الجواب عمّا ذهب إليه الأشاعرة من أنّ الله تعالى مريد لكلّ ما هو كائن |
880
11:24 صباحاً
التاريخ: 7-08-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-08-2015
920
التاريخ: 7-08-2015
1122
التاريخ: 5-07-2015
1128
التاريخ: 7-08-2015
1763
|
[قال] وبالجملة ، فالعقل والنقل متطابقان على أنّ أفعال الله تعالى معلّلة بالأغراض والفوائد العائدة إلى العباد ، ولكن لمّا كان ذلك منافيا لما ذهب إليه الأشاعرة (1) ـ من أنّه تعالى مريد لكلّ ما هو كائن حسنا كان أم قبيحا ، فعلا كان أم تركا ؛ لعدم (2) الفائدة في فعل القبيح وترك الحسن ، والأمر بغير المراد ، والنهي عن المراد كما (3) روي مرفوعا عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّ ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن (4) ـ أشار المصنّف ; إلى جوابه بما اختاره وفاقا للمعتزلة (5) من أنّه تعالى لا يريد القبيح سواء وقع أم لا ، ويريد الحسن سواء وقع أم لا. واحتجّ عليه بقوله :
( وإرادة القبيح
قبيحة ، وكذا ترك إرادة الحسن ، والأمر والنهي (6) ) بمعنى أنّ الله تعالى كما لا
يفعل القبيح ، كذلك لا يريد القبيح ؛ لقبح ذلك ، وأنّه تعالى كما لا يترك الحسن ،
كذلك لا يريد تركه ؛ لقبح ذلك.
وأيضا أنّه تعالى
أمر الكافر بالإيمان ونهاه عن الكفر ، فلو لم يكن إيمانه مرادا ، لكان الأمر به
قبيحا ، ولو لم يكن كفره مكروها ، لكان النهي عنه قبيحا ، فقوله : « والأمر » عطف
على قوله : « ترك » بمعنى أنّ الأمر الحقيقي بغير المراد أيضا قبيح ، وكذا النهي
عن المراد أيضا قبيح ، وقبح ذلك كلّه ببداهة العقل ، فلا حاجة إلى الدليل ، فلا
يتوجّه أنّه تصرّف في ملكه حيث شاء ، وكذا المنع بأنّه ربّما لا يكون غرض الآمر
الإتيان بالمأمور ، كما إذا أمر العبد امتحانا بأنّه هل يطيعه أم لا ؛ فإنّه لا
يريد شيئا من الطاعة والعصيان ، واعتذارا (7) عن ضربه بأنّه لا يطيعه فإنّه يريد
منه العصيان ، وكالمكره على الأمر بنهب أمواله ، وكذا النهي.
والأولى أن يقال :
إنّ الإرادة على قسمين : تكوينيّة وتكليفيّة. والإرادة التكوينيّة متعلّقة بكلّ
كائن ولو بإعطاء الأسباب ، والإرادة التكليفيّة لا تتعلّق بما ذكر ؛ لما ذكر.
واحتجّ الأشاعرة
على أنّ الله يريد القبائح بأنّه تعالى فاعل لكلّ موجود ، ومن جملة الموجودات
القبائح ، فيكون مريدا لها ؛ ضرورة أنّ الإرادة هي الصفة لأحد طرفي المقدور ،
والله هو المرجّح ؛ إذ لا مؤثّر في الوجود إلاّ الله.
( و ) أجاب
المصنّف ـ وفاقا للمعتزلة ـ عن هذا الدليل بأنّ ( بعض الأفعال مستندة إلينا )
بمعنى أنّا لا نسلّم أنّ الله تعالى فاعل لكلّ موجود بلا واسطة ؛ لكون بعض الأفعال
مستندة إلينا بالضرورة ...
واحتجّوا على أنّ
إرادة الله غير متعلّقة بما ليس بكائن بأنّه تعالى لو أراد الإيمان من الكافر
والطاعة من العاصي ـ وقد صدر الكفر من الكافر ، والمعصية من العاصي ـ لزم أن لا
يحصل مراد الله ، ويحصل مراد الكافر والعاصي ، فيلزم أن يكون الله تعالى مغلوبا ،
والكافر والعاصي غالبين عليه.
( و ) أجاب المصنّف
بأنّ ( المغلوبيّة غير لازمة ) لأنّ الله تعالى لم يرد الإيمان والطاعة مطلقا ـ
ولو إجبارا ـ حتّى يلزم المغلوبيّة بسبب عدم وقوع مراده تعالى ، بل أرادهما على
سبيل الاختيار وإرادة المكلّف ، ولا مغلوبيّة له تعالى في عدم الوقوع حينئذ كما لا
يخفى ؛ فإنّه من لوازم الاختيار الذي أعطاه الله عباده.
واحتجّوا أيضا
بأنّ الله تعالى علم عدم وقوع الإيمان من الكافر ، والطاعة من العاصي ، وكلّ ما
علم الله وقوعه وجب وقوعه ، وكلّ ما علم عدم وقوعه امتنع وقوعه ؛ لاستحالة انقلاب
علمه تعالى جهلا ، والعالم باستحالة الشيء لا يريده البتّة ؛ لقبح إرادة المحال.
( و ) أجاب
المصنّف ... بأنّ ( العلم تابع للمعلوم ) ... فلا يؤثّر في إمكان الفعل وامتناعه ،
مضافا إلى أنّ الله تعالى كما كان عالما بالعدم ، كذلك كان عالما بأنّه باختيار
المكلّف، فلو لم يكن مختارا لزم كون علمه تعالى جهلا ، وحيث كان مختارا جاز تعلّق
إرادته تعالى.
وصل :
هذا الاعتقاد أيضا
من أصول المذهب الجعفريّ ، وصاحب المذهب من منكره بريء ولكنّه طاهر ظاهريّ.
__________________
(1) « المحصّل » : 472 ـ 473 ؛ « الأربعين في أصول
الدين » 1 : 343 ـ 345 ؛ « شرح المواقف » 8 : 173 ـ 179 ؛ « شرح المقاصد » 4 : 274
ـ 281.
(2) تعليل
للمنافاة.
(3) استدلال لمسلك الأشاعرة.
(4) « الأمالي » للصدوق : 395 ، المجلس 74 ، ح 1 ؛ ونقل
عن أمير المؤمنين 7 في « الخصال » : 631 ، ح 10 ؛ « عدّة الدّاعي » : 282.
(5) « المحصّل » : 472 ـ 473 ؛ « شرح المواقف » 8 : 173
ـ 179 ؛ « شرح الأصول الخمسة » : 431 وما بعدها.
(6) في « شرح تجريد العقائد » : 340 أورد المتن بهذه
الصيغة : « ... وكذا ترك إرادة الحسن قبيح ، وكذا الأمر بما لا يراد قبيح والنهي
عمّا يراد أيضا قبيح ».
(7) كذا في النسخ ، والصحيح ـ كما عليه القوشجي ـ : «
أو اعتذارا ».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|