أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2018
![]()
التاريخ: 26-4-2018
![]()
التاريخ: 30-4-2018
![]()
التاريخ: 30-4-2018
![]() |
أشار اوستن (١٩٦٢) في كتاب صغير وشهير " كيف تؤدي الاشياء بالكلمات " الى ان هناك عددا من التفوهات التي لا تنقل معلومات ولا تصف اي شيء، وهي بذلك ليست صحيحة او خطأ، بل ان تفوه الجملة هو حدث او جزء من حدث. الامثلة هي: انا اسمي هذه الباخرة الملكة اليزابيث، انا اراهنك ستة بنسات على انها ستمطر غدا. وبتفوه هذه الجمل يسمي المتكلم عمليا السفينة او يعمل الرهان، الا انه لا يقدم اي نوع من التقرير الذي يمكن ان يعتبر صحيحا او خطأ. فالجمل التي يهتم بها المتكلم هنا هي جميعا جمل خبرية من الناحية القواعدية، الا انها ليست اخبارية بل منجزاتية. ويضع اوستن ضمن الجمل المنجزاتية (او ببساطة، ضمن المنجزاتية): انا أعد.... ويذهب الى ان بالإمكان ايجاد قائمة من الافعال المنجزاتية _ تشمل: يعتذر، يشكر، يستهجن، يستحسن، يهنئ. وتكون الجملة مع كل هذه الافعال في صيغة المضارع ومع الضمير انا مثالا للمنجزات.
ويستمر اوستن للتمييز بين هذه المنجزات: منجزات مكشوفة مقارنة بالمنجزات المبطنة التي لا تحتوي على تعبير يسمى حدثا. بوسعنا ان نصل الغاية ذاتها مع «يذهب» كما في: انا آمرك ان تذهب، وكذلك جملة في الحقل ثور، التي قد تكون (وقد لا تكون) تحذيرا، في حين ان: سأكون هناك، قد تكون (وقد لا تكون) و عدا. يقودنا هذا الى التمييز بين الحدث المعلوماتي locutionary act والحدث اللا معلوماتي )illocutionary act اننا في
ص187
الحدث المعلوماتي نقول شيئا لكنا قد نستعمل المعلومات ايضا لأهداف معينة _ للإجابة على سؤال، او لإعلان حكم قضائي او لتحذير، الخ. وننجز في هذا المعنى حدثا لا معلوماتيا، مما قاد اوستن وآخرين ممن تبعوه الى الحديث عن احداث الكلام، اي تصنيف التفوهات عبر الوعود والتحذيرات، الخ. ومن المفارقات في نهاية الكتاب، وعلى الرغم من انه قد بدأ بالتمييز بين المنجزات والاخباريات constaives اقترح اوستن ان الجمل الخبرية، اي الاخبارية ليست سوى نوعا واحدا من احداث الكلام، لان التقرير، كما يقول، هو منجز للحدث اللا معلوماتي تماما مثل التحذير او الوعد. على كل حال، فمن الناحية اللغوية، يختلف مفهوما المنجز (في جمل مثل: انا أعدك... الخ) وحدث الكلام (في جملة: في الحقل ثور، بقصد التحذير) اختلافا تاما. تكون المنجزات موسومة شكليا وسهلة التمييز، بخلاف احداث الكلام. ونستطيع في الواقع ان نميز عددا من الانواع المختلفة للظواهر اللغوية المترابطة ولكن غير المتطابقة فمن جهة، هناك امثلة بدأ اسمتن بها. انا اسمي هذه الباخرة اليزابيث، جملة لها خاصيتان واضحتان، انها اولا جزء من حدث، من تسمية باخرة، كما انها تبدأ بـ " انا "زائدا فعل بصيغة المضارع يسمى الحدث خلال انجازه. مثال مشابه (في الكتابة وليس في الكلام): انا اعطي واورث ساعتي لأخي. وتختلف قليلا التفوهات التي تبدأ بـ: انا أعد.... انا احذر... انا اعد ان احضر غدا، انا احذرك من وجود ثور في الحقل. وهذه منجزات في ان بالإمكان اعتبارها عملية الوعد والتحذير، الخ، وان العملية تسمى بأسم الفعل (مع الضمير انا وصيغة المضارع، ايضا) لكنها تختلف عن النوع الاول للمنجز في: (1) انها ليست جزءا من اي سلوك تقليدي او شعائري (2) ان الفعل المنجز قد يحذف دون خسران القوة اللا معلوماتية حيث ان تسمية العملية لا تبدو متطلبا مطلقا. بوسعنا ان نعد دون استعمال الفعل يعد " لكننا لا نستطيع ان نسمي باخرة دون استعمال " الفعل يسمي " وبالمثل، قد نقارن: يحذر بـ
ص188
يراهن، انا اراهنك بستة بنسات انها ستمطر غدا. فالمراهنة لا تحصل بدون الكلمات انا اراهن. انا اراهن، اذن، منجز بالمعنى الاول الضيق، في ان الفعل المنجز عنصر اساسي لا يمكن حذفه. يجب ان نشمل ايضا هنا تعابير بفعل في صيغة المجهول، لكنه يحوي مح ذلك فعلا منجزا. امثلة اوستن هي: انك بموجب هذا مخول بدفع....، يحذر الركاب من العبور الاعن طريق الجسر فقط، اعطي هنا اشعار بأن المتجاوزين سيحالون الى المحكمة.
