسى الآلام عندما يسمعان أسرارهما المقدسة أصبحت علكة في حلوق الناس، فالوسيط في معالجة لا في فضيحة ولذا كان عليه أن يمنع من ذكر التفاهات وصغائر الأمور وأن يقتصر على إثارة ما هو جوهر القضية الصميم، وان لا يتدخل في شؤونهم الداخلية الخاصة كما يفعل بعض من يدعي القضاء والإصلاح.. فهذا النوع من المخربين في المجتمع يجب على الزوجين ان لا يفتحان المجال أمامهم للتسلل الى حجرهم، كما لا باس بجمع الطرفين ثنائياً حيث يشعر ان العاطفة والهوى وخصوصاً في ظرف القطيعة والهجران سيؤثران على طي الخلاف سريعاً فإن الهوى من أشد المحفزات لإعادة الحسابات، ومنا نوجه النصيحة لكل الزوجين لم يستطيعا التفاهم على شيء في مرحلة ما أن يبتعدا بهدوء ومن إثارة وإشاعة، فإن ذلك سيوفر لكل منهما أن يدرك أهمية الآخر في حياته الطويلة، وستلهب الرياح الشوق احاسيسهما ليندفعا بحماس أشد لطي الماضي الأليم وفتح الصفحة المشرقة من التاريخ الجديد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|