أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2018
927
التاريخ: 26-4-2018
680
التاريخ: 25-4-2018
3539
التاريخ:
677
|
كنا نناقش في الفقرة الاخيرة ما هو في الاساس سألة فلسفية ليست لها صلة مباشرة بالطريقة التي نستعمل فيها اللغة للتعبير عن المعنى (الا عندما تثار مشكلة حل الابهام). غيران البعض اقترح الدلالة الاشتراطية الصحة وسيلة لمعالجة بعض المسائل اللغوية التي نواجهها.
ربما نتذكر ان تفسيرا اشتراطي الصحة للقبئفتراضيات قد تم اقتراحه وقد يكون بالإمكان ان نتعامل مع الاقحامات بالطريقة نفسها.
ويذكر اللسانيان سمث وولسن (١٩٧٩) الحالة التي نعرف فيها انه اما بربارا كارتلاند او باتريك وايت ستربح جائزة الادب، حيث ان جملة: لن تربحها بارتيك وايت، ستنقل المعلومات بأن بربارا كارتلاند هي التي ستربحها. من الواضح الأن، اذا فكرنا بالمعلومات المشتركة في فرضية مثل: اما بربارا كارتلاند او باتريك وايت ستربح الجائزة، وفي تفوه مثل باتريك وايت لن تربح الجائزة، فسيكون بوسعنا استخلاص الاستنتاج المنطقي: بربارا ستربح الجائزة. ان الاقحامات لن تكون جميعها بمثل هذه البساطة. فمثلا، قد يكون الجواب على السؤال: اين صندوق شوكولا تي؟ هو: كنت اشعر بالجوع، حيث نستبدل منه انها ذهبت جميعا. وهذا ما يتضمن المعلومات المشتركة بشأن ما يعمله الناس عندما يشعرون بالجوع ولماذا لا يجاب على الاسئلة بشكل مباشر، الخ. ومن الناحية المبدئية فان كلا من معنى الجواب وكل المعلومات المشتركة يمكن تقريرها بلغة الفرضيات. وان كان ذلك كذلك، يمكن استخلاص الاستنتاج بشكل منطقي. ويبدو هذا تفسيرا معقولا للاقتراح
ص232
القائل اننا نحتاج فقط الى قاعدة العلاقة لتفسير الاقحامات كمت ان الاهمية يمكن تعريفها بموجب:. تلاحظ ب، مهمة بالنسبة الى ملاحظة اخرى ج، اذا كانت ب، ج، سوية مع المعلومات الارضية، تبرز معلومات جديدة غير مشتقة اما من ب، أومن ج، سوية مع المعلومات الارضية فقط. فالملاحظات والمعلومات الارضية والمعلومات الجديدة يمكن نظريا معاملتها جميعا، فرضيات او مجاميع فرضيات.
هناك، على كل حال، مصاعب في مثل هذا التحليل، تتعلق بحالة المعلومات الارضية، اذ ليس مؤكدا ابدا ان بالإمكان تقرير هذا بموجب الفرضيات، وان لم يمكن ذلك، فمن الصعب ان نرى كيف يمكن استنباط المعلومات الجديدة. فقولنا اني اعرف انها تمطر، ليس مطابقا لقولنا ان الفرضية: انها تمطر. جزء من معرفتي، لان كلبي قد يعرف انها تمطر، الا ان من غير المعقول أن نقول انه يتفهم الفرضيات. ثانيا، هذه المعرف شخصية وليست يسرة للملاحظة المباشرة. هناك اذن خطر رهيب من ان الباحث لم يكن المتكلم نفسه، فقد يقع تفكيره في حلقة مفرغة. فعلى الرغم من انه قد يرغب بالتنبؤ بالاستنتاج (الاقحام) بوساطة الفرضيات ذات الصلة فانه سيكون غالبا غير قادر على تحديد ماهية الفرضيات في المعرفية الارضية، الا عن طريق الاقحامات المستنتجة.
لنأخذ مثالا ثانيا. لقد اقترح البعض إن: جون يملك يختا، قد تقحم ´ان جون غني. غير انه لو قال هذه الجملة، كما يشير غيرهم، رجل ثري يملك عابرة محيطات، فإنها قد تقحم ان جون فقير نسبيا. لذلك فبالإمكان تكملة الجملة اما بالقول: لذلك يمكننا ان نطلب منه ان يتبرع، او بالقول: لذلك لا يمكننا ان نطلب منه ان يتبرع. ستحتوي المعلومات الأرضية في الحالة الاولى، على الفرضية: جميع مالكي اليخوت اغنياء. وفي الحالة الثانية الفرضية: جميع مالكي اليخوت فقراء. الا انه من غير الممكن ان نحدد ماهية
ص233
هذه الفرضيات بدون الاشارة الى الاستنتاج. وبهذا سيدور تفسير الاستنتاج بموجب الغرضية في حلقة مفرغة.
