المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28



مناظرة الإمام الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزي في البداء وإرادة الله تعالى  
  
1084   11:33 صباحاً   التاريخ: 19-8-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 33-52
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * العدل /

روي عن الحسن بن محمد النوفلي أنه قال: قدم سليمان المروزي (1) متكلم خراسان على المأمون فأكرمه ووصله ثم قال له: إن ابن عمي علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) قدم علي من الحجاز وهو يحب الكلام وأصحابه فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته.

فقال سليمان: يا أمير المؤمنين، إني أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم فينتقص عند القوم إذا كلمني ولا يجوز الانتقاص عليه.

قال المأمون: إنما وجهت إليه لمعرفتي بقوتك وليس مرادي إلا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط.

فقال سليمان: حسبك يا أمير المؤمنين اجمع بيني وبينه وخلني والذم.

فوجه المأمون إلى الرضا (عليه السلام) فقال: إنه قدم إلينا رجل من أهل مرو، وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام فإن خف عليك أن تتجشم المصير إلينا فعلت.

فنهض (عليه السلام) للوضوء وقال لنا: تقدموني، وعمران الصابي معنا فصرنا إلى الباب، فأخذ ياسر وخالد بيدي فأدخلاني على المأمون فلما سلمت قال: أين أخي أبو الحسن أبقاه الله تعالى؟ قلت: خلفته يلبس ثيابه وأمرنا أن نتقدم ثم قلت: يا أمير المؤمنين، إن عمران مولاك معي وهو على الباب. فقال: ومن عمران؟ قلت: الصابي الذي أسلم على يدك. قال: فليدخل فدخل فرحب به المأمون ثم قال له: يا عمران لم تمت حتى صرت من بني هاشم.

قال: الحمد لله الذي شرفني بكم يا أمير المؤمنين. فقال له المأمون: يا عمران هذا سليمان المروزي متكلم خراسان. قال عمران: يا أمير المؤمنين، إنه يزعم واحد خراسان في النظر، وينكر البداء. قال: فلم لا تناظروه؟ قال عمران: ذلك إليه.

فدخل الرضا (عليه السلام) فقال: في أي شيء كنتم؟ قال عمران: يا ابن رسول الله هذا سليمان المروزي. فقال له سليمان: أترضى بأبي الحسن وبقوله فيه؟ فقال عمران: قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة أحتج بها على نظرائي من أهل النظر. قال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه؟ قال: وما أنكرت من البداء يا سليمان، والله عز وجل يقول: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم: 67] ويقول عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم: 27] ويقول: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117] ويقول عز وجل: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1] ويقول: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة: 7] ويقول عز وجل: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 106] ويقول عز وجل: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [فاطر: 11].

قال سليمان: هل رويت فيه من آبائك شيئا؟ قال: نعم رويت عن أبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن لله عز وجل علمين علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء، وعلما علمه ملائكته ورسله فالعلماء من أهل بيت نبينا يعلمونه. قال سليمان: أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عز وجل. قال: قول الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله): { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} [الذاريات: 54] أراد هلاكهم، ثم بدا لله تعالى فقال: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] . قال سليمان: زدني جعلت فداك. قال الرضا: لقد أخبرني أبي عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلانا الملك: أني متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير وقال: يا رب، أجلني حتى يشب طفلي وأقضي أمري، فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي أن أئت فلانا الملك، فأعلمه أني قد أنسيت في أجله وزدت في عمره إلى خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي (عليه السلام): يا رب إنك لتعلم أني لم أكذب قط، فأوحى الله عز وجل إليه: إنما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك، والله لا يسئل عما يفعل. ثم التفت إلى سليمان فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب. قال: أعوذ بالله من ذلك، وما قالت اليهود؟

