أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2017
5429
التاريخ: 5-4-2017
2870
التاريخ: 11-12-2014
4043
التاريخ: 4-4-2017
4158
|
كان ابو طالب من أعظم المدافعين عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ورسالته السماوية امام قريش. وكان لذلك الدفاع منشأٌ دينيٌّ _ لا وضعاً قبلياً _ يدلّ على ايمان ابي طالب بالاسلام وحثّه ابناءه علياً (عليه السلام) وجعفراً وعقيلاً على الايمان بالدين الجديد ومناصرة زعيمه محمد (صلى الله عليه واله).
لم يراود علماء الاسلام المنصفين ومحققوه ادنى شك في اسلام ابي طالب وايمانه الشديد بالرسالة السماوية الجديدة. فقد تضافرت الادلة التأريخية على ذلك. ومن تلك الادلة:
اولاً: القول المروي عن ابي بكر بن ابي قحافة: «ان ابا طالب ما مات حتى قال: لا اله الا الله، محمد رسول الله...».
ثانياً: قول عمر بن الخطاب مخاطباً عثمان بن عفان في كلمة يقولها العبد فتحرم عليه النار: «هي كلمة الاخلاص التي أمر بها رسول الله (صلى الله عليه واله) عمّه ابا طالب عند الموت شهادة ان لا اله الا الله...». وهذه الرواية وسابقتها تدلان على ايمانه قبل وفاته بفترة قصيرة. ولكن التحقيق ان ايمانه كان قبل ذلك بفترة طويلة، كما نلمس بعد لحظات، من مخاطبته النجاشي. ولا يمكن ان يخاطب النجاشي بتلك الافكار ما لم يكن مسلماً يدافع عن اخوته في العقيدة من ظلم قريش.
ثالثاً: الابيات المنسوبة لابي طالب في مخاطبته النجاشي وحضه على حسن الجوار:
ليعلم خيار الناس ان محمداً وزيراً لموسى والمسيح بن مريمِ
أتانا بهدى مثل ما أتيا به فكلٌ بأمر الله يهدى ويعصم
وانكم تتلونه في كتابكم بصدق حديث لا حديث المرجم
وانك ما تأتيك منها عصابة بفضلك الا ارجعوا بالتكرم
ولو جمعنا تلك الادلة التأريخية لافضت بنا الى نتيجة واحدة، وهي: ايمان ابي طالب واعتناقه الاسلام، بالرغم من اختلاف توقيت ذلك الايمان. فبعضهم زعم بأنه اسلم وهو على فراش الموت وهو ضعيف، والآخر أكّد على اسلامه في حياته قبل هجرة المسلمين الاولى الى الحبشة وهو ما تؤكده تلك الابيات المنسوبة له الموجّهة الى النجاشي وهو قوي ومتين، وعلى أي تقدير، فان المقدار المتيقن عند الفريقين ان ابا طالب آمن بالله وبدينه ومات مسلماً مؤمناً، وبكى النبي (صلى الله عليه واله) لفقده وترحم عليه. وهذا يكفي للتدليل على اسلامه وايمانه.
ولو كان كافراً لما جاز لرسول الله (صلى الله عليه واله) حبّه لقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } [المجادلة: 22].
وابو طالب كان مؤمناً بشخصية محمد (صلى الله عليه واله) الرسالية قبل المبعث ايضاً. ويؤيد ذلك خطبة النكاح المشهورة التي ألقاها شيخ الاباطح عند نكاح محمد (صلى الله عليه واله) خديجة، وتبدأ بالقول: «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية ابراهيم وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلداً حراماً وبيتاً محجوباً، وجعلنا الحكّام على الناس». ثمّ يسترسل قائلاً: «ان محمداً بن عبد الله اخي من لا يوازن به فتىً من قريش الا رجحَ عليه برّاً وفضلاً، وحزماً وعقلاً، ورأياً ونبلاً، وان كان في المال قُلٌ فانما المال ظل زائل، وعاريةٌ مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما احببتم من الصداق فعليَّ، وله والله بعدُ نبأ شائع وخطب جليل». وليس من عرف الكريم ان يعلم نبأه الشائع ويتوقع له الخطب الجليل، ثم يعانده ويكذبه!!
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|