أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
1586
التاريخ: 14-5-2021
2077
التاريخ: 3-7-2019
3792
التاريخ: 1-12-2016
2318
|
في الطريق الى صفين
من الكوفة الى صفين
*- قال مالك بن حبيب وهو على شرطة علي وهو آخذ بعنان دابته عليه السلام : يا أمير المؤمنين ، أتخرج بالمسلمين فيصيبوا أجر الجهاد والقتال وتخلفني في حشر الرجال ؟ فقال له علي: إنهم لن يصيبوا من الأجر شيئا إلا كنت شريكهم فيه ، وأنت هاهنا أعظم غناء منك عنهم لو كنت معهم . فقال: سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين. فخرج على حتى إذا جاز حد الكوفة صلى ركعتين .
*- عن عبد الرحمن بن يزيد ، أن عليا صلى بين القنطرة والجسر ركعتين
* - عن أبى الحسين زيد بن علي ، عن آبائه عن على عليه السلام قال . خرج على وهو يريد صفين حتى إذا قطع النهر أمر مناديه فنادى بالصلاة . قال : فتقدم فصلى ركعتين ، حتى إذا قضى الصلاة أقبل علينا فقال : يأيها الناس ، ألا من كان مشيعا أو مقيما فليتم الصلاة فإنا قوم على سفر ومن صحبنا فلا يصم المفروض. والصلاة المفروضة ركعتان .
*- ثم خرج حتى أتى دير أبى موسى، وهو من الكوفة على فرسخين فصلى بها العصر، فلما انصرف من الصلاة قال: سبحان ذى الطول والنعم، سبحان ذى القدرة والإفضال . أسأل الله الرضا بقضائه، والعمل بطاعته ، والإنابة إلى أمره ، فإنه سميع الدعاء . ثم خرج حتى نزل على شاطئ نرس ، بين موضع حمام أبى بردة وحمام عمر ، فصلى بالناس المغرب فلما انصرف قال : الحمد لله الذى يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ، و الحمد لله كلما وقب ليل وغسق ، والحمد لله كلما لاح نجم وخفق ثم أقام حتى صلى الغداة ، ثم شخص حتى بلغ قبة قبين ، و فيها نخل طوال إلى جانب البيعة من وراء النهر . فلما رآها قال : ( والنخل باسقات لها طلع نضيد ) . ثم أقحم دابته النهر فعبر إلى تلك البيعة فنزلها فمكث بها قدر الغداة .
دعاء عمار
*- الحسين بن أسباط العبدي ، قال : سمعت عمار بن ياسر ( رحمه الله ) يقول عند توجهه إلى صفين : اللهم لو أعلم أنه أرض لك أن أرمي بنفسي من فرق هذا الجبل لرميت بها ، ولو أعلم أنه أرضى لك أن أوقد لنفسي نارا فأقع فيها لفعلت ، وإني لا أقاتل أهل الشام إلا وأنا أريد بذلك وجهك ، وأنا أرجو أن لا تخيبني وأنا أريد وجهك الكريم .
في بابل
*- عن ابن مخنف : إنّى لأنظر إلى أبى ، مخنف بن سُليم وهو يساير عليّاً ببابل ، وهو يقول : إنّ ببابل أرضاً قد خُسِف بها ، فحرّك دابتك لعلّنا أن نصلّى العصر خارجاً منها حرّك دابته وحرّك الناس دوابّهم فى أثره ، فلمّا جاز جسر الصراة نزل فصلّي بالناس العصر .
*- عن عبد خير: كنت مع علىّ أسير فى أرض بابل. وحضرت الصلاة صلاة العصر. فجعلنا لا نأتي مكاناً إلاّ رأيناه أفيح ن الآخر، حتى أتينا علي مكان أحسن ما رأينا، وقد كادت الشمس أن تغيب. فنزل علىٌّ ونزلت معه، فدعا الله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر ، فصلّينا العصر ، ثمّ غابت الشمس.
في كربلاء
* - عن جويرية بن مسهر العبدي قال: لما توجهنا مع أمير المؤمنين عليه السلام، إلى صفين فلبغنا طفوف كربلاء وقف ناحية من المعسكر، ثم نظر يمينا وشمالا واستعبر ثم قال : هذا والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع ؟ فقال هذا كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب، ثم سار وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال حتى كان من أمر الحسين بن علي - صلوات الله عليهما - وأصحابه بالطف ما كان.
*- عبد الله بن يحيى عن أبيه أن أمير المؤمنين عليه السلام لما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى: اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، فقلت: وماذا؟ فذكر مصرع الحسين عليه السلام بالطف.
*- جويرية بن مسهر العبدي: لما دخل علي عليه السلام إلى صفين وقف بطفوف كربلاء ونظر يمينا وشمالا واستعبر، ثم قال: والله ينزلون ههنا، فلم يعرفوا تأويله إلا وقت قتل الحسين عليه السلام.
