مرة أخرى تؤكد المرجعية الرشيدة حضورها في الساحة الإسلامية، واهتمامها بشؤون الأمة وحملها لمشعل الهداية والوعي والصلاح، وكيف لا تكون كذلك وهي الامتداد الأصيل والحقيقي للخط الرسالي الذي نهجه أهل بيت الرحمة النبي الأكرم وآله الميامين "عليهم السلام" وأشاعوا من خلاله قيم الحق والكرامة والإخلاص. ولعل خير ما جسد هذه الحقيقة الساطعة تلك المواقف والمبادرات المباركة التي أذهلت العالم وجعلته يقف موقف إكبارٍ وإجلالٍ أمام حكمة وحنكة وشجاعة هذه القيادة الدينية الفذة وزعيمها المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الشريف وهو يقود مجتمعنا نحو بر الأمان. وسيراً على هذا النهج القويم انطلق مشروع التبليغ الحوزوي بمباركة ورعاية المرجعية الرشيدة ومشاركة ثلة من فضلاء الحوزة الشريفة وطلبة العلوم الدينية الذين مارسوا دورهم المبارك في توجيه وتوعية الجموع المليونية الزاحفة نحو مدينة الكاظمية المقدسة لأداء مراسم الزيارة في ذكرى استشهاد الإمام الكاظم "عليهم السلام"، وللوقوف على طبيعة هذا المشروع المبارك وأهدافه السامية التقينا بسماحة الشيخ حسين آل ياسين ممثل المرجعية الدينية العليا في مدينة الكاظمية المقدسة حيث تحدث قائلاً: بدءً أقدم شكري الجزيل لتعاونكم في المواسم الدينية الكبيرة كزيارة الأربعين، وذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر"عليهم السلام". يتوجه طلاب العلوم الدينية في الحوزة العلمية في النجف الاشرف لخدمة الناس سعياً منهم للتقرب إلى الله بالملايين الذين يحتاجون إلى توجيه أخلاقي، والإجابة عن مسألة شرعية في الفقه في العقائد، فضلاً عن حل بعض المشاكل, وكثير من المشاكل الاجتماعية تطرح على المبلغ، فإن استطاع حلها فبها ونعمة، وإن لم يستطع يحيلها إلى المعتمد في المنطقة ليحيلها بدوره إلى المرجع عبر وكلائه، هذا بالإضافة إلى توزيع الكتب لتعليم الفقه والعقائد والأخلاق، وهذه العملية تكون بشكل ميسر، ونحن من خلال هذا الجمع الكبير نهدف إلى تقوية العلاقة الدائمة الموروثة جيلاً بعد جيل بين هذا الشعب الكريم وبين مرجعيته وحوزته ونحن خدماً لهم. أما بالنسبة لعدد المبلغين فهو يختلف في زيارة الأربعين التي تكون أيامها وموسمها أكثر، والحركة فيها أطول بكثير من زيارة الإمام موسى بن جعفر "عليهم السلام" في ذكرى استشهاده, حيث وصل عدد المبلغين والمبلغات في الأربعين الماضي صفر 1438هـ إلى 2500 مبلغ ومبلغة, أما في هذه الأيام فقد بلغ عدد المبلغات (100 ) مبلغة في الصحن الكاظمي الشريف وحوالي 400 إلى 500 مبلغ في الكاظمية وبغداد وأطراف بغداد، وكما تعلمون أن هناك من يسير من خارج بغداد يحتاج إلى رعاية فالمناسبة أصغر من حيث الرقعة الجغرافية, في بغداد من خلال معتمدي المرجعية نغطي محاور الرئيسية وأطراف المتصلة بالمحافظات التي يأتي منها المؤمنون من جهة جسر ديالى كوت ودبوني, وهذا العام بحمد الله كانت هناك مسيرات راجلة من النجف من الناصرية نحو مدينة الكاظمية المقدسة, أما بالنسبة لدور العتبة الكاظمية المقدسة فهي مشكورة، وكذلك باقي العتبات المقدسة العتبة العلوية والعتبة الحسينية والعتبة العباسية والعتبة العسكرية, التي تقدم دعمها مادي المتمثل بالآليات والمطبوعات والخيم وباقي الخدمات الأخرى.