الأوضاع السياسية في الدولة العثمانية عند اعتلاء السلطان مراد الرابع العرش. |
1226
11:54 صباحاً
التاريخ: 2023-05-24
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-04
1071
التاريخ: 2023-08-25
1249
التاريخ: 15-8-2019
1911
التاريخ: 9-8-2019
3784
|
اعتلى السلطان مراد الرابع العرش في 10 ايلول 1623م، وكان صبيا لا يتجاوز عمره الثانية عشرة، ويعد من السلاطين القلائل الذين استطاعوا في السنوات الاخيرة من حكمهم، أن يحكموا حكما فعليا، فقد كانت والدته (كوسه م) هي المهيمنة على الحكم حتى سنة 1632م وبعد هذه السنة استطاع مراد الرابع أن يأخذ زمام الحكم بيده بعد أن تخلص من المشاكل الداخلية. تسلم مراد الرابع عند اعتلائه العرش تركة مثقلة بالمشاكل الداخلية والخارجية، فعلى الصعيد الداخلي استمر تمرد الإنكشارية وتدخلهم في عزل ونصب الصدور العظام، فقد كانت الإنكشارية في هذه الفترة فقدت حيويتها واندفاعها وتحولت إلى عنصر فوضى وفساد تاركة التدريب الصارم واصبحت اشبه ما تكون بطبقة مدنية تكره الرقابة النظامية وتتدخل في عزل الوزراء والسلاطين كأنها هي ا الحاكمة في الدولة وليس السلطان. فقد بدأت فوضى الإنكشارية في اعقاب وفاة السلطان القوي سليمان القانوني، فهم لم يسمحوا لسليم الثاني (1566-1574) باعتلاء العرش حتى يدفع لهم الاعطيات. وفي تطور خطير أصبح للإنكشارية دور في تحديد مصير كبار رجال الدولة في عهد السلطان مراد الثالث (1574-1595)، فقد تم قتل الدفتر دار وبكلربك الروملي امام عجز السلطان حمايتهم وكان ذلك عام 1589 في الحادثة المعروفة باسم واقعة البكلربك. كما أسهم الإنكشارية في عزل السلطان عثمان الثاني (1618-1622)، ثم مقتله على يديهم، وعلا نتيجة ذلك شان الإنكشارية فاخذوا يولون الوزراء ويعزلونهم. ولم يكتف الإنكشارية بهذا بل انهم عزلوا مرة اخرى السلطان مصطفى الاول (1622-1623)، وولوا مكانه السلطان مراد الرابع (1623-1640). وفي عهده أقدموا على قتل الصدر الاعظم داماد حافظ باشا (تولى الصدارة في 1625-1626 و1632 بعد ان تمردوا عام 1632، واجبروا السلطان على تولية الداماد رجب باشا صدرا اعظما. وكذلك فان علماء الدين الاعلام الذين كانوا يمثلون القوة الروحية في الدولة العثمانية بدأوا يتسامحون في الامور الشرعية، والأسوأ من ذلك افلاس الخزينة الذي لم يكن سببه قلة واردات الولايات فحسب بل أيضاً التبذير المفرط في امور اللهو التي كانت تجري في بلاط السلطان خاصة على الحريم اللواتي كن أحد الاسباب في ضعف الدولة العثمانية وانهيارها. أما على الصعيد الخارجي، فقد كانت الاتجاهات اللامركزية والنزاعات الانفصالية واضحة للعيان في بعض الولايات العثمانية، تلك الاتجاهات والنزعات التي تكشف لنا عن مدى ضعف الدولة العثمانية، ففي اسيا الصغرى حمل الثائر أباظة باشا الذي كان قد تجمع تحت امرته اربعين الف انكشاري لواء العصيان واخذ يقوم بهجمات على الولايات المجاورة، بل وانه اخذ في جباية الضرائب ويجند الجنود بحجة الانتقام لدم السلطان عثمان الثاني (1618-1622م) وقد مد سيطرته على انقرة وسيواس، بل كادت بروسة أن تقع في قبضته ولولا قلعتها الحصينة، كما أن الأمير الدرزي في لبنان الامير فخر الدين المعني الثاني (1635-1572م)، كانت له علاقات وثيقة مع القوى الاوربية المناهضة للدولة العثمانية، وخاصة تلك التي كانت لا تزال متمسكة بضرورة استمرار الحروب الصليبية بشكلها التقليدي السابق مثل فلورنسا والبابوية، وكانت امال هذه القوى معلقة بفخر الدين المعني الذي قام بزيارات سرية إلى ايطاليا واجتمع مع البابا بولس الخامس وعند عودته سنة 1618 شرع في تقوية امارته وتوسيعها لمواجهة الصدام الذي كان يتوقع حدوثه اجلا أو عاجلا مع القوى العثمانية في طرابلس ودمشق. ولم تكن الاضطرابات الدائرة في الولايات العثمانية الأخرى اقل خطورة، فحكام مصر كانوا تابعين للسلطان اسميا فقط، والادهى من ذلك أن بغداد اصبحت في قبضة الصفويين سنة 1623م بعد حادثة بكر صوباشي التي ادت إلى نتائج خطيرة كما ذكرنا سابقا. وهكذا نرى أن الدولة العثمانية كانت تعاني من مشاكل داخلية وخارجية عند اعتلاء السلطان مراد الرابع العرش، غير أن السلطان مراد الذي اشتهر بانه اخر السلاطين العظام الذي تمكن من اعادة الحيوية والنشاط إلى جسم الدولة العثمانية لم يترك بقاء هذه الاوضاع على ما كانت عليه، بل اتخذ سلسلة من الاجراءات في مواجهة القوى المناهضة للدولة العثمانية، والقضاء على المعارضة الداخلية المتمثلة بالإنكشارية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|