المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الوداع الاخير للحسين واستشهاده (عليه السلام)  
  
4762   03:40 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص539-542.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3470
التاريخ: 28-3-2016 3747
التاريخ: 7-11-2017 2888
التاريخ: 8-04-2015 4031

 ودع أهل بيته مرّة أخرى ، فاجتمعوا حوله بأكباد حرى و قلوب منكسرة و لا يمكن وصف ما جرى عليهم في تلك الساعة ولا يقدر على تحرير تلك الحالة محرر أو كاتب أبدا على أي حال ، فودّعهم و أمرهم بالصبر و وعدهم بالثواب و الأجر و أمرهم بلبس أزرهم وقال لهم : استعدوا للبلاء واعلموا انّ اللّه تعالى حافظكم وحاميكم وسينجيكم من شرّ الاعداء و يجعل عاقبة أمركم الى خير ويعذب أعاديكم بأنواع البلاء ويعوضكم اللّه عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة ، فلا تشكّوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم‏ .

ثم جاء الى الميدان وهجم على الاعداء يقتلهم بالسيف ويبدد جموعهم فيتساقطون على الارض كأنّهم أوراق الشجر حينما يتساقط في الخريف، فرموه بالسهام والنبال فتلقاها بصدره ونحره و وجهه احتسابا عند اللّه حتى صار صدره الشريف كظهر القنفذ من كثرة السهام النابتة فيه ، و طبقا لرواية الامام الباقر (عليه السلام) انّه أصيب بثلاثمائة و بضعة وعشرين طعنة برمح و ضربة بسيف أو رمية بسهم‏ ، و روي اكثر من هذا أيضا.

وكانت جميع تلك الجروح في مقدم بدنه ولم يصب بجرح خلفه لانّه كرار غير فرّار، فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف اذ أتاه حجر فوقع في جبهته الشريفة فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره وفي بعض الروايات في قلبه.

فقال الحسين (عليه السلام): «بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه».

ورفع رأسه الى السماء و قال : الهي أنت تعلم انّهم يقتلون رجلا ليس على وجه الارض ابن بنت نبي غيره ، ثم أخذ السهم فأخرجه من قفاه ، فانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت رمى به الى السماء ، فما رجع من ذلك قطرة ، ثم وضع يده ثانيا فلما امتلأت لطّخ بها رأسه ولحيته وقال : هكذا أكون حتى ألقى جدّي رسول اللّه وأنا مخضوب بدمي و أقول : يا رسول اللّه قتلني فلان و فلان‏ .

تركت الخلق طرّا في هواكا                و ايتمت العيال لكي أراكا

ولو قطعتني في الحبّ اربا                 لما حنّ الفؤاد الى سواكا

فغلبه الضعف ووقف عن القتال فكل من كان يقصده يتراجع عنه امّا خوفا و اما استحياء ، حتى جاء إليه رجل من بني كندة اسمه اللئيم مالك بن يسر، فشتم الحسين (عليه السلام) وضربه على رأسه بالسيف وكان عليه قلنسوة فقطعها حتى وصل السيف الى رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما.

فقال له الحسين (عليه السلام) : لا اكلت بيمينك ولا شربت بها وحشرك اللّه مع الظالمين ، ثم القى القلنسوة ودعا بخرقة فشدّ بها رأسه واستدعى قلنسوة اخرى فلبسها واعتم عليها.

وأخذ مالك القلنسوة وكانت من خز ، فلما قدم بها بعد ذلك على امرأته أم عبد اللّه ابنة الحر أخت الحسين بن الحر البدّي ، أقبل يغسل البرنس من الدم فقالت له امرأته : أسلب ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يدخل بيتي أخرجه عنّي ملأ اللّه قبرك نارا ، فذكر أصحابه انّه لم يزل فقيرا حتى مات لعنه اللّه ، واستجيب دعاء الامام الحسين (عليه السلام) في حقه فكانت يداه تيبسان في‏ الصيف كأنّهما عودان ، و تقطران دما في الشتاء.

وعلى رواية السيد والمفيد انّه : لبث القوم عنه (عليه السلام) هنيئة ثم عادوا وأحاطوا به‏ .

فخرج من الخيمة عبد اللّه بن الحسن بن عليّ (عليه السلام) وهو غلام لم يبلغ الحلم لما رآه على تلك الحالة المؤلمة فلحقته زينب بنت علي لتحبسه ، وقال الحسين (عليه السلام) لها : احبسيه يا أختي ، فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا و قال : لا و اللّه لا أفارق عمّي.

فجاء الى عمّه ووقف امامه فأهوى بحر بن كعب لعنه اللّه الى الحسين (عليه السلام) بالسيف فقال له الغلام : ويلك يا بن الخبيثة أتقتل عمّي؟.

فضربه بحر بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها الى الجلدة فاذا يده معلقة فنادى الغلام : يا ابتاه ، يا عمّاه ، فأخذه الحسين (عليه السلام) فضمه إليه وقال : يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك و احتسب في ذلك الخير فانّ اللّه يلحق بآبائك الصالحين‏ .

فرماه حرملة بن كاهل لعنه اللّه بسهم فذبحه وهو في حجر عمه الحسين (عليه السلام).

قال حميد بن مسلم لقد سمعت الحسين (عليه السلام) يقول آنذاك : اللهم امسك عنهم قطر السماء وامنعهم بركات الارض اللهم فان متعتهم الى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم ابدا فانّهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا .

قال الشيخ المفيد رحمه اللّه : وحملت الرجالة يمينا وشمالا على من كان بقي مع الحسين (عليه السلام) فقتلوهم حتى لم يبق معه الّا ثلاثة نفر أو أربعة .

وروى السيد و غيره انّه : قال الحسين (عليه السلام) : ابغوا لي ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابي لئلا أجرّد منه ، فأتى بتبان.

فقال : لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلة ، فأخذ ثوبا خلقا

فخرقه وجعله تحت ثيابه ، فلما قتل (عليه السلام) جردوه منه‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.