أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
8122
التاريخ: 2023-02-22
1346
التاريخ: 19-1-2023
1272
التاريخ: 8-3-2022
2677
|
مما لا ريب فيه أن كبار علماء العامة يعتقدون أن الإمام الباقر عليه
السّلام قد حاز على سبق الشهرة في زمانه مما جعله مقصدا للعلماء وكان مجلسه يغص
دوما بالوافدين من مختلف أصقاع العالم الإسلامي ! وكان الوافدون عليه يبدون خضوعا
وإجلالا كبيرا لشخصيته العلمية بحيث كان عبد اللّه بن عطاء المكي يقول : «ما رأيت العلماء عند أحد قط
أصغر منهم عند أبي جعفر ولقد رأيت الحاكم بن عيينة مع جلالته في القوم بين يديه
كأنه صبي بين يدي معلمه» (1).
ويصفه أيضا ابن عنبة بقوله : «كان واسع العلم ووافر الحلم» (2).
وقال فيه ابن أبي الحديد : «كان سيّد فقهاء الحجاز» (3).
الفرع الأول : علوم الإمام أمام تعسف الحكام
فالفضل ما شهدت به الأعداء. إلا أن الحكام
الذين لم يكن من مصلحتهم سوى إبعاد أهل البيت عليهم السّلام عن مكاناتهم وخلق
الضبابية بل وتضعيف أدوارهم العملاقة في الأمة ؟! منها أن الأبرش الكلبي سأل هشام
بن عبد الملك : «من
هذا الذي احتوشته أهل العراق يسألونه ؟ قال : هذا نبي الكوفة وهو يزعم أنه ابن رسول اللّه وباقر العلوم ومفسر
القرآن ؟!» (4).
وجاء في
موضع آخر أن هشاما وصفه ب «المفتون به أهل العراق» (5) ! ولكم تعجب عند ما لم تجد آثار
ذلك الجميل والإنصاف بأن القوم وكتبهم تتحدث عن صغار تلامذته ممن سموهم بالتابعين
وتتجاهل أمثال باقر العلم وإمام العلماء ؟! منها من قال : «ليس يروي عن الباقر من يحتج به» (6).
وما هذا إلا بسبب الحصار والجوّ التعسفي
للحكام ووعاظه وتعصّبهم ونصبهم لكل من يروي بأهل البيت عليهم السّلام وعدم
الاهتمام بهم وأنهم قد فقدوا صلاحيتهم إذ يسمونهم بالتشيع والرفض وأمثالها زيادة
في تشويه سمعتهم ؟!! ولكن وبأقل نظرة إنصاف سيجد القارئ أن كبار محدثيهم كانوا قد
رووا في كتبهم الروايات والأحاديث عن الإمام الباقر عليه السّلام (7) ؟!
الفرع الثاني : الفرقان في الاختلافات
كانت الفترة الممتدة بين عام (94- 114 هـ)
هي الفترة التي بدأت فيها المشارب الفقهية ، وبلغت فيها رواية الحديث المتعلقة
بالتفسير خاصة - موضوع قيد البحث- ومنهم الزهري ومكحول وقتادة وهشام بن عروة ، وهم
ممن كانوا مرضيين عند السلطة ، وفي المقابل كان هناك من كانوا من مرتزقة البلاط
الأموي مباشرة ، كالزهري ، وإبراهيم النخعي ، وأبي الزناد وأمثالهم! بينما كان
الجوّ التعتيمي بل الإرهابي لمراقبة أهل البيت عليهم السّلام وتلامذتهم من قبل جلّ
الحكام ووعاظهم. ومع ذلك فقد كتب الإمام الباقر عليه السّلام كتابا إلى سعد الخير
مدافعا عن القرآن الكريم من علماء السوء جاء فيه : «فاعرف أشباه الأحبار والرهبان
الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين» (8) ! ومما يؤكد هذا المعنى قول أنس بن مالك :
«ما أعرف شيئا
مما كان على عهد رسول اللّه ؟ قيل الصلاة . قال : أ ليس صنعتم ما صنعتم فيها ؟!» (9).
____________________
(1) المغير- الإرشاد- ص 280 ، حلية الأولياء
3/ 180 ، كشف الغمة 2/ 117.
(2) ابن عنبة- عمدة الطالب- ص 195.
(3) ابن أبي الحديد- شرح المنهج- 15/ 77.
(4) الكافي 8/ 120 ، بحار الأنوار 46/ 355.
(5) الشبلنجي- نور الأبصار- ص 143 ، وسير
أعلام النبلاء 4/ 405.
(6) ابن سعد الطبقات الكبرى 5/ 324.
(7) راجع كتاب تهذيب التهذيب لابن حجر ، وكتاب
ابن حبان الثقات تحت اسم محمد الباقر عليه السّلام؟!
(8) الكليني- الروضة- ص 77.
(8) ضحى الإسلام 1/ 386. نقلا عن البخاري والترمذي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|