المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6851 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
صيد الكلب المعلم
2024-12-17
الولاية آخر الفرائض
2024-12-17
احكام ما حرم من الاكل
2024-12-17
خصائص البحث الإعلامي
2024-12-17
{يا ايها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله}
2024-12-17
تاريخ البحث الإعلامي
2024-12-17

تعريف الصناعة
2023-08-07
Positional measurements
25-8-2020
هل يصحّ إلغاء المعاهدة من جانب واحد ؟!
8-10-2014
أولاد الحسين واخوته
24-6-2019
استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية في الفقه الإسلامي
22-6-2016
Non-alveolar articulations
29-6-2022


أعمال أبي بكر الدالة على نواياه الحقيقية  
  
1615   08:57 مساءً   التاريخ: 26-11-2019
المؤلف : علي الخليلي
الكتاب أو المصدر : أبو بكر بن أبي قحافة
الجزء والصفحة : ص 225 - 220
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الخلفاء الاربعة / ابو بكر بن ابي قحافة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2019 1616
التاريخ: 26-11-2019 1782
التاريخ: 27-11-2019 1597
التاريخ: 15-11-2016 1864

أعمال أبي بكر الدالة على نواياه الحقيقية

لقد برهن أبو بكر انه رجل سياسة لا رجل دين بكلما تقتضيه وانه بغية وصوله لأهدافه لا يمتنع عن اتيان كل شئ . وبعدها كيف يصبغها بالصبغة الدينية ، ولو خالفت الكتاب والسنة وطالما بيده السلطة العليا الدينية والدنيوية فمن يجرؤ ان ينبس ببنت شفة ويعرض نفسه لا شد العقوبات الدنيوية والمخازي التي تسند له باسم الدين ومقاومة خليفة رسول الله مهما كان له من القدرة والجاه ؟ ! وبعد فهو يعرف كيف يضرب ضربته القاصمة على من يناوئه باسم الدين وباسم الاسلام وهو في الوقت الذي يقوى ويشيد بأنصاره وأعوانه ويجمع حوله الأعوان بالتهديد والتطميع كما سترى ، تراه كيف يفتك الفتك الذريع بمن يخشاهم ، ومن تحدثهم أنفسهم بابراز الحقيقة والواقع والاعتراف مهما كان وأنى كان وأيا كان ، فهو يرسل لجلب وارغام أخي رسول الله ووصيه ووزيره علي بن أبي طالب واحراق بيته بمن فيه من أهل بيت الرسالة ممن نزلت فيهم الآيات وأيدت طهارتهم وتزكيتهم من آية المباهلة وآية التطهير وآية الولاية وو و . . . الخ ما يزيد على ثلاثمائة آية ، ومن أوصى بهم رسول الله وقال فيهم : " اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ، وقوله : " فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله " ، وقوله : " رضاء فاطمة رضاي وغضبها غضبي " . وجميع الصحابة على الأخص أبو بكر وعمر يعلمون ذلك علم اليقين ، وقد مر أن أبا بكر وعمر بعد أن فعلا ما فعلا ذهبا ليسترضياها ووسطا عليا فأذنت لهما فسلما فلم تجبهما ثم أنشدتهما بالله بما مر أعلاه وان أباها قال ذلك فيها فشهدا ، فرفعت طرفها إلى السماء وقالت : " اللهم اشهد بأنهما أغضباني ولم يرضياني " ، وانها تشكوهما عند الله وتدعو عليهما بعد كل صلاة . والجميع يعلمون النصوص الواردة في ولاية ووصاية وامارة واخوة علي لرسول الله ، وانه امرهم بإطاعته في كل محفل ومجلس وواقعة وحرب ، ولا ننسى يوم الدار وغزوة بدر واحد والخندق وخيبر ويوم غدير خم وحديث الثقلين وحديث الطائر المشوي وسد الأبواب وغيرها وغيرها مما يرد ذكره وما مر ذكره . وهما يعرفان معنى الآيات ، والنصوص وهما يعلمان ما ورد في الحسن والحسين قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . وقوله : " الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا وانهما ريحانتا رسول الله " ، وقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ان الحسن والحسين ولداي وان عترتي منهما " . هم يعلمون كل ذلك وبعده ماذا يعمل أبو بكر

1 - اتباع رأي المغيرة بن شعبة بنقض امر رسول الله في بيعة على بالولاية ( 1 ) .

2 - أبو بكر يأمر خالدا بقتل علي في الصلاة ( 2 ) .

3 - يأمر عمر بأن يهاجم بيت فاطمة ويضرم النار فيه ويسبب اسقاط جنينها محسن ( 3) .

4 - أبو بكر يبدل حد القتل والزنا في خالد بن الوليد باعطائه وسام سيف الله ( 4 ) .

