المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22

الكرياتين Creatine
17-12-2017
Group II Introns May Encode Multifunction Proteins
21-5-2021
Chiral Drugs
11-5-2017
الاتجاه نحو ديمقراطية الإدارة
29-3-2016
علاقة الجامعة مع المجتمع العام- تفعيل القانون
23-7-2022
قمل النحل Bee Louse
22-7-2020


تأميم الأموال المختلسة  
  
3903   10:00 صباحاً   التاريخ: 22-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص402-404.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-13 325
التاريخ: 20-3-2016 6031
التاريخ: 22-3-2016 4193
التاريخ: 19-10-2015 3796

أوّل عمل قام به الإمام فور توليته لمنصب رئاسة الدولة هو عزل ولاة عثمان الذين سخّروا جهاز الحكم لمصالحهم الخاصة واثروا ثراءً فاحشاً مما اختلسوه من بيوت المال وقد عزل معاوية بن أبي سفيان ويقول المؤرّخون : إنّه أشار عليه جماعة من المخلصين بإبقائه في منصبه ريثما تستقر الأوضاع السياسية ثمّ يعزله فأبى الإمام وأعلن أنّ ذلك من المداهنة في دينه وهو مما لا يقره ضميره الحيّ الذي لا يسلك أيّ طريق يبعده عن الحقّ ولو أبقاه ساعة لكان ذلك تزكيةً له وإقراراً بعدالته وصلاحيته للحكم .

لقد تحرّج الإمام أشدّ ما يكون التحرّج في أيّام حكومته فابتعد عن جميع ألوان السياسة المبتنية على الخداع والتضليل , وانطلق رائد العدالة الإسلاميّة يقيم في ربوع الدولة الإسلاميّة حكم الله ويرفع راية الحق وقد أصدر قراره الحاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكم المباد وبادرت السلطة التنفيذية بوضع اليد على القطائع التي أقطعها عثمان لذوي قرباه والأموال التي استأثر بها عثمان وقد صودرت أمواله حتّى سيفه ودرعه وأضافها الإمام (عليه السّلام) إلى بيت المال وقد فزع بنو اُميّة كأشدّ ما يكون الفزع واندفعوا إلى الإنكار على الإمام (عليه السّلام).

يقول الوليد بن عقبة يعاتب بني هاشم وينكر عليهم ذلك يقول :

بني هاشمٍ ردّوا سلاحَ ابنِ اُختكُمْ              ولا تنهبوهُ لا تحلُّ مناهبُهْ

بني هاشمٍ كيف الهوادةُ بيننا                  وعند عليٍّ درعُهُ ونجائبُهْ

بني هاشمٍ كيف التوددُ منكمُ                 وبزّ ابن أروى فيكمُ وحرائبُهْ

بني هاشمٍ ألاّ تردّوا فإننا                        سواءٌ علينا قاتليه وسالبُهْ

بني هاشمٍ إنّا وما كان منكمُ              كصدعِ الصفا لا يشعب الصدعَ شاعبُهْ

ألمّت هذه الأبيات بالتوتر والأحقاد التي أترعت بها نفوس الاُمويِّين فهم يرون الإمام هو الذي قام بالحركة الانقلابية التي أطاحت بحكومة عثمان وهم يطالبون الهاشميِّين بردّ سيف عثمان ودرعه وسائر ممتلكاته التي صادرتها حكومة الإمام (عليه السّلام) وقد شاع هذا الشعر وردّدته الأندية وحفظه الناس وقد ردّ عليه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بأبيات منها :

فلا تسألونا سيفكُمْ إنّ سيفكُمْ         اُضيع وألقاهُ لدى الروعِ صاحبُهْ

وشبّهتهُ كِسرى وقد كان مثلَهُ          شبيهاً بكسرى هديهُ وضرائبُهْ

وطعن هذا الشاعر بشخصية عثمان فقد رماه بالخور وأنه ألقى سيفه لدى الروع حينما هجم عليه الثوار فلم يذبّ به عن نفسه ولم يقُم بأيّ دور في الحماية والدفاع عنه وإنما استسلم لسيوف الثوار التي تناهبت شلوه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.