أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3819
التاريخ: 6-4-2017
3160
التاريخ: 25-3-2022
1402
التاريخ: 26-3-2022
2182
|
لقد غادر إبراهيم (عليه السلام) أرض مكة تاركاً زوجته وولده إسماعيل بعيون دامعة وقلب يملأوه الرضا بقضاء اللّه والامل بلطفه وعنايته.
فلم تمض مدة إلا ونفد ما ترك عندهما من طعام وشراب وجف اللبن في ثديي هاجر وتدهورت أحوال الرضيع إسماعيل وكانت دموع الام الحزينة تنحدر على حجره وهي تشاهد حال وليدها الّذي قد أخذ العطش والجوع منه مأخذاً.
فانطلقت من مكانها فجأة تبحث عن الماء حتّى وصلت إلى جبل الصفا فرأت من بعيد منظر ماء عند جبل مروة فأسرعت إليه مهرولة غيران الّذي رأته وظنته ماء لم يكن الاّ السراب الخادع فزادها ذلك جزعاً وحزناً على وليدها ممّا جعلها تكرر الذهاب والاياب إلى الصفا والمروة أملا في أن تجد الماء ولكن بعد هذا السعي المتكرر والذهاب والاياب المتعدد بين الصفا والمروة عادت إلى وليدها قانطةً يائسةً.
كانت أنفاس الرضيع الظامئ ودقّات قلبه الصغير قد تباطأت بل واشرفت على النهاية ولم يعد ذلك الرضيع الظامئ قادراً على البكاء ولا حتّى على الانين.
ولكن في مثل هذه اللحظة الحرجة الصعبة استجاب اللّه دعاء خليله وحبيبه إبراهيم إذ لاحظت هاجر الماء الزلال وهو ينبع من تحت اقدام اسماعيل .
فسرت تلك الام المضطربة ـ الّتي كانت تلاحظ وليدها وهو يقضي اللحظات الاخيرة من حياته وكانت على يقين بانه سرعان ما يموت عطشاً وجهداً ـ سروراً عظيما بمنظر الماء وبرق في عينيها بريق الحياة بعد ان اظلمت الدنيا في عينيها قبل دقائق فشربت من ذلك الماء العذب وسقت منه رضيعها الظامئ وتقشعت بلطف اللّه وعنايته وبما بعثه من نسيم الرحمة الربانية كل غيوم اليأس وسحُب القنوط الّتي تلبدت وخيمت على حياتها.
ولقدادى ظهور هذه العين الّتي تدعى بزمزم في ان تتجمع الطيور في تلك المنطقة وتحلق فوق تلك البقعة الّتي لم يُعهد أن حلَّقت عليها الطيور وارتادتها الحمائم وهذا هو ما دفع بجرهم وهي قبيلة كانت تقطن في منطقة بعيدة عن هذه البقعة ان تتنبه إلى ظهور ماء فيها لما رأت تساقط الطيور وتحليقها فأرسلت واردين ليتقصيا لها الخبر ويعرفا حقيقة الأمر وبعد بحث طويل وكثير انتهيا إلى حيث حلت الرحمة الالهية وعندما اقتربا إلى هاجر وشاهدا بام عينيهما امرأة و طفلا عند عين من الماء الزلال الّذي لم يعهداه من قبل عادا من فورهما من حيث أتيا وأخبرا كبار القبيلة بما شاهداه فأخذت الجماعة تلو الجماعة من تلك القبيلة الكبيرة تفد إلى البقعة المباركة وتخيم عند تلك العين لتطرد عن هاجر وولدها مرارة الغربة ووحشة الوحدة وقد سبب نمو ذلك الوليد المبارك ورشده في رحاب تلك القبيلة في ان يتزوج إسماعيل هذا من تلك القبيلة ويصاهرهم وبذلك يحظى بحمايتهم له وينعم بدفاعهم ورعايتهم ومحبتهم له. فانه لم يمض زمانٌ حتّى أختار إسماعيل زوجة من هذه القبيلة ولهذا ينتمي ابناء إسماعيل إلى هذه القبيلة من جهة الاُم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|