أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
3512
التاريخ: 17-3-2016
3778
التاريخ: 25-8-2022
5026
التاريخ: 19-10-2015
3697
|
كان الناشئ ( علي بن عبد الله بن وصيف الحلاء ) قليل البضاعة في الأدب ، قؤماً بالكلام والجدل ، يعتقد الإمامة ويناظر عليها بأجود عبارة ، فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتّى عرف بهم ، وأشعاره فيهم لا تُحصى كثرة، ومولده سنة 271 ومات لخمس خلون من صفر سنة 365 ، تتبّع ابن بقية وزير بختيار بن معزّ الدولة الديلمي جنازته ماشياً وأهل الدولة كلّهم ، ودُفن في مقابر قريش ، وقبره هناك معروف .
قال الناشئ : أدخلني ابن رائق على الراضي بالله ، وقال لي : أنت الناشئ الرافضي ؟
فقلت : خادم أمير المؤمنين الشيعي .
فقال : من أيّ الشيعة ؟
قلت : شيعة بني هاشم.
فقال : هذا خبث وحيلة.
فقلت : مع طهارة مولد.
فقال : هات ما معك.
فأنشدته ، فأمر أن يُخلع عليّ عشر قطع ثياباً ، وأعطى أربعة آلاف درهم فأخرج إلى ذلك وتسلّمته ، وعدت إلى حضرته وقبّلت الأرض وشكرته ، وقلت : أنا ممّن يلبس الطيلسان، فأمر لي به مع عمامة خزّ .
فقال : أنشدني من شعرك في بني هاشم، فأنشدته :
بني العباس إنّ لكم دماءً *** أراقـتها اُمـيّةُ بالذحولِ
فليس بهاشميٍّ مَنْ يوالي *** اُمـيّة واللعينَ أبا زبيلِ
وكان يعمل الناشئ الصفر ويخرمه وله فيه صنعة بديعة ، قال : ومن عمله قنديل بالمشهد بمقابر قريش مربع غاية في حسنه،
( الناشئ ) قال : كنت بالكوفة في سنة 325 وأنا أملي شعري في المسجد الجامع بها والناس يكتبونه عنّي ، وكان المتنبي إذ ذاك يحضر معهم ، وهو بعد لم يُعرف ولم يلقّب بالمتنبي ، فأمليت القصيدة التي أوّلها :
بآل محمّد عُرف الصوابُ *** وفي أبياتهم نزل الكتابُ
قلت فيها :
كـأنّ سـنانَ ذابله ضميرٌ *** فليس عن القلوب له ذهابُ
وصـارمه كـبيعته بـخمٍّ *** مقاصدُها من الخلقِ الرقابُ
فلمحته يكتب هذين البيتين،
حدث الخالع قال : كنت مع والدي في سنة 346 وأنا صبي في مجلس الكبوذي في المسجد الذي بين الوراقين والصاغة وهو غاص بالناس ، وإذا رجل قد وافى وعليه مرقعة وفي يده سطيحة وركوة ، ومعه عكاز وهو شعث فسلّم على الجماعة بصوت يرفعه ، ثمّ قال : أنا رسول فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)،
فقالوا : مرحباً بك وأهلاً، ورفعوه ، فقال : أتعرفون لي أحمد المزوّق النائح ؟
فقالوا : ها هو جالس،
فقال : رأيت مولاتنا (عليها السّلام) في النوم فقالت لي : امضِ إلى بغداد واطلبه وقل له : نح على ابني بشعر الناشئ الذي يقول فيه :
بـني أحـمدٍ قلبي لكم يتقطّعُ *** بمثل مصابي فيكمُ ليس يسمعُ
وكان الناشئ حاضراً فلطم لطماً عظيماً على وجهه وتبعه المزوق والناس كلّهم ، وكان أشدّ الناس في ذلك الناشئ ، ثمّ المزوّق ، ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم إلى أن صلّى الناس الظهر ، وتقوّض المجلس وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئاً منهم.
فقال : والله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها ؛ فإنّني لا أرى أن أكون رسول مولاتي (عليها السّلام) ثم آخذ عن ذلك عوضاً، وانصرف ولم يقبل شيئاً،
قال : ومن هذه القصيدة وهي بضعة عشر بيتاً :
عـجبتُ لـكم تفنون قتلاً بسيفكمْ *** ويسطو عليكم مَنْ لكم كان يخضعُ
كـأنّ رسـولَ الله أوصى بقتلكمْ *** وأجـسامكمْ في كلّ أرض توزّعُ
وحدّث الخالع قال : اجتزت بالناشئ يوماً وهو جالس في السراجين ، فقال لي : قد عملت قصيدة وقد طُلبت واُريد أن تكتبها بخطّك حتّى أخرجها،
فقلت : أمضي في حاجة وأعود، وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد الغزيز الشطرنجي النائح ، فقال لي : أحبّ أن تقوم فتكتب قصيدة الناشئ البائية ؛ فإنّا قد نحنا بها البارحة بالمشهد،
وكان هذا الرجل قد توفّي وهو عائد من الزيارة ، فقمت ورجعت إليه ، وقلت : هات البائية حتّى أكتبها،
فقال : من أين علمت أنّها بائية وما [ذاكرت] بها أحداً ؟!
فحدّثته بالمنام فبكى وقال : لا شك أنّ الوقت قد دنا،
فكتبتها ، فكان أوّلها :
رجـائي بـعيدٌ والـمماتُ قريبُ *** ويخطئ ظنّي والمنون تُصيبُ
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
بالصور: معهد نور الإمام الحسين (ع) للمكفوفين وضعاف البصر التابع للعتبة الحسينية.. جهود كبيرة وخدمات متعددة
|
|
|