5 - تهديد علي بالقتل وأذاه حتى يذهب عند رسول الله فيبكي ويقول : ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ( 5 ) .

6 - سلب فدك من فاطمة ( 6 ) .

7 - ماتت فاطمة وهي غضبى على أبي بكر وعمر ( 7 ) .

8 - أبو بكر وعمر يرعيان ويؤثران المغيرة لمعونته الفكرية لهما وعدائه لعلي وآله قال ابن قتيبة في عيونه : قال محمد بن سيرين : كان الرجل يقول : غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة ، عزله عن البصرة واستعمله على الكوفة ( 8 ) وذلك في زمن عمر وخلافته . ولم يكن رعاية المغيرة مختصة بعمر ، فقد كان أبو بكر أيضا يرعاه ويوليه اهتمامه . قال الفضل بن شاذان ، روي عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : " عرض على أبي بكر فرس فقال : هلا فارس أحمله عليه ؟ فقال فتى من الأنصار : احملني عليه يا خليفة رسول الله قال : لا والله ، لأن احمل عليه رجلا قد ركب الخيل على غزلته أحب إلي من أن أحملك عليه . فقال : لم ؟ فوالله لأنا أفرس منك أبا وأما . فقام إليه المغيرة بن شعبة فركله برجله فدق أنفه ، فسالت الدماء كأنها عز إلى السماء فقالت الأنصار : السلاح السلاح ، لنقتله أو ليقيدنا منه . فبلغ ذلك أبا بكر فخطبهم وقال : ما بال أقوام يزعمون أني أقيدهم من المغيرة ! والله لأن أجليهم من ديارهم هو أقرب إلي من أن أقيدهم منه " ( 9 ) .

9 - كلمة طلحة ابن عم أبي بكر في استخلاف عمر .

10 - عثمان كاتب أبي بكر يكتب عهد أبي بكر لعمر .

11 - منع الخمس عن آل بيت رسول الله .

9 و 10 - مما أورد الجاحظ في كتاب العثمانية عن الشورى وما خاطب به عمر افراد الشورى وكيف بدأ أولا ان رسول الله مات وهو راض عنهم ثم فند قوله فيهم أخص بعضهم انه مات وهو غير راض وأراد منهم طلحة وطعنه بما كان عثمان شريكا معه ولم يذكر عثمان بذلك لان عثمان هو الذي كتب العهد له وادخل اسمه ، وأبو بكر مغمى عليه بينما كان طلحة يخالف أبا بكر في تعيين عمر ، وقال طلحة لأبي بكر علمت مواقفه ولم يكن خليفة ، فكيف إذا كان خليفة ؟ وعثمان كان كاتب أبي بكر ، ولما أراد أن يكتب عهده غشي على أبي بكر فكتب عثمان من نفسه استخلافه لعمر ، فلما أفاق أبو بكر أمضاه فشكر ذلك له عمر ولذا دبر له رجوع الخلافة إليه والدليل على ذلك ، ما رواه السدي في تفسيره للآية : ( وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلك كان عند الله عظيما ) وطلحة ابن عم أبي بكر . وأراد عمر بالآية طلحة .

فانظر إلى هذه الفتنة الكبرى بعد أن خاطب عمر وأبو بكر عليا يوم غدير خم بالولاية وقالا له : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب لقد أصبحت ولي كل مؤمن ومؤمنة وهما يعلمان بمكان ومقام علي من رسول الله ويعلمان كل شئ رواه رسول الله فيه . فهو أخو رسول الله ووزيره ووصيه وهو أبو عترته وأول الثقل الأصغر الواجب اتباعهم وهما قد سمعا الآيات القرآنية الواردة في علي وآله في يوم الدار ويوم نام على فراش رسول الله وانه في كل حرب لو لم يكن علي لما ربح المسلمون الحرب ، والآيات النازلة فيه في كل حرب من بدر وأحد وخندق وخيبر وغيرها وكيف أوصى رسول الله بعلي وأبان مقامه في كل مرة وهما يعلمان ان كل تلك الوصايا وذلك المقام انما هو من الله إذ لا ينطق رسول الله إلا بأمر الله ولا يجري إلا ما يوحى له وكيف لا يعلمان ذلك وهما أي أبو بكر وعمر كانا مع رسول الله وأبوا أزواجه فهما يعرفان ما في مجلسه في الخارج وما بين أزواجه في الداخل ويعلمان ان من خالف رسول الله انما خالف الله ويدريان آية المودة ( قل لا أسألكم عليه من اجر إلا المودة في القربى ) ومن هم القربى فقد ثبت بالتواتر انهم علي وفاطمة والحسن والحسين وإذا بهما يريدان قتل علي بعد أخذ مقام الخلافة منه ويريدان إحراق بيت فاطمة وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين وجمع من الصحابة ويسلبان منهم فدكا التي منحها رسول الله لهم والآية صريحة ان الأبناء يرثون الآباء ولم تنقض الآية فينقضها أبو بكر برواية منه مختلقة ، وهل تنفي الرواية الآية . وهل يجوز ان يكون الخصم هو الحاكم وهو المنفذ وهل تجوز البينة على المدعي عليه .