من الجهة الاخرى، هناك تفوهات مثل: في الحقل ثور، قد تكون تحذيرا او تفاخرا، او مجرد اعطاء معلومات. ان هذا النوع من التفوهات بالذات هو الذي يهم الفلاسفة كثيرا. الا ان هذا الذع يختلف عن الانواع الاخرى ويثير مشاكل لا تثيرها تلك الانواع. ليس في هذا تضمين صريح لنوح الحدث الكلامي الموجود فيها. ويعني هذا، ان من الصعب كثيرا هن الناحية العملية ان نحدد ما اذا يتوجب تحديد تفوه معين باعتباره نوعا من الحدث الكلامي. فقد لا تكون حتى عند المتكلم نفسه فكرة واضحة عن قصده الخاص، فقد يقول: في الحقل ثور،لأنه خائف قليلا على رفاقه. ولكن هل يكفي هذا لتكون الجملة تحذيرا؟ ان قصد الناس واغراضهم غالبا ما تكون بعيدة عن الوضوح حتى لأنفسهم _ مع ذلك يبدوان مفهوم الحدث الكلامي يتطلب على الاقل اننا نعرف الاستعمال الذي يوضع له تفوه ما.
وبين هاتين النقطتين المتطرفتين، هناك وسائل لغوية مثل الافعال المزاجية my / can shall. التي تستعمل للوعد وللسماح must . للوجوب. ويذكر اوستن:
L shall come tomorrow
(انا سأحضر غدا (حرف السين بدل الفعل المزاجي shall )) مثالا للمنجزة المبطنة. وهذه الحالة متبعة نوعا ما. يمكن ان نقول انه بما ان: يمكنك ان نأخذه غدا، و: يمكنك ان تذهب الآن، هما بوضوح وبدون غموض وعد
ص189
وسماح على التوالي: الفعل «يمكن» هنا فعل منجز. ولكن قد يقال ايضا ان: يمكنك ان تذهب الآن، هي شبيهة بجملة: في الحقل ثور، في انها تبين ان بمقدورك ان تذهب، الا ان هذا التفسير قد يفهم على انه مشتق من السماح الذي يعطيه المتكلم. المسألة هي المدى الذي اصبحت فيه هذه الافعال واسمات تقليدية للوعد والماح. وهناك مشكلة اكثر تعقيدا في: هل بإمكانك ان تمرر الملح ؟ .
وتختلف عن ذلك بعض التعابير المألوفة التي تعتبر منجزة بمعنى انها اساسا جزء من عملية. الامثلة هي الصيحات في بعض العاب الورق: ثلاثة نواد، لا توجد عروض، الخ، او الصيحة في لعبة الكريكت: ولا كرة. ان التفوه بصيحة. لعبة الورق يلزم المتكلم بهذا التعهد. اما في الكريكت فان قول الحكم: ولا كرة، فإن التسلم بموجبه يكون: ولا كرة، بمعنى ان ضارب الكرة لا يمكنه الآن ان يبكون خارجا بضربه او ابعاده او مسكه.
