أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
3014
التاريخ: 6-4-2016
3272
التاريخ: 30-3-2016
3382
التاريخ: 4-4-2016
3194
|
كان عمرو بن الحمق يحمل شعورا دينيا قويا حيا وكان من خيرة الصحابة في ورعه وتقواه وهو الذي سقى النبي لبنا فدعا له (صلى الله عليه واله) بأن يمتعه الله بشبابه فاستجاب الله دعاء نبيه فأخذ عمرو بعنق الثمانين عاما ولم تر في كريمته شعرة بيضاء.
وكان من صفوة أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن خلص أصحابه وقد دعا (عليه السلام) له فقال : اللهم نوّر قلبه بالتقى واهده الى صراطك المستقيم وكان (عليه السلام) يكبره ويجله ويقدمه على غيره فقد قال له : ليت في جندي مثلك مائة ؛ وقال لأمير المؤمنين معربا له عن ولائه واخلاصه : يا أمير المؤمنين والله ما أحببتك للدنيا ولا للمنزلة تكون لي بها وإنما أحببتك لخمس خصال إنك أول المؤمنين إيمانا وابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) وأعظم المهاجرين والأنصار وزوج سيدة النساء (عليها السلام) وأبو ذريته الباقية من رسول الله (صلى الله عليه واله) فلو قطعت الجبال الرواسي وعبرت البحار الطوامي في توهين عدوك وتلقيح حجتك لرأيت ذلك قليلا من كثير ما يجب علي من حقك .
وقد دلّ حديثه على عقيدته وإيمانه وعظيم ولائه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولاء يلتمس منه وجه الله ويبغي فيه الدار الآخرة ؛ ولما ولى زياد الكوفة وتتبع زعماء الشيعة ووجوههم خاف الخزاعي من سلطته الغاشمة ففرّ الى المدائن ومعه رفاعة بن شداد فمكثا فيها برهة من الزمن ثم هربا الى الموصل وقبل أن يصلا إليها مكثا في جبل هناك ليستجما فيه وبلغ بلتعة بن أبي عبد الله عامل معاوية أن رجلين قد كمنا في جبل من جبال الموصل فاستنكر شأنهما فسار إليهما مع فريق من أصحابه فلما انتهوا الى الجبل خرج إليهما عمرو ورفاعة فأما عمرو فقد كان مريضا لأنه قد سقي سما وليس عنده قوى يستطيع بها على خلاص نفسه فوقف ولم يهرب وأما رفاعة فقد كان في شرخ الشباب فاعتلى فرسه ثم التفت الى عمرو فقال له : أقاتل عنك؟ .
فنهاه عن ذلك وقال له : وما ينفعني أن تقاتل انج بنفسك إن استطعت ؛ ومضى رفاعة فهجم على القوم فأفرجوا له ثم خرجوا فى طلبه فلم يتمكنوا عليه لأنه كان راميا وأخذ عمرو أسيرا وطلبوا منه أن يعرفهم شخصيته فامتنع وقال لهم : أنا من إن تركتموه كان أسلم لكم وإن قتلتموه كان أضر لكم ؛ وأصروا عليه أن يعرفهم نفسه فأبى فارتابوا من أمره فأرسلوه مخفورا الى عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي حاكم الموصل فلما رآه عرفه ورفع بالوقت رسالة الى معاوية عرفه بالأمر فأجابه : إنه زعم أنه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص كانت معه وإنا لا نريد أن نعتدي عليه فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان ؛ فأخرجه عبد الرحمن وأمر بطعنه تسع طعنات فمات في الاولى أو الثانية منها ثم احتز رأسه وبعثه الى معاوية فأمر أن يطاف به في الشام وغيره فكان أول رأس طيف به في الإسلام ثم أمر به أن يبعث الى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فجيء به فوضع فى حجرها وهي غافلة لا تعلم من أمره شيئا فلما بصرت به اضطربت حتى كادت أن تموت ثم قالت ودموعها تتبلور على وجهها : وا حزناه لصغره في دار هوان وضيق من ضيمه سلطان نفيتموه عني طويلا وأهديتموه إليّ قتيلا فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية .
ثم التفتت الى الحرسي فقالت له : ارجع به أيها الرسول الى معاوية فقل له : ولا تطوه دونه أيتم الله ولدك وأوحش منك أهلك ولا غفر لك ذنبك ؛ ورجع الرسول الى معاوية فأخبره بمقالتها فغضب وغاظه كلامها فأمر بإحضارها في مجلسه فجيء بها إليه فقال لها : أنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغنى؟ فانبرت إليه غير مكترثة ولا هيّابة لسلطانه قائلة : نعم غير نازعة عنه ولا معتذرة منه ولا منكرة له فلعمري لقد اجتهدت فى الدعاء ان نفع الاجتهاد وإن الحق لمن وراء العباد وما بلغت شيئا من جزائك وإن الله بالنقمة من ورائك!!
فالتفت إياس بن حسل الى معاوية متقربا إليه : أقتل هذه يا أمير المؤمنين؟ فو الله ما كان زوجها أحق بالقتل منها .
فقالت له : تبا لك ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع ثم أنت تدعوه الى قتلي كما قتل زوجي بالأمس!!! إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين .
فضحك معاوية وقال متبهرا : لله درك اخرجي!! ثم لا أسمع بك في شيء من الشام .
فقالت له : وأبي لأخرجن ثم لا تسمع لي في شيء من الشام فما الشام لي بحبيب ولا اعرج فيها على حميم وما هي لي بوطن ولا أحن فيها الى سكن ولقد عظم فيها ديني وما قرت فيها عيني وما أنا فيها إليك بعائدة ولا حيث كنت بحامدة ؛ وثقل كلامها على معاوية فأشار إليها ببنانه بالخروج فخرجت وهي تقول : واعجبي لمعاوية يكف عنى لسانه ويشير الى الخروج ببنانه أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد شديد أوجع من نوافد الحديد أو ما أنا بابنة الشريد ؛ ثم خرجت من مجلسه لقد كان قتل عمرو من الأحداث الجسام في الإسلام لأنه من صحابة النبي (صلى الله عليه واله) وقد عمد معاوية الى اراقة دمه فخالف بذلك ما أمر الله به من حرمة سفك دماء المسلمين إلا بالحق ولم يشف قتله غليل معاوية فقد أمر بأن يطاف برأسه في بلاد المسلمين وبعث به الى زوجته فروعها وكادت أن تموت من ألم المصاب وقد رفع الإمام الحسين (عليه السلام) من يثرب رسالة الى معاوية انكر فيها ارتكابه لهذا الحادث الخطير وهذا نصها : أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه واصفر لونه بعد ما أمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو اعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافا بذلك العهد .
لقد اشاد الإمام بفضل عمرو فذكر أنه صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) وانه قد أبلت العبادة جسمه كما ذكر ان معاوية قد ابرم عهدا خاصا فى شأنه يتضمن أمنه وعدم البغي عليه ولكنه قد خاس بعهده ولم يف به.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|