أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
3721
التاريخ: 28-3-2016
7806
التاريخ: 18-4-2019
11095
التاريخ: 29-3-2016
3490
|
ودع أهل بيته مرّة أخرى ، فاجتمعوا حوله بأكباد حرى و قلوب منكسرة و لا يمكن وصف ما جرى عليهم في تلك الساعة ولا يقدر على تحرير تلك الحالة محرر أو كاتب أبدا على أي حال ، فودّعهم و أمرهم بالصبر و وعدهم بالثواب و الأجر و أمرهم بلبس أزرهم وقال لهم : استعدوا للبلاء واعلموا انّ اللّه تعالى حافظكم وحاميكم وسينجيكم من شرّ الاعداء و يجعل عاقبة أمركم الى خير ويعذب أعاديكم بأنواع البلاء ويعوضكم اللّه عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة ، فلا تشكّوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم .
ثم جاء الى الميدان وهجم على الاعداء يقتلهم بالسيف ويبدد جموعهم فيتساقطون على الارض كأنّهم أوراق الشجر حينما يتساقط في الخريف، فرموه بالسهام والنبال فتلقاها بصدره ونحره و وجهه احتسابا عند اللّه حتى صار صدره الشريف كظهر القنفذ من كثرة السهام النابتة فيه ، و طبقا لرواية الامام الباقر (عليه السلام) انّه أصيب بثلاثمائة و بضعة وعشرين طعنة برمح و ضربة بسيف أو رمية بسهم ، و روي اكثر من هذا أيضا.
وكانت جميع تلك الجروح في مقدم بدنه ولم يصب بجرح خلفه لانّه كرار غير فرّار، فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف اذ أتاه حجر فوقع في جبهته الشريفة فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره وفي بعض الروايات في قلبه.
فقال الحسين (عليه السلام): «بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه».
ورفع رأسه الى السماء و قال : الهي أنت تعلم انّهم يقتلون رجلا ليس على وجه الارض ابن بنت نبي غيره ، ثم أخذ السهم فأخرجه من قفاه ، فانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت رمى به الى السماء ، فما رجع من ذلك قطرة ، ثم وضع يده ثانيا فلما امتلأت لطّخ بها رأسه ولحيته وقال : هكذا أكون حتى ألقى جدّي رسول اللّه وأنا مخضوب بدمي و أقول : يا رسول اللّه قتلني فلان و فلان .
تركت الخلق طرّا في هواكا و ايتمت العيال لكي أراكا
ولو قطعتني في الحبّ اربا لما حنّ الفؤاد الى سواكا
فغلبه الضعف ووقف عن القتال فكل من كان يقصده يتراجع عنه امّا خوفا و اما استحياء ، حتى جاء إليه رجل من بني كندة اسمه اللئيم مالك بن يسر، فشتم الحسين (عليه السلام) وضربه على رأسه بالسيف وكان عليه قلنسوة فقطعها حتى وصل السيف الى رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما.
فقال له الحسين (عليه السلام) : لا اكلت بيمينك ولا شربت بها وحشرك اللّه مع الظالمين ، ثم القى القلنسوة ودعا بخرقة فشدّ بها رأسه واستدعى قلنسوة اخرى فلبسها واعتم عليها.
وأخذ مالك القلنسوة وكانت من خز ، فلما قدم بها بعد ذلك على امرأته أم عبد اللّه ابنة الحر أخت الحسين بن الحر البدّي ، أقبل يغسل البرنس من الدم فقالت له امرأته : أسلب ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يدخل بيتي أخرجه عنّي ملأ اللّه قبرك نارا ، فذكر أصحابه انّه لم يزل فقيرا حتى مات لعنه اللّه ، واستجيب دعاء الامام الحسين (عليه السلام) في حقه فكانت يداه تيبسان في الصيف كأنّهما عودان ، و تقطران دما في الشتاء.
وعلى رواية السيد والمفيد انّه : لبث القوم عنه (عليه السلام) هنيئة ثم عادوا وأحاطوا به .
فخرج من الخيمة عبد اللّه بن الحسن بن عليّ (عليه السلام) وهو غلام لم يبلغ الحلم لما رآه على تلك الحالة المؤلمة فلحقته زينب بنت علي لتحبسه ، وقال الحسين (عليه السلام) لها : احبسيه يا أختي ، فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا و قال : لا و اللّه لا أفارق عمّي.
فجاء الى عمّه ووقف امامه فأهوى بحر بن كعب لعنه اللّه الى الحسين (عليه السلام) بالسيف فقال له الغلام : ويلك يا بن الخبيثة أتقتل عمّي؟.
فضربه بحر بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها الى الجلدة فاذا يده معلقة فنادى الغلام : يا ابتاه ، يا عمّاه ، فأخذه الحسين (عليه السلام) فضمه إليه وقال : يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك و احتسب في ذلك الخير فانّ اللّه يلحق بآبائك الصالحين .
فرماه حرملة بن كاهل لعنه اللّه بسهم فذبحه وهو في حجر عمه الحسين (عليه السلام).
قال حميد بن مسلم لقد سمعت الحسين (عليه السلام) يقول آنذاك : اللهم امسك عنهم قطر السماء وامنعهم بركات الارض اللهم فان متعتهم الى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم ابدا فانّهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا .
قال الشيخ المفيد رحمه اللّه : وحملت الرجالة يمينا وشمالا على من كان بقي مع الحسين (عليه السلام) فقتلوهم حتى لم يبق معه الّا ثلاثة نفر أو أربعة .
وروى السيد و غيره انّه : قال الحسين (عليه السلام) : ابغوا لي ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابي لئلا أجرّد منه ، فأتى بتبان.
فقال : لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلة ، فأخذ ثوبا خلقا
فخرقه وجعله تحت ثيابه ، فلما قتل (عليه السلام) جردوه منه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|