وقد يكون الاقتراح الاكثر اهمية من الناحية اللغوية هو الاقتراح الداعي الى معالجة العلاقات بين كلمات: مثل: اعزب، غير متزوج، ذكر، بشري، بالغ، بموجب اشتراط الصحة، لان ظروف الصحة لـ: جون اعزب، مشمولة في ظروف الجمل: جون غير متزوج، جون ذكر، جون بشري، و: جون بالغ. وبوسعنا ان نقول ان جملة: جون اعزب تتضمن هذه الجمل الاربع. وقد قال كارناب (١٩٥6) وآخرون ان الجملتين: لا رجل غير متزوج، متزوج، و: لا رجل اعزب، متزوج، متشابهتان في ان صحتيهما لا تعتمدان على حقائق في العالم. انها مقولات تحليلية، مقارنة بالمقولات التركيبية، التي تعتمد صحتها على هذه الحقائق. غير ان الجمل من النوع الاول فقط تتضمن الصحة المنطقية. ويستمر كارناب ليقترح اننا، لمعالجة جمل مثل الجملة الثانية، نحتاج الى مسلمات للمعنى مثل: A س (ع " س "← "س " ). اي: لجميع الحالات: س اعزب تتضمن ان س غير متزوج. غير انه يتوجب ان يتضح من هذا اننا عندما نقول ان: جون اعزب، تتضمن: جون غير متزوج، فان الفعل " تتضمن " لا يستعمل بمعنى التضمين المادي، الذي يدخل ضمن الحقيقة المنطقية. فالتضمين المنطقي ببساطة يربط جملا بموجب قيم الحقيقة فيها. وتتضمن اية جملة حقيقية اية جملة حقيقية اخرى. فجملة: جون اعزب، قد تتضمن: جون جابي باص. ان ما هو موجود هنا يمكن فقط ان يكون تضمينا متشددا، مما يتضمن الحقيقة في كل العوالم الممكنة. لذلك فقولنا ان: جون اعزب، تتضمن: جون غير متزوج، يعني انه في كل العوالم الممكنة، اذا كانت الاولى صحيحة فان الثانية صحيحة.
علينا ان نلاحظ على كل حال، ان عددا من الفلاسفة قد قالوا (بارهلل ١٩٧٠ ) ان المقولات التحليلية من هذا النوع (مع قصر لفظة تحليلية على تلك
ص224
الجمل التي لا تتضمن صحة منطقية) يجب اعتبارها مسائل لا في علم الدلالة بل في النفعية، لأنها تعتمد على الاعراف التي يتقبلها الناطقون باللغة. ان ما موجود هنا هو التضمين الفعلي وليس الدلالي.
الصعوبة الكبرى للآية معالجة اشتراطية الصحة هي مشكلة العلاقة ين المقولات التحليلية والتركيبية، اذ يبدوان بإمكاننا التمييز بين ما هو صحيح بالضرورة وما هو صحيح اشتراطيا (تتوقف صحته على الحقائق في العالم). فبالإمكان ان نقارن:
جميع العزاب غير متزوجين
جميع العزاب سعداء.
في الجملة الاولى صحة تحليلية لأنها لا تعتمد على معرفتنا للعالم، غيران صحة الثانية (او خطأها) تركيبية ويمكن اثباتها بالمشاهدة فقط. ان اهمية العوالم الممكنة واضحة. فالصحة التحليلية صحيحة في كل العوالم. فلن يكون الاعزب في اي عالم ممكن، متزوجا. اما الصحة التركيبية فهي صحيحة فقط في هذا العالم وعوالم أخر معينة فحتى ان كان صحيحا ان العزاب سعداء، فان هذا غير صحيح بالتأكيد لكل العوالم المحتملة.
ولسوء الحظ فان اللغة منتظمة بالدرجة التي يوحي بها هذا القول. فالعلاقة
بين الكلمات ليست معروفة جيدا دائما، كما هو الحال بين اعزب وغير متزوج.
