أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
3241
التاريخ: 20-3-2016
5606
التاريخ: 20-6-2019
1772
التاريخ: 22-3-2016
3665
|
لقد أطلت كربلاء على أوسع نافذة من منافذ التاريخ، بعد قيام الحسين (عليه السلام) بمسيرته التاريخية إليها، وهي الثورة على الظلم ودك صروح الطغيان، حتى استشهد مع أهل بيته وأصحابه، ومن ذلك الحين حلت كربلاء محل الإجلال والتقديس لعامة المسلمين الذين اهتزت مشاعرهم لهول الجريمة الشنعاء، التي ارتكبها الطغاة في تنكيل عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الطاهرة، حتى أصبحت كربلاء المسرح الذي تمثلت فيه صورة الرفض والتحدي للواقع الفاسد الذي مثلته بنو أمية خير تمثيل.
ولا ريب فأن كربلاء التي تشرفت من دون بقاع العالم، وضمت بين جنباتها سبط الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فما هو إلا تكريم من الله سبحانه وتعالى لهذه البقعة الطاهرة، التي أصبحت محط أنظار المسلمين، ومهوى أفئدتهم، والتواقين منهم للثورة ضد التعسف والظلم.
ومن هنا جاءت روايات أهل البيت (عليهم السلام) في تشريف هذه البقعة المباركة التي أصبحت مثوى للحسين (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته وأصحابه، وقد ورد عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: " إن الله أتخذ بفضل قبره كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة حرما ".
ووصفها الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في رواية الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " هي البقعة التي كانت فيها قبة الإسلام، التي نجا الله عليها المؤمنين الذين آمنوا مع نوح في الطوفان ".
وفي بعض الروايات إن الله سبحانه وتعالى فضلها على بقاع الأرض، حتى تجاوزت بفضلها أرض مكة كما ورد في رواية أبي عبد الله أنه قال: " إن أرض كعبة قالت: من مثلي، وقد بنى الله بيته على ظهري ويأتيني من كل فج عميق، وجعلت حرم الله وأمنه؟ فأوحى الله إليها كفي وقري، فوعزتي وجلالي ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غمست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا ما تضمنته أرض كربلاء لما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت به، فقري واستقري وكوني دنيا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم ". وفي رواية صفوان الجمال قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك وتعالى فضل الأرضين والمياه على بعض، فمنها ما تفاخرت، ومنها ما بغت، فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لتركها التواضع لله، حتى سلط الله المشركين على الكعبة فأرسل إلى زمزم ماء مالحا حتى أفسد طعمه، وأن أرض كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى، فبارك الله عليها فقال لها: تكلمي بما فضلك الله تعالى فقد تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض، قالت: أنا أرض المقدسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي، ولا فخر، بل خاضعة ذليلة لمن فعل ذلك، ولا فخر على من دوني، بل شكرا لله، فأكرمها وزاد في تواضعها وشكرها الله بالحسين (عليه السلام) وأصحابه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): " من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله تعالى ".
وفي رواية عن ابن الجارود قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): " اتخذ الله أرض كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرما بأربعة وعشرين ألف عام، وأنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى وسيرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة، وأفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون، أو قال - أولوا العزم من الرسل – وإنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعا، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة ".
ومثله روي عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنه قال: " خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة، ولا تزال كذلك حتى جعلها الله
أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة ".
لقد جاءت الروايات متواترة عن أئمة أهل البيت (عليه السلام) بفضل أرض كربلاء التي استحقت هذه القدسية وهي تحث المسلمين على الإكثار من زيارة الحسين (عليه السلام) في كربلاء والتبرك بتربته الطاهرة حتى ذكر عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: " من بات ليلة عرفة في كربلاء وأقام بها حتى يعيد وينصرف وقاه الله شر سنته ".
نعم هذه كربلاء التي قال عنها أمير المؤمنين (عليه السلام): " طوبى لك من تربة عليك تهرق دماء الأحبة " ، ثم قال (عليه السلام) أيضا: " قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي ومائتا سبط كلهم شهداء بأتباعهم ".
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|