*- عن هرثمة بن سليم قال : غزونا مع علي عليه السلام صفين ، فلما نزل بكربلاء صلى بنا ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال : واها لك يا تربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، قال : فلما رجع هرثمة من غزاته إلى امرأته جرداء بنت سمير - وكانت من شيعة علي عليه السلام - حدثها هرثمة فيما حدث فقال لها : ألا أعجبك من صديقك أبي حسن ؟ قال : لما نزلنا كربلاء وقد أخذ جفنة من تربتها وشمها وقال : واها لك أيتها التربة ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، وما علمه بالغيب ؟ فقالت المرأة له : دعنا منك أيها الرجل ، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا ، قال : فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين عليه السلام كنت في الخيل التي بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى الحسين عليه السلام وأصحابه عرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع علي عليه السلام والبقعة التي رفع إليه من تربتها والقول الذي قاله فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين عليه السلام فسلمت عليه وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحسين عليه السلام : أمعنا أم علينا ؟ فقلت : يا بن رسول الله لا معك ولا عليك ! تركت ولدي وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد، فقال الحسين: فتول هربا حتى لا ترى مقتلنا، فوالذي نفس حسين بيده لا يرى اليوم مقتلنا أحد ثم لا يعيننا إلا دخل النار، قال: فأقبلت في الأرض أشتد هربا حتى خفى علي مقتلهم.
*- عن أبي جحيفة قال : جاء عروة البارقي إلى سعد بن وهب فسأله وقال : حديث حدثتناه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : نعم بعثني مخنف بن سليم إلى علي عليه السلام عند توجهه إلى صفين ، فأتيته بكربلاء فوجدته يشير بيده ويقول : ههنا ههنا ، فقال له رجل : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: ثقل لآل محمد صلى الله عليه وآله ينزل ههنا، فويل لهم منكم وويل لكم منهم، فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين ؟ قال : ويل لهم منكم : تقتلونهم ، وويل لكم منهم : يدخلكم الله بقتلهم إلى النار . قال نصر : وقد روي هذا الكلام على وجه آخر أنه عليه السلام قال : فويل لكم منهم وويل لكم عليهم ، فقال الرجل : أما ويل لنا منهم فقد عرفناه فويل لنا عليهم ما معناه ؟ فقال : ترونهم يقتلون لا تستطيعون نصرتهم .
*- عن الحسن بن كثير، عن أبيه أن عليا عليه السلام أتى كربلاء فوقف بها، فقيل له : يا أمير المؤمنين هذه كربلاء ، فقال : ذات كرب وبلاء ، ثم أومأ بيده إلى مكان فقال : ههنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم ثم أومأ بيده إلى مكان آخر فقال : ههنا مراق دمائهم ، ثم مضى إلى ساباط .
*- عن أبي سعيد عقيصا قال : خرجنا مع علي عليه السلام نريد صفين ، فمررنا بكربلاء فقال : هذا موضع الحسين عليه السلام وأصحابه . ثم سرنا حتى انتهينا إلى راهب في صومعة، وتقطع الناس من العطش وشكوا إلى علي عليه السلام ذلك ، وأنه قد أخذ بهم طريقا لا ماء فيه من البر ، وترك طريق الفرات . فدنا من الراهب، فهتف به ، وأشرف إليه فقال : أقرب صومعتك ماء ؟ قال : لا . فثنى رأس بغلته، فنزل في موضع فيه رمل ، وأمر الناس أن يحفروا هذا الرمل ، فحفروا ، فأصابوا تحته صخرة بيضاء ، فاجتمع ثلاثمائة رجل ، فلم يحركوها . فقال عليه السلام : تنحوا فإني صاحبها . ثم أدخل يده اليمنى تحت الصخرة، فقلعها من موضعها حتى رآها الناس على كفه فوضعها ناحية، فإذا تحتها عين ماء أرق من الزلال وأعذب من الفرات، فشرب الناس وسقوا واستقوا وتزودوا ، ثم رد الصخرة إلى موضعها وجعل الرمل كما كان . وجاء الراهب فأسلم، وقال : إن أبي أخبرني ، عن جده - وكان من حواري عيسى - : إن تحت هذا الرمل عين ماء ، وإنه لا يستنبطها إلا نبي أو وصي نبي . وقال لعلي عليه السلام : أتأذن لي أن أصحبك في وجهك هذا ؟ قال عليه السلام : الزمني. ودعا له ، ففعل ، فلما كان ليلة الهرير قتل الراهب فدفنه بيده عليه السلام ، وقال : لكأني أنظر إليه ، وإلى منزله في الجنة ، ودرجته التي أكرمه الله بها .
*- عن الحسن بن كثير عن أبيه : إنّ عليّاً أتي كربلاء فوقف بها ، فقيل : يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء .قال : ذات كرب وبلاء .ثمّ أومأ بيده إلي مكان فقال :هاهنا موضع رحالهم ، ومُناخ ركابهم .وأومأ بيده إلي موضع آخر فقال : هاهنا مُهراق دمائهم.
