المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

تطور مدخل إدارة الجودة الشاملة وفلسفتها
29-6-2016
المغفرة والرحمة
7-11-2014
أفعال العمرة
14-8-2017
معنى كلمة رعى
8-06-2015
المنظومة الجغرافية
1-2-2022
اعداء حيوية حشرية مقاومة للمبيدات Pesticides Resistance Insect Natural Enemies (صور تجهيز مبيدات الحشرات الجينية)
2024-06-16


اني والله اخير نفسي بين الجنة والنار  
  
7657   03:40 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص341-342.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

فلما رأى الحر بن يزيد ان القوم قد صمموا على قتال الحسين (عليه السلام) قال لعمر بن سعد: أي عمر أمقاتل أنت هذا الرجل؟.

قال: أي والله قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الا يدى .

قال: أفما لكم فيما عرضه عليكم رضى؟.

قال عمر: أما لو كان الامر إلى لفعلت ولكن أميرك قد أبى فأقبل الحر حتى وقف من الناس موقفا ومعه رجل من قومه يقال له قرة بن قيس، فقال له: يا قرة هل سقيت فرسك اليوم؟.

قال: لا.

قال: فما تريد أن تسقيه؟.

قال قرة: وظننت والله انه يريد أن يتنحى، فلا يشهد القتال، فكره ان أراه حين يصنع ذلك، فقلت له : لم اسقه وانا منطلق لأسقيه، فاعتزل ذلك المكان الذي كان فيه، فوالله لو انه اطلعني على الذي يريد لخرجت معه إلى الحسين (عليه السلام)، فأخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا.

فقال له المهاجر بن أوس : ما تريد يا بن يزيد تريد ان تحمل؟.

فلم يجبه وأخذه مثل الا فكل وهى الرعدة.

فقال له المهاجر: ان أمرك لمريب، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا، ولو قيل لى من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك؟ فما هذا الذي أرى منك؟.

فقال له الحر: انى والله أخير نفسى بين الجنة والنار، فوالله لا اختار على الجنة شيئا، ولو قطعت وحرقت.

ثم ضرب فرسه ولحق بالحسين (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك يا بن رسول الله أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت ان القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ولا يبلغون منك هذا المنزلة، والله لو علمت أنهم ينتهون بك إلى ما ركبت مثل الذي ركبت، فانى تائب إلى الله مما صنعت فترى لى من ذلك توبة؟.

فقال له الحسين (عليه السلام): نعم يتوب الله عليك فانزل.

قال: فانا لك فارسا خير منى راجلا؟ أقاتلهم لك على فرسى ساعة والى النزول آخر ما يصير أمرى.

فقال له الحسين (عليه السلام): فاصنع يرحمك الله ما بدالك.

 فاستقدم أمام الحسين (عليه السلام) ثم انشاء رجل من اصحاب الحسين (عليه السلام) يقول:

                      لنعم الحر حر بني رياح      *    وحر عند مختلف الرماح

                      ونعم الحر اذ نادى حسين    *     وجاد بنفسه عند الصباح

ثم قال: يا أهل الكوفة لامكم الهبل والعبر أدعوتم هذا العبد الصالح حتى اذا جاءكم أسلمتموه وزعمتم انكم قاتلوا أنفسكم دونه, ثم عدوتم عليه لتقتلوه وامسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه واحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد الله العريضة، فصار كالأسير في أيديكم، لا يملك لنفسه نفعا ولا تدفع عنها ضرا، وجللتموه ونسائه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهود والنصارى والمجوس، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه، فها هم قد صرعهم العطش، بئس ما خلفتم محمدا في ذريته لا أسقاكم  الله يوم الظماء فحملوا عليه  ليرمونه بالنبل، فأقبل حتى وقف أمام الحسين (عليه السلام).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.