قال: قالت اليهود: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ } [المائدة: 64] يعنون أن الله تعالى قد فرغ من الأمر فليس يحدث شيئا، فقال الله عز وجل: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64] ولقد سمعت قوما سألوا أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) عن البداء، فقال: وما ينكر الناس من البداء، وأن يقف الله قوما يرجيهم لأمره. قال سليمان: ألا تخبرني عن {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] في أي شيء أنزلت؟ قال: يا سليمان، ليلة القدر يقدر الله عز وجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من حياة أو موت أو خير أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم. قال سليمان: الآن قد فهمت جعلت فداك فزدني. قال الرضا (عليه السلام): إن من الأمور أمورا موقوفة عند الله عز وجل يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء، ويمحو ما يشاء، يا سليمان إن عليا (عليه السلام) كان يقول: العلم علمان فعلم علمه الله وملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء، ويمحو ما يشاء، ويثبت ما يشاء. قال سليمان للمأمون: يا أمير المؤمنين، لا أنكر بعد يومي هذا البداء ولا أكذب به إن شاء الله.

فقال المأمون: يا سليمان، سل أبا الحسن عما بدا لك، وعليك بحسن الاستماع والإنصاف. قال سليمان: يا سيدي أسألك؟ قال الرضا (عليه السلام): سل عما بدا لك.

قال: ما تقول فيمن جعل الإرادة اسما وصفة، مثل حي وسميع وبصير وقدير. قال الرضا (عليه السلام): إنما قلتم: حدثت الأشياء واختلفت لأنه شاء وأراد، ولم تقولوا: حدثت الأشياء واختلفت لأنه سميع بصير، فهذا دليل على أنهما ليستا مثل سميع ولا بصير ولا قدير. قال سليمان: فإنه لم يزل مريدا. قال (عليه السلام): يا سليمان فإرادته غيره. قال: نعم. قال: فقد أثبت معه شيئا غيره لم يزل. قال سليمان: ما أثبت. قال الرضا (عليه السلام): أهي محدثة؟ قال سليمان: لا، ما هي محدثة. فصاح به المأمون وقال: يا سليمان، مثله يعايى أو يكابر؟ عليك بالإنصاف أما ترى من حولك من أهل النظر؟ ثم قال: كلمه يا أبا الحسن فإنه متكلم خراسان، فأعاد عليه المسألة.

فقال: هي محدثة يا سليمان، فإن الشيء إذا لم يكن أزليا كان محدثا، وإذا لم يكم محدثا كان أزليا. قال سليمان: إرادته منه كما أن سمعه وبصره وعلمه منه. قال الرضا (عليه السلام): فأراد نفسه؟ قال: لا. قال: فليس المريد مثل السميع البصير؟ قال سليمان: إنما أراد نفسه وعلم نفسه. قال الرضا (عليه السلام): ما معنى أراد نفسه؟ أراد أن يكون شيئا، وأراد أن يكون حيا أو سميعا أو بصيرا أو قديرا؟ قال: نعم. قال الرضا (عليه السلام): أفبإرادته كان ذلك؟ قال سليمان: نعم. قال الرضا (عليه السلام): فليس لقولك أراد أن يكون حيا سميعا بصيرا معنى، إذا لم يكن ذلك بإرادته. قال سليمان: بلى قد كان ذلك بإرادته. فضحك المأمون ومن حوله، وضحك الرضا (عليه السلام)، ثم قال لهم: ارفقوا بمتكلم خراسان، فقال: يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله وتغير عنها، وهذا ما لا يوصف الله عز وجل به فانقطع. ثم قال الرضا (عليه السلام): يا سليمان أسألك عن مسألة.

قال: سل جعلت فداك. قال: أخبرني عنك وعن أصحابك، تكلمون الناس بما تفقهون وتعرفون، أو بما لا تفقهون ولا تعرفون؟ قال: بل بما نفقه ونعلم. قال الرضا (عليه السلام): فالذي يعلم الناس أن المريد غير الإرادة، وأن المريد قبل الإرادة، وأن الفاعل قبل المفعول، وهذا يبطل قولكم أن الإرادة والمريد شيء واحد.

قال: جعلت فداك ليس ذلك منه على ما يعرف الناس ولا على ما يفقهون.

قال الرضا (عليه السلام): فأراكم ادعيتم علم ذلك بلا معرفة وقلتم: الإرادة كالسمع والبصر، إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل، فلم يحر جوابا.