*- في الفتوح : سار [علي عليه السلام حتي نزل بدير كعب فأقام هنالك باقى يومه وليلته . وأصبح سائراً حتي نزل بكربلاء، ثمّ نظر إلى شاطئ الفرات وأبصر هنالك نخيلا فقال :يابن عبّاس ! أ تعرف هذا الموضع؟ فقال : لا يا أمير المؤمنين ! ما أعرفه. فقال : أما إنّك لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجاوزه حتي تبكى لبكائي .قال : ثمّ بكي علىّ عليه السلام بكاءً شديداً ، حتي اخضلّت لحيته بدموعه وسالت الدموع علي صدره ، ثمّ جعل يقول :اواه ! ما لى ولآل أبى سفيان! ثمّ التفت إلي الحسين عليه السلام فقال: اِصبر أبا عبد الله! فلقد لقى أبوك منهم مثل الذى تلقي من بعدى. قال: ثمّ جعل على عليه السلام يجول فى أرض كربلاء كأنّه يطلب شيئاً، ثمّ نزل ودعا بماء فتوضّأ وضوء الصلاة، ثمّ قام فصلّي ما شاء أن يصلّى والناس قد نزلوا هنالك من قرب نينوى إلى شاطئ الفرات. قال: ثمّ خفق برأسه خفقة فنام وانتبه فزعاً فقال: يابن عبّاس! أ لا اُحدّثك بما رأيت الساعة فى منامي؟ فقال: بلي يا أمير المؤمنين! فقال: رأيت رجالا بيض الوجوه، فى أيديهم أعلام بيض ، وهم متقلّدون بسيوف لهم ، فخطّوا حول هذه الأرض خطّة ، ثمّ رأيت هذه النخيل وقد ضربت بسعفها الأرض ، ورأيت نهراً يجرى بالدم العَبيط ، ورأيت ابنى الحسين وقد غرق فى ذلك الدم وهو يستغيث فلا يغاث ، ثمّ إنّى رأيت اُولئك الرجال البيض الوجوه الذين نزلوا من السماء وهم ينادون : صبراً آل الرسول صبراً ! فإنّكم تُقتلون علي أيدى أشرار الناس، وهذه الجنّة مشتاقة إليك يا أبا عبد الله ! ثمّ تقدّموا إلىّ فعزّوني وقالوا : أبشر يا أبا الحسن ! فقد أقرّ الله عينك بابنك الحسين غداً يوم يقوم الناس لربّ العالمين. ثمّ إنّى انتبهت ; فهذا ما رأيت، فوَ الذى نفس علىّ بيده! لقد حدّثني الصادق المصدوق أبو القاسم صلى الله عليه واله أنّى سأري هذه الرؤيا بعينها فى خروجي إلي قتال أهل البغي علينا، وهذه أرض كربلاء الذى يُدفن فيها ابنى الحسين وشيعته وجماعة من ولد فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه واله، وأنّ هذه البقعة المعروفة فى أهل السماوات تذكر بأرض كرب وبلاء، وليُحشرنّ منها قوم يدخلون الجنّة بلا حساب.
في المدائن
*عن عمر بن سعد : ثمّ مضي نحو ساباط حتي انتهي إلي مدينة بهرسير، وإذا رجل من أصحابه يقال لهجرّ بن سهم بن طريف من بنى ربيعة بن مالك ، ينظر إلي آثار كسري ، وهو يتمثّل قول ابن يعفر التميمي :
جرتِ الرياحُ علي مكان ديارِهم *** فكأنّما كانوا على ميعاد
فقال علي: أ فلا قلت: كَم ْتَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ؟ إنّ هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين، إنّ هؤلاء لم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية. إيّاكم وكفر النعم لا تحلّ بكم النِّقم . ثمّ قال: انزلوا بهذه النَّجوة.
*عن الأصبغ بن نباتة : إنّ رجلا ًسأل عليّاً بالمدائن عن وضوء رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فدعا بمِخْضَب ن بِرام قد نَصَفَه الماء . قال علىّ : مَن السائل عن وضوء رسول الله صلى الله عليه واله ؟فقام الرجل ،فتوضّأ علىٌّ ثلاثاً ثلاثاً ، ومسح برأسه واحدة ،وقال : هكذا رأيت رسول الله يتوضّأ.
*عن حَبّة العُرَني: أمر علىّ بن أبى طالب الحارث الأعور فصاح فى أهل المدائن: من كان من المقاتلة فليوافِ أمير المؤمنين صلاة العصر . فوافوه فى تلك الساعة، فحمد الله وأثني عليه وقال :أمّا بعد فإنّى قد تعجبت من تخلّفكم عن دعوتكم ، وانقطاعكم عن أهل مصركم فى هذه المساكن الظالم أهلُها ، والهالك أكثر سكانها ، لا معروفاً تأمر ونبه، ولا منكراً تنهون عنه .قالوا : يا أمير المؤمنين ! إنّا كنّا ننتظر أمرك ورأيك ، مُرنا بما أحببت .فسار وخلّف عليهم عدىّ بن حاتم ، فأقام عليهم ثلاثاً ثمّ خرج في ثمانمائة ، وخلّف ابنه يزيد فلحقه فى أربعمائة رجل منهم ، ثمّ لحق عليّاً.
