المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05
ولاية ابن رائق على البصرة
2024-11-05
الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05



حديث الناشئ  
  
2049   01:59 صباحاً   التاريخ: 23-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص159-160.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

كان الناشئ ( علي بن عبد الله بن وصيف الحلاء ) قليل البضاعة في الأدب ، قؤماً بالكلام والجدل ، يعتقد الإمامة ويناظر عليها بأجود عبارة ، فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتّى عرف بهم ، وأشعاره فيهم لا تُحصى  كثرة، ومولده سنة 271 ومات لخمس خلون من صفر سنة 365 ، تتبّع ابن بقية وزير بختيار بن معزّ الدولة الديلمي جنازته ماشياً وأهل الدولة كلّهم ، ودُفن في مقابر قريش ، وقبره هناك معروف .

قال الناشئ : أدخلني ابن رائق على الراضي بالله ، وقال لي : أنت الناشئ الرافضي ؟

فقلت : خادم أمير المؤمنين الشيعي .

فقال : من أيّ الشيعة ؟

قلت : شيعة بني هاشم.

فقال : هذا خبث وحيلة.

فقلت : مع طهارة مولد.

فقال : هات ما معك.

فأنشدته ، فأمر أن يُخلع عليّ عشر قطع ثياباً ، وأعطى أربعة آلاف درهم فأخرج إلى ذلك وتسلّمته ، وعدت إلى حضرته وقبّلت الأرض وشكرته ، وقلت : أنا ممّن يلبس الطيلسان، فأمر لي به مع عمامة خزّ .

فقال : أنشدني من شعرك في بني هاشم، فأنشدته :

بني  العباس إنّ لكم دماءً *** أراقـتها اُمـيّةُ  بالذحولِ

 فليس بهاشميٍّ مَنْ يوالي *** اُمـيّة  واللعينَ أبا  زبيلِ

وكان يعمل الناشئ الصفر ويخرمه وله فيه صنعة بديعة ، قال : ومن عمله قنديل بالمشهد بمقابر قريش مربع غاية في حسنه،

( الناشئ ) قال : كنت بالكوفة في سنة 325 وأنا أملي شعري في المسجد الجامع بها والناس يكتبونه عنّي ، وكان المتنبي إذ ذاك يحضر معهم ، وهو بعد لم يُعرف ولم يلقّب بالمتنبي ، فأمليت القصيدة التي أوّلها :

بآل محمّد عُرف الصوابُ *** وفي  أبياتهم نزل  الكتابُ

قلت فيها :

كـأنّ سـنانَ ذابله  ضميرٌ *** فليس عن القلوب له ذهابُ

 وصـارمه كـبيعته  بـخمٍّ *** مقاصدُها من الخلقِ  الرقابُ

فلمحته يكتب هذين البيتين،

حدث الخالع قال : كنت مع والدي في سنة 346 وأنا صبي في مجلس الكبوذي في المسجد الذي بين الوراقين والصاغة وهو غاص بالناس ، وإذا رجل قد وافى وعليه مرقعة وفي يده سطيحة وركوة ، ومعه عكاز وهو شعث فسلّم على الجماعة بصوت يرفعه ، ثمّ قال : أنا رسول فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)،

فقالوا : مرحباً بك وأهلاً، ورفعوه ، فقال : أتعرفون لي أحمد المزوّق النائح ؟

فقالوا : ها هو جالس،

فقال : رأيت مولاتنا (عليها السّلام) في النوم فقالت لي : امضِ إلى بغداد واطلبه وقل له : نح على ابني بشعر الناشئ الذي يقول فيه :

بـني أحـمدٍ قلبي لكم يتقطّعُ *** بمثل مصابي فيكمُ ليس يسمعُ

وكان الناشئ حاضراً فلطم لطماً عظيماً على وجهه وتبعه المزوق والناس كلّهم ، وكان أشدّ الناس في ذلك الناشئ ، ثمّ المزوّق ، ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم إلى أن صلّى الناس الظهر ، وتقوّض المجلس وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئاً منهم.

فقال : والله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها ؛ فإنّني لا أرى أن أكون رسول مولاتي (عليها السّلام) ثم آخذ عن ذلك عوضاً، وانصرف ولم يقبل شيئاً،

قال : ومن هذه القصيدة وهي بضعة عشر بيتاً :

عـجبتُ لـكم تفنون قتلاً  بسيفكمْ *** ويسطو عليكم مَنْ لكم كان يخضعُ

 كـأنّ  رسـولَ الله أوصى بقتلكمْ *** وأجـسامكمْ  في كلّ أرض  توزّعُ

وحدّث الخالع قال : اجتزت بالناشئ يوماً وهو جالس في السراجين ، فقال لي : قد عملت قصيدة وقد طُلبت واُريد أن تكتبها بخطّك حتّى أخرجها،

فقلت : أمضي في حاجة وأعود، وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد الغزيز الشطرنجي النائح ، فقال لي : أحبّ أن تقوم فتكتب قصيدة الناشئ البائية ؛ فإنّا قد نحنا بها البارحة بالمشهد،

وكان هذا الرجل قد توفّي وهو عائد من الزيارة ، فقمت ورجعت إليه ، وقلت : هات البائية حتّى أكتبها،

فقال : من أين علمت أنّها بائية وما [ذاكرت] بها أحداً ؟!

فحدّثته بالمنام فبكى وقال : لا شك أنّ الوقت قد دنا،

فكتبتها ، فكان أوّلها :

رجـائي  بـعيدٌ والـمماتُ  قريبُ *** ويخطئ ظنّي والمنون تُصيبُ




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.