أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2019
1700
التاريخ: 9-9-2018
1170
التاريخ: 15-11-2016
1745
التاريخ: 15-11-2016
1409
|
تسمية أبي بكر بالصديق :
يرى البعض : أن الله تعالى قد سمى أبا بكر بالصديق في قضية الغار ، كما في شواهد النبوة ، حيث قد روي : أنه حين أذن الله تعالى لنبيه بالهجرة ، قال لجبرائيل : من يهاجر معي؟
قال جبرائيل : أبو بكر الصديق (١).
ولكننا نشك في صحة ذلك :
أولا : لتناقض الروايات في تسمية أبي بكر بالصديق ، وسبب ذلك وزمانه ؛ فمن قائل : إن ذلك كان في قضية الغار كما هنا.
ومن قائل : إنه كان حينما رجع النبي «صلى الله عليه وآله» من رحلة الإسراء ، وتصديق أبي بكر له في ذلك ، وحين وصف النبي «صلى الله عليه وآله» لقومه بيت المقدس (٢).
وقول ثالث : إن ذلك كان حين بعثة النبي «صلى الله عليه وآله» ، حيث صدقه أبو بكر ، فسمي الصديق (٣).
وقول رابع : إن ذلك كان حين رحلة النبي «صلى الله عليه وآله» إلى السماء ، حيث روي عنه «صلى الله عليه وآله» قوله : لما عرج بي إلى السماء ، ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله أبو بكر الصديق (4) فأي ذلك هو الصحيح؟!
ثانيا : لدينا العديد من الروايات الصحيحة والحسنة سندا ، والمروية في عشرات المصادر ، تنص على أن «الصديق» هو أمير المؤمنين «عليه السلام» ، دون أبي بكر ، ونذكر منها :
١ ـ عن علي «عليه السلام» ، بسند صحيح على شرط الشيخين ، أنه قال : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتري ، لقد صليت قبل الناس بسبع سنين (5).
وقال غير مرة : «أنا الصديق الأكبر ، والفاروق الأول ، أسلمت قبل إسلام أبي بكر وصليت قبل صلاته» (6).
والظاهر أن المراد : أنه «عليه السلام» كان يتعبد مع النبي «صلى الله عليه وآله» على دين الحنيفية ـ حتى قبل بعثته ـ من حين تمييزه ، إلى أن علم الدين ، ونزل قوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ،) بل وقبل ذلك أيضا. وبذلك يبطل قول ابن كثير : «كيف يتمكن أن يصلي قبل الناس بسبع سنين؟ هذا لا يتصور أصلا» (7).
٢ ـ وأخرج القرشي في شمس الأخبار رواية طويلة عن النبي «صلى الله عليه وآله» أن الله قد سمى عليا ب «الصديق الأكبر» في ليلة الإسراء (8).
٣ ـ عن ابن عباس ، عن النبي «صلى الله عليه وآله» : الصديقون ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب آل ياسين ، وعلي بن أبي طالب الثالث أفضلهم.
وقريب منه ما روي عن أبي ليلى الغفاري ، بسند حسن ، كما نص عليه السيوطي (9).
وكذا عن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (10).
فحصر النبي «صلى الله عليه وآله» للصديقين بالثلاثة ، ينافي تسمية أبي بكر ب «الصديق» على النحو المتقدم ، وإلا كانوا أربعة ، ولم يصح الحصر.
٤ ـ عن معاذة قالت : سمعت عليا ، وهو يخطب على منبر البصرة ،
يقول : أنا الصديق الأكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر (11).
وظاهره : أنه في صدد نفي صديقية أبي بكر ، التي شاعت بين الناس.
٥ ـ عن أبي ذر ، وابن عباس ، قالا : سمعنا النبي «صلى الله عليه وآله» يقول لعلي : أنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل (12) ، وقريب منه عن أبي ليلى الغفاري.
٦ ـ عن أبي ذر ، وسلمان : إن الرسول «صلى الله عليه وآله» أخذ بيد علي ، فقال : إن هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل الخ (13).
٧ ـ وفي خطبة طويلة لأم الخير بنت الحريش ، أوردتها في صفين ، وصفت فيها أمير المؤمنين «عليه السلام» ب «الصديق الأكبر» (14).
٨ ـ وقال محب الدين الطبري : «إن رسول الله سماه صديقا» (15).
٩ ـ وقال الخجندي : «وكان يلقب بيعسوب الأمة ، وبالصديق الأكبر» (16).
١٠ ـ وجاء في رواية أخرى : «فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميين ، ليس هذا ملكا مقربا ، ولا نبيا مرسلا ، ولا حامل عرش ، هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب الخ ..» (17).
١١ ـ إن آية : (أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ)(18) نزلت في علي «عليه السلام» وكذا آية : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ)(19) ، وآية : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ)(20).
١٢ ـ وفي رواية عن أنس : «وأما علي فهو الصديق الأكبر الخ ..» (21). وثمة روايات أخرى ؛ فلتراجع في مصادرها (22).
وبعد ما تقدم نعرف : أن لقب «الصديق» خاص بالإمام علي «عليه السلام» ، ولا يمكن إثباته لغيره.
هذا وقد ذكر العلامة الأميني روايات تدل على أن الصديق هو أبو بكر ، ثم فندها بما لا يدع مجالا للشك في كذبها وافتعالها ؛ حيث حكم كبار النقاد والحفاظ عليها بالوضع والكذب من أمثال : الذهبي ، والخطيب ، وابن حبان ، والسيوطي ، والفيروز آبادي ، والعجلوني ، ومن أراد أن يقف على ذلك ، فعليه بالرجوع إلى كتاب الغدير ؛ فإن فيه ما ينقع الغلة ، ويزيح الشبهة.
متى كان وضع هذه الألقاب :
والظاهر أن سرقة هذا اللقب ، وغيره من الألقاب ، قد حصلت في وقت متقدم ، حتى اضطر الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى الإعلان على منبر البصرة (23) : أنه «عليه السلام» هو الصديق الأكبر ، وليس أبا بكر ، وأن كل من يدعي هذا اللقب لنفسه فهو كذاب مفتر ، وقد كرر «عليه السلام» ذلك كثيرا.
ولكن السياسة التي حكمت الأمة ، وهيمنت على فكرها واتجاهاتها استطاعت أن تحتفظ بهذه الألقاب لمن تريد الاحتفاظ لهم بها ، ولم يكن ثمة أية قوة تستطيع أن ترد أو أن تمنع ، أو حتى أن تعترض ولو بشكل سلمي بحت ، لا سيما وأن وضع مثل هذه الأمور قد تم وحصل على أيدي علماء من وعاظ السلاطين.
الراحلتان :
ويقولون : إنه بعد أن بدأ المسلمون بالهجرة إلى المدينة ، وأخبر النبي «صلى الله عليه وآله» أبا بكر : أنه يرجو أن يؤذن له ، حبس نفسه على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، واشترى راحلتين بثمانمائة درهم ـ وكان أبو بكر رجلا ذا مال ـ وعلفهما ورق السمر ، أو الخبط أربعة أشهر (24) ، أو ستة أشهر (25) ، على اختلاف النقل.
ولما أراد «صلى الله عليه وآله» الهجرة عرض أبو بكر الراحلتين على الرسول «صلى الله عليه وآله» ؛ فأبى أن يقبلهما إلا بثمن.
وإذا أغمضنا النظر عما يظهر من النص السابق من أن الهدف هو إظهار أبي بكر على أنه متفضل على النبي «صلى الله عليه وآله» ، فإننا نقول : إن ذلك لا يصح ، وذلك لما يلي :
١ ـ إن علفه للراحلتين أربعة أشهر أو ستة غير معقول ؛ لأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمر أصحابه بالهجرة قبل هجرته هو «صلى الله عليه وآله» بثلاثة أشهر فقط ، بل يقول البعض : إن ذلك كان قبل هجرته بشهرين ونصف على التحرير (26).
بل يقول البعض إن بيعة العقبة قد كانت قبل الهجرة بشهرين وليال (27).
وقد أمر «صلى الله عليه وآله» أصحابه بالهجرة بعد بيعة العقبة ، كما هو معلوم ؛ فكيف يكون أبو بكر قد علف الراحلتين أربعة ، أو ستة أشهر ، بعد أمره «صلى الله عليه وآله» لأصحابه بالهجرة؟!.
وأما تخيل أن يكون أبو بكر قد عرف بنية النبي «صلى الله عليه وآله» في هذا المجال ، قبل أن يصدر منه «صلى الله عليه وآله» الأمر بالهجرة فليس له ما يؤيده لا من عقل ولا من نقل ، سوى هذا النص الذي هو موضع البحث.
بالإضافة إلى أن الاذن بالهجرة إنما كان بعد بيعة العقبة كما تقدم.
٢ ـ إن ثمة نصا يقول : إن أمير المؤمنين «عليه السلام» قد اشترى للنبي «صلى الله عليه وآله» ثلاثا من الإبل ، واستأجر الأريقط بن عبد الله ، وأرسل الإبل معه إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ليلة الخروج من الغار (28).
فلعله اشترى الإبل من أبي بكر ، واستلمها وأرسلها إلى النبي «صلى الله عليه وآله» مع الأريقط.
ما هي الحقيقة؟!
والحقيقة هي : أنهم لما رأوا : أنه «صلى الله عليه وآله» لم يقبل الراحلتين من أبي بكر إلا بالثمن ، ورأوا في ذلك تضعيفا للخليفة الأول ، وفي مقابل ذلك هم يرون : أن عليا يبذل نفسه في سبيل الله ، وتنزل في حقه الآيات ، عوضوا أبا بكر عن ذلك بأنه قد علف الراحلتين هذه المدة الطويلة.