في دير نصراني بالانبار
*ـ في الفتوح : أقام علىّ عليه السلام بالأنبار يومين ، فلمّا كان فى اليوم الثالث سار بالناس فى بريّة ملساء ، وعطش الناس واحتاجوا إلي الماء . قال : وإذا براهب فى صومعته ، فدنا منه علي عليه السلام وصاح به فأشرف عليه ، فقال له علىّ عليه السلام : هل تعلم بالقرب منك ماء نشرب منه ؟فقال : ما أعلم ذلك ، وإنّ الماء ليُحمل إلينا من قريب من فرسخين .قال : فتركه علي عليه السلام وأقبل إلي موضع من الأرض فطاف به ، ثمّ أشار إلي مكان منه فقال : احفروا ههنا .فحفروا قليلا وإذا هم بصخرة صفراء كأنّما طليت بالذهب ، وإذا هي على سبيل الرحي لا ينتقلها إلاّ مائة رجل .فقال علي عليه السلام: اقلبوها فالماء من تحتها .فاجتمع الناس عليها فلم يقدروا علي قلبها .قال : فنزل علي عليه السلام عن فرسه ، ثمّ دنا من الصخرة وحرّك شفتيه بشىء لم يُسمع ، ثمّدنا من الصخرة وقال : باسم الله ، ثمّ حرّكها ورفعها فدحاها ناحية .قال : فإذا بعين من الماء لم تر الناس أعذب منها ولا أصفي ولا أبرد ، فنادي فى الناس أن "هلمّوا إلي الماء" .قال : فورد الناس فنزلوا وشربوا وسقوا ما معهم من الظَّهر ،وملؤوا أسقيتهم ، وحملوا من الماء ما أرادوا . ثمّ حمل على الصخرة وهو يحرّك شفتيه بمثل كلامه الأوّل حتى ردّ الصخرة إلى موضعها. ثمّ سار حتي نزل فى الماء الذى أرادوا وإذا ماؤه متغيّر ، فقال علي عليه السلام لأصحابه : أ فيكم من يعرف مكان الماء الذى يتم عليه ؟ فقالوا: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فانطلَقوا إليه، فطلبوا مكان الصخرة فلم يقدروا عليه ; فانطلقوا إلي الراهب فصاحوا به: يا راهب ! فأشرف عليهم، فقالوا: أين هذا الماء الذي هو بالقرب من ديرك؟ فقال الراهب: إنّه ما بقُربى شىء من الماء! فقالوا: بلي ! قد شربنا منه. نحن وصاحبنا، وهو الذى استخرج لنا الماء وقد شربنا منه. فقال الراهب: والله ما بُنى هذا الدير إلاّ بذلك الماء ، وإنّ لي في هذه الصومعة منذ كذا سنة ما علمت بمكان هذا الماء ، وإنّها عين يقال لها عين راحوما ، ما استخرجها إلاّ نبىّ أو وصىّ نبىّ ، ولقد شرب منها سبعون نبيّاً وسبعون وصيّاً .قال : فرجعوا إلي علىّ عليه السلام فأخبروه بذلك ، فسكت ولم يقل شيئاً.
*فى الإرشادـ فى بيان قصّة عطش أصحاب الإمام عليه السلام لمّا توجّه إلى صفّين ولقائهم مع الراهب ـ : فقال عليه السلام : اكشفوا الأرض فى هذا المكان .فعدل جماعة منهم إلي الموضع فكشفوه بالمساحي ، فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي .فقال لهم : إنّ هذه الصخرة على الماء فإن زالت عن موضعها وجدتم الماء .فاجتهدوا فى قلبها ، فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً واستصعبت عليهم ، فلمّا رآهم عليه السلام قد اجتمعوا وبذلوا الجهد فى قلع الصخرة فاستصعبت عليهم ، لوي عليه السلام رجله عن سرجه حتي صار علي الأرض ، ثمّ حسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحرّكها ، ثمّ قلعها بيده ودحا بها أذرعاً كثيرة ، فلمّا زالت عن مكانها ظهر لهم بياض الماء ، فتبادروا إليه فشربوا منه ، فكان أعذب ماء شربوا منه فى سفرهم وأبرد هو أصفاه .فقال لهم : تزوّدوا وارتووا .ففعلوا ذلك . ثمّ جاء إلي الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت.
*ـ في شرح نهج البلاغةـ فى صفة قوّة الإمام عليه السلام ـ: وهو الذى قلع باب خيبر واجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه، وهو الذى اقتلع هُبل من أعلي الكعبة، وكان عظيماً جدّاً وألقاه إلي الأرض، وهو الذى اقتلع الصخرة العظيمة في أيّام خلافته عليه السلام بيده بعد عجز الجيش كلّه عنها وأنبط الماء من تحتها.
