المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Phonology
2024-05-20
سلمة أبو المستهل الكوفي.
12-11-2017
DnaK/DnaJ Proteins
27-4-2016
إرث الأراضي العسكرية الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية- نظرة إلى جغرافيا الماضي
16-8-2022
إشكالية تدهور الأراضي والتصحر
2024-07-16
سريةٌ غالب بن عبد الله بالكديد
26-7-2019


الفرج بعد الشدّة للتنوخي  
  
2250   02:04 صباحاً   التاريخ: 23-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص155-156.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

قال : وجدت في دفتر عتيق عن بعضهم ، قال : خرجت إلى الحاير أيام الحنبلية أنا وجماعة مختفين ، فلمّا صرنا في أجمة بر ( كذا وأظن أنّها برس ) قال لي رفيق لي منهم : يا فلان ، إنّ نفسي تحدّثني أنّ السبع يخرج فيفترسني من بين الجماعة ، فإن كان ذلك فخذ حماري وما عليه فأدّه إلى عيالي في منزلي .

فقلت له : استشعار يجب أن تتعوّذ بالله منه ، وتضرب عن الذكر فيه .

قال : فما مضى على هذا الأمر إلاّ يسيراً حتّى خرج الأسد فحين رآه الرجل سقط عن حماره يتشهّد ، وقصده الأسد من بين الجماعة فأخذه ودخل به الأجمة ، وسقت الحمار وأسرعت مع القافلة وبلغت الحائر وزرنا ، ورجعنا إلى بغداد واسترحت في بيتي يوماً أو يومين ، ثمّ أخذت الحمار وجئت به إلى منزله لأسلّمه إلى عياله فدققت الباب فخرج إليّ الرجل بعينه فعانقني وبكى وبكيت ، وقلت : حديثك ؟

فقال : إنّ السبع ساعة أخذني وجرّني إلى الأجمة وأنا لا أعقل أمري ، سمعت صوت شيء ورأيت السبع قد خلاني ومضى ففتحت عيني فإذا الذي سمعته صوت خنزير ، وإذا السبع لمّا رآه عنّ له أن يتركني ومضى فصاده وبرك عليه يفترسه وأنا اُشاهده إلى أن فرغ منه ، ثم رجع السبع من الأجمة وغاب [عن عيني فسكنت وتأملت حالي فوجدت مخالبه قد وصلت إلى فخذي قليلاً ] ، وقوتي قد عادت فقلت : لأيّ شيء جلوسي ؟!

فقمت اتسحّب في الأجمة أطلب الطريق ، فإذا بجيف ناس وبقر وعظام بالية وأثر من افترسهم الأسد ، فما زلت أتخطاها حتّى انتهيت إلى رجل قد أكل الأسد بعض جسده وبقى أكثره وهو طري وفي وسطه هميان قد تخرّق بعضه وظهرت منه دنانير ، فتقدّمت فجمعتها وقطعت الهميان وأخذت جميع الدنانير وتتبعتها حتّى لم يفتني منها شيء .

وقويت فضل قوّة فأسرعت في المشي وطلبت الجادة فوقفت عليها ، وأقمت أمشي إلى بعض القرى واستأجرت حماراً وعدت إلى بغداد ، ولم أمضِ إلى الزيارة ؛ لأنّي خشيت أن يسبقوني ويذكرون خبري فيصير عند عيالي مأتم ، فسبقتكم وأنا اُعالج فخذي ، وإذا مَنّ الله عزّ وجل بالعافية عدت إلى الزيارة .

وحدّثني بهذا الحديث غير واحد من أهل بغداد.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.