وبعد ما تقدم نقول : إن شراء الرسول للراحلتين ، أو شراء أمير المؤمنين للرواحل يبين : أن أبا بكر قد هاجر على نفقة الرسول «صلى الله عليه وآله» ، وليس على نفقة نفسه.
الخروج من خوخة أبي بكر للهجرة :
ويقولون : إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد خرج إلى الغار من خوخة لبيت أبي بكر (29).
وعند البخاري : أنه «صلى الله عليه وآله» ذهب إلى أبي بكر ظهرا ، ومن ثم ذهبا إلى الغار (30).
ونقول :
١ ـ لقد كذب الحلبي ذلك ، وقال : «والأصح : إنما كان خروجه من بيت نفسه» (31).
٢ ـ تقدم في أوائل هذا الفصل : أن أبا بكر جاء إلى بيت النبي فوجد عليا نائما مكانه ؛ فأخبره علي «عليه السلام» بذهاب النبي «صلى الله عليه وآله» نحو بئر ميمون ؛ فلحقه في الطريق : فكيف يكون قد خرج إلى الغار من خوخة أبي بكر؟! وكيف يكون قد خرج إلى الغار ظهرا؟.
٣ ـ إن سائر الروايات نص على أن المشركين قد جلسوا على باب النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الصباح ، فخرج من بينهم في فحمة العشاء ، وبقي علي «عليه السلام» نائما مكانه ، وهذا يكذب أنه قد خرج ظهرا.
٤ ـ كيف يكون قد خرج من بيت أبي بكر ، مع أنهم يقولون : إن القائف كان يقص أثر رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، حتى بلغ مكانا ؛ فقال : هنا صار مع محمد آخر.
بل البعض يصرح : أنهم قد عرفوا أنها قدم ابن أبي قحافة (32). واستمروا على ذلك حتى بلغوا إلى فم الغار ، وبذلك كله يعلم أيضا عدم صحة ما روي من أنه «صلى الله عليه وآله» مشى ليلته على أطراف أصابعه ؛ لئلا يظهر أثر رجليه حتى حفيت رجلاه ، (كأن المسافة بعيدة إلى هذا الحد!!) ، فحمله أبو بكر على كاهله ، حتى أتى على فم الغار ، فأنزله.
وفي رواية : أنه ذهب إلى الغار راكبا ناقته الجدعاء ابتداء من منزل أبي بكر (33).
ولا ندري من الذي أرجع الناقة إلى موضعها الأول ، فإن وجودها على مدخل الغار لن يكون في صالحهم ، إلا أن يكون قد خبأها في مكان ما ، ولكن أين يمكن أن تخبأ الناقة يا ترى؟!
قريش في طلب أبي بكر :
يقولون : إن قريشا قد بذلت في النبي «صلى الله عليه وآله» مئة بعير ، وفي أبي بكر مثلها (34) ذكر ذلك الجاحظ وغيره.
وأجاب الإسكافي المعتزلي فقال : «.. فما بالها بذلت في أبي بكر مئة بعير أخرى؟ وقد كان رد الجوار ، وبقي بينهم فردا لا ناصر له ، ولا دافع عنده ، يصنعون به ما يريدون ، إما أن يكونوا أجهل البرية كلها ، أو يكون العثمانية أكذب جيل في الأرض ، وأوقحه وجها.
وهذا مما لم يذكر في سيرة ، ولا روي في أثر ، ولا سمع به بشر ، ولا سبق الجاحظ به أحد» (35).
ونزيد نحن هنا : إنه إذا كانت قبيلته قد منعته أولا كما يقولون ، فلماذا تخلت عنه الآن؟ وإذا كان أبو بكر من أذل بيت في قريش ، كما سبق بيانه حين الكلام على هجرته إلى الحبشة ؛ تحت عنوان : هل كان أبو بكر رئيسا ، فلماذا تبذل فيه قريش مئة بعير ، كما تبذل في النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه؟.
ولماذا لم تضع عليه الأرصاد والعيون ، ولم ترسل إليه فتبيته ، كما أرادت أن تبيت النبي «صلى الله عليه وآله»؟
ولماذا تبذل في أبي بكر هذا المقدار ، مع أن الذي فوت عليها ظفرها بالنبي «صلى الله عليه وآله» ـ وهو عليّ ـ آمن فيما بينهم يغدو ويروح ، ولا من يعترض ولا من يتكلم؟
ولكن الحقيقة هي : أن الهدف من ذلك هو الارتفاع بأبي بكر ليساوي الرسول الأعظم منزلة وخطرا ، فضلا عن أن يذهب بكل آثار مبيت أمير المؤمنين على الفراش ، حتى لا يلتفت إليه ولا يهتم به أحد في قبال عظمة وخطر أبي بكر!!.
الانتظار إلى الصباح :
وأما لماذا انتظر المشركون إلى الصباح في ليلة الغار؟.
فقيل : إنهم أرادوا أن يقتحموا عليه الجدار ، فصاحت امرأة من الدار ؛ فقال بعضهم لبعض : إنها لسبة في العرب : أن يتحدث عنا : أنا تسورنا الحيطان على بنات العم (36).
وقيل : إن أبا لهب لم يرض بقتله «صلى الله عليه وآله» ليلا ؛ لما فيه من الخطر على النساء والأطفال (37) .. ولعله للأمرين معا ، ولعله ليشاهد الناس قتله من قبل جميع القبائل ، ليكون ذلك حجة على بني هاشم ، فلا يتم لهم الطلب بثأره! (38).
شراء أبي بكر للموالي!! ونفقاته!!
ويقولون : إنه لما خرج أبو بكر احتمل معه ماله كله ، وهو خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم ، فدخل أبو قحافة على أهل بيت ولده ، وقد ذهب بصره ، فقال : والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه.
قالت أسماء : كلا يا أبت ، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا.
فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت ، الذي كان أبي يضع ماله فيه ، ثم وضعت عليها ثوبا ، ثم أخذت بيده ، فقلت : يا أبت ضع يدك على هذا المال.
قالت : فوضع يده عليه.
فقال : «لا بأس ، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن ، وفي هذا بلاغ لكم» ، ولا والله ما ترك لنا شيئا ، ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك (39).
ويذكرون أيضا : أن عامر بن فهيرة كان يعذب في الله ، فاشتراه أبو بكر فأعتقه ، فكان يروح عليهما ـ وهما في الغار ـ بمنحة غنم من غنم أبي بكر ، فكان يرعاها ؛ فيمر عليهما في المساء ليحلب لهما ، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما إذا أمست بما يصلحهما من الطعام (40).
وعن عائشة : أنفق أبو بكر على النبي «صلى الله عليه وآله» أربعين ألف درهم.
وفي لفظ : دينار (41).
ويروون أنه «صلى الله عليه وآله» قال : ما من أحد أمنّ عليّ في صحبته ، وذات يده من أبي بكر ، وما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر ، فبكى أبو بكر ، وقال : هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟ (42).
أو قال : ليس أحد أمنّ عليّ في أهل ومال من أبي بكر.
وفي رواية أخرى : إن أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر ، لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن خلة الإسلام ومودته ، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر (43).
وعن عائشة في حديث الغار : فجهزناهما أحث الجهاز ، وصنعنا لهما سفرة في جراب ـ يقول الواقدي : كان في السفرة شاة مطبوخة ـ فقطعت أسماء بنت أبي بكر نطاقها قطعتين ، فشدت فم الجراب بواحدة ، وفم قربة الماء في الأخرى ، فسميت : ذات النطاقين (44).
وفي الترمذي : عنه «صلى الله عليه وآله» ، أنه قال : إن أبا بكر زوجه ابنته ، وحمله إلى دار الهجرة ، وصحبه في الغار.
وفي رواية : ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها ما خلا أبا بكر ، فإن له عندنا يدا ، الله يكافئه بها يوم القيامة (45١).
ونحن نقول : إن كل ذلك محل شك وريب ، بل هو لا يصح إطلاقا ، وذلك لما يلي :
١ ـ عامر بن فهيرة :
أما كون عامر بن فهيرة مولى لأبي بكر ، فقد تقدم كلام ابن إسحاق ، والواقدي ، والإسكافي وغيرهم فيه ، حيث قالوا : إن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي اشتراه وأعتقه ، وليس أبا بكر.
٢ ـ أبو قحافة الأعمى :
وأما رواية : أن أسماء قد وضعت الأحجار في المكان الذي كان أبوها يضع فيه ماله ، ليتلمسها أبو قحافة الأعمى ليطمئن ويسكن فيكذبها :
أ ـ قال الفاكهي بن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال عبد الله : لما خرج النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الغار ، ذهبت أستخرج وأنظر هل أحد يخبرني عنه ، فأتيت دار أبي بكر ، فوجدت أبا قحافة ، فخرج عليّ ومعه هراوة ، فلما رآني اشتد نحوي ، وهو يقول : هذا من الصباة الذين أفسدوا علي ابني (46).
فهذه الرواية توضح أن أبا قحافة لم يكن حينئذ قد عمي بعد ، وسندها معتبر عندهم.
ب : لم نفهم لماذا لم يترك أبو بكر لأهل بيته شيئا؟ وما هذا الجفاء منه لهم؟!
ومن أين علم أبو قحافة الضرير بأنه قد حمل ماله معه حتى قال لهم : إنه قد فجعهم بنفسه وماله؟!
ج : ولماذا هذا الدور لأسماء؟
ألم تكن زوجة للزبير حينئذ ، وألم تهاجر معه إلى المدينة قبل ذلك ، حيث لم يبق من أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» ، في مكة سوى علي وأبي بكر ، ومن يفتن ويعذب؟!
وأين كانت زوجات أبي بكر عن ذلك كله؟!
