أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
3309
التاريخ: 8-02-2015
3675
التاريخ: 22-11-2015
3406
التاريخ: 4-3-2022
2464
|
لا شك في أنّ الدين الإسلامي دين عالمي، وشريعة خاتمة، وقد كانت قيادة الأُمة الإسلامية من شؤون النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله) ما دام على قيد الحياة، وطبع الحال يقتضي أن يوكل مقام القيادة بعده الى أفضل أفراد الأُمّة وأكملهم.
إنّ في هذه المسألة وهي أنّ منصب القيادة بعد النبيّ (صلى الله عليه واله) هل هو منصب تنصيصي تعييني أو أنّه منصب انتخابي؟ اتّجاهين:
فالشيعة ترى أنّ مقام القيادة منصب تنصيصي، ولابدّ أن ينصّ على خليفة النبيّ من السماء، بينما يرى اهل السنّة أنّ هذا المنصب انتخابي جمهوري، أي أنّ على الأُمّة ان تقوم بعد النبي باختيار فرد من أفرادها لإدارة البلاد.
إنّ لكل من الاتّجاهين المذكورين دلائل، ذكرها أصحابهما في الكتب العقائدية، إلاّ أنّ ما يمكن طرحه هنا هو تقييم ودراسة المسألة في ضوء دراسة وتقييم الظروف السائدة في عصر الرسالة، فإنّ هذه الدراسة كفيلة باثبات صحّة أحد الاّتجاهين.
إنّ تقييم الأوضاع السياسية داخل المنطقة الإسلامية وخارجها في عصر الرسالة يقضي بأنّ خليفة النبيّ (صلى الله عليه واله) لابدّ أن يعيّن من جانب الله تعالى، ولا يصحّ أن يوكّل هذا إلى الأُمّة، فإنّ المجتمع الإسلامي كان مهدّداً على الدوام بالخطر الثلاثي الروم- الفرس- المنافقين بشنّ الهجوم الكاسح، وإلقاء بذور الفساد والاختلاف بين المسلمين.
كما أنّ مصالح الأمّة كانت توجب أن يوحّد صفوف المسلمين في مواجهة الخطر الخارجي، وذلك بتعيين قائد سياسي من بعده، وبذلك يسد الطريق على نفوذ العدو في جسم الأمّة الإسلامية والسيطرة عليها، وعلى مصيرها.
وإليك بيان وتوضيح هذا المطلب: لقد كانت الإمبراطورية الرومانية احد أضلاع الخطر المثلث الذي يحيط بالكيان الإسلامي، ويهدّده من الخارج والداخل.
وكانت هذه القوّة الرهيبة تتمركز في شمال الجزيرة العربية، وكانت تشغل بال النبي القائد على الدوام، حتى أنّ التفكير في أمر الروم لم يغادر ذهنه وفكره حتى لحظة الوفاة، والالتحاق بالرفيق الأعلى.
وكانت أوّل مواجهة عسكرية بين المسلمين والجيش المسيحي الرومي وقعت في السنة الثامنة من الهجرة في أرض فلسطين، وقد أدّت هذه المواجهة إلى استشهاد القادة العسكريين البارزين الثلاثة وهم جعفر الطيار وزيد بن حارثة وعبد الله بن.
ولقد تسّبب انسحاب الجيش الإسلامي بعد استشهاد القادة المذكورين الى تزايد جرأة الجيش القيصري المسيحي، فكان يخشى بصورة متزايدة أن تتعرّض عاصمة الإسلام للهجوم الكاسح من قبل هذا الجيش.
من هنا خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) في السنة التاسعة للهجرة على رأس جيش كبير جداً إلى حدود الشام ليقود بنفسه أيّة مواجهة عسكرية، وقد استطاع الجيش في هذا الرحلة الصعبة المضنية أن يستعيد هيبته الغابرة، ويجدّد حياته السياسية: غير أنّ هذا الانتصار المحدود لم يقنع رسول الله (صلى الله عليه واله)، فأعد قُبيل مرضه جيشاً كبيراً من المسلمين، وأمّر عليهم أُسامة بن زيد، وكلّفهم بالتوجّه الى حدود الشام، والحضور في تلك الجبهة.