المنجزات لا يمكن ان تكون صحيحة او خطأ، لكنها يمكن ان تسير خطأ،: او تكون غير مفرحة او في غير محلها. فالقول: انا اسمي هذه الباخرة الملكة اليزابيث، لا يسمي الباخرة ان لم. تكن للمتكلم صلاحية بذلك. والمراهنة ليست مجرد القول: انا اراهن.... ولن تؤخذ هذه الكلمات رهانا بعد السباق. ويقترح سيرل ( ١٩٦٩ ) ان بالإمكان تمييز احداث الكلام بموجب: (ظروف اللباقة) وان هناك ثلاثة انواع للظرف الذي يواجهه الحدث الكلامي. اولا، هناك ظروف التهيؤ. فللوعد تكون الظروف (عموما) في ان الامع يحب العمل المؤدى وان المتكلم يعرف هذا، الا ان من غير الواضح لكليهما ان. المتكلم سينجز العمل في المجرى الاعتيادي للأمور. فللطلب، تستوجب ٠ : الظروف ان بإمكان السامع ان ينجز العمل وان المتكلم يعرف هذا، وان من غير الواضح، ثانية، لكليهما ان السامع سينجز العمل في المجرى المألوف للأمور. اما بالنسبة للتأكيد، فالظروف هي ان لدى المتكلم دليلا على صحة ما
ص190
يقوله وان من غير الواضح لكليهما ان السامع يعرف الحقائق.
ثانيا، هناك ظروف الاخلاص: فللوعد، يفترض بالمتكلم ان ينوي العمل، وللطلب، يريد المتكلم من السامع ان يعمل الشيء وللتأكيد، يؤمن المتكلم بما يقول. ثالثا، الظروف الاساسية هي ان المتكلم يقرران تفوهاته ستؤخذ وعدا، الخ، وان السامع سيخبر بهذا القرار (بغض النظر عن كونه مخلصا اولا - فالوعد وعد حتى ان لم يكن له تصميم على التنفيذ، غيران
التفوه لن يكون وعدا ان لم اكن اقصده هكذا).
وستكون حرة كبرى الى الامام اذا استطعنا بلا غموض ان نجرد احداث الكلام ونحددها بهذه الطريقة. ومن الناحية العملية، ومن المستحيل ان نقرر كم حدثا كلاميا نحتاج. احد الاحتمالات هوان نقررها بموجب مجموعة محدودة لظروف اللباقة الممكنة، ولكن، في الواقع، يبدو اكثر احتمالا اننا لا نستطيع ان نحدد ظروف اللباقة الا بعد ان نقرر ما هي احداث الكلام. البديل هو اننا قد نقررها بموجب الافعال التي ترد في الحوار. بهذا نعتبر التحذيرات والوعود احداث كلام لان فيها الفعلين يحذر ويعد. ويقترح اوستن ان عدد الافعال المنجزة هو في تسلسل اربعة اشكال (القوة الثالثة من اصل عشرة، حسب قوله). غيرانه ليس هناك سبب واضح للاعتقاد بأن كل حدث كلامي يحدده اللساني يجب ان يكون له فعل موافق في اللغة. احتمال آخر هو اننا نستطيع ان نقرر احداث الكلام من الافعال المستعملة للتعبير عنها – هو قال بأنه... هو وعد انه... غير ان توجد هنا مشكلة مشابهة ايضا. والواقع فان الرجل الاعتيادي لا يستطيع فقط ان يعبر كأحداث كلامية عن تلك المقولات التي يكون له فيها فعل ملائم، لكنه لا يبدوانه يتبع من هذا ان اللساني او الفلسفي سيضع ضمن احداث الكلام فقط تلك المقولات التي تسمح اللغة للرجل الاعتيادي بالتعبير عنها. يجب بالتأكيد ان نشكك فيما اذا كان وجود قائمة افعال في قاموس ما يهيء قائمة بالأنواع الممكنة من احداث الكلام.
ص191
اضافة الى هذا، فقد تكون احداث الكلام مستقلة عن اللغة الفعلية، الى درجة ما على الاقل. هل سنحدد احداث كلام مختلفة لكل من الفرنسية والانكليزية ان كانت قائمتا احداث الكلام مختلفتين فيهما ؟
ولن يكون اقل صعوبة ان نقرر بدون غموض ما هو الحدث الكلامي المنجز في كل تفوه. الصعوبة الرئيسة هنا هي انه ليست هناك علاقة مباشرة بين حدث: الكلام وشكل الكلمات المستعملة. اننا لا نستطيع ان نطابق احداث الكلام بأنواع الجمل. كما اننا لا نستطيع ان نطابق احداث، الكلام حتى بالجمل الحاوية على افعال منجزة. فالجملة التي تبدأ يـ: انا أعد، قد تكون تحذيرا، في حين اننا نستطيع ان نصدر حكما تجريبيا في: انا اراهن (انا اراهن انه لن يأتي ).
ص192
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة لجامعة الفرات الأوسط التقنية للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|