أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
2818
التاريخ: 7-4-2016
3514
التاريخ: 6-4-2016
2918
التاريخ: 6-4-2016
4465
|
بلغ هذا التدبير المشؤوم من قبل معاوية مبلغا بحيث أن الخطيب اذا صعد المنبر لا بد له ان يبتدأ بلعن عليّ و أهل بيته (عليهم السّلام) و البراءة منهم؛ و كان بلاء أهل الكوفة اكثر من سائر البلدان لما بها من كثرة الشيعة و الموالين لأهل البيت، و كان زياد بن أبيه حاكما على البصرة و الكوفة و كان يعرف شيعة عليّ (عليه السلام) رجلا و امرأة صغيرا و كبيرا، لانّه كان واليا لعلي (عليه السلام) سنين متوالية.
فبدأ ذلك الظالم المنافق بالقبض عليهم تحت كل حجر و مدر فقتلهم و أعمى بعضهم بادخال الميل في أعينهم، و قطع أرجل و أيدي البعض الآخر، و صلبهم على جذوع النخل، فكان هذا دأبه حتى لم يبق شيعيّ في العراق الّا و قد قتل أو صلب أو حبس أو فرّ الى البلدان النائية.
و كتب معاوية الى عمّاله و ولاته في جميع الارضين و الامصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي و لا من أهل بيته و لا من أهل ولايته الذين يروون فضله و يتحدثون بمناقبه، شهادة.
وكتب الى عماله، انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبيه و أهل بيته وأهل ولايته الذين يروون فضله و يتحدثون بمناقبه فأذنوا لهم باقامة مجالسهم و قرّبوهم و شرّفوهم و اكتبوا إليّ بما يروي كل واحد منهم فيه باسمه و أسم أبيه و من هو، حتى أصله بالخلع و الهدايا.
ففعل المنافقون و أهل الدنيا ذلك، و بعث إليهم معاوية بالهدايا و الخلع، و اكثر لهم القطائع و الموالي، فلم يكن أحد يأتي عامل مصر من الامصار و لا قرية فيروي في عثمان منقبة أو يذكر له فضيلة الّا كتب اسمه و قرب و شفع و أخذ الهدايا الكثيرة.
فلبثوا بذلك ما شاء اللّه، ثم كتب الى عماله ان الحديث قد كثر في عثمان و فشا في كل مصر و من كل ناحية فاذا جاءكم كتابي هذا فادعوهم الى الرواية في فضائلي و مناقبي فذلك أحبّ إليّ و أقرّ لعيني و أدحض لحجة أهل بيت النبي و أشدّ عليهم.
فقرأ كل قاض و أمير كتابه على الناس، و أخذ الناس في الرواية فيه و في فضائله و مناقبه حتى كتبت و نشرت في جميع البلدان و كانت تقرأ على المنابر و تعطى الى معلمي الكتاتيب حتى يعلموها صبيانهم كما يتعلمون القرآن و أيضا يعلمون بناتهم و نساءهم حتى تثبت محبة معاوية و عشيرته في قلوبهم.
وكان هذا الى سنة (57) للهجرة قبل موت معاوية بسنة، و في هذه السنة حجّ الحسين (عليه السلام) و ذهب الى مكة و معه عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن عباس و رجال و نساء من بني هاشم مع مواليهم و جمع من الشيعة.
واجتمع في منى اكثر من الف نفر من بني هاشم و غيرهم من الناس عند الحسين ثم أرسل الى الصحابة و التابعين و الانصار المعروفين بالصلاح و السداد و ابنائهم ممن كان هناك و يمكن الوصول إليه فدعاهم.
ثم قام الحسين (عليه السلام) فيهم خطيبا فحمد اللّه و اثنى عليه و صلّى على نبيّه (صلى الله عليه واله) وقال: «أما بعد فانّ هذا الطاغية قد فعل بنا و بشيعتنا ما قد رأيتم و علمتم و شهدتم، و انّي أريد أن أسألكم عن شيء فان صدقت فصدقوني و ان كذبت فكذبوني، اسمعوا مقالتي و اكتبوا قولي ثم ارجعوا الى أمصاركم و قبائلكم فمن آمنتم به من الناس و وثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا، فانّي أتخوّف أن يدرس هذا الامر و يذهب الحق و يغلب الباطل و اللّه يتمّ نوره ولو كره الكافرون.
فبدأ بالكلام وما ترك شيئا من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) الّا ذكرها واحدة بعد واحدة و ذكر الآيات التي نزلت في حقّ أمير المؤمنين (عليه السلام) و أهل بيته فصدقوه؛ ثم قال: (قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله): من زعم انّه يحبّني و يبغض عليّا فقد كذب ليس يحبّني من يبغض عليّا.
فقال له قائل : يا رسول اللّه، و كيف ذلك؟ (ما الضرر لو أحبّك أحد و أبغض عليّا).
قال: لانّه منّي و أنا منه (و لا يمكن حبّي و بغضي في آن واحد) من أحبّه فقد أحبّني (و من أحبّني فقد أحبّ اللّه) و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه».
فصدّقوه كلّهم، و قال الصحابة : اللهم نعم قد سمعنا، و يقول التابع : اللهم قد حدثنيه من أثق به وأصدقه و آتمنه فقال (عليه السلام) في آخر كلامه : أنشدكم اللّه ألا حدثتم به من تثقون به و بدينه، فسكت (عليه السلام) ثم تفرّق الناس .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|