المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Sound system Vowels NORTH
2024-04-01
سياسات الاصلاح الاقتصاديـة الاشتراكيـة
9-4-2020
أسباب مشكلة الغذاء- انتشار الفقر
27-1-2023
محمد بن صالح العلوي
5-7-2019
أشعار لابن زهر الحفيد
25-1-2023
الملك سعنخ كارع «منتو حتب الثالث ».
2024-01-30


مقتل الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي  
  
6601   01:07 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص374-378
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016 3014
التاريخ: 6-4-2016 3272
التاريخ: 30-3-2016 3382
التاريخ: 4-4-2016 3194

كان عمرو بن الحمق يحمل شعورا دينيا قويا حيا وكان من خيرة الصحابة في ورعه وتقواه وهو الذي سقى النبي لبنا فدعا له (صلى الله عليه واله) بأن يمتعه الله بشبابه فاستجاب الله دعاء نبيه فأخذ عمرو بعنق الثمانين عاما ولم تر في كريمته شعرة بيضاء.

وكان من صفوة أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن خلص أصحابه وقد دعا (عليه السلام) له فقال :  اللهم نوّر قلبه بالتقى واهده الى صراطك المستقيم  وكان (عليه السلام) يكبره ويجله ويقدمه على غيره فقد قال له :  ليت في جندي مثلك مائة ؛ وقال لأمير المؤمنين معربا له عن ولائه واخلاصه : يا أمير المؤمنين والله ما أحببتك للدنيا ولا للمنزلة تكون لي بها وإنما أحببتك لخمس خصال إنك أول المؤمنين إيمانا وابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) وأعظم المهاجرين والأنصار وزوج سيدة النساء (عليها السلام) وأبو ذريته الباقية من رسول الله (صلى الله عليه واله) فلو قطعت الجبال الرواسي وعبرت البحار الطوامي في توهين عدوك وتلقيح حجتك لرأيت ذلك قليلا من كثير ما يجب علي من حقك  .

وقد دلّ حديثه على عقيدته وإيمانه وعظيم ولائه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولاء يلتمس منه وجه الله ويبغي فيه الدار الآخرة ؛ ولما ولى زياد الكوفة وتتبع زعماء الشيعة ووجوههم خاف الخزاعي من سلطته الغاشمة ففرّ الى المدائن ومعه رفاعة بن شداد فمكثا فيها برهة من الزمن ثم هربا الى الموصل وقبل أن يصلا إليها مكثا في جبل هناك ليستجما فيه وبلغ بلتعة بن أبي عبد الله عامل معاوية أن رجلين قد كمنا في جبل من جبال الموصل فاستنكر شأنهما فسار إليهما مع فريق من أصحابه فلما انتهوا الى الجبل خرج إليهما عمرو ورفاعة فأما عمرو فقد كان مريضا لأنه قد سقي سما وليس عنده قوى يستطيع بها على خلاص نفسه فوقف ولم يهرب وأما رفاعة فقد كان في شرخ الشباب فاعتلى فرسه ثم التفت الى عمرو فقال له :  أقاتل عنك؟ .

فنهاه عن ذلك وقال له : وما ينفعني أن تقاتل انج بنفسك إن استطعت ؛ ومضى رفاعة فهجم على القوم فأفرجوا له ثم خرجوا فى طلبه فلم يتمكنوا عليه لأنه كان راميا وأخذ عمرو أسيرا وطلبوا منه أن يعرفهم شخصيته فامتنع وقال لهم : أنا من إن تركتموه كان أسلم لكم وإن قتلتموه كان أضر لكم ؛ وأصروا عليه أن يعرفهم نفسه فأبى فارتابوا من أمره فأرسلوه مخفورا الى عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي حاكم الموصل فلما رآه عرفه ورفع بالوقت رسالة الى معاوية عرفه بالأمر فأجابه : إنه زعم أنه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص كانت معه وإنا لا نريد أن نعتدي عليه فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان ؛ فأخرجه عبد الرحمن وأمر بطعنه تسع طعنات فمات في الاولى أو الثانية منها ثم احتز رأسه وبعثه الى معاوية فأمر أن يطاف به في الشام وغيره فكان أول رأس طيف به في الإسلام ثم أمر به أن يبعث الى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فجيء به فوضع فى حجرها وهي غافلة لا تعلم من أمره شيئا فلما بصرت به اضطربت حتى كادت أن تموت ثم قالت ودموعها تتبلور على وجهها : وا حزناه لصغره في دار هوان وضيق من ضيمه سلطان نفيتموه عني طويلا وأهديتموه إليّ قتيلا فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية .

ثم التفتت الى الحرسي فقالت له : ارجع به أيها الرسول الى معاوية فقل له : ولا تطوه دونه أيتم الله ولدك وأوحش منك أهلك ولا غفر لك ذنبك ؛ ورجع الرسول الى معاوية فأخبره بمقالتها فغضب وغاظه كلامها فأمر بإحضارها في مجلسه فجيء بها إليه فقال لها : أنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغنى؟  فانبرت إليه غير مكترثة ولا هيّابة لسلطانه قائلة : نعم غير نازعة عنه ولا معتذرة منه ولا منكرة له فلعمري لقد اجتهدت فى الدعاء ان نفع الاجتهاد وإن الحق لمن وراء العباد وما بلغت شيئا من جزائك وإن الله بالنقمة من ورائك!!

فالتفت إياس بن حسل الى معاوية متقربا إليه : أقتل هذه يا أمير المؤمنين؟ فو الله ما كان زوجها أحق بالقتل منها .

فقالت له :  تبا لك ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع ثم أنت تدعوه الى قتلي كما قتل زوجي بالأمس!!! إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين .

فضحك معاوية وقال متبهرا : لله درك اخرجي!! ثم لا أسمع بك في شيء من الشام .

فقالت له :  وأبي لأخرجن ثم لا تسمع لي في شيء من الشام فما الشام لي بحبيب ولا اعرج فيها على حميم وما هي لي بوطن ولا أحن فيها الى سكن ولقد عظم فيها ديني وما قرت فيها عيني وما أنا فيها إليك بعائدة ولا حيث كنت بحامدة ؛ وثقل كلامها على معاوية فأشار إليها ببنانه بالخروج فخرجت وهي تقول : واعجبي لمعاوية يكف عنى لسانه ويشير الى الخروج ببنانه أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد شديد أوجع من نوافد الحديد أو ما أنا بابنة الشريد ؛ ثم خرجت من مجلسه لقد كان قتل عمرو من الأحداث الجسام في الإسلام لأنه من صحابة النبي (صلى الله عليه واله) وقد عمد معاوية الى اراقة دمه فخالف بذلك ما أمر الله به من حرمة سفك دماء المسلمين إلا بالحق ولم يشف قتله غليل معاوية فقد أمر بأن يطاف برأسه في بلاد المسلمين وبعث به الى زوجته فروعها وكادت أن تموت من ألم المصاب وقد رفع الإمام الحسين (عليه السلام) من يثرب رسالة الى معاوية انكر فيها ارتكابه لهذا الحادث الخطير وهذا نصها : أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه واصفر لونه بعد ما أمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو اعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافا بذلك العهد  .

لقد اشاد الإمام بفضل عمرو فذكر أنه صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) وانه قد أبلت العبادة جسمه كما ذكر ان معاوية قد ابرم عهدا خاصا فى شأنه يتضمن أمنه وعدم البغي عليه ولكنه قد خاس بعهده ولم يف به.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.