٣ ـ مع أدوار لأسماء أيضا وغيرها وأما بالنسبة لما زعموه من أن أسماء كانت إذا أمست تذهب بالطعام إليهما إلى الغار ، وأنها هي التي هيأت الزاد لهما حين سفرهما إلى المدينة ، وأنها هي التى أرسلت إليه الراحلتين ، وأن تسميتها بذات النطاقين قد كان في هذه المناسبة ..
فيرد عليه :
أولا : إنهم يقولون في مقابل ذلك : إنه بعد غياب النبي «صلى الله عليه وآله» وأبي بكر مضت ثلاث ليال ولا يدرون أين توجه الرسول «صلى الله عليه وآله» ، حتى علموا ذلك من هاتف الجن في أبيات أنشدها.
والقول : إن المراد : بعد ثلاثة أيام من خروجه من الغار ، إذ قد صرحوا بأنهم علموا بخروجه إلى المدينة في اليوم الثاني من خروجه من الغار (47) هكذا ذكر الحلبي الشافعي والعهدة في ذلك عليه.
ويقول مغلطاي : «ولم يعلم بخروجه عليه الصلاة والسلام إلا علي وأبي (كذا) بكر رضي الله عنه ؛ فدخلا غارا بثور الخ ..» (48).
ثانيا : لقد ورد : أن أمير المؤمنين «عليه السلام» هو الذي كان يأتي النبي «صلى الله عليه وآله» بالطعام والشراب إلى الغار (49).
بل لقد ورد : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أرسل إلى علي ليرسل إليه بزاد وراحلة ففعل ، وأرسل ذلك إليه.
وأرسل أبو بكر لابنته ، فأرسلت إليه بزاد وراحلتين ، أي له ولعامر بن فهيرة كما في الرواية ، ولعلها هي التي اشتراها منه علي أيضا (50).
وقد احتج «عليه السلام» بذلك يوم الشورى ، فقال : نشدتكم بالله ، هل فيكم أحد كان يبعث إلى رسول الله الطعام وهو في الغار ، ويخبره الأخبار غيري؟
قالوا : لا (51).
وبهذا يعلم أيضا عدم صحة ما قيل من أن عبد الله بن أبي بكر كان هو الذي يأتيهما بالأخبار من مكة إلى الغار (52) ، وعدم صحة ما قيل عن وجود غنم لأبي بكر ، كان يأتي بها عامر بن فهيرة إلى الغار ؛ فيشرب النبي «صلى الله عليه وآله» وأبو بكر من لبنها.
ثالثا : وأما حديث النطاق والنطاقين ، فبالإضافة إلى تناقض رواياته (53) نجد : أن المقدسي بعد أن ذكر القول الأول قال : «ويقال : لما نزلت آية الخمار ضربت يدها إلى نطاقها ، فشقته نصفين ، واختمرت بنصفه» (54).
ويقولون أيضا : إنها قالت للحجاج : «كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله «صلى الله عليه وآله» من النحل ، ونطاق لا بد للنساء منه» (55).
٤ ـ حديث سد الأبواب ، وخلة أبي بكر :
وأما حديث باب وخلة أبي بكر ، وهو قوله «صلى الله عليه وآله» : لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، فلا نريد التوسع في الكلام عليه بل نكتفي بما ذكره المعتزلي هنا ، فإنه قال : «إن البكرية قد وضعت لصاحبها أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث ، نحو : لو كنت متخذا خليلا ، فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء ، ونحو سد الأبواب ، فإنه لعليّ «عليه السلام» ، فقلبته البكرية إلى أبي بكر الخ ..» (56).
ومع ذلك فيعارض هذا الحديث ما رووه من أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد اتخذ أبا بكر خليلا بالفعل (57).
فأيهما نصدق يا ترى؟!.
هذا ، وسوف نتكلم عن حديث سد الأبواب في هذا الكتاب في فصل قضايا وأحداث في المجال العام ، وعن حديث الخلة حين الكلام على حديث المؤاخاة الآتي إن شاء الله تعالى فإلى هناك.
٥ ـ ثروة أبي بكر :
وأما عن ثروة أبي بكر ، وأنه قد أنفق أربعين ألف درهم ، أو دينار على النبي «صلى الله عليه وآله» وغير ذلك مما يذكرونه ، فنقول :
إننا بالإضافة إلى ما قدمناه من عدم صحة ما جرى بين أسماء وأبي قحافة حين الهجرة وغير ذلك من أمور أشرنا إليها آنفا نسجل هنا ما يلي :
أولا : إن حديث : إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، وأنه لم يكافئه على اليد التي له عليه ، والله هو الذي يكافئه عليها ، لا يصح ، وذلك بملاحظة ما يلي :
أ ـ بماذا كافأ النبي «صلى الله عليه وآله» أبا طالب وخديجة على تضحياتهما ، ونفقاتهما ، وما قدماه في سبيل الدين والإسلام ، وعلى مواساتهما بالنفس والمال والولد؟!
ألم يكن ما أنفقاه وقدماه للإسلام أعظم مما قدمه وأنفقه أي إنسان آخر في سبيل الإسلام؟ ..
ثم كانت خدمات علي «عليه السلام» الجلى لهذا الدين ، والتي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد معاند.
ب ـ وحديث المنة على الرسول عجيب ، فإنه لم يكن في مكة بحاجة إلى أحد ؛ إذ قد كانت عنده أموال خديجة ، وحتى أموال أبي طالب (58) وكان ينفق منها على المسلمين إلى حين الهجرة ، وكان ينفق على علي «عليه السلام» في بدء أمره ، تخفيفا على أبي طالب كما يدعون.
وقد عير عمر أسماء بنت عميس : بأن له هجرة ولا هجرة لها ، فقالت له : «كنتم مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يطعم جائعكم ، ويعظ جاهلكم» ، ثم اشتكته إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأخبرها : «أن للمهاجرين إلى الحبشة هجرتين ولأولئك هجرة واحدة» (59).
ج ـ ويكفي أن نذكر هنا أنه «صلى الله عليه وآله» لم يقبل منه البعير أو البعيرين حين هجرته إلا بالثمن ، الذي نقده إياه فورا وهو «صلى الله عليه وآله» في أحرج الأوقات.
وإذا صح حديث رد رسول الله «صلى الله عليه وآله» هبة أبي بكر هذه وهو مما استفاض نقله ، فإنه يأتي على كل ما يروونه في إنفاق المال من قبل أبي بكر على النبي «صلى الله عليه وآله».
د ـ هذا كله عدا عن أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يجهز في مكة جيشا ، ولا أسعر حربا ؛ ليحتاج إلى النفقة الواسعة في تجهيز الجيوش ، وإعداد الكراع (60) والسلاح.
كما أنه لم يكن يتفكه ويتنعم بإنفاق الأموال.
وأما بعد الهجرة إلى المدينة ، فإن أبا بكر قد ضن بماله ، الذي كان خمسة أو ستة آلاف درهم ـ كما يقولون ـ عن كل أحد ، حتى عن ابنته أسماء التي كانت في أقسى حالات الفقر والجهد ، حينما قدمت المدينة ، حتى لقد كانت تخدم البيت ، وتسوس الفرس وتدق النوى لناضحه ، وتعلفه ، وتستقي الماء ، وتنقل النوى على رأسها من بعد ثلثي فرسخ ، حتى أرسل إليها أبوها خادما كفتها سياسة الفرس ، كما ادّعت (61).
كما أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد مر في سنوات ضيق شديدة وصعبة ، ولا سيما قبل خيبر ، حتى لقد كان ربما يبقى اليومين أو الثلاثة بلا طعام ، حتى يشد على بطنه الحجر (62) وكان الأنصار يتعاهدونه بجفان الطعام ، فأين كانت عنه أموال أبي بكر وآلاف دراهمه ، التي بقيت إلى تبوك ، حيث يدّعون : أنه جاء بجميع ماله ، وهو أربعة آلاف درهم حينئذ؟! (63).
هذا كله : لو كان مرادهم المنة على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالإنفاق عليه.
ثانيا : إن كان المراد المن على الرسول «صلى الله عليه وآله» بالإنفاق في سبيل الله سبحانه ، فهو أيضا لا يصح ، إذ لم نجد في التاريخ ما يدل على ذلك.
بل لقد وجدنا ما يدل على خلافه ، فإن أبا بكر قد ضن بماله إلى حد أنه لم يتصدق ولو بدر همين في قصة النجوى ، ولم يفعل ذلك سوى أمير المؤمنين «عليه السلام» ، حتى أنزل الله تعالى قرآنا يؤنب فيه الصحابة ويلومهم على ذلك ثم تاب عليهم ، قال تعالى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ ..) الآية» (64).
ولو أن أبا بكر تصدق بدرهمين لم يكن ممن توجه إليهم هذا العتاب منه تعالى.
ثالثا : والأهم من ذلك : أنه لا معنى لأن يكون الإنفاق لوجه الله ، ثم يمن المنفق على الرسول «صلى الله عليه وآله» ، كما أخبر «صلى الله عليه وآله» عنه كما تزعم الرواية ، بل المنة لله ولرسوله عليه في ذلك.
وقد نهى الله عن المن ، فقال : (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ..)(65) ، وقال : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)(66).
ولذلك فإننا لا يمكننا أن نقبل : أن النبي «صلى الله عليه وآله» يمدح هذا المنّان عليه (أي على المن) ويقرضه لأجله ولا سيما وهو أمنّ الناس عليه في صحبته وماله.
