المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الدور المزدوج للقلوب في الأخذ والعطاء
2024-09-11
اقسام المواقيت
2024-06-29
الإعلان (الأسس والمفاهيم الأولية)
27-6-2022
ميدان الصرف
14-10-2014
الخواص العامة لألياف الكتان
2023-05-31
هل فراشة المهراجا ذات طعم غير مقبول للإنسان؟
6-4-2021


وصول السبايا الى المدينة  
  
3294   11:48 صباحاً   التاريخ: 7-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص628-630.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015 3559
التاريخ: 7-5-2019 2767
التاريخ: 19-3-2016 3240
التاريخ: 24/9/2022 1683

كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) داخلا فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه ، وخلفه خادم معه كرسيّ‏ ، فوضعه له و جلس عليه و هو لا يتمالك عن العبرة ، و ارتفعت أصوات الناس بالبكاء وحنين النسوان والجواري والناس يعزّونه من كل ناحية ، فضجّت تلك البقعة ضجّة شديدة ، فأومأ بيده أن أسكتوا فسكنت فورتهم.

فقال : الحمد للّه رب العالمين ، مالك يوم الدين ، بارئ الخلائق أجمعين ، الذي بعد فارتفع في السماوات العلى ، وقرب فشهد النجوى ، نحمده على عظائم الامور ، و فجائع الدهور، وألم الفجائع ، و مضاضة اللّواذع، وجليل الرّزء ، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة.

 أيّها القوم انّ اللّه و له الحمد ابتلانا بمصائب جليلة و ثلمة في الاسلام عظيمة قتل أبو عبد اللّه الحسين (عليه السلام) وعترته وسبي نساؤه و صبيته ، و داروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.

أيّها الناس فأيّ رجالات منكم تسرّون بعد قتله؟ , أم أي فؤاد لا يحزن من أجله ، أم أية عين منكم تحبس دمعها و تضنّ عن انهمالها ، فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، و بكت البحار بأمواجها ، والسماوات بأركانها ، و الارض بأرجائها ، و الاشجار بأغصانها ، و الحيتان و لجج البحار والملائكة المقربون و أهل السماوات أجمعون.

يا أيّها الناس ، أي قلب لا ينصدع لقتله؟ , أم أيّ فؤاد لا يحن إليه؟ , أم أي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام و لم يصم.

أيّها الناس ، اصبحنا مطرودين مشردين مذودين و شاسعين عن الأمصار ، كانّا أولاد ترك و كابل من غير جرم اجترمناه و لا مكروه ارتكبناه و لا ثلمة في الاسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين ان هذا الّا اختلاق ، و اللّه لو انّ النبي (صلى الله عليه واله) تقدم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا ، فانّا للّه و انّا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها ، و أوجعها، و أفجعها و أكظّها ، و أفظعها ، و أمرّها ، و أفدحها ، فعند اللّه نحتسب فيما أصابنا و ما بلغ بنا فانّه عزيز ذو انتقام.

قال الراوي : فقام صوحان بن صعصعة بن صوحان - و كان زمنا - فاعتذر إليه صلوات اللّه عليه بما عنده من زمانة رجليه ، فأجابه بقبول معذرته وحسن الظن فيه وشكر له و ترحم على ابيه‏ .

ثم ساروا حتى قدموا المدينة فلما رأى عليّ بن الحسين (عليه السلام) المرقد المطهّر والضريح المنوّر لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) صاح : وا جدّاه وا محمداه، قتلوا الحسين عطشانا و سبوا نساءه و لم يرحموا الصغير و لا الكبير ، فعلا صوت البكاء و العويل مرّة أخرى.

و حكي انّ زينب أخذت بعضادتي باب المسجد و نادت : يا جدّاه انّي ناعية إليك أخي الحسين ، وهي مع ذلك لا تجف لها عبرة ولا تفتر من البكاء و النحيب و كلما نظرت الى عليّ بن الحسين (عليه السلام) تجدد حزنها و زاد وجدها .

روى الطبري عن الباقر (عليه السلام) انّه قال: ... فجهّزهم و حملهم الى المدينة، فلمّا دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كمها على رأسها تلقاهم و هي تبكي و تقول:

ما ذا تقولون ان قال النبيّ لكم‏             ما ذا فعلتم و أنتم آخر الامم‏

بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي‏               منهم أسارى و قتلى ضرّجوا بدم‏

ما كان هذا جزائي اذ نصحت لكم‏                   أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.