أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-29
1055
التاريخ: 2023-05-03
1138
التاريخ: 2024-10-24
93
التاريخ: 2023-05-30
928
|
حضارة وادي الرافدين وفارس
يبتدئ الدور الأول للحضارة في وادي الرافدين من السلالات السومرية إلى قيام الدولة الآشورية. والدور الثاني من قيام الامبراطورية الآشورية إلى قيام الدولة الفارسية، والدور الثالث من قيام الامبراطورية الفارسية إلى الفتح الإسلامي. ويظهر بأن هذا التقسيم يساعدنا على فهم التطور الحضاري لوادي الرافدين في المجالات التالية:
1- الإدارة وتطورها:
أ- الإدارة السومرية والأكادية والبابلية: -
كان نظام الحكم لعهد السومريين يقوم على أساس استقلال المدن إلى حوالي الربع الثالث من القرن الثاني قبل الميلاد عندما نشطت التجارة واتضح للمدن صعوبة المحافظة على الروح الانفصالية وحتمية الانصهار في بعضها وتأسيس دولة كبرى. لكن روح الانفصال كانت تراود المدن السومرية حتى بعد قيام الدولة الأكادية. وضعفت في عهد البابليين بصورة واضحة، لاسيما في عهد حمورابي وتشريعاته المشهورة، التي وضعت أسسا واضحة لإدارة الدولة.
وكان الملك يترأس الجيش أثناء القتال بغية السيطرة على مراكز التجارة. لكن منذ قيام الدولة الأكادية أصبح هدف القتال علاوة على السيطرة على الطرق التجارية، هو توسيع رقعة الدولة (مساحتها)، ونظرا لاهتمام الأكاديين بالحروب اعتنوا بالجيش وتسليحه.
والبابليون هم أول من استخدم العجلات في الحروب.
ب- الإدارة في عهد الآشوريين:
أما الآشوريين فيعتبرون أمة حربية، أسسوا إمبراطورية واسعة لبث سيادتهم وتوفير الأسواق اللازمة، ويترأسها الملك، ويساعده ولي العهد وقائد الجيش (وزير الدفاع) وكبير موظفي إمبراطورية (وزير الداخلية)، وكبير الأطباء (وزير الصحة)، وكاتب الرسائل، والولاة في الولايات، وكانت لهم بعض الصلاحيات.
ج -الإدارة الفارسية: -
اتضح مفهوم الإدارة في عهد الفرس، ولاسيما الساسانيين، وتعددت ألقاب الملك فلقب خشترا (محاربا) في بادئ الأمر ثم شاهنشاه (ملك الملوك) فكسرا أخيرا قبيل ظهور الإسلام وفي جميع هذه الحالات كانت سلطته مطلقة لا يعارضه احد، ونظرا لسعة الأمبراطورية ظهر عندهم لأول مرة منصب الوزير (رئيس الوزراء)، ويساعده في مهمته الأشراف والأعيان، وهو عبارة عن همزة وصل بينه وبين الرعية. وعدة موظفين في العاصمة (سوسة أولا، ثم المدائن ثانيا)، أما في الولايات فكان الوالي يتمتع بقسط كبير من السلطة، ومهمته جمع الضرائب التي نظمها الفرس أحسن تنظيم، والتجنيد الذي كان إجباريا، نظرا لحاجة الدولة للجيش، إما للتوسع أو لصد العدوان أو القضاء على الثورات والتمرد ولذلك اعتنوا بالجيش بصورة خاصة.
2- العلوم وتطورها:
انتشرت الثقافة في عهد السومريين والبابليين انتشارا واسعا، فالسومريون اخترعوا الخط المسماري (نسبة إلى قلم يشبه المسمار) والأعداد، وسجلوا لنا تاريخهم على ألواح من الطين المجفف. وكانت الكتابة في البداية عبارة عن صور للأشياء ثم تطورت إلى علامات صوتية بلغ عددها في عهد البابليين حوالي 300 مقطعا يحفظها الطفل عند دخوله المدرسة استعدادا لتلقي مختلف العلوم المعروفة في عهدهم.
ومما يدلنا على تقدم العلوم عندهم هو وجود المكتبات مثل مكتبة تلو التي وجدت فيها 30 ألف لوحة منظمة تنظيما دقيقا: تاريخ، أدب، دين، علوم...الخ. أضف إلى هذا أن اللغة البابلية كانت لغة عالمية، نظ ا ر لازدهار التجارة البرية والبحرية.
لقد قسم البابليون الدائرة إلى 360 درجة، والسنة إلى 360 يوما، ووضعوا الجداول للضرب والقسمة، وتقدموا في الهندسة، فعرفوا حلول الأشكال المعقدة الغير المنتظمة، ومنه أقتبس اليونانيون العلوم وطوروها. كما عرفوا الكسوف والخسوف، وتاريخ الانقلابين والاعتدالين.
أما في العهد الآشوري فالعلوم كانت غير ذات أهمية كبيرة بالنسبة إليهم نظر لاهتمامهم بالجيش وشؤون الحرب، لذلك لم تتطور العلوم إلا قليلا.
أما في العهد الفارسي فقد تطورت قليلا واستخدموا اللغة الآرامية (الخط العربي)
(وتوصلوا إلى اختصار الخط البابلي من التدوين والخط المسماري في النقش، 300 مقطع
إلى 36، وطوروها حتى غدت حروفا هجائية.