إشارة عامة :
ولذلك فإن بالإمكان الاستنتاج من ذلك : أن الظاهر : هو أن النبي «صلى الله عليه وآله» بعد أن لم يستطع إقناع أبي بكر بالكف عن المن عليه بأنه قد ترك أمواله وداره في مكة ، وأنه رافقه إلى الغار ، وتحمل الأخطار ، وحزن وجزع خوفا من الأعداء ، بعد أن لم يستطع إقناعه بذلك اضطر «صلى الله عليه وآله» إلى أن يخبر الناس بحالة أبي بكر هذه ، علّه يكف عن بعض ما كان يفعل ، وذلك كأسلوب اضطراري أخير من أساليب التربية والتوجيه ، لا سيما وأن ما يمن به عليه لم يكن أبو بكر متفردا به ؛ فإن الكل كان قد هاجر وترك ماله ، وأرضه ووطنه ، والكل قد تحمل الأخطار والمتاعب ، وكثير منهم تعرض إلى أقسى أنواع التعذيب والتنكيل.
وعن مقامه معه في الغار ، فإن الخطر على أمير المؤمنين كان أعظم من الخطر على أبي بكر ؛ فلماذا إذن هذا المن منه ، حتى عده النبي «صلى الله عليه وآله» أمنّ الناس عليه؟!.
رابعا : وإذا كان أبو بكر ـ كما يقول الطوسي والمفيد ـ في أول أمره معلما للأولاد ، ثم صار خياطا ، ولم يكن قسمه إلا كواحد من المسلمين ، ولذا احتاج إلى مواساة الأنصار له.
وكان أبوه صيادا ، ثم صار ينش الذباب ، وينادي على مائدة ابن جدعان بشبع بطنه ، وستر عورته (67).
فإن من الطبيعي أن لا تكون لأبي بكر ثروة من هذا القبيل لا خمسة آلاف ، ولا ستة آلاف ، فضلا عن أربعين ألف درهم أو دينار ؛ لأن مثل هذه الثروات إنما تجتمع لدى الإنسان من التجارة ، أو الزراعة ، لا من قبيل صناعات أبي بكر ؛ فكيف يقولون إذا : إنه كان سيدا من سادات قريش ، ومن ذوي المال والثروة والجاه فيها؟!
ولماذا يترك أباه عند ابن جدعان ، وهو بهذه الحالة فضلا عن ابنته أسماء؟!.
وإذا كانت ثروة أبي بكر في تلك الفترة في أربعة آلاف بل أكثر ، كما تقدم حين الكلام حول عتق بلال ؛ فإنه لا بد أن يكون أثرى رجل في مكة في تلك الفترة ، إذ قد ورد أنه بعد أن انتشر الإسلام ، وفتحت البلاد جاء أنس بن مالك بمال إلى عمر بعد موت أبي بكر ، فبايع عمر ، ثم أخبره بأنه قد جاء بأربعة آلاف وأعطاه إياها ، قال أنس : «فكنت أكثر أهل المدينة مالا» (67).
خامسا : إن أمير المؤمنين «عليه السلام» حينما تصدق بمال قليل جدا ـ كما في إطعامه المسكين ، واليتيم ، والأسير ـ قد نزلت فيه آية قرآنية وهي قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ ..) الآية (68).
وحينما تصدق بخاتمه نزل فيه قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)(69).
وحينما تصدق بدرهم سرا وآخر جهرا ، وثالث ليلا ، ورابع نهارا ، نزل فيه قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(70).
كما أنه لم يعمل بآية النجوى سوى علي «عليه السلام» (71).
وأبو بكر ينفق ماله كله ، أربعين ألف درهم أو دينار وتكون له يد عند النبي «صلى الله عليه وآله» ، الله يكافئه عليها ، وما نفع النبي «صلى الله عليه وآله» مال كما نفعه مال أبي بكر ، ثم لا يذكر الله من ذلك شيئا ، ولا يحدثنا التاريخ ولا الحديث عن مورد واحد من ذلك بالتحديد ؛ بحيث يمكن إثباته؟
أم أن المحدثين والمؤرخين وهم في الأكثر شيعة لأبي بكر ، قد تجاهلوا عمدا فضائل أبي بكر ، التي تصب في هذا الاتجاه؟
ولماذا إذن لم يتجاهلوا ما لعلي «عليه السلام» في ذلك أيضا؟!.
أم أن أبا بكر قد ظلم وتجنى عليه الحكام والملوك ، وأتباعهم ، والمزيفون من العلماء ، كما تجنوا على أمير المؤمنين علي «عليه السلام»؟! فمنعوا الناس من ذكر فضائله وروايتها.
وغاية ما ذكروه لأبي بكر هنا عتقه الرقاب من الضعفاء والمعذبين في مكة ، ولكن قد تقدم أن إثبات ذلك غير ممكن ، وقد أنكره الإسكافي المعتزلي عليه ، وقال : إن ثمنها في ذلك العصر لا يبلغ مئة درهم ، لو فرض صحة الرواية.
أم أن عدالة الله تعالى قد اقتضت ذكر نفقات أمير المؤمنين علي «عليه السلام» ـ على قلتها ـ في القرآن ، وعلى لسان النبي «صلى الله عليه وآله» ، وإهمال نفقات أبي بكر ، التي تبلغ الآلاف الكثيرة؟!
وهل هذا عدل؟! تعالى الله الملك الحق العدل المبين ، الذي لا تظلم عنده نفس بمثقال ذرة فما فوقها.
أم يصح أن يقال : إن نفقات أبي بكر لم تكن خالصة لوجه الله تعالى ، وإنما جرت على وفق سجيته وطبعه في الكرم والجود؟! وكان ذلك هو سر إهمال الله لها؟ فلماذا لا يمدح الله هذه السجية؟
وإذا كان لا فضل فيها ؛ فلماذا يقول الرسول : إن الله سوف يكافئه عليها؟! ولماذا؟ ولماذا؟! إلى آخر ما هنالك من الأسئلة التي لن تجد لها جوابا مقنعا ومفيدا ومقبولا.
وبعد ما تقدم : فإن الحديث عن ثروة أبي بكر منقول ـ كما يقول الشيخ المفيد ـ عن خصوص ابنة أبي بكر عائشة ، وفي طريقه من هم من أمثال الشعبي المعروفين بالعصبية ، والتقرب إلى بني أمية بالكذب ، والتخرص ، والبهتان (72).
اللصوص المهرة :
وبعد ، فإن مما يضحك الثكلى ما ذكره البعض ، من أن اللصوص أخذوا لأبي بكر أربع مئة بعير ، وأربعين عبدا ، فدخل عليه النبي «صلى الله عليه وآله» فرآه حزينا ، فسأله ، فأخبره ، فقال : ظننت أنه فاتتك تكبيرة الإحرام الخ .. (73).
ولست أدري كيف استطاع اللصوص إخفاء هذه الكمية الهائلة من العبيد والجمال؟! وأين ذهبوا بها؟ وكيف لم يهرب واحد من العبيد ليخبر أبا بكر بالأمر.
وكيف لم يستيقظ أحد من أهل مكة والمدينة على أصوات حركة أكبر قافلة عرفها تاريخ ذلك الزمان؟!
ولا أدري أيضا .. من أين حصل أبو بكر على هذه الثروة الهائلة؟ وكيف لم يشتهر في جميع الأقطار والآفاق على أنه أكبر متمول في الجزيرة العربية؟ ولا ندري أخيرا هل استطاع أبو بكر استرداد ما سرق منه أم لا؟!.
كلمة أخيرة حول ما يقال عن ثروة أبي بكر :
ونعتقد : أن ما يقال عن ثروة لأبي بكر ، أنه أنفقها على النبي «صلى الله عليه وآله» قد كان نتيجة ردة الفعل العنيفة من قبل أنصار الخليفة الأول ، حينما رأوا أنه «صلى الله عليه وآله» يأبى أخذ الراحلة منه إلا بالثمن (74) ويرون في مقابل ذلك الآيات النازلة في علي «عليه السلام» ، ونفقاته وتضحياته ليلة المبيت وغيرها.
فكان لا بد أن يتحركوا لإثبات فضائل لأبي بكر ، وتضحيات له جسام.
ثم يوجهون قضية الراحلة بأنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن تكون هجرته لله تعالى : بنفسه وماله (75).
ولكنهم يعودون فينسون هذا التوجيه حينما يذكرون الأمور التي تقدمت الإشارة إليها مثل جراب الزاد والشاة المطبوخة ، ومنحة الغنم حين الهجرة وغير ذلك ، ويغفلون عن التناقض الظاهر بين كونه أراد الهجرة بنفسه وماله وبين إنفاقاته الكبيرة من مال أبي بكر وزاده ومنحته و.. و.. الخ ..
ولا بأس بالتناقض في أقوال النبي «صلى الله عليه وآله» وأفعاله ، ما دام أنه لم تنقض فضيلة لأبي بكر ، ولم يحرم منها!!.
التزوير ، والتحوير :
ولكن الصحيح هو : أن ما قاله «صلى الله عليه وآله» إنما كان بالنسبة لأموال خديجة : «ما نفعني مال قط مثلما نفعني مال خديجة» ـ كما تقدم ـ وقد حور لصالح أبي بكر ، وصيغ بصيغ مختلفة.
والعبارات التي تصب في مجرى واحد ، وتشير إلى هدف فارد ، وهو إثبات فضيلة لأبي بكر وأبي بكر فقط كثيرة شأنها شأن كثير من الأحاديث التي أشار إليها المعتزلي في شرحه للنهج ، وذكر أنها من وضع البكرية في مقابل فضائل أمير المؤمنين «عليه السلام» ، وكما يظهر لكل أحد بالتتبع والمقارنة.
تجلي الله لأبي بكر :
عن أنس : لما خرج «صلى الله عليه وآله» من الغار أخذ أبو بكر بغرزه (76) ؛ فنظر «صلى الله عليه وآله» إلى وجهه ، فقال : يا أبا بكر ألا أبشرك؟
قال : بلى فداك أبي وأمي.
