أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-18
446
التاريخ: 11-10-2016
2055
التاريخ: 24-6-2021
1986
التاريخ: 20-2-2019
1813
|
السر في إزالة الفضلات المذكورة عن البدن ظاهر، فأنها توجب تنوير القلب ، وانشراح الصدر، و طرد الشيطان.
إذ هي كسافات مانعة عن النورية و التجرد ، فتشمئز منها الملائكة ، و يرغب إليها الشياطين.
ومن تأمل في الاحكام و الآداب التي جاء بها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وكانت له بصيرة ناقدة ، يعلم ان شيئا منها لا يخلو عن حكمة ، حتى ان ما صدر عنه في الآداب و الحركات و الافعال و الأقوال ، من ترتيب خاص ، او تخصيص بعدد معين ، او ابتداء من موضع خاص او بواحد معين من الأشياء المتماثلة ، يتضمن حكما او حكمة البتة.
مثال ذلك : انه (صلى الله عليه واله) كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاثا و في عينه اليسرى اثنين والسر في هذا الترتيب و هذا التخصيص : ان اليمنى أشرف العينين فبدأ بها ، وتفاوته بين العينين لتكون الجملة و ترا ، فان للوتر فضلا على الزوج ، لان اللّه و تر يحب الوتر، فلا ينبغي ان يخلو فعل العبد عن مناسبة لوصف من اوصاف الرب ، و انما لم يقتصر على الثلاث وهو وتر، لان اليسرى حينئذ لا تخصها الا واحدة ، و الغالب ان الواحدة لا تستوعب أصول الاجفان بالكحل ، و انما خصص اليمين بالزيادة لان التفضيل لا بد منه للإيثار، واليمين أفضل فهو بالزيادة أحق ، وانما اقتصر على الاثنين لليسرى مع كونه زوجا ، إذ الزوجية في أحداهما لازمة ضرورية ، اذ لو جعل لكل واحدة وترا لكان المجموع زوجا ، إذ الوتر مع الوتر زوج ورعاية الإيثار في مجموع الفعل و هو في حكم الخصلة الواحدة أحب من رعايته في الآحاد. مثال آخر : روى الجمهور في تقليم الاظفار : «ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) كان يبدأ عند تقليم اظفاره الشريفة بمسبحة اليمين ، ويختم بإبهام اليمنى ، بأن يبتدئ من مسبحتها إلى خنصرها ، ثم يبتدئ من خنصر اليسرى إلى إبهام اليمنى».
وفي طريقنا روايتان : إحداهما ان يبدا بخنصر اليمنى و يختم بخنصر اليسرى ، و اخراهما بعكس ذلك ، و هي أشهر , فالسر على رواية الجمهور- كما قيل - ان اليد اليمنى أشرف من اليسرى فيبتدئ بها ، ثم على اليمنى خمسة اصابع و المسبحة اشرفها فيبتدأ بها ، ثم ينبغي ان يبتدئ بما على يمينها لكون اليمنى أشرف ، و لذا استحب في الشرع وضع الطهور و غيره على اليمنى.
ولا ريب في انه إذا وضعت الكف على الأرض فيمين مسبحة اليمنى هي الوسطى ، و وضع ظهر اليد على الأرض و ان اقتضى كون الإبهام هو اليمين ، الا ان الاعتبار الأول أولى ، إذ اليد إذا تركت بطبعها كانت الكف مائلة إلى جهة الأرض ، لأن جهة حركة اليد اليمنى إلى جهة اليسار، واليسرى إلى جهة اليمين ، و استتمام حركة كل منهما في جهة يجعل الكف على الأرض وظهرها عاليا ، وإذا كانت الكف مائلة إلى جهة الأرض فاعتبار ما يقتضيه الطبع أولى فتكون يمين المسبحة هي الوسطى.
ثم إذا وضعت الكف على الكف ، صارت الأصابع في حكم حلقة دائرة ، فيقتضى ترتيب الدور الذهاب من يمين المسبحة إلى ان يعود إلى المسبحة ، فتقع البداءة بخنصر اليسرى والختم بإبهامها ، و يبقى إبهام اليمنى ، و انما قدرت الكف موضوعة على الكف حتى تصير الأصابع كأشخاص في حلقة ليظهر ترتيبها ، و تقدير ذلك اولى من تقدير وضع الكف على ظهر الكف فان ذلك لا يقتضيه الطبع.
هذا ، و اما السر على الرواية الأولى من طريقنا ، فكأنه اعتبار الأصابع العشرة في حكم صف واحد ثابت على الأرض ، والابتداء باليمين ، فاكتفى بما يرى بالنظر الجليل مع ترك اليد بطبعها.
واما الرواية الثانية ، فلعل السر فيها تحصيل التيامن في كل اصبع بعد الأولى مع الترتيب فيها ووضع اليدين على ما يقتضيه الطبع .
هذا ، و اما اصابع الرجل ، فلم نعثر على خبر يدل على كيفية الابتداء و الترتيب فيها , فينبغي اعتبار أحد الطريقين المرويين عندنا فيها ، و لعل اعتبار الأولى لاظهرية سرها أولى ، و ينبغي ان يكون تقليم اظفارها بعد تقليم اظفار اليدين ان وقعا في وقت واحد ، إذ اليد أشرف من الرجل.
وقس على ما ذكر سائر ما ورد من الآداب و التخصيصات فانه لا يخلو شيء منها على سر حكمي ، و إن كانت عقولنا قاصرة عن ادراك أكثرها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|