وبصورة عامة فالعلوم الساسانية كانت بسيطة بالنسبة للعلوم البيزنطية التي كانت تعاصرها، إذ اعتمد الفرس على ما ورثوه من علوم دون أن يطوروها ويبحثوا فيها نظرا لانشغالهم بالحروب واهتمامهم بالزراعة في السلم.
3- العمران والفن:
كانت منازل السومريين والبابليين تبنى من الطين، وتمتاز قصور الأغنياء بالكبر والحصانة، ولاسيما منها قصور الملوك، ومن أشهرها قصر سرجون، وتفنن البابليون في تشييد الأبراج العالية التي كانوا يتخذونها كم ا رصد فلكية.
أما فن النحت، فهو على بساطته كان راعا يشير إلى مدى تقدمهم في النقش، والنحت والصناعة.
أما في العهد الفارسي: فقد تطور العمران، وبنيت المنازل، ولاسيما القصور لحجارة تكتنفها الحدائق، والنحت الفارسي ولو أنه تأثر بغيره من ألوان النحت الأخرى لكن طابعه العام كان فارسيا.
الحالة الاقتصادية:
اهتم السومريون والبابليون بالزراعة، فعرفوا المحراث، ولتوفير المياه عند الحاجة شقوا الترع والقنوات، وشيدوا السدود الكبرى.
أما في عهد الآشوريين نظرا لاهتمامهم بالحرب فإن الزراعة وأساليبها لم تتقدم، بالعكس عند الفرس، فقد اعتبروها أشرف مهنة، لذلك تطورت تطو ا ر ملحوظا كل من الأسلوب والوسائل.
أما الصناعة في عهد السومريين والبابليين فكانت تشمل النسيج والصباغة والتطريز، بجانب صناعة المعادن والفخار وآلات التسلية، أما في عهد الآشوريين فكانت مركزة على صناعة المعادن(الأسلحة) كما عرفوا صناعة الزجاج والأثاث المنزلي.
وفي عهد الفرس كانت الصناعة منتشرة في الولايات على الأكثر، وتصدر أو تقدم كهدايا للأشراف، والأعيان، والقصر الإمبراطوري.
أما التجارة فكانت تتم بالمقايضة إلى أن ظهرت النقود، وبلغت أوجها في عهد البابليين حيث كانت بابل المركز التجاري الذي تصله تجارة المغرب والمشرق، وتعثرت في عهد الآشوريين لتعود إلى رواجها في عهد الساسانيين، وذلك لسيطرتهم على أهم الطرق التجارية والبرية التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالهند والصين.
5- الحياة الاجتماعية:
كان المجتمع السومري والبابلي يتمتع بالمساواة بين الرجل والمرأة، فكان رب البيت هو الأب وله الكلمة الأخيرة، لكن للمرأة الحق في العمل بالخارج، ولها حق الملكية، وترث وتورث مع محافظتها على شرفها. وفي حالات الحرب ولاسيما عند محاضرة المدينة تقتل لتوفير الطعام للرجال، بحاجة أنها غير قادرة على الدفاع.
وفي العهد الآشوري كانت المرأة لا تخرج إلا محجبة، وفقدت الكثير من حريتها، لكنها نالت احتراما أكثر من المرأة البابلية والسومرية.
وفي العهد الفارسي كانت المرأة تعمل في المنزل والقصور لإحياء الحفلات. وبلغ المجتمع الفارسي درجة من الانحلال حتى أصبح الرجال ينافسون المرأة في التجميل، واستخدام العطور والأدهان. واختص البعض بفن التجميل.
وفي جميع الحالات كان المجتمع يعيش عيشة إقطاعية، يشبه إلى حد بعيد عيشة الأوروبيين في العصور الوسطى. وكانت العائلة المالكة تمثل القمة وتليها طبقة الأشراف، فالصناع والمزارعين والتجار، ثم العامة، فالعبيد وأسرى الحرب.
6- الديانة:
كان للسومريين عدة آلهة، فلكل مدينة وقرية ومظهر من مظاهر النشاط إله، وكان الكهنة يسيطرون على عقول الناس بواسطة الأساطير التي نشروها. وكذلك فعل البابليون، لكن إلههم مردوخ كان في عهد حمو ا ربي أعظم إله في الإمبراطورية، ونظرا لعدم إيمانهم بالحياة الثانية بعد الموت لم يكتشفوا التحنيط.
وفي عهد الآشوريين أصبح الدين في خدمة الدولة وشؤونها العسكرية، والههم القومي الأكبر هو آشور خالق الآلهة و البشر جميعا، وتأتي زوجته عشتار في الدرجة الثانية. وفي العهد الفارسي تطورت الديانة تطورا كبيرا، فعبدوا عدة آلهة موروثة أو اخترعوها، لكن أعظم ديانات الفرس هي الزرادشتية والمانوية وعبادة النار التي أسسوا لها عدة بيوت في أكثر من منطقة واحدة إلى أن حررهم الإسلام من المجوسية والوثنية...الخ
الخلاصة
أ- امتازت الحضارة السومرية والبابلية بازدهار الزراعة، ونشاط التجارة، والآشورية باستخدام
الأسلحة الحديثة كالدبابة، والفارسية بتطوير المجتمع وانغماسه في اللهو والملذات.
ب- عبد سكان وادي الرافدين عدة آلهة والنار ودين زرادشت إلى أن حررهم الإسلام من الوثنية والمجوسية.
ج- اشتهر السومريون بالخط المسماري الذي طوره البابليون وبذلك ازدهرت علومهم، لاسيما القانون الذي اشتهر به حمورابي، أما الفرس فقد استخدموا الآ رامية في الكتابة والمسمارية في النقش.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|