ثم قال الرضا (عليه السلام): يا سليمان، هل يعلم الله جميع ما في الجنة والنار؟ قال سليمان: نعم. قال: أفيكون ما علم الله تعالى أنه يكون من ذلك؟ قال: نعم. قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شيء إلا كان، أيزيدهم أو يطويه عنهم؟ قال سليمان: بل يزيدهم. قال: فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون.

قال: جعلت فداك، فالمريد لا غاية له.

قال: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما، إذا لم يعرف غاية ذلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا.

قال سليمان: إنما قلت: لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا لأن الله عز وجل وصفهما بالخلود وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعا.

قال الرضا (عليه السلام): ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لأنه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم، وكذلك قال الله عز وجل في كتابه: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ } [النساء: 56] وقال لأهل الجنة: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود: 108] وقال عز وجل: { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: 32، 33] فهو عز وجل يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة، أرأيت ما أكل أهل الجنة وما شربوا ليس يخلف مكانه؟ قال: بلى. قال: أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟ قال سليمان: لا. قال: فكذلك كلما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم؟ قال سليمان: بلى يقطعه عنهم ولا يزيدهم. قال الرضا (عليه السلام): إذا يبيد فيها، وهذا يا سليمان إبطال الخلود وخلاف الكتاب، لأن الله عز وجل يقول: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } [ق: 35] ويقول عز وجل: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108] ويقول عز وجل: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر: 48] ويقول عز وجل: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: 57] ويقول عز وجل: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: 32، 33].

فلم يحر جوابا؟! ثم قال الرضا (عليه السلام): يا سليمان، ألا تخبرني عن الإرادة فعل هي أم غير فعل؟ قال: بلى هي فعل. قال (عليه السلام): فهي محدثة لأن الفعل كله محدث. قال: ليست بفعل. قال: فمعه غيره لم يزل.

قال سليمان: الإرادة هي الإنشاء. قال: يا سليمان، هذا الذي عبتموه على ضرار وأصحابه من قولهم: إن كل ما خلق الله عز وجل في سماء أو أرض أو بحر أو بر من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة الله، وإن إرادة الله تحيى وتموت وتذهب وتأكل وتشرب وتنكح وتلد وتظلم وتفعل الفواحش وتكفر وتشرك، فيبرأ منها ويعاد بها، وهذا حدها.

قال سليمان: إنها كالسمع والبصر والعلم.

قال الرضا (عليه السلام): قد رجعت إلى هذا ثانية، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع؟ قال سليمان: لا.

قال الرضا (عليه السلام): فكيف نفيتموه؟ قلتم: لم يرد، ومرة قلتم: أراد وليست بمفعول له.

قال سليمان: إنما ذلك كقولنا مرة علم ومرة لم يعلم.

قال الرضا (عليه السلام): ليس ذلك سواء، لأن نفي المعلوم ليس كنفي العلم، ونفي المراد نفي الإرادة أن تكون، لأن الشيء إذا لم يرد لم تكن إرادة، فقد يكون العلم ثابتا، وإن لم يكن المعلوم بمنزلة البصر فقد يكون الإنسان بصيرا وإن لم يكن المبصر، وقد يكون العلم ثابتا وإن لم يكن المعلوم.

قال سليمان: إنها مصنوعة.

قال: فهي محدثة ليست كالسمع والبصر، لأن السمع والبصر ليسا بمصنوعين وهذه مصنوعة.

قال سليمان: إنها صفة من صفاته لم تزل.

قال: فينبغي أن يكون الإنسان لم يزل، لأن صفته لم تزل.

قال سليمان: لا لأنه لم يفعلها.

قال الرضا (عليه السلام): يا خراساني، ما أكثر غلطك! أفليس بإرادته وقوله تكون الأشياء؟ قال سليمان: لا.

قال: فإذا لم تكن بإرادته ولا مشيئته ولا أمره ولا بالمباشرة فكيف يكون ذلك؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فلم يحر جوابا؟!

ثم قال الرضا (عليه السلام): ألا تخبرني عن قول الله عز وجل: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } [الإسراء: 16]. يعني بذلك أنه يحدث إرادة.

قال له: نعم.

