أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3930
التاريخ: 10-4-2016
3284
التاريخ: 13-3-2019
2226
التاريخ: 14-10-2015
3367
|
نظرة فاحصة لاقوال الامام امير المؤمنين (عليه السلام) في رسائله وخطبه نلمس انه كان يدعو الى لونين من التكافل الاجتماعي:
الاول: تكافل يقوم به بيت المال (أي الدولة).
الثاني: تكافل يقوم به افراد المجتمع تجاه بعضهم البعض، فهنا خمس روايات حول هذا الموضوع:
1 _ يقول (عليه السلام) في كتابٍ له الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة: «... ولو شِئتُ لاهتديتُ الطريقَ الى مُصفّى هذا العَسَلِ، ولُبابِ هذا القَمحِ، ونسائجِ هذا القزِّ، ولكن هيهات ان يَغلبني هَوايَ، ويَقودني جَشَعي الى تخيُّرِ الاطعمةِ _ولعلَّ بالحِجازِ أو اليَمامَةِ من لا طمعَ لهُ في القُرصِ (أي الرغيف) ولا عهدَ لهُ بالشبَعِ _ أو أبيتَ مِبطاناً وحولي بُطونٌ غرثى وأكبادٌ حرَّى، أو أكونَ كما قالَ القائلُ:
وحَسبُكَ داءً أن تَبيتَ ببطنةٍ وحولَكَ اكبادٌ تحِنُّ الى القِددِّ
أأقنَعُ بأن يُقال لي: هذا أميرُ المؤمنين، ولا أُشاركُهُم في مكارِهِ الدهرِ، أو أكونَ أُسوةً لهُم في جُشوبَةِ العَيشِ».
2 _ وقال (عليه السلام): «من كفّاراتِ الذنوبِ العظامِ اغاثةُ الملهوفِ، والتنفيسُ عن المكروبِ».
3 _ «اختَبروا شيعتي بخصلتين: المُحافظةَ على اوقاتِ الصلاةِ، والمواساةِ لإخوانِهم بالمالِ ؛ فإن لم يكونا فأعزَب ثم أعزَب».
4 _ ومن كتابٍ له (عليه السلام) الى العمال الذين يطأ الجيش عملهم، يبيّن فيه انه لا يحل للجندي ان يأخذ من الارض التي يمرّ بها غير ما يسد جوعه: «وأنا أبرأُ اليكُم والى ذمتِكُم من مَعرَّةِ الجيشِ (أي اذاه) إلا من جوعَةِ المُضطرِّ، لا يجدُ عنها مذهباً الى شبعِهِ».
وفي تلك النصوص دلالات مهمة ، نعرض لها بالترتيب:
اولاً: ينبغي في نظر الامام (عليه السلام) ان يكون الحاكمُ اسوةً لفقراء امته وقدوةً لاغنيائها. يعيش معهم جشوبة العيش وخشونة الحياة، ويحس معهم آلام الجوع، وحاكم بتلك المواصفات يستطيع ان يعالج مشكلة الفقر والحرمان في المجتمع، ذلك لان المصيبة اذا نزلت بصاحبها، وكان قادراً على رفعها عن غيره، لهانت.
والحاكم الفقير اقدر على معالجة الفقر في المجتمع من الحاكم الثري المتخم.
ثانياً: ان يتم التكافل الاجتماعي عن طريقين:
الاول: وهو الذي تقوم به الدولة عبر عطاء بيت المال، وهو ما يقابل الضمان الاجتماعي للحكومة الحديثة.
والثاني: وهو الذي يقوم به الناس لمساعدة بعضهم البعض، وهو ما يقابل جمعيات الخير والمبرات المعمول بها اليوم.
وتلك الطريقة في التكافل الاجتماعي، ترفع كل النواقص والهفوات التي يمكن ان يحدثها الطريق الاول.
فالضمان الحكومي قد يكون محدداً ولا يسدّ كل حاجات الفقير، فيكون الطريق الثاني وهي جمعيات البر والاحسان، اداةًمساعِدة لتكميل نواقص الطريق الاول.
ثالثاً: اجاز (عليه السلام) الاكل من ثمار البساتين التي كان يمر بها الجيش وهو في طريقه الى المعركة. وحدد الاكل بما يسدّ جوعة المضطر.
وهذا الحكم غير محدد بالجنود، بل يطلق على كل من مرّ ببستان _ في حالة الاضطرار _ وتناول شيئاً منه بما يسدّ جوعته.
وهذا الاصل مهم، فعن طريق حلّية تناول ما تثمره الاشجار والنباتات في الطريق، تنسدُّ حاجة شريحة من الناس، وبتعبير آخر، ان المناطق الشاسعة للبساتين والمزارع ينبغي ان لا تشهد جائعاً مضطراً. فكلٌ له حق في سد جوعته.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|