المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مجال كهرستاتي electrostatic field
13-1-2019
السياحة الدينية Relegional Tourism
29-5-2020
Entropy of the Free Quantum Field in Rindler Space
14-12-2015
اعادة تدوير الزجاج Bottle Recycling
2-1-2018
مكافحة القلق
25-7-2016
عباس بن محمد حسين الجصّاني
27-7-2016


تقسيم الأفراد المنحرفين  
  
2999   11:13 صباحاً   التاريخ: 10-1-2021
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص27ـ29
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إذا أردنا أن نقسّم الأفراد المنحرفين أو غير الموزونين الى عدة فئات على أساس المعايير النفسية، فسنجد أمامنا أرقاماً مذهلة ، بل يمكن القول إن كل واحد منهم يشكل حالة خاصة. لكن لحسن الحظ إن كثيراً من الحالات يمكن تحمّلها. لكن إذا اردنا ان نبحث في الحالات البارزة يمكننا ان نقول إن من بين كل 8 -10 أشخاص هناك شخص واحد منحرف أو غير طبيعي، ويلاحظ الآخرون ذلك فيه، ويشيرون إليه، وإذا أردنا أن ندرس الحالات الخارجة عن حد التحمل فسنجد إن النسبة تتدنى لتصل الى 1/20.

لكن معظم الناس بسبب إنشغالهم بأمور العمل والشؤون الشخصية والفكرية والإجتماعية لا يلتفتون لتلك الأمور جيداً ولما يدور حولهم، فيمرون على بعض تلك الحالات مرور الكرام، ويعتادون على وجودها، فيسهل عليهم تحملها، وهذا يدعو الى الغبطة من ناحية لقدرة الناس على التعايش مع هكذا أشخاص، ويدعو الى الأسف من ناحية خرى لأن العلاج يصعب بعد استفحال المرض أو عند عدم تشخيصه.

1- من الناحية الذهنية:ـ أشارت الدراسات التي قام بها العالم البريطاني "بيرت" حول الأطفال المجرمين والمنحرفين الذين لم تتجاوز أعمارهم 15 عاماً، وأدخلوا السجن بسبب ارتكابهم الجرائم إن نسبة المجرمين والمنحرفين من بين الأطفال الأقل ذكاءً والأضعف ذهنياً تفوق سواهم، فأكثر من 70% منهم كانوا من ضعفاء الذهن وقليلي الذكاء.

لكن ذلك لا يعني إن الأذكياء لا يرتكبون الجرائم، بل قد يرتكبون جرائم أكثر وأشد، لكنهم يفرون من الشرطة في الوقت المناسب، فيبقون دون عقاب. فالإحصائية تدل على إن أكبر نسبة ممن يلقى القبض عليهم هم من الأقل ذكاء.

2.من ناحية الجنس:ـ تشير الدراسات والتجارب العلمية إن الإنحراف لدى الصبيان أكثر بكثير مما  هو لدى الفتيات، وهذا لا يدل على تلقي الفتيات لأساليب دراسية أفضل، لأن العالم الغربي يقدم للجنسين نفس المحتوى الدراسي، وهذه النسبة موجودة فيه أيضاً.

لكن الظن يميل الى إن ذلك بسبب الجوانب الوراثية، والأمور المتعلقة بخلقها وبنيتها الجسدية، والحالات العاطفية والإحساس المرهف، ورقة القلب، وترشح وعمل بعض الغدد، والجوانب التقليدية حيث منذ القدم الإناث أكثر حياءً وصبراً وتحملاً.

3. من ناحية السن:ـ القسم الاعظم من المنحرفين وغير الموزونين من بين الأطفال والأغرار، ويعود ذلك لأنهم لا يعرفون الأمور على حقائقها، فيقومون بأعمال يعدّها الكبار إنحرافاً ومخالفة.

إلى جانب ذلك فإن حب الإطلاع والتجسس والبحث لديهم أقوى، لهذا يسعون لمعرفة أسرار الأمور، فيقدمون على أي شيء، يتصرفون بالأشياء، يقومون بإيجاد أصوات مزعجة ليختبروا أهلهم، وليختبروا قدراتهم، ويريدون ان يعرفوا مدى تحمل الأشياء والأشخاص.

مما تقدم يتبين إن كثيراً من المخالفات والتجاوزات، ليست في الواقع كذلك، بل انها أعمال ذات هدف آخر. كما إنه لحسن الحظ هناك أشخاص من المخالفين والمنحرفين قد اثرت فيهم التربية حتى لعبوا دوراً هاماً في مجتمعهم، وكان منهم العلماء والعاملون المفيدون، مما يعني إمكانية إعدادهم وتربيتهم، بل علينا أن نركز كل جهدنا في هذا المجال.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.