قال (عليه السلام): فإذا حدث إرادة كان قولك إن الإرادة هي هو أو شيء منه باطلا، لأنه لا يكون أن يحدث نفسه، ولا يتغير عن حالة تعالى الله عن ذلك.

قال سليمان: إنه لم يكن عنى بذلك أنه يحدث إرادة.

قال: فما عنى به؟

قال: عنى فعل الشيء.

قال الرضا (عليه السلام): ويلك كم تردد في هذه المسألة؟ وقد أخبرتك أن الإرادة محدثة لأن فعل الشيء محدث.

قال: فليس لها معنى.

قال الرضا (عليه السلام): قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى له، فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم إن الله عز وجل لم يزل مريدا.

قال سليمان: إنما عنيت أنها فعل من الله تعالى لم يزل.

قال: ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولا وقديما وحديثا في حالة واحدة؟ فلم يحر جوابا؟!

قال الرضا (عليه السلام): لا بأس أتمم مسألتك.

قال سليمان: قلت إن الإرادة صفة من صفاته.

قال: كم تردد علي أنها صفة من صفاته فصفته محدثة أو لم تزل؟

قال سليمان: محدثة.

قال الرضا (عليه السلام): الله أكبر فالإرادة محدثة وإن كانت صفة من صفاته لم تزل. فلم يرد شيئا.

قال الرضا (عليه السلام): إنما لم يزل لم يكن مفعولا.

قال سليمان: ليس الأشياء إرادة، ولم يرد شيئا.

قال الرضا (عليه السلام): وسوست يا سليمان، فقد فعل وخلق ما لم يزل خلقه وفعله، وهذه صفة من لا يدري ما فعل، تعالى الله عن ذلك.

قال سليمان: يا سيدي فقد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم.

قال المأمون: ويلك يا سليمان، كم هذا الغلط والتردد؟ اقطع هذا وخذ في غيره، إذ لست تقوى على غير هذا الرد.

قال الرضا (عليه السلام): دعه يا أمير المؤمنين، لا تقطع عليه مسألته فيجعلها حجة، تكلم يا سليمان.

قال: قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم.

قال الرضا (عليه السلام): لا بأس أخبرني عن معنى هذه أمعنى واحد أم معان مختلفة؟

قال سليمان: معنى واحد.

قال الرضا (عليه السلام): فمعنى الإرادات كلها معنى واحد؟

قال سليمان: نعم.

قال الرضا (عليه السلام): فإن كان معناها معنى واحدا كانت إرادة القيام إرادة القعود، وإرادة الحياة إرادة الموت، إذا كانت إرادته واحدة لم تتقدم بعضها بعضا ولم يخالف بعضها بعضا وكانت شيئا واحدا.

قال سليمان: إن معناها مختلف.

قال (عليه السلام): فأخبرني عن المريد أهو الإرادة أو غيرها؟

قال سليمان: بل هو الإرادة.

قال الرضا (عليه السلام): فالمريد عندكم مختلف إذا كان هو الإرادة.

قال: يا سيدي ليس الإرادة المريد.

قال: فالإرادة محدثة وإلا فمعه غيره، افهم وزد في مسألتك.

قال سليمان: بل هي اسم من أسمائه.

قال الرضا (عليه السلام): هل سمى نفسه بذلك؟

قال سليمان: لا، لم يسم نفسه بذلك.

قال الرضا (عليه السلام): فليس لك أن تسميه بما لم يسم به نفسه.

قال: قد وصف نفسه بأنه مريد.

قال الرضا (عليه السلام): ليس صفته نفسه أنه مريد إخبار عن أنه إرادة ولا إخبار عن أن الإرادة اسم من أسمائه.

قال سليمان: لأن إرادته علمه.

قال الرضا (عليه السلام): يا جاهل، فإذا علم الشيء فقد أراده؟

قال سليمان: أجل.

فقال: فإذا لم يرده لم يعلمه.

قال سليمان: أجل.

قال: من أين قلت ذاك؟ وما الدليل على إرادته علمه؟ وقد يعلم ما لا يريده أبدا، وذلك قوله عز وجل: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الإسراء: 86] فهو يعلم كيف يذهب به وهو لا يذهب به أبدا؟

قال سليمان: لأنه قد فرغ من الأمر، فليس يزيد فيه شيئا.

