أقرأ أيضاً
التاريخ:
3246
التاريخ: 19-3-2016
3360
التاريخ: 3-04-2015
9227
التاريخ: 7-5-2019
4841
|
كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) داخلا فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه ، وخلفه خادم معه كرسيّ ، فوضعه له و جلس عليه و هو لا يتمالك عن العبرة ، و ارتفعت أصوات الناس بالبكاء وحنين النسوان والجواري والناس يعزّونه من كل ناحية ، فضجّت تلك البقعة ضجّة شديدة ، فأومأ بيده أن أسكتوا فسكنت فورتهم.
فقال : الحمد للّه رب العالمين ، مالك يوم الدين ، بارئ الخلائق أجمعين ، الذي بعد فارتفع في السماوات العلى ، وقرب فشهد النجوى ، نحمده على عظائم الامور ، و فجائع الدهور، وألم الفجائع ، و مضاضة اللّواذع، وجليل الرّزء ، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة.
أيّها القوم انّ اللّه و له الحمد ابتلانا بمصائب جليلة و ثلمة في الاسلام عظيمة قتل أبو عبد اللّه الحسين (عليه السلام) وعترته وسبي نساؤه و صبيته ، و داروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.
أيّها الناس فأيّ رجالات منكم تسرّون بعد قتله؟ , أم أي فؤاد لا يحزن من أجله ، أم أية عين منكم تحبس دمعها و تضنّ عن انهمالها ، فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، و بكت البحار بأمواجها ، والسماوات بأركانها ، و الارض بأرجائها ، و الاشجار بأغصانها ، و الحيتان و لجج البحار والملائكة المقربون و أهل السماوات أجمعون.
يا أيّها الناس ، أي قلب لا ينصدع لقتله؟ , أم أيّ فؤاد لا يحن إليه؟ , أم أي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام و لم يصم.
أيّها الناس ، اصبحنا مطرودين مشردين مذودين و شاسعين عن الأمصار ، كانّا أولاد ترك و كابل من غير جرم اجترمناه و لا مكروه ارتكبناه و لا ثلمة في الاسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين ان هذا الّا اختلاق ، و اللّه لو انّ النبي (صلى الله عليه واله) تقدم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا ، فانّا للّه و انّا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها ، و أوجعها، و أفجعها و أكظّها ، و أفظعها ، و أمرّها ، و أفدحها ، فعند اللّه نحتسب فيما أصابنا و ما بلغ بنا فانّه عزيز ذو انتقام.
قال الراوي : فقام صوحان بن صعصعة بن صوحان - و كان زمنا - فاعتذر إليه صلوات اللّه عليه بما عنده من زمانة رجليه ، فأجابه بقبول معذرته وحسن الظن فيه وشكر له و ترحم على ابيه .
ثم ساروا حتى قدموا المدينة فلما رأى عليّ بن الحسين (عليه السلام) المرقد المطهّر والضريح المنوّر لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) صاح : وا جدّاه وا محمداه، قتلوا الحسين عطشانا و سبوا نساءه و لم يرحموا الصغير و لا الكبير ، فعلا صوت البكاء و العويل مرّة أخرى.
و حكي انّ زينب أخذت بعضادتي باب المسجد و نادت : يا جدّاه انّي ناعية إليك أخي الحسين ، وهي مع ذلك لا تجف لها عبرة ولا تفتر من البكاء و النحيب و كلما نظرت الى عليّ بن الحسين (عليه السلام) تجدد حزنها و زاد وجدها .
روى الطبري عن الباقر (عليه السلام) انّه قال: ... فجهّزهم و حملهم الى المدينة، فلمّا دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كمها على رأسها تلقاهم و هي تبكي و تقول:
ما ذا تقولون ان قال النبيّ لكم ما ذا فعلتم و أنتم آخر الامم
بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي منهم أسارى و قتلى ضرّجوا بدم
ما كان هذا جزائي اذ نصحت لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|