ومما لا شك فيه أن أبا بكر وعمر كانا تحت امارة أسامة بن زيد بن حارثة كباقي الجنود المحاربة وعلي وحده الذي يرعى رسول الله ، وقد شهد عمر بوصاية وعهد رسول الله لعلي يوم طلب القلم والقرطاس ، وشهد انه منع ذلك ، ويشهد أبو بكر ويظهر ندمه لأنه أسخط فاطمة .

أيها القارئ الكريم ! ماذا تستنبط من هؤلاء وأنت تعرف الآن ان السياسة كما مر وذكرناها ، والدين كما مر وذكرناه ؟ ألا تشهد انهم رجال سياسة لا دين ( فيا للدين المضاع ) نعم هما السبب في ايجاد ما اعوج وتفرق وتشتت وضعف من الدين ، وما وجدته من توسعة رقعة الاسلام وفتوحاته فهو بسبب القوة القاهرة التي بدأ بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لإدارة الآلة فسحقت ما سحقت حتى إذا اصطدمت بالحواجز والعوائق توقفت عاجزة منهوكة . وهل يحق للتتر والصليبيين التبجح بالفتوحات .

____________________

( 1 ) عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عن سقيفة الجوهري في خبر عن أبي زيد قال : مر المغيرة بن شعبة بأبي بكر وعمر وهما جالسان على باب النبي حين قبض فقال : ما يقعدكما ؟ قالا : ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه ، يعنيان عليا ، فقال : تريدون ان تنتظروا خيل الحلبة من أهل هذا البيت ؟ وسعوها في قريش . فقاما إلى سقيفة بني ساعدة. وكان يرى لهما الرأي فلما أراد المقداد وسلمان وأبو ذر وعمار وجمع آخر من الشيعة الإخلال في أمر أبي بكر أرسلا إليه يسألانه عن الرأي فقال لهما المغيرة : الرأي ان تلقوا العباس فتجعلوا له ولولده في هذا الامر نصيبا لتقطعوا بذلك ناحية علي بن أبي طالب كما تقدم . والمغيرة هو الذي يدفع عمر الرجم عنه لأنه أول من خاطبه بأمير المؤمنين وكان أبو بكر لم يجترئ ان يتلقب بذلك . فانظر كيف اغتصبوا الخلافة وانظر الأعوان والمساعدين .

( 2 ) عن الفضل بن شاذان عن سفيان بن عيينة والحسن بن صالح بن حي وأبي بكر بن عياش وشريك بن عبد الله وجماعة من فقهاء العامة ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد فقال : إذا فرغت من صلاة الفجر وسلمت فاضرب عنق علي . فلما صلى بالناس في آخر صلاته ندم على ما كان فيه ، فجلس في صلاته متفكرا حتى كادت الشمس أن تطلع ثم قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك ثلاثا ثم سلم . وكان علي يصلي إلى جنب خالد يومئذ . فالتفت علي إلى خالد فإذا هو مشتمل على السيف تحت ثيابه فقال : يا خالد ! أوكنت فاعلا فقال إي والله إذن لو ضعته في أكثرك شعرا ، فقال علي : كذبت ، ولأنت أضيق حلقة من ذلك ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا ما سبق القضاء لعلمت أي الفريقين شر مكانا وأضعف جندا . فانظر إلى هذه الشنيعة وقد جعلوا هذا الحديث حجة في كتاب الصلاة في باب من أحدث قبل أن يسلم وقد قضى التشهد أن صلاته تامة .

( 3) تقدم في كتاب معاوية جوابا على كتاب محمد بن أبي بكر : انه لما قبض الله نبيه إليه كان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه على امره ، على ذلك اتفقا واتسقا ، ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما فهما به الهموم وأرادا به العظيم ، وقد أراد عمر إحراق دار علي وأراد أبو بكر قتله كما مر . قال ابن قتيبة فدعا عمر بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقتها على من فيها . وقيل له : يا أبا حفص : إن فيها فاطمة ، فقال : وإن . فخرجوا وبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال : حلفت أن لا اخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى اجمع القرآن . إلى أن قال : ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى اتوا فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبة يا رسول الله ! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ! ولما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا عليا فمشوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع ، فقال : ان انا لم افعل فمه ؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك . قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله إلى أن قال فألقى علي نفسه على قبر رسول الله وهو يصيح ويبكي وينادي : يا ابن أم ! ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني .

