المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الطباق  
  
3248   04:39 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : أسامة بن منقذ
الكتاب أو المصدر : البديع في نقد الشعر
الجزء والصفحة : ص8
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-1-2022 2848
التاريخ: 26-03-2015 14003
التاريخ: 14-9-2020 43616
التاريخ: 2-2-2019 4319

اعلم أن الاستعارة هو أن يستعار الشيء المحسوس للشيء المعقول، كما قال الله سبحانه وتعالى: " لا تظلمون فتيلا "، " ولا يظلمون نقيرا " و " ما يملكون من قطمير ".

والاستعارة أوكد في النفس من الحقيقة، وتفعل في النفوس مالا تفعله الحقيقة، وقوله: فتيلا، أنفى للكثير والقليل من قوله: شيئاً. وقوله تعالى: " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة "، و " إنه في أم الكتاب "، " واشتعل الرأس شيباً "، " نسلخ منه النهار "، " عذاب يوم عقيم ".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ضموا مواشيكم حتى تذهب فحمة العشاء " وقال علي عليه السلام لبعض عماله: أرغب راغبهم، وأحلل عقدة الخوف عنهم وقال عليه وآله السلام: " اتسع نطاق الإسلام، فلا حاجة إلى الكحل والخضاب ". وكتب علي عليه السلام إلى الخوارج فقال: الحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق كلمتكم.

وقال عليه السلام لعبد الله بن وهب الخارجي في كلامه: " لا خير في الرآي الفطير، والكلام القضيب، إن عيون الرأي يكشف عن فصه، والفكرة مخ العمل ". فأبدع عليه السلام في هذه الكلمات الأربع، ولو قال: لب العمل لم يكن بديعاً.

وأحسن الاستعارات قول ذي الرمة:

أوردتهُ وصدورُ الليل مسنفةٌ ... والليلُ بالكوكبِ الدريّ منحورُ

وقوله أيضاً:

أقامت به حتى ذوى العود في الثرى ... وضمَّ الثريا في ملاءته الفجرُ

ولقد أحسن أبو تمام حين قال:

لا تسقني ماء الملام؛ فإنني ... صبّ قد استعذبتُ ماءَ بكائي

وقال أيضاً فيها:

فسقاهُ مسكُ الطلِّ كافورَ الصبا ... وانحلَّ فيه خيطُ كل سماءِ

ومنه:

فقلت لها: يا أمَّ بيضاءَ، إنه ... أريقَ شبابي، واستشنَّ أديمهُ

إذا ما هبطن المحل قد مات عودهُ ... بكين به حتى يعيش هشيمهُ

ومنه:

في كل خلقٍ خلةٌ مذمومةٌ ... ووراءَ كل محببٍ مكروهُ

وبعض العلماء يجعل التطبيق أن تجيء الكلمة بمعنيين مثل قوله: وللوم فيهم كاهل وسنام. ويسمى التكافؤ.

ومنه:

نطاردهم فنودع البيضَ هامهم ... ويستودعونَ السمهريَّ المقوما

ومنه:

تحيي الروامسُ ربعها فتجده ... بعد البلى، وتميتهُ الأمطارُ

هذا بيت قد جمع الاستعارة والمطابقة، لأن فيه البلى والجدة، والإماتة والإحياء ومن المعلقات لطرفة:

ووجهٍ كأنَّ الشمس حلت رداءها ... عليه نقيِّ اللونِ لم يتخددِ

ولأمرئ القيس:

وقد أغتدي والطيرُ في وكناتها ... بمنجردٍ قيدِ الأوابد هيكلِ

وتقول العرب: صاح الشجر إذا طال. وشجر واعد إذا اخضر، كأنه يعد بالثمر.

وقال العجاج: كالكرم إذ نادى من الكافور.

وأنشد:

إنَّ دهراً يلفُّ شملي بليلى ... لزمانٌ يهمُّ بالإحسانِ

وقال أمير المؤمنين عليه السلام لبعض الخوارج: لما فغر فم الباطل، نجمت نجوم الحق.

وقال عليه السلام: الدنيا لم يمس أحد منها على جناح أمن إلا أصبح منها على قوادم خوف.

ومن بديع الاستعارة في المنثور قول بعض العرب: خرجت في ليلة حندس قد ألقت على الأرض أكارعها فمحت صورة الأبدان، فما كدنا نتعارف إلا بالآذان.

وقال بعض العرب: جعلنا الرماح أرشية الموت فاستقينا بها أرواحهم: ومدح أعرابي قوماً فقال: أولئك غر تضيء في ظلم المشكلات، وتصغي إليهم المجد، يصومون على الفحشاء، ويفطرون على المعروف.

ووصف آخر روضة فقال: جرت بها الريح أذيالها وحطت بها السحاب أثقالها.

ووصف أعرابي قومه فقال: إذا اصطفوا تحت القتام، سفرت بينهم السهام، وإذا تصافحوا بالسيوف، فغرت أفواه الحتوف.

وقال آخر:

سأبكيك للدنيا وللدين؛ إنني ... رأيت يدَ المعروفِ بعدك شلت

وقال آخر:

وجيشٍ تضلّ البلقُ في حجراته ... ترى الأكم فيه سجداً للحوافر

وقال أبو تمام:

ليالٍ نحنُ في غفلات عيش ... كأنَّ الدهر عنا في وثاقِ

وقال العباس بن الأحنف:

قد سحبَ الناسُ أذيالَ الظنون بنا ... وفرق الناسُ فينا قولهم فرقا

فكاذبٌ قد رمى بالظنِّ غيركمُ ... وصادقٌ ليس يدري أنه صدقا

آخر:

بكفّ أبي أيوب يستمطر الغنى ... وتستنزل النعمى، ويسترعفُ النصلُ

تساقط يمناه الندى وشماله الر ... دى، وعيونُ القولِ منطقهُ الفضلُ

ومنه:

سلامة بنُ نجاحِ ... يجيد حثَّ الراحِ

إذا تغنى زمرنا ... عليه بالأقداحِ

ومنه:

تأتي أغاني عاتب ... أبداً بأفراح النفوس

تشدو، فتزمر بالكؤو ... س لها، ورقص بالرؤوس

ومنه:

قيل: ما أعددتَ للبر ... د فقدْ جاء بشده

قلت: دراعةُ عريٍ ... تحتها جبة رعده

ومنه:

يا من بدائعُ حسنِ صورتهِ ... تثنى إليه أعنةَ الحدقِ

لي منكَ ما للناس كلهمِ: ... نظرٌ وتسليمٌ على الطرقِ

لكنهم سعدوا بأمنهمُ ... ومنيتُ حين أراك بالفرقِ

ومنه:

غفلاتٌ كنَّ حلماً فانقضى ... وشبابٌ كان ظلاً فانتقلْ

لو أراني الدهرُ ما أخرَ لي ... لتعلقتُ بأيامي الأول

ليت شعري عنيَ اعتاض بمن ... هل لكفٍ فارقت زنداً بدل

إنَّ جيداً سقطتْ من عقده ... ردةٌ مثلي حقيقٌ بالعطلْ

ولابن المعتز:

وابلائي من محضرٍ ومغيبِ ... وحبيبٍ مني بعيدٍ قريبِ

لم ترد ماءَ وجهه العينُ إلاّ ... شرقت قبل ريها برقيبِ

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.