المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة نظر‌


  

16455       04:44 مساءاً       التاريخ: 10-1-2016              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-06-2015 9816
التاريخ: 29-1-2016 2822
التاريخ: 24-11-2015 32797
التاريخ: 14-12-2015 9709
التاريخ: 4-06-2015 3991
مقا- نظر : أصل صحيح يرجع فروعه الى معنى واحد ، وهو تأمّل الشي‌ء ومعاينته ، ثمّ يستعار ويتّسع فيه ، فيقال : نظرت الى الشي‌ء أنظر اليه ، إذا عاينته.
ويقولون : نظرته ، أي انتظرته ، وهو ذلك القياس ، كأنّه ينظر الى الوقت الّذي يأتي فيه. ومن باب المجاز والاتّساع قولهم : نظرت الأرض : أرت نباتها. ونظر الدهر الى بنى فلان فأهلكهم. وهذا نظير هذا ، أي إنّه إذا نظر اليه والى نظيره كانا سواء.
مصبا- نظرته أنظره نظرا ، ونظرت اليه أيضا : أبصرته. والفاعل ناظر ، والجمع نظّارة ، ومنه الناظور للحارس. والناظر السواد الأصغر من العين الّذي‌ يبصر به الإنسان شخصه. ونظرت في الأمر : تدبّرت. وأنظرت الدين : أخّرته ، والنظرة مثل كلمة : اسم منه ، فنظرة الى ميسرة ، أي فتأخير. ونظرته الدين ثلاثيّا ، لغة. ونظرت الشي‌ء وانتظرته بمعنى. وقال بعضهم : يتعدّى الى المبصرات بنفسه ، والى المعاني بفي. والنظارة بالفتح كلمة يستعملها العجم بمعنى التنزّه في الرياض. وناظره : جادله.
صحا- النظر : تأمّل الشي‌ء بالعين ، وكذلك النظران.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو رؤية في تعمّق وتحقيق في موضوع مادّىّ أو معنوي ، ببصر أو ببصيرة.
وسبق في رأي : أنّ النظر طلب الهدى والظهور ، كما في الفروق.
فالنظر في المادّي المحسوس ، كما في :
{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } [الصافات : 88 ، 89]. {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس : 24].
{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } [ق : 6]. {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية : 17] ويراد التوجّه بالبصر والتعمّق والتدبّر في هذه الأمور.
والنظر في المعنويّات ، كما في :
{يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ } [النبأ : 40] يراد آثار الأعمال والأخلاق المتقدّمة.
والنظر في الأمور الاخرويّة ، كما في :
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ } [المطففين : 22، 23]. {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] والنظر الى ما وراء عالم المادّة : لا بدّ أن يكون ببصيرة روحانيّة ، فانّ‌ الباصرة البدنيّة الظاهريّة تفنى بموت البدن وقواه.
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} [الأعراف : 143]. {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة : 22، 23] قلنا في رأي : إنّ الرؤية مطلق تعمّ الرؤية بالبصر أو بالبصيرة أو بالشهود.
والجبل : العظيم فطرة سواء كان من مصاديقه في الأرض من الجبال ، أو في الإنسان من العظمة والانّيّة. والنضارة : عبارة عن لمعان في الصورة يعلن عن حسن حال باطنيّ.
ولمّا كلّم اللّه موسى عليه السلام فازداد اشتياقه والتهاب قلبه وخرج عن حال الاختيار والتمالك لنفسه ، فسأل اللقاء الكامل بالرؤية التامّة. فأجيب بأنّه لا يستطيع أن يراه.
وفرق بين رؤيته وبين النظر اليه مع تعمّق : فانّ رؤيته تتعلّق بنفس وجوده تعالى. بخلاف النظر اليه فهو يتحصّل بالتوجّه الى جماله وجلاله ونوره وبهائه وتجلّياته ، وهذا ممكن إذا كان الإنسان فيه نضارة ونورانيّة وهو بالغ الى مقام الوجهيّة والمظهريّة من تجلّى صفاته تعالى ، كما في الآية الثانية.
وهذان الشرطان لا فرق فيهما بين أن يتحقّقا في الحياة الدنيويّة ، أو فيما وراء هذه الحياة ، وإن كان تحصّل الشرطين في الآخرة أسهل وأتمّ لانقطاع كامل عن التعلّقات فيها.
ولا يخفى أنّ المقصود والمسئول في الآية الاولى أيضا : هو النظر اليه ، إلّا أنّه طلب الإراءة وإيجاد الرؤية من جانب اللّه تعالى ، عالما بأنّه تعالى قادر مطلق يفعل ما يشاء بما يشاء كيف يشاء.
فأجاب تعالى بأنّ الامتناع من جانب العبد ، حيث إنّه محدود ضعيف لا يستطيع أن يراه ولا يمكن التحمّل في وجوده بأن يشاهده ، ولا امتناع من جانب اللّه عزّ وجلّ في الإراءة.
والجبل عبارة عن وجود موسى عليه السّلام ، فانّه عظيم وثابت في نفسه وهو يناجى ربّه ويسمع كلامه ويجيب ، إلّا أنّ رؤيّة نفس وجوده تعالى يتوقّف على قدرة واستعداد وسعة روحانيّة فوق هذه المراتب.
وأمّا الإنظار : فهو بمعنى جعل شخص ناظرا وذا نظر ، كما في :
{قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الأعراف : 14]. {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ } [الأعراف : 195]. {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ } [الدخان : 29]. {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ } [الحجر : 37] *- 38/ 80 ومن آثار هذا المعنى الإمهال والتأخير ، وليس بمعنى الترقّب ، بل فيه معنى النظر وهو أمر وجوديّ ، أي رؤية في تعمّق وتحقيق.
وأمّا الانتظار : فهو بمعنى اختيار النظر وانتخابه ، وأمّا مفهوم الترقّب : فهو من لوازم اختيار معنى النظر ، كما في :
{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ } [الأحزاب : 23]. {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [الأعراف : 71] ففي كلمة الانتظار يلاحظ النظر واختياره ، وإذا اختار الإنسان برنامج النظر وكان في ذلك الأمر عاملا : فهو مترقّب.
فالأصل محفوظ في جميع مشتقّات المادّة.
_______________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .


Untitled Document
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة السابعة عشرة
د. فاضل حسن شريف
مصطلحات رياضة المعوقين في القرآن الكريم (ح 5) (أبكم،...
حسن السعدي
الحالة الرابعة للمادة: حالة البلازمة
حامد محل العطافي
التربة والاستشعار عن بعد
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة السّادسة عشرة
الدكتورة مواهب الخطيب
أثر الحجاب على الأسرة والمجتمع
.مرتضى صادق
البيت موس واستخدامه في الزراعة العضوية Peat Moss
د . حميد ابولول جبجاب
دور المخابرات الامريكية والموقف الدولي من حرب الخليج...
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الخامسة عشرة
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الرابعة عشرة
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... فلسفة تحريم اللواط (19)
محمدعلي حسن
مراتب المعرفة
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الثالثة عشرة
حامد محل العطافي
الدعاء