قال : إن الله يتجلى يوم القيامة للخلائق عامة ، ويتجلى لك خاصة (77).
ومع أننا لم ندر ما معنى هذا التجلي ، إلا أن يكون على مذهب المجسمة الضالة ، فإننا نجد : أن الفيروزآبادي قد عد هذا الحديث من أشهر الموضوعات في باب فضائل أبي بكر ، ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل ، وحكم الخطيب بوضعه عند ذوي المعرفة بالنقل ، وحكم أيضا بوضعه وبطلانه كل من : الذهبي ، والعجلوني ، وابن عدي ، والسيوطي ، والعسقلاني ، والقاري وغيرهم (78).
كلام هام حول الفضائل :
يقول المدائني : «كتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق : أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي شهادة ، وكتب إليهم :
أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ، ومحبيه ، وأهل ولايته ، الذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم ، وقربوهم ، وأكرموهم ، واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم ، واسمه واسم أبيه ، وعشيرته ففعلوا ذلك ، حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات ، والكساء ، والحباء ، والقطائع ، ويفيضه في العرب منهم والموالي.
فكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجد امرؤ من الناس عاملا من عمال معاوية ، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه ، وقربه ، وشفعه ، فلبثوا بذلك حينا.
ثم كتب إلى عماله : إن الحديث في عثمان قد جهر وفشا في كل مصر ، وكل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا ، فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة ، والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن هذا أحب إلي ، وأقر لعيني ، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله.
فقرئت كتبه على الناس ، ورويت أحاديث كثيرة في مناقب الصحابة ، مفتعلة لا حقيقة لها ، وجدّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى ، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر وألقي إلى معلمي الكتاب ، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع ، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموه بناتهم ، ونساءهم ، وخدمهم ، وحشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله.
ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان : انظروا من قامت عليه البينة : أنه يحب عليا ، وأهل بيته ، فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه.
وشفع ذلك بنسخة أخرى : من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم ، فنكلوا به ، واهدموا داره ، فلم يكن البلاء أشد وأكثر منه بالعراق ، ولا سيما بالكوفة ، حتى إن الرجل من شيعة علي ليأتيه من يثق به فيدخل بيته ، فيلقي إليه سره ، ويخاف من خادمه ومملوكه ، ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة : ليكتمن عليه.
فظهر حديث كثير موضوع ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة ، والولاة ، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراؤون ، والمستضعفون ، الذين يظهرون الخشوع والنسك ، فيفتعلون الأحاديث حتى يحظوا بذلك عند ولاتهم ، ويقربوا في مجالسهم ، ويكسبوا به الأموال والضياع ، والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها فرووها وهم يظنون أنها حق ولو علموا : أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها ، فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي «عليه السلام» ، فازداد البلاء والفتنة الخ» .. (79).
ما أنت إلا إصبع دميت :
وفي رواية : إن أبا بكر صار يسد كل حجر وجده في الغار ، فأصاب يده ما أدماها ، فصار يمسح الدم عن إصبعه ويقول :
ما أنت إلا اصبع دميت *** وفي سبيل الله ما لقيت (80)
وهذا لا يصح ؛ لأن هذا البيت هو لعبد الله بن رواحة ، قاله في جملة أبيات له في غزوة مؤتة ، وقد صدمت إصبعه فدميت (81).
وفي الصحيحين : عن جندب بن سفيان : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال ذلك في بعض المشاهد ، أو في الغار ، حينما دميت إصبعه (82).
وذكر آخرون : أنه «صلى الله عليه وآله» قال ذلك حينما لحقه أبو بكر ، لظنه «صلى الله عليه وآله» أنه بعض المشركين ، فأسرع ؛ فأصابه حجر ، ففلق إبهامه (83).
ولعله «صلى الله عليه وآله» قد قرأ «دميت ولقيت» بفتح ياءيهما ، وسكون تاءيهما حتى لا يكون شعرا ، لأنه لا يقول الشعر ولا ينبغي له ، كما ذكرته الآية الكريمة : (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ)(84).
إلا أن يكون المراد بها : أنه «صلى الله عليه وآله» ليس بشاعر ، لا أنه لا يتلفظ بالشعر ، ولا يتمثل به.
وفي بعض المصادر : أن قائله هو الوليد بن الوليد بن المغيرة ، حين فر من المشركين حين هجرته ، أو حينما ذهب ليخلص هشام بن العاص وعباس بن ربيعة (85).
وقيل : إن أبا دجانة قال ذلك في غزوة أحد (86).
ولعل الجميع قد قالوا هذا البيت ، لكن على سبيل التمثل به ، والتمثل بالشعر شائع عند العرب ، وهكذا يتضح أن هذا الشعر إن كان قد قيل في الغار ، فإن قائله هو النبي «صلى الله عليه وآله» كما في الصحيحين.
وقد نسب ذلك إلى أبي بكر تصنعا وتزلفا ليس إلا ، وذلك لا يسمن ولا يغني من جوع.
عمدة فضائل أبي بكر :
ومما يلفت النظر ، ويقضي بالعجب : أن تكون صحبة أبي بكر لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وكونه معه في الغار ، وكبر سنه ، هما عمدة ما استدلوا به يوم السقيفة لأحقية أبي بكر بالخلافة دون غيره ، فقد قال عمر يوم السقيفة : «من له مثل هذه الثلاث : (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا.)
وقال : إن أولى الناس بأمر نبي الله ثاني اثنين إذ هما في الغار ، وأبو بكر السباق المسن.
وقال يوم البيعة العامة : «إن أبا بكر رحمه الله صاحب رسول الله وثاني اثنين ، أولى الناس بأموركم ، فقوموا فبايعوه» (87).
وعن سلمان : «أصبتم ذا السن فيكم ، ولكنكم أخطاتم أهل بيت نبيكم».
وحينما طلب اليهود من أبي بكر أن يصف لهم صاحبه قال : «معشر اليهود ، لقد كنت معه في الغار كإصبعي هاتين الخ ..».
وعن عثمان : «إن أبا بكر الصديق (يبدو أن كلمة الصديق زيادة من الرواة لما تقدم) أحق الناس بها ؛ إنه لصديق ، وثاني اثنين ، وصاحب رسول الله» هكذا عن أبي عبيدة.
وعن علي ، والزبير : «الغار ، وشرفه ، وكبره ، وصلاته بالناس» (88).
وأخيرا : فقد قال العسقلاني عن قضية الغار : «هي أعظم فضائله التي استحق بها أن يكون الخليفة بعد النبي «صلى الله عليه وآله» ، ولذلك قال عمر بن الخطاب : إن أبا بكر صاحب رسول الله ، ثاني اثنين ، فإنه أولى المسلمين بأموركم».
وإذا كانت أعظم فضائله التي استحق بها الخلافة ، وإذا كانوا لم يتمكنوا من ذكر فضيلة أخرى له ، مع أنهم في أحرج الأوقات ، وفي أمس الحاجة إلى التشبث بكل حشيش في مقابل الأنصار ؛ فماذا عساهم أن يصنعوا في مقابل علي وفضائله العظمى التي هي كالنار على المنار وكالشمس في رابعة النهار؟
وهل يمكنهم أن يحتجوا بشيء ذي بال في مقابله؟!.
وهل يبقى أمامهم من مخرج سوى اللجوء إلى أساليب العنف والإرهاب؟! وهكذا كان!!.
وإذا أفقده البحث المنطقي والعلمي هذه الفضيلة ، وبقي صفر اليدين ، حتى لقد كان بلال يفضل عليه ، حتى اضطر بلال ـ ولعله لدوافع لم يستطع التاريخ أن يفصح عنها ـ لأن يستنكر ذلك ويقول : كيف تفضلوني عليه ، وأنا حسنة من حسناته؟ (89).
نعم ، إذا أفقده النقد الموضوعي هذه الفضيلة ، كما قد رأينا ذلك فيما تقدم ، فما الذي يبقى أمام أبي بكر للحفاظ على ماء وجهه ومنصبه؟!.
إننا نترك الجواب على ذلك للقارئ الفطن والمنصف.
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٢٣ عن شواهد النبوة ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٩.
(٢) راجع : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٩ وج ١ ص ٢٧٣ ، وغير ذلك. وقد أشرنا إلى ذلك حين الكلام على الإسراء والمعراج ، وذكرنا بعض مصادره هناك ، فراجع.
(٣) نفس المصدر السابق.
(4) كشف الأستار ج ٣ ص ١٦٣ ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٤٣ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٤١ وتهذيب التهذيب ج ٥ ص ٣٨ والغدير ج ٥ ص ٣٢٦ و ٣٠٣ عن تاريخ الخطيب.