قال الرضا (عليه السلام): هذا قول اليهود، فكيف قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]؟

قال سليمان: إنما عنى بذلك أنه قادر عليه.

قال: أفيعد ما لا يفي به، فكيف قال: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1] وقال عز وجل: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] وقد فرغ من الأمر. فلم يحر جوابا؟!

قال الرضا (عليه السلام): يا سليمان، هل يعلم أن إنسانا يكون، ولا يريد أن يخلق إنسانا أبدا، وأن إنسانا يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم.

قال سليمان: نعم.

قال الرضا (عليه السلام): فيعلم أنه يكون ما يريد أن يكون، أو يعلم أنه يكون ما لا يريد أن يكون؟ قال: يعلم أنهما يكونان جميعا.

قال الرضا (عليه السلام): إذا يعلم أن إنسانا حي ميت قائم قاعد أعمى بصير في حالة واحدة، وهذا هو المحال.

قال: جعلت فداك، فإنه يعلم أنه يكون أحدهما دون الآخر؟ قال: لا بأس، فأيهما يكون الذي أراد أن يكون أو الذي لم يرد أن يكون؟

قال سليمان: الذي أراد أن يكون.

فضحك الرضا (عليه السلام) والمأمون وأصحاب المقالات.

قال الرضا (عليه السلام): غلطت وتركت قولك: إنه يعلم أن إنسانا يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم، وأنه يخلق خلقا وأنه لا يريد أن يخلقهم، وإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون فإنما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون.

قال سليمان: فإنما قولي أن الإرادة ليست هو ولا غيره.

قال الرضا (عليه السلام): يا جاهل، إذا قلت: ليست هو فقد جعلتها غيره وإذا قلت: ليست هي غيره فقد جعلتها هو.

قال سليمان: فهو يعلم كيف يصنع الشيء؟

قال: نعم.

قال سليمان: فإن ذلك إثبات للشيء.

قال الرضا (عليه السلام): أحلت، لأن الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن، ويحسن الخياطة وإن لم يخط، ويحسن صنعة الشيء وإن لم يصنعه أبدا، ثم قال له (عليه السلام): يا سليمان هل تعلم أنه واحد لا شيء معه؟

قال: نعم.

قال الرضا (عليه السلام): فيكون ذلك إثباتا للشيء؟

قال سليمان: ليس يعلم أنه واحد لا شيء معه.

قال الرضا (عليه السلام): أفتعلم أنت ذاك؟

قال: نعم.

قال: فأنت يا سليمان أعلم منه إذا.

قال: سليمان: المسألة محال.

قال: محال عندك أنه واحد لا شيء معه، وأنه حي سميع بصير حكيم قادر؟

قال: نعم.

قال: فكيف أخبر عز وجل: أنه واحد حي سميع بصير حكيم قادر عليم خبير وهو لا يعلم ذلك، وهذا رد ما قال وتكذيبه، تعالى الله عن ذلك.

ثم قال له الرضا (عليه السلام): فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هو؟ وإذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع الشيء قبل أن يصنعه فإنما هو متحير، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

قال سليمان: فإن الإرادة القدرة.

قال الرضا (عليه السلام): وهو عز وجل يقدر على ما لا يريده أبدا ولا بد من ذلك، لأنه قال تبارك وتعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الإسراء: 86] فلو كانت الإرادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به لقدرته.

فانقطع سليمان.

فقال المأمون عند ذلك: يا سليمان، هذا أعلم هاشمي، ثم تفرق القوم (2).

