المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

محل التقصير
10-12-2015
الزهد في الدنيا والإعراض عن الشهوات
11-7-2021
يحيى بن واقد بن محمد بن عَدي بن حُذيم
14-08-2015
عقوبة جريمة التعدي على سرية المراسلات
22-4-2017
تفسير الآية (15-18) من سورة الشورى
26-8-2020
HIV Infection and AIDS
16-11-2020


استشهاد طفلي مسلم بن عقيل  
  
4708   12:20 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص449-452.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

لما ذكرت خبر استشهاد مسلم رأيت من المناسب ذكر خبر استشهاد ابنيه و ان استشهدا بعد سنة من مقتله، فقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن أحد شيوخ أهل الكوفة انّه قال : لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليه السلام) أسر من معسكره غلامان صغيران فأتي بهما عبيد اللّه بن زياد، فدعا سجّانا له فقال : خذ هذين الغلامين إليك، فمن طيب الطعام فلا تطعمهما، و من البارد فلا تسقهما و ضيّق عليهما سجنهما، وكان الغلامان يصومان النهار فاذا جنّهما الليل أتيا بقرصين من شعير و كوز من ماء القراح.

فلمّا طال بالغلامين المكث حتى صارا في السنّة قال أحدهما لصاحبه : يا أخي قد طال بنا مكثنا ويوشك أن تفنى أعمارنا وتبلى أبداننا، فاذا جاء الشيخ فأعلمه مكاننا، و تقرّب إليه بمحمد (صلى الله عليه واله) لعلّه يوسّع علينا في طعامنا و يزيدنا في شرابنا.

فلمّا جنّهما الليل أقبل الشيخ إليهما بقرصين من شعير وكوز من ماء القراح فقال له الغلام الصغير: يا شيخ أتعرف محمدا؟.

قال : فكيف لا أعرف محمدا و هو نبيّي؟.

 قال: أ فتعرف جعفر بن أبي طالب؟ قال: و كيف لا أعرف جعفرا و قد أنبت اللّه له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء؟ قال: أ فتعرف عليّ بن أبي طالب؟ قال: و كيف لا أعرف عليا و هو ابن عم نبيّي و أخو نبيّي؟

قال له : يا شيخ فنحن من عترة نبيك محمد (صلى الله عليه واله) و نحن من ولد مسلم بن عقيل بن ابي طالب بيدك أسارى، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا و من بارد الشراب فلا تسقينا، وقد ضيّقت علينا سجننا.

فانكبّ الشيخ على أقدامهما يقبلهما و يقول : نفسي لنفسكما الفداء، ووجهي لوجهكما الوقاء، يا عترة نبيّ اللّه المصطفى، هذا باب السجن بين يديكما مفتوح، فخذا أي طريق شئتما.

فلمّا جنّهما الليل أتاهما بقرصين من شعير وكوز ماء القراح، ووقفهما على الطريق وقال لهما: سيرا يا حبيبيّ الليل واكمنا النهار حتى يجعل اللّه عز وجل لكما من أمركما فرجا و مخرجا، ففعل الغلامان ذلك.

فلمّا جنهما الليل انتهيا الى عجوز على باب فقالا لها: يا عجوز انّا غلامان صغيران غريبان حدثان، غير خبيرين بالطريق، وهذا الليل قد جنّنا أضيفينا سواد ليلتنا هذه فاذا أصبحنا لزمنا الطريق، فقالت لهما، فمن انتما يا حبيبيّ فقد شممت الروائح كلّها فما شممت رائحة هي أطيب من رائحتكما؟.

فقالا لها: يا عجوز نحن من عترة نبيك محمد (صلى الله عليه واله)هربنا من سجن عبيد اللّه بن زياد من القتل، قالت العجوز: يا حبيبيّ انّ لي ختنا  فاسقا قد شهد الوقعة مع عبيد اللّه بن زياد أتخوّف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما، قالا: سواد ليلتنا هذه فاذا أصبحنا لزمنا الطريق، فقالت: سآتيكما بطعام ثم اتتهما بطعام فأكلا و اشربا.