(5) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١١٢ وتلخيصه للذهبي هامش نفسه الصفحة ، والأوائل ج ١ ص ١٩٥ ، وفرائد السمطين ج ١ ص ٢٤٨ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٢٨ ، وراجع ج ١ ص ٣٠ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٦ ، والخصائص للنسائي ص ٤٦ بسند رجاله ثقات ، وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٤ ، بسند صحيح ، وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٥٦ ، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٧ ، وذخائر العقبي ص ٦٠ عن الخلفي والآحاد والمثاني (مخطوط في كوپرلي رقم ٢٣٥) ، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (مخطوط في مكتبة طوپ قپوسراي رقم ٤٩٧) ج ١ وتذكرة الخواص ص ١٠٨ عن أحمد في المسند وفي الفضائل وفي هوامش ترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ، ج ١ ص ٤٤ و ٤٥ عن : مصنف ابن أبي شيبة ، ج ٦ الورق ١٥٥ / أو كنز العمال (ط ٢) ج ١٥ ص ١٠٧ عن ابن أبي شيبة ، والنسائي ، وابن أبي عاصم في السنة ، والعقيلي والحاكم وأبي نعيم وعن العقيلي في ضعفائه ج ٦ الورق ١٣٩ ، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ج ١ الورق ٢٢ / أ ، وتهذيب الكمال للمزي ج ١٤ الورق ١٩٣ / ب وعن تفسير الطبري ، وعن أحمد في الفضائل الحديث ١١٧ ورواه في ذيل إحقاق الحق ج ٤ ص ٣٦٩ عن ميزان الإعتدال ج ١ ص ٤١٧ وج ٢ ص ١١ و ٢١٢ ، والغدير ج ٢ ص ٣١٤ عن كثير ممن تقدم وعن الرياض النضرة ص ١٥٥ و ١٥٨ و ١٢٧ وراجع : اللآلي المصنوعة ج ١ ص ٣٢١.
(6) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ٤ ص ٢٢ وعن المعارف لابن قتيبة ص ١٦٧ وكلام الإسكافي في العثمانية ص ٣٠٠.
(7) البداية والنهاية ج ٣ ص ٢٦.
(8) الغدير ج ٢ ص ٣١٣ و ٣١٤.
(9) الجامع الصغير ج ٢ ص ٥٠ ، عن أبي نعيم في معرفة الصحابة ، وابن النجار ، وابن عساكر ، والصواعق المحرقة ط المحمدية ص ١٢٣ ، وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٥٥ ، وشواهد التنزيل ج ٢ ص ٢٢٤ ، وذخائر العقبى ص ٥٦ ، وفيض القدير ج ٤ ص ١٣٧ ، وتاريخ ابن عساكر (ترجمة الإمام علي «عليه السلام») بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٢٨٢ وج ١ ص ٨٠ وكفاية الطالب ص ١٢٣ و ١٨٧ و ١٢٤ ، والدر المنثور ج ٥ ص ٢٦٢ عن تاريخ البخاري ، وعن أبي داود ، وأبي نعيم والديلمي وابن عساكر ، والرازي في تفسير سورة المؤمن ، ومناقب الخوارزمي ص ٢١٩ ، ومناقب الإمام علي لابن المغازلي ص ٢٤٦ و ٢٤٧ ، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم مخطوط في مكتبة طوپ قپوسراي رقم ٤٩٧ ونقله في هامش كفاية الطالب عن كنز العمال أيضا ج ٦ ص ١٥٢ عن الطبراني وابن مردويه والرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٢ وبعض من تقدم ، ونقله المحمودي في هامش ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر ج ١ ص ٧٩ و ٨٠ عن بعض من تقدم وعن : السيف اليماني المسلول ص ٤٩ والفتح الكبير ص ٢٠٢ وغاية المرام ص ٤١٧ و ٦٤٧ ومناقب علي من كتاب الفضائل لأحمد الحديث ١٩٤ و ٢٣٩ والسلفي في مشيخة البغدادية ، الورق ٩ / ب و ١٠ / ب والغدير ج ٢ ص ٣١٢ ، عن بعض من تقدم ، وهوامش شواهد التنزيل عن الروض النضير ج ٥ ص ٣٦٨.
(10) مناقب الخوارزمي الحنفي ص ٢١٩.
(11) ذخائر العقبى ص ٥٦ عن ابن قتيبة ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٢٨ ، وأنساب الأشراف ، بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ١٤٦ ، والآحاد والمثاني (مخطوط في كوپرلي رقم ٢٣٥) ، والبداية والنهاية ج ٧ ص ٣٣٤ ، والمعارف لابن قتيبة ص ٧٣ و ٧٤ ، والغدير ج ٢ ص ٣١٤ عن بعض من تقدم وعن ابن أيوب والعقيلي ، عن كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٥ طبعة أولى ، وليراجع الغدير ج ٣ ص ١٢٢ عن الإستيعاب ج ٢ ص ٤٦٠ وعن مطالب السؤل ص ١٩ وقال : كان يقولها في كثير الأوقات والطبري ج ٢ ص ٣١٢ وعن الرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٥ و ١٥٧ وعن العقد الفريد ج ٢ ص ٢٧٥ ، وراجع في حديث ابن عباس وأبي ليلى الغفاري الإصابة ج ٤ ص ١٧١ وهامشها في الإستيعاب ج ٤ ص ١٧٠ وميزان الإعتدال ج ٢ ص ٣ و ٤١٧.
(12) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٢٨ ، وفرائد السمطين ج ١ ص ١٤٠ وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر تحقيق المحمودي ج ١ ص ٧٦ و ٧٧ و ٧٨ بعدة أسانيد وفي هامشه عن الإسكافي في نقضه لعثمانية الجاحظ المطبوع معها في مصر ص ٢٩٠ واللآلي المصنوعة ج ١ ص ٣٢٤ و ٣٢٥ وملحقات إحقاق الحق ج ٤ ص ٢٩ ـ ٣١ و ٣٤ والغدير ج ٢ ص ٣١٣ عن الرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٥ عن الحاكمي ، وعن شمس الأخبار للقرشي ص ٣٠ ، وعن المواقف ج ٣ ص ٢٧٦ ، وعن نزهة المجالس ج ٢ ص ٢٠٥ وعن الحمويني.
(13) مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٢ عن الطبراني والبزار ، والغدير ج ٢ ص ٣١٣ وج ١٠ ص ٤٩ عنه وعن : كفاية الطالب ص ١٨٧ من طريق ابن عساكر وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٢٨ وعن إكمال كنز العمال ج ٦ ص ١٥٦ عن البيهقي وابن عدي عن حذيفة ، وعن أبي ذر وسلمان وعن الإستيعاب ج ٢ ص ٦٥٧ وعن الإصابة ج ٤ ص ١٧١.
(14) العقد الفريد ط دار الكتاب ج ٢ ص ١١٧ ، وبلاغات النساء ص ٣٨ ، والغدير ج ٢ ص ٣١٣ عنهما وعن صبح الأعشى ج ١ ص ٢٥٠ ونهاية الأرب ج ٧ ص ٢٤١.
(15) الغدير ج ٢ ص ٣١٢ عن الرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٥ وغيرها.
(16) نفس المصدر السابق.
(17) كنز العمال ط ٢ ج ١٥ ص ١٣٤.
(18) الآية ٣٣ من سورة الزمر.
(19) الآية ١٥ من سورة الحجرات.
(20) الآية ٦٩ من سورة النساء ، راجع على سبيل المثال : شواهد التنزيل ج ١ ص ١٥٣ و ١٥٤ و ١٥٥ وج ٢ ص ١٢٠ وفي هوامشه مصادر كثيرة ، وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٤١٨ ، وهوامشه ، ومناقب ابن المغازلي ص ٢٦٩ ، وغاية المرام ص ٤١٤ ، وكفاية الطالب ص ٣٣٣ ، ومنهاج الكرامة للحلي ، ودلائل الصدق للشيخ المظفر ج ٢ ص ١١٧ والدر المنثور ج ٥ ص ٣٢٨ ، وعشرات المصادر الأخرى.
(21) مناقب الخوارزمي الحنفي ص ٣٢.
(22) راجع على سبيل المثال : اللآلي المصنوعة ج ١ ص ٣٢٢.
(23) راجع : الغدير ج ٥ ص ٣٢٧ و ٣٢٨ و ٣٢١ و ٣٣٤ و ٣٥ وج ٧ ص ٢٤٤ و ٢٤٥.
(24) راجع : وفاء الوفاء ج ١ ص ٢٣٧ ، والثقات لابن حبان ج ١ ص ١١٧ والمصنف لعبد الرزاق ج ٥ ص ٣٨٧ وغير ذلك كثير ، وعن كون أبي بكر رجلا ذا مال راجع : سيرة ابن هشام ج ١ ص ١٢٨.
(25) نور الأبصار ص ١٦ عن : الجمل على الهمزية ، وعن كنز العمال ج ٨ ص ٣٣٤ عن البغوي بسند حسن عن عائشة.
(26) فتح الباري ج ٧ ص ١٨٣ و ١٧٧ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٥ و ٥٥ عنه.
(27) سيرة مغلطاي ص ٣٢ وفتح الباري ج ٧ ص ١٧٧ وراجع الثقات لابن حبان ج ١ ص ١١٣ وغير ذلك.
(28) ترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ج ١ ص ١٣٨ والدر المنثور ، وتيسير المطالب ص ٧٥ لكن فيه : أنه قد استأجر الرواحل الثلاث.
(29) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٢٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٠٣ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٤ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٧٨.
(30) راجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٥٣ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٧٨ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٢٣ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٠ والبخاري كما في إرشاد الساري ج ٦ ص ١٧.
(31) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٤ عن سبط ابن الجوزي.
(32) البحار ج ١٩ ص ٧٤ وعن الخرايج والجرائح وليراجع ص ٧٧ و ٥١ وليراجع أيضا إعلام الورى ص ٦٣ ، ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٢٨ ، وتفسير القمي ج ١ ص ٢٧٦.
(33) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٤ ـ ٣٨ وراجع ، تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٢٨. والدر المنثور.
(34) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٣٠ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٨٢ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٩.
(35) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٦٩.
(36) راجع : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٨ ، والروض الأنف ج ٢ ص ٢٢٩ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ١٢٧ ، أنظر الهامش ، وتاريخ الهجرة النبوية للببلاوي ص ١١٦.
(37) البحار ج ١٩ ص ٥٠.
(38) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٨ و ٢٦.
(39) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ١٣٣ وكنز العمال ج ٢٢ ص ٢٠٩ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٧٩ ، والأذكياء لابن الجوزي ص ٢١٩ ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ١٧٣ و ١٧٤ ، ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٥٩ عن الطبري ، وأحمد ورجاله رجال الصحيح ، غير ابن إسحاق ، وقد صرح بالسماع.
