المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06

داوود بن الحسن المثنى و أولاده
7-03-2015
سنن غسل الميت
22-1-2023
صغر النفس‏
6-10-2016
مآسي الزهراء (عليها السّلام)
25-3-2016
Epialleles
18-3-2018
Dietary Lipid Metabolism Overview
5-10-2021


منزلته عند الرسول (صلى الله عليه واله)  
  
3844   10:17 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص13-16.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

اول ائمة المؤمنين وولاة المسلمين، وخلفاء الله تعالى في الدين، بعد رسول الله الصادق الامين: محمد بن عبد الله خاتم النبيين، (صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين): اخوه وابن عمه و وزيره على أمره وصهره على ابنته فاطمة البتول سيدة نساء العالمين، أميرالمؤمنين: علي بن ابى طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف سيد الوصيين عليه افضل الصلوة والسلام.

كنيته ابوالحسن ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه، اكراما من الله تعالى جل اسمه له بذلك، واجلالا لمحله في التعظيم.

وأمه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنها، وكانت كالأم لرسول الله (صلى الله عليه واله) ربي في حجرها وكان شاكرا لبرها، وآمنت به في الاولين، وهاجرت معه في جملة المهاجرين.

ولما قبضها الله تعالى اليه، كفنها النبي (صلى الله عليه واله) بقميصه ليدرئ به عنها هو ام الارض وتوسد في قبرها لتأمن بذلك من ضغطة القبر، ولقنها الاقرار بولاية ابنها أميرالمؤمنين (عليه السلام) لتجيب به عند المسألة بعد الدفن، فخصها بهذا الفضل العظيم لمنزلتها من الله عزوجل ومنه (عليه السلام)، والخبر بذلك مشهور.

فكان أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) واخوته، اول من ولده هاشم مرتين، وحاز بذلك مع النشوء في حجر رسول الله (صلى الله عليه واله) والتأدب به الشرفين.

وكان اول من آمن بالله وبرسوله، من أهل البيت والاصحاب واول ذكر دعاه النبي (صلى الله عليه واله) إلى الاسلام فأجاب ولم يزل ينصر الدين ويجاهد المشركين ويذب عن الايمان، ويقتل أهل الزيغ والطغيان وينشر معالم السنة والقرآن، ويحكم بالعدل ويأمر بالإحسان.

وكان مقامه مع رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد البعثة: ثلاثا وعشرين سنة، منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة مشاركا في محنه كلها متحملا عنه اكثر أثقاله، وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة يكافح عنه المشركين ويجاهد دونه الكافرين ويقيه بنفسه من اعدائه في الدين، إلى أن قبضه الله تعالى إلى جنته ورفعه في عليين ومضى عليه وعلى آله التحية والسلام، ولاميرالمؤمنين (عليه السلام) يومئذ ثلاث و ثلاثون سنة.

فاختلف الامة في امامته يوم وفاة النبي (صلى الله عليه واله) فقالت شيعته: وهم بنو هاشم كافة، وسلمان وعمار، وابوذر، والمقداد، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وابو ايوب الانصارى، وجابر بن عبد الله الانصارى، وابو سعيد الخدري وأمثالهم من أجلة المهاجرين والانصار أنه كان الخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) والامام لفضله على كافة الانام بما اجتمع له من خصال الفضل والرأي والكمال من سبقه الجماعة إلى الايمان والبريز عليهم في العلم بالأحكام، والتقدم لهم في الجهاد والبينونة منهم بالغاية في الورع والزهد والصلاح، واختصاصه من النبي في القربى بما لم يشركه فيه احد من ذوي الارحام.

ثم لنص الله عزوجل على ولايته في القرآن حيث يقول جل اسمه: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] معلوم انه لم يزك في حال ركوعه أحد سواه، وقد ثبت في اللغة ان الولي هو الاولى بلا اختلاف.

وإذا كان أميرالمؤمنين (عليه السلام) بحكم القرآن اولى بالناس من أنفسهم لكونه وليهم بالنص في التبيان وجبت طاعته على كافتهم بجلي البيان كما وجبت طاعة الله تعالى وطاعة رسوله (عليه السلام) بما تضمنه الخبرعن ولايتهما للخلق في هذه لآية بواضح البرهان.

ويقول النبي (صلى الله عليه واله) يوم الدار وقد جمع بني عبد المطلب خاصة فيها للانذار، من يوازرني على هذا الامر يكن أخى ووصيي ووزيرى ووارثى وخليفتى من بعدى، فقام اليه أميرالمؤمنين على (عليه السلام) من بين جماعتهم وهو أصغر هم يومئذ سنا فقال: أنا أؤازرك يا رسول الله فقال له النبي (صلى الله عليه واله) اجلس فانت أخى ووصيى ووزيرى ووارثى وخليفتى من بعدى، وهذا صريح القول في الاستخلاف.

وبقوله ايضا (صلى الله عليه واله) يوم غدير خم وقد جمع الامة لسماع الخطاب: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى، فقال لهم على النسق من غير فصل بين الكلام: من كنت مولاه فعلى مولاه، فأوجب له عليهم من فرض الطاعة والولاية ماكان له عليهم مما قررهم به من ذلك فلم يتناكروه، وهذا ايضا ظاهر في النص عليه بالامامة والاستخلاف له في المقام.

وبقوله (عليه السلام) له عند توجهه إلى تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي فأوجب له الوزارة والتخصيص بالمودة والفضل على الكافة والخلافة عليهم في حياته وبعد وفاته لشهادة القرآن بذلك كله لهارون من موسى (عليهما السلام)، قال الله عزوجل مخبرا عن موسى (عليه السلام): { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي *اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا *وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 29 - 36] فثبت لهارون (عليه السلام) شركة موسى في النبوة ووزارته على تأدية الرسالة وشد أزره به في النصرة ,وقال في استخلافه له: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 142] فثبتت له خلافته بمحكم التنزيل .

فلما جعل رسول الله (صلى الله عليه واله) لاميرالمؤمنين (عليه السلام) جميع منازل هارون من موسى (عليهما السلام) في الحكم له منه إلا النبوة، وجبت له وزارة الرسول (صلى الله عليه واله) وشد الازر بالنصرة، والفضل والمحبة لما تقتضيه هذه الخصال من ذلك في الحقيقة، ثم الخلافة في الحياة بالصريح وبعد النبوة بتخصيص الاستثناء.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.