(و في رواية اخرى قالا: لا حاجة لنا الى طعام لكن افرشي لنا و سادة كي نقضي فوائتنا) فلمّا ولجا الفراش قال الصغير للكبير: يا أخي انّا نرجو أن نكون قد امنّا ليلتنا هذه فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشمّ رائحتك وتشمّ رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا، ففعلا الغلامان ذلك واعتنقا و ناما.

فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا فقالت العجوز: من هذا؟.

قال: أنا فلان.

قالت: ما الذي أطرقك هذه الساعة و ليس هذا لك بوقت؟.

قال: ويحك افتحي الباب قبل ان يطير عقلي، و تنشق مرارتي في جوفي، جهد البلاء قد نزل‏ بي.

قالت : ويحك ما الذي نزل بك؟.

قال: هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد اللّه بن زياد فنادى الامير في معسكره : من جاء برأس واحد منهما فله الف درهم ومن جاء برأسهما فله الفا درهم، فقد أتعبت وتعبت و لم يصل في يدي شي‏ء فقالت العجوز: يا ختني احذر ان يكون محمد خصمك في القيامة.

قال لها : ويحك انّ الدنيا محرص عليها.

فقالت : و ما تصنع بالدنيا و ليس معها آخرة.

قال : انّي لأراك تحامين عنهما كأنّ عندك من طلب الامير شي‏ء فقومي فان الامير يدعوك. فقالت : و ما يصنع الامير بي و إنمّا انا عجوز في هذه البريّة.

قال : إنمّا لي (الطلب) افتحي لي الباب حتى اريح وأستريح، فاذا اصبحت بكّرت في أي الطريق آخذ في طلبهما، ففتحت له الباب و أتته بطعام و شراب، فأكل و شرب.

فلما كان في بعض الليل سمع غطيط الغلامين في جوف البيت فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج، ويخور كما يخور الثور، ويمس بكفّه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير، فقال له : من هذا؟.

قال : أما انا فصاحب المنزل فمن أنتما؟.

فأقبل الصغير يحرك الكبير، و يقول : قم يا حبيبي فقد و اللّه وقعنا فيما كنّا نحاذره.

قال لهما: من أنتما؟.

قالا له : يا شيخ ان نحن صدقناك فلنا الامان؟.

قال : نعم.

قالا : أمان اللّه و امان رسوله و ذمّة اللّه و ذمّة رسوله (صلّى اللّه عليه و آله)؟.

قال : نعم، قالا و محمد بن عبد اللّه على ذلك من الشاهدين؟.

قال : نعم.

قالا : واللّه على ما نقول وكيل و شهيد؟.

قال : نعم.

قالا له : يا شيخ فنحن من عترة نبيك محمد (صلى الله عليه واله)هربنا من سجن عبيد اللّه بن زياد من القتل.

فقال لهما : من الموت هربتما، و الى الموت وقعتما الحمد للّه الذي اظفرني بكما، فقام الى الغلامين فشدّ اكتافهما، فبات الغلامان ليلتهما مكتفين.

فلمّا انفجر عمود الصبح دعا غلاما له اسود يقال له : فليح، فقال له : خذ هذين الغلامين فانطلق بهما الى شاطئ الفرات واضرب اعناقهما وائتني برؤوسهما لأنطلق بهما الى عبيد اللّه بن زياد وآخذ جائزة الفي درهم، فحمل الغلام السيف ومشى أمام الغلامين فما مضى الّا غير بعيد حتّى قال احد الغلامين : يا اسود ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال : انّ مولاي قد أمرني بقتلكما فمن أنتما؟.

قالا له : يا أسود نحن من عترة نبيّك محمد (صلى الله عليه واله)هربنا من سجن عبيد اللّه بن زياد من القتل أضافتنا عجوزكم هذه، و يريد مولاك قتلنا، فانكبّ الاسود على أقدامهما يقبّلهما و يقول : نفسي لنفسكما الفداء، ووجهي لوجهكما الوقاء، يا عترة نبيّ اللّه المصطفى، واللّه لا يكون محمد خصمي في القيامة، ثمّ عدا فرمى بالسيف من يده ناحية، و طرح نفسه في الفرات و عبر الى الجانب الآخر فصاح به مولاه يا غلام عصيتني؟.

فقال : يا مولاي إنمّا أطعتك ما دمت لا تعصي اللّه، فاذا عصيت اللّه فأنا منك بري‏ء في الدنيا و الآخرة.