( 4 ) قال الفضل روى جرير بن عبد الحميد الضبي عن الأعمش عن خيثمة قال : ذكر عند عمر بن الخطاب قتل مالك بن نويرة فقال : " قتله والله مسلما ولقد نصبت في ذلك ونازلت أبا بكر فيه كل المنازلة . وفي قتال من منع الزكاة فأبى إلا قتالهم وسبيهم فلما رأيته قد لج به شيطانه في خطأ ما عزم عليه أمسكت عجزا عنه وخوفا منه ، ولقد ألححت عليه في ذلك يوما حتى غضب فقال لي : يا ابن الخطاب ! انك لحدب على أهل الكفر بالله والردة عن الاسلام فأمسكت عنه وقلت له : ولمبيح دمائهم كان أحدب على أهل الكفر مني " الايضاح . للفضل بن شاذان ص 133 - 134 ، ط 5 منشورات جامعة طهران عام 1363 ه‍ . ش ، 1984 م تحقيق وتقديم جلال الدين الأرموي المحدث . أقول فمن يسأل عمر : وأنت تعرف ذلك فيه كيف بايعته وسلطته على المسلمين وأخرت من قلت فيه : اما والله لو وليها لأقامكم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم ؟ وإذا كانت غريزة حب الطموح ألجأتك لنفسك فلماذا شيدت بعدك ملك بني أمية وأنت الذي تفرست في عثمان وآل بني أمية وأعمالهم . وكيفما كان ومع أن عمر وأبا بكر كنفس واحدة فقد شهد بتعطيله حد الزنا والقتل في خالد ، وسخر منه بتلقيبه بسيف الله ، وهذا نص الجزري فقال عمر لأبي بكر : ان سيف خالد فيه رهق ، وأكثر عليه في ذلك فقال : يا عمر : تأول فأخطأ فارفع لسانك عن خالد فاني لا أشيم سيفا صبه الله على الكافرين . وودى مالكا وكتب إلى خالد ان يقدم عليه ففعل ودخل المسجد وعليه قباء ، وقد غرز في عمامته أسهما فقام إليه عمر فنزعها وحطمها وقال له : قتلت امرئ مسلما ثم نزوت على امرأته ! والله لأرجمنك بأحجارك ، وخالد لا يتكلم يظن أن رأي أبي بكر مثله ، ودخل على أبي بكر فأخبره الخبر واعتذر إليه فعذره .

( 5 ) وما قيل في علي انه سئل عارف عن فضائل علي فقال : ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسدا له ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفا وحذرا على أنفسهم وظهر فيما بين هذين فضائل طبقت الشرق والغرب . وقد روى أبو الحسن المدائني في كتاب أحداثه ، وابن عرفة المعروف بنفطويه في تاريخه ، وكلاهما من الاعلام كما روى ابن أبي الحديد أن معاوية كتب إلى عماله في جميع الآفاق : انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أمه وعشيرته ، ففعلوا ذلك حتى أكثروا من فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والجباء والقطايع ، ويفيضه في العرب منه والموالي ، فكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا فليس يجزي مردود من الناس عاملا عن عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه فلبثوا بذلك حينا ثم كتب إلى عماله : ان الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وائتوني بمناقض له في الصحابة فان هذا أحب إلي وأقر لعيني وادحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله فقرئت كتبه على الناس فرويت اخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى ساروا بذكر ذلك على المنابر ، والقي إلى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم وغلمانهم في ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموه شبابهم ونساءهم وحشمهم الخ ، ، ، فاعتبر أيها القارئ .

( 6 ) قال البلاذري في فتوحه : ان المأمون لما رد فدكا سنة 210 كتب إلى عامله على المدينة بردها ونقل في كتابه ومنه : وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعطى فاطمة بنت رسول الله فدكا وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إلى أن قال : فلئن كان ينادي في كل موسم بعد أن قبض الله نبيه ان يذكر كل من كانت له صدقة أو هبة أو عدة فيقبل قوله وتنفذ عدته فإن فاطمة لأولى بأن يصدق قولها فيما جعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها .

( 7 ) ابن قتيبة ، قال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذناعلى فاطمة فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام إلى أن قال : فقالت فاطمة : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه وتفعلان به ؟ ، قالا : نعم فقالت : ناشدتكما الله ! ألم تسمعا رسول الله يقول : " رضاء فاطمة رضاي وسخط فاطمة من سخطي " قالا : نعم ، سمعناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالت فاني اشهد الله وملائكته انكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه . إلى أن قال : وهي تقول لأبي بكر : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها . وقد قال الله في محكم كتابه : ( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله ورسوله واعد لهم عذابا مهينا ) ( الأحزاب الآية 57 ) .

( 8 ) عيون الأخبار لابن قتيبة : 1 / 216 - 217 .

( 9 ) الايضاح ، الفضل بن شاذان ، ص 361 - 363 . ط 1 منشورات جامعة طهران .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).