أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2019
1908
التاريخ: 2023-03-01
2001
التاريخ: 25-2-2019
2097
التاريخ: 1/12/2022
1225
|
تخليص الصلاة عن الآفات ، و اخلاصها لوجه اللّه ، و ادائها بالشروط الباطنة المذكورة ، من الحضور، و الخشوع ، و التعظيم ، و الهيبة ، والحياء : سبب لحصول أَنوار في القلب ، تكون تلك الأنوار مفاتيح للعلوم الباطنة ، وانما يفيض منها على كل مصلٍ على قدر صفائه من كدورات الدنيا ، و يختلف ذلك بالقلة و الكثرة ، و القوة و الضعف ، و الجلاء و الخفاء ، و يختلف أيضا بما ينكشف من العلوم ، فينكشف لبعضهم من صفات اللّه و جلاله ، و لبعضهم من عجائب افعاله ، و لبعضهم من دقائق علوم المعاملة ، و لبعضهم غير ذلك ، و أولى بالظهور و الافاضة لكل شخص ما يهمه و يكون في طلبه.
وإلى ما ذكرنا من ترتب الافاضة العلوية على الصلاة الخالصة لوجه اللّه المؤداة بالشروط المذكورة ، أشار النبي (صلى الله عليه واله) بقوله : «ان العبد إذا قام في الصلاة ، رفع اللّه الحجاب بينه و بين عبده ، و واجهه بوجهه ، و قامت الملائكة من لدن منكبيه إلى الهواء يصلون بصلاته ، و يؤمنون على دعائه ، و ان المصلي لينشر عليه البر من أعنان السماء إلى مفرق رأسه ، ويناديه مناد : لو علم المصلي من يناجي ما التفت.
وان ابواب السماء تفتح للمصلين ، و ان اللّه يباهي ملائكته بصدق المصلي» , فان رفع الحجاب وفتح ابواب السماء كناية عن إفاضة العلوم الباطنة عليه.
وورد في التوراة : «يا ابن آدم ، لا تعجز أن تقوم بين يدي مصليا باكيا ، فأنا اللّه الذي اقتربت من قلبك ، و بالغيب رأيت نوري».
وورد : «ان العبد إذا صلى ركعتين ، عجبت منه عشرة صفوف من الملائكة ، كل صف منهم عشرة آلاف ، و باهى اللّه به مائة الف».
وذلك لان العبد جمع في الصلاة بين القيام و القعود ، و الركوع و السجود ، و الذكر باللسان وغير ذلك.
وليس لملك من الملائكة هذا القسم من العبادة الجامعة بين الكل ، بل هذه الأفعال موزعة عليهم فبعضهم قائمون لا يركعون إلى يوم القيامة ، و بعضهم ساجدون لا يرفعون الى يوم القيامة ، و هكذا الراكعون و القاعدون ، فان ما أعطى الملائكة من القرب و الرتبة لازم لهم ، مستمر على حالة واحدة ، لا تزيد و لا تنقص ، و ليس لهم مرتبة الترقي من درجة إلى أخرى ، و باب المزيد مسدود عليهم ، و لذلك قالوا : «و ما منا إلا له مقام معلوم» ، بخلاف الإنسان ، فان له الترقي في الدرجات ، و التقلب في اطوار الكمالات ، و مفتاح مزيد الدرجات هي الصلاة ، قال اللّه سبحانه : «قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون» ، فمدحهم بعد الايمان بصلاة مخصوصة ، وهي المقرونة بالخشوع ، ثم ختم اوصاف المفلحين بالصلاة أيضا ، فقال في آخرها : {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون : 9] ، ثم قال في ثمرة تلك الصفات : {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [المؤمنون : 10، 11].
فوصفهم بالفلاح أولا ، و بوراثة الفردوس آخرا , فالمصلون هم ورثة الفردوس ، و ورثة الفردوس هم المشاهدون لنور اللّه بقربه و دنوه بالقلب.
وكل عاقل يعلم ان مجرد حركة اللسان والجوارح ، مع غفلة القلب ، لا تنتهي درجته إلى هذا الحد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|