فدعا ابنه فقال : يا بنيّ إنمّا اجمع الدنيا حلالها و حرامها لك، و الدنيا محرص عليها، فخذ هذين الغلامين إليك فانطلق بهما الى شاطئ الفرات، فاضرب اعناقهما وائتني برؤوسهما لأنطلق بهما الى عبيد اللّه بن زياد وآخذ جائزة الفي درهم فأخذ الغلام السيف ومشي امام الغلامين، فما مضيا الا غير بعير حتى قال احد الغلامين يا شابّ ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنّم؟.

فقال : يا حبيبيّ فمن انتما؟.

قالا : من عترة نبيّك محمد (صلى الله عليه واله) يريد والدك قتلنا، فانكبّ الغلام على أقدامهما يقبّلهما ويقول لهما مقالة الاسود ورمى بالسيف ناحية وطرح نفسه في الفرات وعبره، فصاح به أبوه يا بنيّ عصتني؟.

قال : لأن أطيع اللّه وأعصيك أحبّ إليّ من أن أعصي اللّه وأطيعك.

قال الشيخ : لا يلي قتلكما أحد غيري وأخذ السيف ومشى أمامهم فلمّا صار الى شاطئ الفرات سلّ السيف من جفنه فلمّا نظر الغلامان الى السيف مسلولا اغرورقت أعينهما و قالا له:

يا شيخ انطلق بنا الى السوق واستمتع بأثماننا ولا ترد أن يكون محمد خصمك في القيامة غدا فقال : لا ولكن اقتلكما وأذهب برؤوسكما الى عبيد اللّه بن زياد و آخذ جائزة الفين، فقالا له: يا شيخ أما تحفظ قرابتنا من رسول اللّه؟.

فقال : ما لكما من رسول اللّه قرابة.

قالا له : يا شيخ فائت بنا الى عبيد اللّه بن زياد حتى يحكم فينا بأمره، قال : ما الى ذلك سبيل الّا التقرب إليه بدمكما.

قالا له : يا شيخ أما ترحم صغر سننا؟.

قال: ما جعل اللّه لكما في قلبي من الرحمة شيئا.

قالا : يا شيخ ان كان ولا بد فدعنا نصلّي ركعات.

قال : فصلّيا ما شئتم ان نفعتكما الصلاة، فصلّى الغلامان أربع ركعات ثم رفعا طرفيهما الى السماء فناديا: «يا حي يا حليم يا احكم الحاكمين احكم بيننا و بينه بالحق».

فقام الى الاكبر فضرب عنقه و أخذ برأسه ووضعه في المخلاة، وأقبل الى الغلام الصغير يتمرّغ في دم أخيه و هو يقول : حتى ألقى رسول اللّه و أنا مختضب بدم أخي.

فقال : لا عليك سوف الحقك بأخيك، ثم قام الى الغلام الصغير فضرب عنقه وأخذ رأسه و وضعه في المخلاة، ورمى ببدنهما في الماء و هما يقطران دما و مرّ حتى أتى بهما عبيد اللّه بن زياد، و هو قاعد على كرسيّ له و بيده قضيب خيزران فوضع الرأسين بين يديه.

فلمّا نظر إليهما قام ثم قعد ثلاثا ثم قال : الويل لك أين ظفرت بهما؟.

قال : أضافتهما عجوز لنا .

قال : فما عرفت لهما حقّ الضيافة؟.

قال: لا.

قال : فايّ شي‏ء قالا لك؟.

(فقصّ عليه ما قالاه بتمامه و قال:) بعد ما صليا رفعا طرفيهما الى السماء و قالا:

«يا حي يا حليم يا احكم الحاكمين احكم بيننا و بينه بالحق».

قال عبيد اللّه بن زياد : فانّ احكم الحاكمين قد حكم بينكم، من للفاسق؟.

قال : فانتدب له رجل من أهل الشام فقال : أنا له.

قال : فانطلق به الى الموضع الذي قتل فيه الغلامين، فاضرب عنقه، ولا تترك أن يختلط دمه بدمهما و عجّل برأسه.

ففعل الرجل ذلك وجاء برأسه و نصبه على قناة، فجعل الصبيان يرمونه بالنبل و الحجارة و هم يقولون : هذا قاتل ذرية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله‏) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.