في بليخ
*ـ في الفتوح: ونظر إليه علي عليه السلام راهبٌ قد كان هنالك في صومعة له، فنزل من الصومعة وأقبل إلي علىّ عليه السلام، فأسلم علي يده ; ثمّ قال: يا أمير المؤمنين! إنّ عندنا كتاباً توارثناه عن آبائنا ، يذكرون أنّ عيسي بن مريم عليه السلام كتبه ، أ فأعرضه عليك؟ قال علىّ عليه السلام : نعم فهاته .فرجع الراهب إلي الصومعة وأقبل بكتاب عتيق قد كاد أن يندرس ،فأخذه علىّ وقبله ثمّ دفعه إلي الراهب ، فقال : اقرأه علىَّ !فقرأه الراهب علي علىّ عليه السلام ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، الذى قضي فيما قضي وسطر فيما سطر ، أنّه باعث فى الاُمّيّين رسولا منهم يعلّمهم الكتاب والحكمة ، ويدلّهم علي سبيل الرشاد ، لا فَظّ ولا غليظ ولا صَخّابى الأسواق ، لا يجزى السيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ، اُمّته الحامدون الذين يَحمدون الله علي كلّ حال فى هبوط الأرض وصعود الجبال ، ألسنتهم مذلّلة بالتسبيح والتقديس والتكبير والتهليل ، ينصر الله هذا النبي علي من ناواه ; فإذا توفّاه الله اختلفت اُمّته من بعده ، ثم ّيلبثون بذلك ما شاء الله ; فيمرّ رجل من اُمّته بشاطئ هذا النهر ، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ، يقضى بالحقّ ولا يرتشى فى الحكم ، الدنيا عليه أهون من شرب الماء علي الظمآن ، يخاف الله عزّ وجلّ فى السِرّ وينصح الله فى العلانية ، ولا يأخذه في الله لومة لائم ، فمن أدرك ذاك النبي فليؤمن به ، فمن آمن به كان له رضوان الله والجنّة ، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإنّه وصىّ خاتم الأنبياء ، والقتل معه شهادة .قال : ثمّ إنّه أقبل هذا الراهب علي علىّ فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّى صاحب كلا اُفارقك أبداً حتي يصيبني ما أصابك. قال: فبكي علىّ عليه السلام ثمّ قال: الحمد لله الذى ذكرني عنده فى كتب الأبرار. قال : ثمّ سار وهذا الراهب معه ، فكان يتغدى ويتعشى مع علىّ ; حتي صار إلي صفّين ، فقاتل فقُتل ، فقال علىّ لأصحابه : اطلبوه ! فطلبوه فوجدوه ، فصلّى عليه علىّ عليه السلام ودفنه واستغفر له ، ثمّ قال : هذا منّا أهل البيت.
في الأنبار
*عن حبّة العرني: وجاء علي حتى مرّ بالأنبار ، فاستقبله بنو خُشنوشك دهاقنتها . فلما استقبلوه نزلوا ثمّ جاؤوا يشتدّون معه قال : ما هذه الدوابّ التي معكم ؟ وما أردتم بهذا الذى صنعتم ؟قالوا : أمّا هذا الذى صنعنا فهو خُلق منّا نعظّم به الاُمراء . وأمّا هذه البراذين فهديّة لك . وقد صنعنا لك وللمسلمين طعاماً، وهيّأنا لدوابّكم علفاً كثيراً. قال: أمّا هذا الذى زعمتم أنّه منكم خُلق تعظّمون به الاُمراء فوالله، ما ينفع هذا الاُمراء، وإنّكم لتشقّون به علي أنفسكم وأبدانكم ، فلا تعودوا له . وأمّا دوابّكم هذه فإن أحببتم أن نأخذها منكم فنحسبها من خراجكم أخذناها منكم. وأمّا طعامكم الذى صنعتم لنا فإنّا نكره أن نأكل من أموالكم شيئاً إلاّ بثمن. قالوا: يا أمير المؤمنين، نحن نقوِّمه ثمّ نقبل ثمنه. قال: إذاً لا تقوّمونه قيمته، نحن نكتفى بما دونه. قالوا: يا أمير المؤمنين، فإنّ لنا من العرب موالىَ ومعارفَ، فتمنعنا أن نهدى لهم وتمنعهم أن يقبلوا منا؟ قال: كلّ العرب لكم موال، وليس ينبغي لأحد من المسلمين أن يقبل هديّتكم . وإن غصبكم أحدٌ فأعلمونا. قالوا: يا أمير المؤمنين، إنّا نحبّ أن تقبل هديّتنا وكرامتنا. قال لهم: ويحكم، نحن أغني منكم. فتركهم ثمّ سار.
في الرقّة
*ـ في وقعة صفّين عن يزيد بن قيس الأرحبي: ثم ّسار أمير المؤمنين حتي أتي الرقّة وجلّ أهلها العثمانيّة، الذي نفرّوا من الكوفة برأيهم وأهوائهم إلي معاوية، فغلّقوا أبوابها وتحصّنوا فيها، و كان أميرهم سماك بن مخرمة الأسدي فى طاعة معاوية، وقد كان فارق عليّاً فى نحو من مائة رجل من بنى أسد، ثمّ أخذ يكاتب قومه حتي لحق به منهم سبعمائة رجل.
