أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016
3878
التاريخ: 12-4-2016
3320
التاريخ: 12-4-2016
3634
التاريخ: 22-4-2022
2344
|
لا شكّ ان الثقافة المكتوبة لم تكن متداولة بشكل واسع قبل الاسلام، بل كانت الثقافة الاجتماعية ثقافة شفهية. ولذلك فقد اُشير الى المعلقات السبعة التي علقها العرب على جدار الكعبة قبل الاسلام، بشيء من الاهتمام والاكبار. لانه كان من النادر كتابة المواد الثقافية أو قرائتها. وعندما جاء الاسلام أحدث ثورة حقيقية في الثقافة المكتوبة ، خصوصاً عند كتابة القرآن زمن رسول الله (صلى الله عليه واله). ومن اجل فهم الاجواء التي كانت سائدة زمن كتابة القرآن الكريم لابد من ترتيب النقاط التالية:
1- ان الذين كانوا يعرفون الكتابة في الصدر الاول من الاسلام قليلون. وكان منهم علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وأبيّ بن كعب الانصاري، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن ابي سفيان «بعد عام الفتح»، وعبد الله بن سعد بن ابي سرح «الذي ارتدّ في حياة النبي (صلى الله عليه واله) وأمر (صلى الله عليه واله) بقتله»، وعثمان بن عفان، وآخرون.
2- انتشرت الكتابة في المدينة بعد هجرة رسول الله (صلى الله عليه واله). فعندما وقعت غزوة بدر الكبرى وتمّ تأسير سبعين رجلاً من مشركي قريش وكان فيهم عدد من الكتّاب، قَبِلَ رسول الله (صلى الله عليه واله) من الاميين الفدية بالمال، وجعل فدية الكاتبين منهم تعليمهم المسلمين القراءة والكتابة. فكلّف كل أسير بتعليم عشرة من الافراد. وبذلك انتشرت الثقافة المكتوبة للقرآن في تلك المرحلة. وازدهرت الامصار الاسلامية بنعمة الثقافة الاسلامية، وبقيت الاُمية الصرفة بين الاعراب من البدو في الصحراء العربية.
3- لابد من التمييز بين من كان يكتب الرسائل والعهود زمن النبي (صلى الله عليه واله) وبين من كان يكتب الوحي ويجمع القرآن. فان في كتابة القرآن وجمعه أثراً عظيماً في حفظ الاسلام وعدم تحريف الكتاب المجيد. بينما لم يكن ذلك الاثر في كتابة الرسائل. فهذا عبد الله بن أرقم كان كاتباً للرسائل فقط، ولم يرد انه كان كاتباً للقرآن. قال في «الاستيعاب» في ترجمة عبد الله بن أرقم: «انه كان من المواظبين على كتابة الرسائل عن النبي (صلى الله عليه واله) عبد الله بن أرقم الزهري...» .
وقد وقع في خطأ عدم التمييز بين كتابة الرسائل وكتابة القرآن بعض كبار المؤرخين. ومنهم اليعقوبي في تاريخه حيث أطلق الكلام حول كتّاب الوحي ولم يقيده بكتابة الوحي او الرسائل او العهود، فقال: «وكان كتّابه الذين يكتبون الوحي، والكتب ، والعهود، علي بن ابي طالب، وعثمان بن عفان، وعمرو بن العاص بن أمية، ومعاوية بن ابي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، والمغيرة بن شعبة، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وحنظلة بن الربيع، وأبي بن كعب، وجهيم بن الصلت، والحصين النميري».
4- ان الكتابة اذا كانت مجردة من مضامينها الرسالية، فانها لا توجب شرفاً ولا منـزلة ولا تثمر في صيانة كتاب الله المجيد. فقد كان عبد الله بن سعد كاتباً لكنه ارتد وبات يشهّر بالنبوة لعدم ايمانه بعمله الذي كان يؤديه. وكان معاوية قد اعلن اسلامه قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) بخمسة أشهر فقط وطرح نفسه الى العباس ليشفع له الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فيعفو عنه. ومع ذلك فقد زعم بانه كان من كتّاب الوحي. نعم، ربما كتب شيئاً من الرسائل للنبي (صلى الله عليه واله) في اواخر حياته، ولكن لم تتفق الاخبار انه كان كاتباً للوحي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|