المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عصر السلالات في شمال العراق
23-10-2016
carbonates and hydrogencarbonates of group 1 metals
15-1-2018
[الجهاد والحرب]
24-12-2015
الصوت الحسن
26-7-2020
المدرسة الوجودية ‏
4-05-2015
الجينات الضرورية Essential Genes
26-3-2018


الدلالات العلمية للنصوص على اسلام ابي طالب  
  
2435   03:43 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 148-150
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / آبائه /

 

كان ابو طالب من أعظم المدافعين عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ورسالته السماوية امام قريش. وكان لذلك الدفاع منشأٌ دينيٌّ _ لا وضعاً قبلياً _ يدلّ على ايمان ابي طالب بالاسلام وحثّه ابناءه علياً (عليه السلام) وجعفراً وعقيلاً على الايمان بالدين الجديد ومناصرة زعيمه محمد (صلى الله عليه واله).

لم يراود علماء الاسلام المنصفين ومحققوه ادنى شك في اسلام ابي طالب وايمانه الشديد بالرسالة السماوية الجديدة. فقد تضافرت الادلة التأريخية على ذلك. ومن تلك الادلة:

اولاً: القول المروي عن ابي بكر بن ابي قحافة: «ان ابا طالب ما مات حتى قال: لا اله الا الله، محمد رسول الله...».

ثانياً: قول عمر بن الخطاب مخاطباً عثمان بن عفان في كلمة يقولها العبد فتحرم عليه النار: «هي كلمة الاخلاص التي أمر بها رسول الله (صلى الله عليه واله) عمّه ابا طالب عند الموت شهادة ان لا اله الا الله...». وهذه الرواية وسابقتها تدلان على ايمانه قبل وفاته بفترة قصيرة. ولكن التحقيق ان ايمانه كان قبل ذلك بفترة طويلة، كما نلمس بعد لحظات، من مخاطبته النجاشي. ولا يمكن ان يخاطب النجاشي بتلك الافكار ما لم يكن مسلماً يدافع عن اخوته في العقيدة من ظلم قريش.

ثالثاً: الابيات المنسوبة لابي طالب في مخاطبته النجاشي وحضه على حسن الجوار:

ليعلم خيار الناس ان محمداً            وزيراً لموسى والمسيح بن مريمِ

أتانا بهدى مثل ما أتيا به                  فكلٌ بأمر الله يهدى ويعصم

وانكم تتلونه في كتابكم                بصدق حديث لا حديث المرجم

وانك ما تأتيك منها عصابة           بفضلك الا ارجعوا بالتكرم

ولو جمعنا تلك الادلة التأريخية لافضت بنا الى نتيجة واحدة، وهي: ايمان ابي طالب واعتناقه الاسلام، بالرغم من اختلاف توقيت ذلك الايمان. فبعضهم زعم بأنه اسلم وهو على فراش الموت وهو ضعيف، والآخر أكّد على اسلامه في حياته قبل هجرة المسلمين الاولى الى الحبشة وهو ما تؤكده تلك الابيات المنسوبة له الموجّهة الى النجاشي وهو قوي ومتين، وعلى أي تقدير، فان المقدار المتيقن عند الفريقين ان ابا طالب آمن بالله وبدينه ومات مسلماً مؤمناً، وبكى النبي (صلى الله عليه واله) لفقده وترحم عليه. وهذا يكفي للتدليل على اسلامه وايمانه.

ولو كان كافراً لما جاز لرسول الله (صلى الله عليه واله) حبّه لقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } [المجادلة: 22].

وابو طالب كان مؤمناً بشخصية محمد (صلى الله عليه واله) الرسالية قبل المبعث ايضاً. ويؤيد ذلك خطبة النكاح المشهورة التي ألقاها شيخ الاباطح عند نكاح محمد (صلى الله عليه واله) خديجة، وتبدأ بالقول: «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية ابراهيم وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلداً حراماً وبيتاً محجوباً، وجعلنا الحكّام على الناس». ثمّ يسترسل قائلاً: «ان محمداً بن عبد الله اخي من لا يوازن به فتىً من قريش الا رجحَ عليه برّاً وفضلاً، وحزماً وعقلاً، ورأياً ونبلاً، وان كان في المال قُلٌ فانما المال ظل زائل، وعاريةٌ مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما احببتم من الصداق فعليَّ، وله والله بعدُ نبأ شائع وخطب جليل». وليس من عرف الكريم ان يعلم نبأه الشائع ويتوقع له الخطب الجليل، ثم يعانده ويكذبه!! 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.