*ـ في الفتوح: دعا [علي عليه السلام على أهل الرقّة فقال: اعقدوا لى جسراً علي هذا الفرات حتي أعبر عليه أنا وأصحابي إلي قتال معاوية. فأبوا ذلك ; وعلم علي عليه السلام هوي أهل الرقّة فى معاوية، فتركهم ونادي فى أصحابه: نمضي لكى نعبر علي جسر منبج.
قال: فخرج الأشتر إلي أهل الرقّة مغضباً وقال: والله يا أهل الرقّة! لئن لم تعقدوا لأمير المؤمنين جسراً لاُجرّدن فيكم السيف ولأقتلنّ الرجال ولأحويين الأموال. فلمّا سمع أهل الرقّة ذلك قال بعضهم لبعض: إنّ الأشتر والله يوفى بما يقول ; ثمّ إنّهم ركبوا خلف علىّ بن أبى طالب فردّوه وقالوا: ارجع يا أمير المؤمنين! فإنّنا عاقدون لك جسراً قال: فرجع علىّ إلي الرقّة، وعقدوا له جسراً علي الفرات، ونادى فى أصحابه أن اركبوا! فركبت الناس وعبرت الأثقال كلّها، وعبر الناس بأجمعهم، وعلىّ واقف فى ألف فارس من أصحابه، ثمّ عبر آخر الناس .
عند تل على الفرات
*- عن عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) قال : لما سار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى صفين ، وقف بالفرات وقال لأصحابه : أين المخاض ؟ فقالوا: أنت أعلم يا أمير المؤمنين، فقال لبعض أصحابه: امض إلى هذا التل، وناد: يا جلند أين المخاض؟ قال: فسار حتى وصل التل، ونادى: يا جلند؟ أين المخاض؟ فأجابه من تحت الأرض خلق عظيم، فبهت ولم يدر ماذا يصنع؟! فأتى إلى الإمام ( عليه السلام ) فقال : يا مولاي ، جاوبني خلق كثير فقال ( عليه السلام ) : يا قنبر ، امض وقل : يا جلند بن كركر ، أين المخاض ؟ قال : فمضى وقال ، فكلمه واحد ، وقال : يا ويلكم ، من قد عرف اسمي واسم أبي وأنا في هذا المكان وقد صرت ترابا ، وقد بقي قحف رأسي عظم نخر ، ولي ثلاثة آلاف سنة ، ولا يعلم أين المخاض ؟ فهو والله أعلم مني ويلكم، ما أعمى قلوبكم، وأضعف نفوسكم، ويلكم أمضوا إليه، واتبعوه، وأين خاض خوضوا، فإنه أشرف الخلق بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . فاعتبروا أيها المعتبرون، وانظروا بعين اليقين إلى هذه المعجزات والفضائل التي ما جمعت في بشر سواه (عليه السلام) .
عطش في الطريق
* أن الجماعة روت أن أمير المؤمنين عليه السلام لما توجه إلى صفين لحق أصحابه عطش شديد، ونفد ما كان عندهم من الماء، فأخذوا يمينا وشمالا يلتمسون الماء فلم يجدوا له أثرا، فعدل بهم أمير المؤمنين عليه السلام عن الجادة وسار قليلا ، ولاح لهم دير في وسط البرية فسار بهم نحوه حتى إذا صار في فنائه أمر من نادى ساكنه بالاطلاع إليهم ، فنادوه فأطلع ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : هل قرب قائمك هذا من ماء يتغوث به هؤلاء القوم ؟ فقال: هيهات بيني وبين الماء أكثر من فرسخين، وما بالقرب مني شئ من الماء، ولولا أنني أوتي بماء يكفيني كل شهر على التقتير لتلفت عطشا، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أسمعتم ما قال الراهب ؟ قالوا : نعم ، أفتأمرنا بالمسير إلى حيث أوما إليه لعلنا أن ندرك الماء وبنا قوة ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لا حاجة لكم إلى ذلك ، ولوى عنق بغلته نحو القبلة و أشار بهم إلى مكان يقرب من الدير فقال: اكشفوا الأرض في هذا المكان ، فعدل منهم جماعة إلى الموضع فكشفوه بالمساحي ، فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ههنا صخرة لا تعمل فيها المساحي ، فقال لهم : إن هذه الصخرة على الماء ، فإن زالت عن موضعها وجدتم الماء ، فاجتهدوا في قلعها فاجتمعوا و راموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا ، واستصعبت عليهم ، فلما رآهم عليه السلام قد اجتمعوا وبذلوا الجهد في قلع الصخرة واستصعبت عليهم ، لوى رجله عن سرجه حتى صار على الأرض ، ثم حسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها ، ثم قلعها بيده ودحا بها أذرعا كثيرة ، فلما زالت من مكانها ظهر لهم بياض الماء ، فبادروا إليه فشربوا منه ، فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم وأبرده وأصفاه ، فقال لهم : تزودوا وارتووا ، ففعلوا ذلك . ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت ، فأمر أن يعفى أثرها بالتراب والراهب ينظر من فوق ديره ، فلما استوفى علم ما جرى نادى : أيها الناس أنزلوني أنزلوني ، فاحتالوا في إنزاله ، فوقف بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا هذا أنت نبي مرسل ؟ قال : لا ، قال : فملك مقرب ؟ قال : لا ، قال : فمن أنت ؟ قال : أنا وصي رسول الله محمد ابن عبد الله خاتم النبيين صلى الله عليه وآله قال : ابسط يدك أسلم لله تبارك وتعالى على يديك ، فبسط أمير المؤمنين عليه السلام يده وقال له : اشهد الشهادتين ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأشهد أنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وأحق الناس بالأمر من بعده ، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام عليه شرائط الاسلام ، ثم قال له : ما الذي دعاك الآن إلى الاسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف ؟ قال : أخبرك يا أمير المؤمنين ، إن هذا الدير بني على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها ، وقد مضى عالم قبلي فلم يدركوا ذلك ، وقد رزقنيه الله عز وجل ، إنا نجد في كتاب من كتبنا ونأثر عن علمائنا أن في هذا الصقع عينا عليها صخرة لا يعرف مكانها إلا نبي أو وصي نبي ، وإنه لا بد من ولي لله يدعو إلى الحق آيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على قلعها ، وإني لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققت ما كنا ننتظره وبلغت الأمنية منه ، فأنا اليوم مسلم على يديك ومؤمن بحقك ومولاك . فلما سمع أمير المؤمنين عليه السلام بكى حتى اخضلت لحيته من الدموع، و قال : الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا ، ثم دعا الناس فقال: اسمعوا ما يقول أخوكم المسلم ، فسمعوا مقاله وكثر حمدهم لله وشكرهم على النعمة التي أنعم بها عليهم في معرفتهم بحق أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم ساروا والراهب بين يديه في جملة أصحابه حتى لقي أهل الشام ، وكان الراهب في جملة من استشهد معه ، فتولى - عليه الصلاة والسلام - الصلاة عليه ودفنه ، وأكثر من الاستغفار له ، وكان إذا ذكره يقول : ذاك مولاي . وفي هذا الخبر ضروب من المعجز: أحدهم علم الغيب ، والثاني القوة التي خرق العادة بها وتميزه بخصوصيتها من الأنام ، مع ما فيه من ثبوت البشارة به في كتب الله الأولى ، وذلك مصداق قوله تعالى : " ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل.
وفي مثل ذلك يقول السيد إسماعيل بن محمد الحميري رحمه الله في قصيدته البائية المذهبة :
ولقد سرى فيما يسير بليلة *** بعد العشاء بكربلا في موكب
حتى أتى متبتلا في قائم *** ألقى قواعده بقاع مجدب
يأتيه ليس بحيث يلقى عامر *** غير الوحوش وغير أصلع أشيب
فدنا فصاح به فأشرف ماثلا *** كالنسر فوق شظية من مرقب
هل قرب قائمك الذي بوأته *** ماء يصاب ؟ فقال ما من مشرب
إلا بغاية فرسخين ومن لنا *** بالماء بين نقا وقي سبسب
فثنى الأعنة نحو وعث فاجتلى *** ملساء يلمع كاللجين المذهب
قال اقلبوها إنكم إن تقلبوا *** ترووا ولا تروون إن لم تقلب
فاعصوصبوا في قلعها فتمنعت *** منهم تمنع صعبة لم تركب
حتى إذا أعيتهم أهوى لها *** كفا متى ترد المغالب تغلب
فكأنها كرة بكف حزور *** عبل الذراع دحا بها في ملعب
فسقاهم من تحتها متسلسلا *** عذبا يزيد على الألد الأعذب
حتى إذا شربوا جميعا ردها *** ومضا فخلت مكانها لم يقرب
وزاد فيها ابن ميمون قوله :
وآيات راهبها سريرة معجز *** فيها وآمن بالوصي المنجب
ومضى شهيدا صادقا في نصره *** أكرم به من راهب مترهب
أعني ابن فاطمة الوصي ومن يقل *** في فضله وفعاله لا يكذب
كلا كلا طرفيه من سام وما *** حام له بأب ولا بأب أب
من لا يفر ولا يرى في معرك *** إلا وصارمه الخضيب المضرب
التوقف في قرية صندودا