أما الضلع الثاني من المثلث الخطير الذي كان يهدّد الكيان الإسلامي، فكان الإمبراطورية الإيرانية الفارسية وقد بلغ من غضب هذه الإمبراطورية على رسول الله (صلى الله عليه واله) ومعاداتها لدعوته، أن أقدم امبراطور ايران خسرو برويز على تمزيق رسالة النبي (صلى الله عليه واله)، وتوجيه الإهانة الى سفيره باخراجه من بلاطه، والكتابة الى واليه وعميله باليمن بأن يوجّه الى المدينة من يقبض على رسول الله (صلى الله عليه واله)، أو يقتله إن امتنع.
و خسرو هذا وإن قتل في زمن رسول الله (صلى الله عليه واله) إلاّ أنّ استقلال اليمن التي رضخت تحت استعمار الامبراطورية الإيرانية ردحاً طويلاً من الزمان لم يغب عن نظر ملوك ايران آنذاك، وكان غرور اولئك الملوك وتجبّرهم وكبرياؤهم لا يسمح بتحمّل منافسة القوة الجديدة القوة الإسلامية لهم.
والخطر الثالث كان هو خطر حزب النفاق الذي كان يعمل بين صفوف المسلمين كالطابور الخامس على تقويض دعائم الكيان الإسلامي من الداخل الى درجة أنّهم قصدوا اغتيال رسول الله (صلى الله عليه واله)، في طريق العودة من تبوك الى المدينة.
فقد كان بعض عناصر هذا الحزب الخطر يقول في نفسه، انّ الحركة الإسلامية سينتهي امرها بموت رسول الله (صلى الله عليه واله) ورحيله، وبذلك يستريح الجميع.
ولقد قام أبو سفيان بن حرب بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) بمكيدة مشؤومة لتوجيه ضربة الى الامّة الإسلامية من الداخل وذلك عندما اتى علياً (عليه السلام) وعرض عليه ان يبايعه ضدّ من عيّنه رجال السقيفة، ليستطيع بذلك تشطير الامّة الإسلامية الواحدة الى شطرين متحاربين متقاتلين، فيتمكّن من التصيّد في الماء العكر.
ولكنّ الإمام علياً (عليه السلام) أدرك بذكائه البالغ نوايا أبي سفيان الخبيثة، فرفض مطلبه وقال له كاشفاً عن دوافعه ونواياه الشريرة: والله ما أردت بهذا إلاّ الفتنة، وإنّك والله طالما بغيت للإسلام شرّاً لا حاجة لنا في نصيحتك.
ولقد بلغ دور المنافقين التخريبي من الشدّة بحيث تعرّض القرآن لذكرهم في سور عديدة هي: سورة آل عمران، والنساء، والمائدة والأنفال، والتوبة، والعنكبوت، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والمجادلة، والحديد، والمنافقين والحشر.
فهل مع وجود مثل هؤلاء الاعداء الألداء والاقوياء الذين كانوا يتربّصون بالإسلام الدوائر، ويتحيّنون الفرص للقضاء عليه، يصح أن يترك رسول الله (صلى الله عليه واله)أُمّته الحديثة العهد بالإسلام، الجديدة التأسيس من دون أن يعيّن لهم قائداً دينياً سياسياً؟
إنّ المحاسبات الاجتماعية تقول: إنه كان من الواجب أن يمنع رسول الإسلام بتعيين قائد للأمّة،... من ظهور أيّ اختلاف وانشقاق فيها من بعده، وأن يضمن استمرار وبقاء الوحدة الإسلامية بايجاد حصن قوي وسياج دفاعي متين حول تلك الامّة.
إنّ تحصين الأمّة، وصيانتها من الحوادث المشؤومة، والحيلولة دون مطالبة كل فريق الزعامة لنفسه دون غيره، وبالتالي التنازع على مسألة الخلافة والزعامة، لم يكن ليتحقّق، إلاّ بتعيين قائد للامّة، وعدم ترك الامور للأقدار.
إنّ هذه المحاسبة الاجتماعية تهدينا الى صحّة نظرية التنصيص على القائد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولعلّ لهذه الجهة ولجهات اخرى طرح رسول الإسلام مسألة الخلافة في الايام الاولى من ميلاد الرسالة الإسلامية، وظلّ يواصل طرحها والتذكير بها طوال حياته حتى الساعات الاخيرة منها، حيث عيّن خليفته ونصّ عليه بالنصّ القاطع الواضح الصريح في بدء دعوته، وفي نهايتها أيضاً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|