_________________

(1) سليمان المروزي، متكلم خراسان، مشتبه فيه، ولم يميز على وجه الدقة، إذ احتمل بعضهم أنه سليمان بن حفص المروزي الذي نقل المحقق الداماد عن الشيخ أنه من أصحاب الهادي (عليه السلام)، واحتمل أخر أيضا أنه سليمان بن داوود المروزي المعدود من أصحاب الهادي (عليه السلام)، وقول لثالث: أنه سليمان بن جعفر المروزي من أصحاب الكاظم والرضا (عليهما السلام)، ومنشأ هذه الاختلاف، إن سليمان المروزي الذي ذكر في مناظرة الإمام الرضا (عليه السلام) لم يذكر اسم أبيه، فمن هنا نشأ هذا الاختلاف في ما بينهم، ولذا صعب تمييزه، وخصوصا إنه يوجد بهذا الاسم أكثر من واحد في زمن واحد، فإن كانت هناك قرائن تميزه عن غيره وإلا يبقى مجهولا، قال الشيخ علي النمازي: والأظهر أن سليمان المروزي المتكلم الباحث مع الرضا (عليه السلام) ليس أحد هؤلاء الثلاثة، ولا يجري ما قيل فيهم عليه، فراجع كتاب العلامة المامقاني في ترجمة هؤلاء الثلاثة حتى يتضح لك الحال والإشكال فيما توهموه وبطلان تطبيق ما ذكر في الروايات من دون ذكر اسم الأب على المعنون في أول الترجمة حتى تقوم حجة على التطبيق، ومما ذكرنا ظهر عدم الاطمئنان في تطبيق المضمر في الروايات على المعنون، وقال أيضا - عليه الرحمة -: ومن هذه المحاجة يظهر ذمه ولجاجه، فراجع حتى ترى ذمه، وتعرف فساد توهم من زعم حسنه، وأنه ما رجع إلى الحق. انتهى كلامه رفع في علو مقامه. أقول: والذي يظهر لكل من يراجع مناظراته مع الإمام (عليه السلام) أن سليمان هذا من أهل العناد، وإلا لم يجلبه المأمون لمحاجة الإمام (عليه السلام)، إذ أن المأمون العباسي كان يجلب العلماء لمناظرة الإمام (عليه السلام) ليظهروا عليه. ويريد أن يبين للناس عجزه: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32] ولذا قال المأمون لسليمان: وليس مرادي إلا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط، فهذا ما كان يسعى إليه المأمون ومن مشى في ركابه واستجاب له. وبما أن سليمان المروزي الواقع بهذا الاسم قد ترجم له في كتب رجال السنة ولم يغفلوه، كما تدل فحوى ترجمتهم له على رقعته عندهم وأنه من أهل الحديث الذين حفظوا أحاديث لم تقع في الكتب، كما أن هذا المترجم له كان أيضا في زمان الإمام الرضا (عليه السلام) إذ أن الإمام (عليه السلام) توفي في سنة 203 ه‍ وتوفي سليمان هذا قبل سنة 210 ه‍، كما أنه لم يذكر بهذا الاسم في كتب الرجال عند السنة غيره، وإلا كيف يغفله أهل السنة في الوقت الذي ذكروا من الرجال من هو أقل منه في نظرهم، فمن المحتمل القريب جدا أن يكون هو نفس المذكور في مناظرة الإمام الرضا (عليه السلام)، والله العالم بحقائق الأمور، كما عده أيضا العطاردي من رواة الإمام الرضا (عليه السلام) تحت رقم: 149، وإليك ترجمته كما جاءت في كتب التراجم عندهم هو: سليمان بن صالح، مولاهم، أبو صالح المروزي المعروف بسلمويه، صاحب وقائع خراسان ويقال: اسمه سليمان بن داود، قيل إنه سمع من ابن المبارك نحو ثماني مئة حديث مما لم يقع منه في الكتب، مات قبل سنة عشر ومئتين، وكان قد جاوز مئة سنة. راجع ما جاء في هذه الترجمة: تهذيب الكمال: ج 11 ص 453 ترجمة رقم: 2529، تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 4 ص 199 ترجمة رقم: 338، مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي: ج 4 ص 146 ترجمة رقم: 6608، منتهى المقال في أحوال الرجال للمازندراني: ج 3 ص 387 ترجمة رقم: 1363، مسند الإمام الرضا (عليه السلام) للعطاردي: ج 2 ص 534.

(2) عيون أخبار الرضا (عليهم السلام) للصدوق: ج 2 ص 159 - 168 ب 13، التوحيد للصدوق: ص 441 - 454 ب 66 ح 1، بحار الأنوار للمجلسي: ج 10 ص 329 - 338 ح 2.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.