* عن جماعة من أصحاب علي عليه السلام أنه نزل أمير المؤمنين عليه السلام بالعسكر عند وقعة صفين عند قرية صندوديا ، فقال مالك الأشتر : ينزل الناس على غير ماء ، فقال : يا مالك إن الله سيسقينا في هذا المكان ، احتفر أنت وأصحابك ، فاحتفروا فإذا هم بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة لجين ، فعجزوا عن قلعها وهم مائة رجل ، فرفع أمير المؤمنين عليه السلام يده إلى السماء وهو يقول : " طاب طاب يا عالم يا طيبو ثابوثة شميا كويا جانوثا توديثا برجوثا آمين آمين يا رب العالمين يا رب موسى وهارون " ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا ، فظهر ماء أعذب من الشهد وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت فشربنا وسقينا . ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب، فلما سرنا غير بعيد قال : من منكم يعرف موضع العين ؟ قلنا : كلنا ، فرجعنا فخفي مكانها علينا فإذا راهب مستقبل من صومعته ، فلما بصر به أمير المؤمنين عليه السلام قال : شمعون ؟ قال : نعم هذا اسم سمتي به أمي ، ما اطلع عليه إلا الله ثم أنت ، قال : وما تشاء يا شمعون ؟ قال : هذا العين واسمه ، قال : هذا عين زاحوما " وفي نسخة : راجوه " وهو من الجنة ، شرب منها ثلاث مائة وثلاثة عشر وصيا وأنا آخر الوصيين شربت منه ، قال : هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل ، وهذا الدير بني على [ طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها ، ولم يدركه عالم قبلي غيري وقد رزقنيه الله وأسلم . وفي رواية : أنه جب شعيب ، ثم رحل أمير المؤمنين عليه السلام والراهب يقدمه حتى نزل صفين ، فلما التقى الصفان كان أول من أصابته الشهادة فنزل أمير المؤمنين عليه السلام وعيناه تهملان وهو يقول : المرء مع من أحب ، الراهب معنا يوم القيامة .
*- عن أبي سعيد التيمي قال : فسرنا فعطشنا ، فقال بعض القوم : لو رجعنا فشربنا قال : فرجع أناس وكنت فيمن رجع ، قال : فالتمسنا فلم نقدر على شئ ، فأتينا الراهب قال : فقلنا أين العين التي ههنا ؟ قال : أية عين ؟ قلنا : التي شربنا منها واستقينا وسقينا فالتمسناها ، فلما قلنا قال الراهب : لا يستخرجها إلا نبي أو وصي .
قريبا من الجبل بصفين
* عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام بالناس يريد صفين حتى عبر الفرات ، وكان قريبا من الجبل بصفين ، إذ حضرت صلاة المغرب ، فأمر بالنزول فنزلوا ، ثم توضأ وأذن ، ولما فرغ من الاذان انفلق الجبل عن هامة بيضاء ، بلحية بيضاء ، ووجه أبيض ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، مرحبا بوصي خاتم النبيين ، وقائد الغر المحجلين ، والعالم المؤمن ، والفاضل الفائق ميراث الصديقين ، وسيد الوصيين ، فقال : وعليك السلام ، يا أخي شمعون بن حمون ، وصي عيسى بن مريم روح الله ، كيف حالك ؟ ! . قال : بخير رحمك الله ، وأنا منتظر روح الله ينزل ولا أعلم أحدا أعظم بلاء في الله ، ولا أحسن غدا ثوابا ، ولا أرفع مكانا منك ، اصبر يا أخي على ما أنت فيه حتى تلقى الحبيب غدا ، وقد رأيت ‹ أصحابك بالأمس ما لقوا من بني إسرائيل ، نشروهم بالمناشير ، وحملوهم على الخشب فلو تعلم هذه الوجوه ( المارقة المفارقة لك ) ما أعد لهم من عذاب ربك وسوء نكاله لم يفروا ، ولو تعلم هذه الوجوه المبيضة ما أعد الله لهم من الثواب الجزيل تمنت لو أنها قرضت بالمقاريض ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . ثم التأم الجبل ، وخرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى قتال القوم ، فسأله عمار بن ياسر ، وابن عباس ، ومالك الأشتر ، وهاشم بن عتبة ، وأبو أيوب الأنصاري ، وقيس بن سعد ، وعمر وبن الحمق ، وعبادة بن الصامت ، وأبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنهم عن الرجل ، فأخبرهم أنه شمعون بن حمون وصي عيسى عليه السلام [ وكانوا قد سمعوا منه كلامه ، فازدادوا بصيرة ، فقال له عبادة بن الصامت وأبو أيوب الأنصاري : لا يهلعن قلبك يا أمير المؤمنين ، بآبائنا وأمهاتنا نفديك ، فوالله لننصرنك نصرة أخيك رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يتخلف عنك من المهاجرين والأنصار إلا شقي . فقال لهما معروفا وذكرهما بخير .
قريبا من دمشق
*- وإنه عليه السلام لما خرج إلى صفين - وكان بينه وبين دمشق مائة فرسخ وأكثر - وقد نزل ببرية، وكان يصلي فيها، فلما فرغ، ورفع رأسه من سجدة الشكر قال: أسمع صوت بوق التبزيز لمعاوية من دمشق. وكتبوا التاريخ فكان كما قال، وقد بني هناك مشهد يقال له مشهد البوق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|