أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015
3831
التاريخ: 3-04-2015
3793
التاريخ: 3-04-2015
3551
التاريخ: 3-04-2015
3656
|
[لما الشقي ابن طوعه دل على مكان وجود مسلم ابن عقيل وعلم ابن زياد] قام وبعث معه عبيد الله بن العبّاس السلمي في سبعين رجلاً من قيس ، حتّى أتوا الدار التي فيها مسلم ، فلمّا سمع وقع الحوافر وأصوات الرجال علم أنّه قد أُتي ، فخرج إليهم بسيفه واقتحموا عليه الدار، فشدّ عليهم يضربهم بسيفه حتّى أخرجهم من الدار، واختلف هو وبكر بن حمران الأحمري فضرب بكر فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع في السفلى ، وضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة وثنّى باُخرى على حبل العاتق ، وخرج عليهم مصلتاً بسيفه ، فقال له محمد بن الأشعث : لك الأمان لا تقتل نفسك ، وهو يقاتلهم ويقول :
أقـسمـتُ لا أُقتلُ إلاّ حُرّا * إني رأيتُ الموتَ شيئاً نُكرا
كلّ امرئ يوماً ملاقٍ شـرّا * أخـافُ أن اُكذبَ أو اُغَرّا
فقال له محمد بن الأشعث : إنّك لا تكذب ولا تغرّ، فلا تجزع ، إنّ القوم بنو عمّك وليسوا بقاتليك.
فقال مسلم : أمّا لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم ، فاُتي ببغلةٍ فركبها، واجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه ، فكأنّه أيسَ هناك من نفسه ، فدمعت عيناه وقال : هذا أوّل الغدر، وأقبل على محمد بن الأشعث وقال : إنّي أراك والله ستعجز عن أماني فهل عندك خيرٌ ؟ تستطيع أن تبعث من عندك رجلاً على لساني أن يبلّغ حسيناً فإنّي لا أراه إلاّ خرج إليكم اليوم أو هو خارج غداً ويقول : إنّ ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم لا يرى أن يمسي حتّى يقتل ، وهو يقول : إرجع فداك أبي وأمّي بأهل بيتك ولا يغرنّك أهل الكوفة، فإنّهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنّى فراقهم بالموت أو القتل ، إنّ أهل الكوفة كذبوك وليس لكذوب رأي .
فقال ابن الأشعث : والله لأفعلنّ ، ولأعلمنّ ابن زياد أنّي قد آمنتك .
وأقبل ابن الأشعث بابن عقيل إلى باب القصر، ودخل على عبيد الله فاخبره خبره وما كان من أمانه .
فقال ابن زياد : ما أنت والأمان ؟ كأنّا أرسلناك لتؤمنه وإنّما أرسلناك لتأتينا به ، فسكت ابن الأشعث .
وخرج رسول ابن زياد فأمر بإدخال مسلم ، فلمّا دخل لم يسلّم عليه بالإمرة.
فقال الحرسي : ألا تسلّم على الأمير؟.
قال : إن كان يريد قتلي فما سلامي عليه ، وإن كان لا يريد قتلي ليكثرنّ سلامي عليه .
فقال ابن زياد : لعمري لتقتلنّ قتلة لم يقتلها أحدٌ من الناس في الإسلام .
فقال له مسلم : أنت أحقّ من أحدث في الإسلام ، وأنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة، ولؤم الغلبة .
وأخذ إبن زياد لعنة الله عليه يشتمه ويشتم الحسين وعليّاً وعقيلَاَ ، وأخذ مسلم لا يكلّمه .
ثمّ قال ابن زياد : إصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه ثمّ أتبعوه جسده .
فقال مسلم : لو كان بيني وبينك قرابة ما قتلتني .
فقال ابن زياد : أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف ، فدعي بكر بن حمران الأحمري فقال له : إصعد فكن أنت الذي تضرب عنقه .
فصعد وجعل مسلم يكبّر الله ويستغفره ، ويصلّي على النبيّ وآله ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا وخذلونا، وضربت عنقه واُتبع جسده رأسه ، واُمر بهانئ بن عروة فاُخرج إلى السوق وضربت عنقه وهو يقول : إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك .
وفي قتلهما يقول عبدالله بن الزبير الأسدي :
إن كنتِ لا تدرينَ ما الموتُ فانظري * إلى هانئ في السوقِ وابنِ عقيل
إِلى بطلٍ قـد هــشّم السيفُ وجههُ * واخر يهوي من طمار قــتيل
وبعث ابن زياد لعنه الله برأسيهما إلى يزيد بن معاوية لعنه الله.
وكان خروج مسلم رحمة الله عليه بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية، وقتل يوم عرفة سنة ستّين .وكان توجّه الحسين (عليه السلام) من مكّة إلى العراق في يوم خروج مسلم بالكوفة، وكان قد اجتمع إليه (عليه السلام) مدّة مقامه بمكّة نفر من أهل الحجاز والبصرة ، ولمّا أراد الخروج إلى العراق طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحلّ من إحرامه وجعلها عمرة، لأنّه لم يتمكّن من تمام الحجّ مخافة أن يُقبض عليه بمكّة فيُنفذ إلى يزيد بن معاوية.
فروي عن الفرزدق الشاعر أنّه قال : حججت بأمي سنة ستّين ، فبينا أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين بن عليّ (عليهما السلام) خارجاً من الحرم معه أسيافه وتراسه فقلت : لمن هذا القطار ؟.
فقيل للحسين بن عليّ .
فأتيته فسلّمت عليه وقلت له : أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحبّ يا ابن رسول الله بأبي أنت وأمّي ما أعجلك عن الحجّ ؟.
قال : لو لم أعجل لأخذت ثمّ قال لي : من أنت ؟ .
قلت : امرؤٌ من العرب ، فلا والله ما فتّشني أكثر من ذلك ، ثمّ قال : أخبرني عن الناس خلفك. فقلت : الخبير سألت ، قلوب الناس معك وأسيافهم عليك ، وسألته عن أشياء من نذور ومناسك فأخبرني بها، ثمّ حرّك راحلته وقال : السلام عليكم ، ثمّ افترقنا .
ولحقه عبدالله بن جعفر بكتاب عمرو بن سعيد بن العاص والي مكة مع أخيه يحيى بن سعيد يؤمنه على نفسه ، فدفعا إليه الكتاب وجهدا به في الرجوع , فقال : إنّي رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام وأمرني بما أنا ماض له .
قالا: فما تلك الرؤيا؟ .
فقال : ما حدّثت بها أحداً ولا اُحدّث أحداً حتّى ألقى ربّي عزّ وجل .
فلمّا يئس عبدالله بن جعفر منه أمر ابنيه عوناً ومحمداً بلزومه والمسير معه والجهاد دونه، ورجع هو ويحيى بن سعيد إلى مكّة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|