(40) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٣٠ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢ و ٤٠ والتراتيب الإدارية ج ٢ ص ٨٧ وستأتي مصادر أخرى لذلك.
(41) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٢٦ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢ و ٤٠ والتراتيب الإدارية ج ٢ ص ٨٧ وستأتي مصادر أخرى لذلك إن شاء الله.
(42) راجع : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢ ، وراجع لسان الميزان ج ٢ ص ٢٣ وغيره.
(43) راجع : صحيح البخاري كما في إرشاد الساري ج ٦ ص ٢١٤ و ٢١٥ مع اختلاف يسير والجامع الصحيح للترمذي ج ٥ ص ٦٠٨ و ٦٠٩ والمصادر الآتية قبل الحديث عن عامر بن فهيرة.
(44) راجع : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٣ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٢٣ و ٣٣٠ وستأتي مصادر أخرى إن شاء الله تعالى.
(45) راجع : في كل ما تقدم من أول العنوان إلى هنا : تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٣٠ ـ ٣٢٣ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢ و ٣٣ و ٤٠ و ٣٩ والجامع الصحيح للترمذي ج ٥ ص ٦٠٩ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ، وصحيح البخاري باب الهجرة ، وفتح الباري ج ٧ وصحيح مسلم ، وصحيح الترمذي ، والدر المنثور ، والفصول المهمة لابن الصباغ ، والسيرة النبوية لابن كثير ولسان الميزان ج ٢ ص ٢٣ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٢٩ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٤٢ عن الطبراني والغدير ، وغير ذلك كثير لا مجال لتتبعه.
(46) الإصابة ج ٢ ص ٤٦٠ و ٤٦١ وهذه الرواية تدل على أن أبا قحافة يرى أن ابنه أبا بكر قد صار من الصباة وأنه قد أسلم بعد جماعة عبد الله منهم ، وهذا ينافي ما تقدم من أنه كان أول من أسلم.
(47) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٥١.
(48) سيرة مغلطاي ص ٣٢.
(49) تاريخ دمشق ، ترجمة الإمام علي بتحقيق المحمودي ج ١ ص ١٣٨ ، وإعلام الورى ص ١٩٠ ، والبحار ج ١٩ ص ٨٤ عنه وتيسير المطالب في أمالي الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» ص ٧٥.
(50) إعلام الورى ص ٦٣ ، والبحار ج ١٩ ص ٧٠ و ٧٥ عنه وعن الخرائج وعن قصص الأنبياء.
(51) الإحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٢٠٤.
(52) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٩ ، وسيرة ابن هشام ، وكنز العمال ج ٢٢ ص ٢١٠ عن البغوي وابن كثير.
(53) راجع لبعض موارد التناقض لا كلها : الإصابة ج ٤ ص ٢٣٠ ، والإستيعاب بهامشها ج ٤ ص ٢٣٣.
(54) البدء والتاريخ ج ٥ ص ٧٨.
(55) الإصابة ج ٤ ص ٢٣٠ ، والإستيعاب هامش الإصابة ج ٤ ص ٢٣٣.
(56) شرح النهج للمعتزلي ج ١١ ص ٤٩ ، وراجع الغدير ج ٥ ص ٣١١.
(57) الرياض النضرة ج ١ ص ١٢٦ ، وإرشاد الساري ج ٦ ص ٨٦ عن الحافظ السكري والغدير ج ٨ ص ٣٤ عنهما وعن كنز العمال ج ٦ ص ١٣٨ و ١٤٠ عن الطبراني وأبي نعيم.
(58) قد تقدم في أول البحث : أن أبا طالب كان ينفق في الشعب على الهاشميين من أمواله.
وأما أموال خديجة ، فأمرها أشهر وأعرف. وقد تقدم كلام ابن أبي رافع حولها.
(59) راجع : الأوائل ج ١ ص ٣١٤ ، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٠٥ عن البخاري ، وصحيح البخاري ج ٣ ص ٣٥ ط سنة ١٣٠٩ ه. وصحيح مسلم ج ٧ ص ١٧٢ ، وكنز العمال ج ٢٢ ص ٢٠٦ ، عن أبي نعيم والطيالسي ، وليراجع فتح الباري ج ٧ ص ٣٧٢ ، ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٩٥ و ٤١٢. وحياة الصحابة ج ١ ص ٣٦١.
(60) الكراع : اسم يطلق على الخيل والبغال والحمير.
(61) راجع : حديث الإفك ص ١٥٢ وراجع : عنوان «لا مال لأبي بكر لينفق على أحد» في الجزء الثالث عشر وفي الجزء الثاني عشر الطبعة الرابعة.
(62) وقد وصفت عائشة حالته هو وأهل بيته بما يقرح القلوب ، فراجع : طبقات ابن سعد ج ١ قسم ٢ ص ١٢٠ وليراجع من ص ١١٢ حتى ص ١٢٠.
(63) حياة الصحابة ج ١ ص ٤٢٩ عن ابن عساكر ج ١ ص ١١٠.
(64) الآية ١٣ من سورة المجادلة ، وراجع دلائل الصدق ج ٢ ص ١٢٠ ، والأوائل ج ١ ص ٢٩٧ ، وهامش تلخيص الشافي ج ٣ ص ٢٣٥ و ٣٧ ، عن العديد من المصادر
(65) الآية ٢٦٤ من سورة البقرة.
(66) الآية ٦ من سورة المدثر.
(67) تلخيص الشافي ج ٣ ص ٢٣٨ ، ودلائل الصدق ج ٢ ص ١٣٠ ، والإفصاح ص ١٣٥ وراجع الغدير ج ٨ ص ٥١. ويشك المحقق السيد مهدي الروحاني في
كون أبي بكر كان معلما ، على اعتبار أن جمع الأطفال في المكتب وتعليمهم أمر مستحدث ، ولم يكن معهودا في مكة في الجاهلية ويتساءل عن تلامذة أبي بكر من هم ، ولماذا لم يوجد في مكة سوى عدد ضئيل ممن كان يعرف القراءة والكتابة كما مر في أول الكتاب. بل لقد ذكر جرجي زيدان في كتابه تاريخ التمدن : أنه لم يكن في مكة حين بعث النبي «صلى الله عليه وآله» سوى سبعة أشخاص يعرفون الكتابة.
(67) كنز العمال ج ٥ ص ٤٠٥ عن ابن سعد ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٣٥.
(68) الآية ٨ من سورة الإنسان ، والحديث موجود في المصادر التالية : المناقب للخوارزمي ص ١٨٩ ـ ١٩٥ ، والرياض النضرة ج ٣ ص ٢٠٨ و ٢٠٩ والتفسير الكبير ج ٣٠ ص ٢٣٤ و ٢٤٤ عن الواحدي ، والزمخشري ، وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج ٢٩ ص ١١٢ و ١١٣ والكشاف ج ٤ ص ٦٧٠ ونوادر الأصول ص ٦٤ و ٦٥ والجامع لأحكام القرآن ج ١٩ ص ١٣١ عن النقاش ، والثعلبي ، والقشيري ، وغير واحد من المفسرين ، واللآلي المصنوعة ج ١ ص ٣٧٢ ـ ٣٧٤ ومدارك التنزيل للنسفي (مطبوع بهامش تفسير الخازن) ج ٤ ص ٣٣٩ وكشف الغمة ج ١ ص ١٦٩ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٤٦٩ ـ ٤٧٧ عن أمالي الصدوق ، والقمي ، والطبرسي ، وابن شهر آشوب وتأويل الآيات الظاهرة ج ٢ ص ٧٤٩ ـ ٧٥٢ وتفسير فرات ص ٥٢١ ـ ٥٢٨ وذخائر العقبى ص ٨٩ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٨ و ٣٩٩ والبرهان (تفسير) ج ٤ ص ٤١٢ ووسائل الشيعة ج ١٦ ص ١٩٠ ، وفرائد السمطين ج ٢ ص ٥٤ ـ ٥٦ ومجمع البيان ج ١٠ ص ٤٠٤ و ٤٠٥ والمناقب لابن المغازلي ص ٢٧٣ والإصابة ج ٤ ص ٣٧٨ وينابيع المودة ص ٩٣ و ٩٤ وروضة الواعظين ص ١٦٠ ـ ١٦٣ ونزهة المجالس ج ١ ص ٢١٣ وربيع الأبرار ج ٢ ص ١٤٧ و ٢٤٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ٢١ ، وأسد الغابة ج ٥ ص ٥٣٠ و ٥٣١ والبحار ج ٣٥ ص ٢٣٧ حتى ٢٥٤ وإحقاق الحق ج ٩ ص ١١٠ ـ ١٢٣ وج ٣ ص ١٥٧ ـ ١٧٠ عن مصادر كثيرة.