خذ مثلا:
جميع البخلاء مقبوضو اليد
جميع البخلاء اغنياء
جميع البخلاء تعساء
اي من هذه المقولات تحليلية واي تركيبية؟ للإجابة يجب ان نعرف ما اذا كان تعريف بخيل يشمل كونه مقبوض اليد او غنيا او تعيسا. اننا نشعر عموما
ص235
بالتيقن بالنسبة للعبارة الاولى ولكن اقل تيقنا بالنبة للعبارتين الاخريين. خذ ايضا:
لجميع الطيور ساقان
لجميع الطيور ريش
جميع الطيور تطير
جميع الطيور تغني
المقولتان الاخيرتان هما بالتأكيد تقريبا مخطوءتان تركيبيا الا ان في حالة المقولتين الاولى والثانية بعض الشك.
والمسألة ليست اقل وضوحا مع:
جميع اللواحم تأكل اللحم
جميع الثدييات تلد اطفالا.
قد نفكر ان هاتين الجملتين صحيحتان تحليليا، حيث ان جزءا من تعريف اللاحم انه يأكل اللحم، وان جزءا من تعريفه الثدييات انها تلد اطفالا. على كل حال، فان حيوان البندة العملاق الذي يصنفه علماء الحيوان لاحما، يعيش كليا تقريبا على براعم الخيزران، بينما يضع البلاتيوس الذي يصنف ثدييا، البيض. وفي ضوء ذلك، تكون الجمل الواردة اعلاه غير صحيحة تحليليا، وهي بالإضافة الى ذلك، مخطوءة تركيبيا. ومن الطبيعي اننا نستطيع اعادة تعريف اللواحم والثدييات لاستبعاد البندة و البلاتيوس، والحفاظ على الصحة التحليلية. لكن ما اذا كان قرارنا تحليليا او تركيبيا يعتمد على تعريفنا للواحم والثدييات. فالعالم مؤهل تماما لتعديل تعاريفه ليضمن وضوحها وحسن مبكها. فإن صادف نباتا جديدا او مخلوقا يبدو انه يناقض تعاريفه، فسيكون بوسعه تغييرها. فمثلا، ستكون خاصية أكل اللحم ضمن التعريف الاصلي للاحم، لكنها سقطت عندما عثر على البندة العملاقة، لان لهذا المخلوق خواصا اخرى للاحم لكنه لا يأكل اللحم. فبإسقاط اكثر الخواص
ص236
وضوحا سيتمكن العالم من الحفاظ على بقية نظامه التصنيفي.
سيقرر العالم عندئذ ان يضع تعاريفه بطريقة يعرف بها ما اذا كانت جملة ما صحيحة تحليليا او تركيبيا. غيران الناطقين الاعتياديين بلغة ما لا يستطيعون ان يفعلوا ذلك، لان تعريف كلمة ما ليس بمستطاع الفرد الاعتيادي. قد نجابه عند ذلك بمسائل من النوع: متى لا يكون الكرسي كرسيا؟ لأني غير متأكد مطلقا ما اذا كانت جملة: ( الكرسي طويل) شاذة ام لا (او ليس من صلب تعريف الكرسي ان يكون محجمه محدودا ؟ ) وعندها نلتفت الى مجاميع من الاسماء مثل: كرسي، اريكة، مقعد مصطبة، ديوان، الخ، سنجد انفسنا في فشاكل كثيرة من هذا النوع. وليس من الواضح ابدا ما اذا كان، الكرسي ذو الذراعين بدون ذراع تناقضا في التعبير. ومع الافعال تكون المشكلة اكثر صعوبة. فهل يستطيع شخص ما ان يهرول خمسة عشر ميلا في الساعة او يقف منفرج الساقين بمدى ثماني عشرة بوصة؟ الاجوبة غير أكيدة مطلقا. ومع ذلك سيعتمد القرار عما اذا كانت جملة ما شاذة ام لا على مثل هذه الأجوبة.
وعلى الصعيد العملي ليست هناك صعوبة. فإن مسألة التحليلية / التركيبية لا تمنعنا من الاتصال اللغوي اومن كتابة القواميس. لكن حقيقة ان هناك مثل هذه المشاكل ترينا كم ستكون متعبة معاملة المفردات بموجب اشتراط الصحة. وفي احسن الحالات، سيتعامل اشتراط الصحة مع جزء فقط من العلاقات القائمة بين العناصر المفردية، وحتى عندئذ، فإنه سوف يدعي لها دقة غير موجودة فعلا فيها. ولا يحول هذا طبعا دون تقرير العلاقات وتقديمها حيثما نستطيع، بصيفة مبسطة ومنسقة.
ص237
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|