(69) الآية ٥٥ من سورة المائدة ، والحديث موجود في المصادر التالية : الكشاف ج ١ ص ٦٤٩ ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص ٩٣ عن الطبراني ، وابن جرير ، وأسباب النزول ص ١١٣ وتفسير المنار ج ٦ ص ٤٤٢ ، وقال : رووا من عدة طرق وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٥٣٣ ـ ٣٣٧ عن الكافي ، والإحتجاج ، والخصال ، والقمي ، وأمالي الصدوق ، وجامع البيان ج ٦ ص ١٨٦ ، وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج ٦ ص ١٦٧ والتفسير الكبير ج ١٢ ص ٢٦ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٧١ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٣ و ٢٩٤ عن أبي الشيخ وابن مردويه ، والطبراني ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر ، وابن جرير ، وأبي نعيم ، وغيرهم ، وفتح القدير ج ٢ ص ٥٣ عن الخطيب في المتفق والمفترق ، وراجع ما عن : عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وغيرهم ممن تقدم ذكره. ولباب التأويل للخازن ج ١ ص ٤٧٥ والجامع لأحكام القرآن ج ٦ ص ٢٢١ والكافي ج ١ ص ٢٢٨ وشواهد التنزيل ج ١ ص ١٧٣ ـ ١٨٤ والخصال ج ٢ ص ٥٨٠ وكفاية الطالب ص ٢٢٩ وكنز العمال ج ١٥ ص ١٤٦ والفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٠٨ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ١٧ ومعرفة علوم الحديث ص ١٠٢ وتذكرة الخواص ص ١٥ والمناقب للخوارزمي ص ١٨٦ و ١٨٧ ونظم درر السمطين ص ٨٦ و ٨٧ والرياض النضرة ج ٣ ص ٢٠٨ وذخائر العقبى ص ١٠٢ عن الواقدي ، وأبي الفرج ابن الجوزي ، والبداية والنهاية ج ٧ ص ٣٥٨ ونور الأبصار ص ٧٧ وفرائد السمطين ج ١ ص ١٨٨ وتأويل الآيات الظاهرة ج ١ ص ١٥١ ـ ١٥٤ والبحار ج ٣٥ ص ١٨٣ ـ ٢٠٣ عن مصادر كثيرة وربيع الأبرار ج ٢ ص ١٤٨ والمناقب لابن المغازلي ص ٣١٢ و ٣١٣ وروضة الواعظين ص ٩٢ والعمدة لابن بطريق ص ١١٩ ـ ١٢٥ وإثبات الهداة ج ٢ ص ٤٧ والمناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢ ـ ١٠ وكشف الغمة ج ١ ص ١٦٦ و ١٦٧ والأمالي للصدوق ص ١٠٩ و ١١٠ ، ووسائل الشيعة ج ٦ ص ٣٣٤ و ٣٣٥ وسعد السعود ص ٩٦ والبرهان (تفسير) ج ١ ص ٤٨٠ ـ ٤٨٥ ومجمع البيان ج ٣ ص ٣١٠ ـ ٣١٢ وإحقاق الحق ج ٢٠ ص ٣ ـ ٢٢ وراجع ج ٣ ص ٥٠٢ ـ ٥١١ وج ٢ ص ٣٩٩ ـ ٤٠٨ عن مصادر كثيرة.
(70) الآية ٢٧٤ من سورة البقرة ، والحديث موجود في المصادر التالية : الكشاف ج ١ ص ٣١٩ وتفسير المنار ج ٣ ص ٩٢ عن عبد الرزاق ، وابن جرير ، وغيرهما والتفسير الكبير ج ٧ ص ٨٣ والجامع لأحكام القرآن ج ٣ ص ٣٤٧ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٣٢٦ عن ابن جرير ، وابن مردويه وابن أبي حاتم وفتح القدير ج ١ ص ٢٩٤ عن عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والطبراني ، وابن عساكر وغيرهم والدر المنثور ج ١ ص ٣٦٣ ولباب النقول ص ٥٠ ط دار إحياء العلوم ، وأسباب النزول ص ٥٠ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٣٤١ عن العياشي والفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٠٧ ونظم درر السمطين ص ٩٠ وذخائر العقبى ص ٨٨ والبرهان (تفسير) ج ٤ ص ٤١٢ والمناقب لابن المغازلي ص ٢٨٠ وينابيع المودة ص ٩٢ ، وروضة الواعظين ص ٣٨٣ و ١٠٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ٢١.
(71) راجع المصادر التالية : المناقب للخوارزمي ص ١٩٦ والرياض النضرة ج ٣ ص ١٨٠ والصواعق المحرقة ص ١٢٩ عن الواقدي ، ونظم درر السمطين ص ٩٠ و ٩١ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٢٧ و ٣٢٦ وجامع البيان ج ٢٨ ص ١٤ و ١٥ وغرائب القرآن مطبوع بهامش جامع البيان ج ٢٨ ص ٢٤ و ٢٥ وكفاية الطالب ص ١٣٦ و ١٣٧ وأحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٤٢٨ ومستدرك الحاكم ج ٢ ص ٤٨٢ وتلخيص المستدرك للذهبي (مطبوع بهامش المستدرك) ج ٢ ص ٤٨٢ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٢٦٤ و ٢٦٥ وتأويل الآيات الظاهرة ج ٢ ص ٦٧٣ ـ ٦٧٥ ولباب التأويل ج ٤ ص ٢٢٤ ومدارك التنزيل (مطبوع بهامش لباب التأويل) ج ٤ ص ٢٢٤ وأسباب النزول ص ٢٣٥ وشواهد التنزيل ج ٢ ص ٢٣١ ـ ٢٤٠ والدر المنثور ج ٦ ص ١٨٥ عن ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن أبي حاتم ، وعبد الرزاق ، والحاكم وصححه ، وسعيد بن منصور ، وابن راهويه ، وفتح القدير ج ٥ ص ١٩١ والتفسير الكبير ج ٢٩ ص ٢٧١ والجامع لأحكام القرآن ج ١٧ ص ٣٠٢ والكشاف ج ٤ ص ٤٩٤ وكشف الغمة ج ١ ص ١٦٨ وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج ٣ ص ١٢٩ و ١٤٠ وج ١٤ ص ٢٠٠ و ٢١٧ وج ٢٠ ص ١٨١ و ١٩٢ عن بعض من تقدم ، وعن مصادر كثيرة أخرى ، وإعلام الورى ص ١٨٨.
(72) الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين علي «عليه السلام» ص ١٣١ ـ ١٣٣.
(73) نزهة المجالس ج ١ ص ١١٦.
(74) صحيح البخاري ط مشكول ج ٥ ص ٧٥ وتاريخ الطبري ج ٢ ص ١٠٤ ، وسيرة ابن هشام ج ٢ ص ١٣١ وطبقات ابن سعد ج ١ قسم ١ ص ١٥٣ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٨٤ ـ ١٨٨ ، ومسند أحمد ج ٥ ص ٢٤٥ ، والكامل لابن الأثير ، وغير ذلك كثير ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢.
(75) فتح الباري ج ٧ باب الهجرة ، ص ١٨٣ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢.
(76) الغرز : ركاب الرحل.
(77) الغدير ج ٥ ص ٣٠١ و ٣٠٢ والمصادر الآتية في الهامش التالي والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٤١.
(78) راجع : تاريخ بغداد للخطيب ج ٢ ص ٢٨٨ وج ١٢ ص ١٩ ، وكشف الخفاء ج ٢ ص ٤١٩ ، واللآلي المصنوعة ج ١ ص ١٤٨ ، ولسان الميزان ج ٢ ص ٦٤ وميزان الإعتدال ج ٢ ص ٢١ و ٢٣٢ و ٢٦٩ وج ٣ ص ٣٣٦ والغدير ج ٥ ص ٣٠٢ عمن تقدم ، وعن أسنى المطالب ص ٦٣.
(79) النصائح الكافية ص ٧٢ و ٧٣ عن المدائني ، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١١ ص ٤٤.
(80) حلية الأولياء ج ١ ص ٢٢ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٨٠ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٥ و ٣٦.
(81) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٦٩ و ٣٦.
(82) صحيح مسلم ج ٥ ص ١٨١ و ١٨٢ ، وصحيح البخاري ج ٢ ص ٨٩ الميمنية ، وحياة الصحابة ج ١ ص ٥١٨.
(83) راجع البحار ج ١٩ ص ٩٣ عن مسند أحمد ، وعن تاريخ الطبري ج ٢ ص ١٠٠ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٦ عن ابن الجوزي.
(84) الآية ٦٩ من سورة يس.
(85) نسب قريش لمصعب الزبيري ص ٣٢٤ ، والمصنف لعبد الرزاق ج ٢ ص ٤٤٧ ، وسيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٢٠.
(86) البدء والتاريخ ج ٤ ص ٢٠٢.
(87) راجع هذه النصوص في : مجمع الزوائد ج ٥ ص ١٨٢ عن الطبراني ورجاله ثقات وبعضه عن ابن ماجة ، وسيرة ابن هشام ج ٤ ص ٣١١ ، والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٤٨ عن البخاري ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٥٩ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٨ والمصنف لعبد الرزاق ج ٥ ص ٤٣٨ ، والغدير ج ٧ ص ٩٢ عن بعض من تقدم وعن الرياض النضرة ج ١ ص ١٦٢ ـ ١٦٦.
(88) راجع في ما تقدم كلا أو بعضا : شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٨ ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٦٦ ، وسنن البيهقي ج ٨ ص ١٥٣ ، وذكر ذلك في الغدير ج ٥ ص ٣٦٩ وج ٧ ص ٩٢ وج ١٠ ص ٧ كلا أو بعضا عن المصادر التالية : مسند أحمد ج ١ ص ٣٥ ، وطبقات ابن سعد ج ٣ ص ١٢٨ ، ونهاية ابن الأثير ج ٣ ص ٢٤٧ ، وصفة الصفوة ج ١ ص ٩٧ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٨٦ ، والصواعق المحرقة ص ٧ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٣١ وج ٢ ص ١٧ ، والرياض النضرة ج ٢ ص ١٩٥ ، وكنز العمال ج ٣ ص ١٤٠ عن الأطرابلسي في فضائل الصحابة ونقل أيضا عن الكنز ج ٣ ص ١٣٩ و ١٣٦ و ١٤٠ عن ابن أبي شيبة وابن عساكر ، وابن شاهين ، وابن جرير ، وابن سعد ، وأحمد ، ورجاله رجال
(89) الغدير ج ١٠ ص ١٣ ، وتهذيب تاريخ دمشق ج ٣ ص ٣١٧.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|