المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة سخر‌


  

32797       05:26 مساءاً       التاريخ: 24-11-2015              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015 15061
التاريخ: 3-1-2023 1049
التاريخ: 17-12-2015 13692
التاريخ: 15-11-2015 2706
التاريخ: 15-11-2015 2269
مقا- سخر : أصل مطّرد مستقيم يدلّ على احتقار واستذلال. من ذلك قولنا سخّر اللّه عزّ وجلّ الشي‌ء ، وذلك إذا ذلّله لأمره وإرادته. ويقال رجل سخرة : يسخّر في العمل ، وسخرة أيضا إذا كان يسخر منه ، فان كان هو يفعل ذلك قلت : سخرة بفتح الخاء والراء. ويقال سفن سواخر مواخر : فالسواخر المطيعة الطيّبة الريح ، والمواخر الّتي تمخر الماء تشقّه. ومن الباب- سخرت منه ، إذا هزئت به ، ولا يزالون يقولون سخرت به ، وفي كتاب اللّه تعالى : { فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [هود : 38].
مصبا- سخرت منه وبه ، قال الأزهريّ : سخرا من باب تعب : هزئت به.
والسخريّ : اسم منه. والسخريّ لغة. والسخرة : ما سخرت من خادم أو دابّة بلا أجر ولا ثمن ، والسخريّ بمعناه. وسخّرته في العمل : استعملته مجّانا ، وسخّر اللّه الإبل : ذلّلها وسهّلها.
لسا- سخر منه وبه سخرا وسخرا ومسخرا وسخرا وسخرة وسخريّا وسخريّا وسخريّة : هزئ به. الفرّاء : يقال سخرت منه ولا يقال سخرت به. وسخّره تسخيرا : كلّفه عملا بلا اجرة ، وكذلك تسخّره ، وسخريّا وسخريّا وسخرة : كلّفه ما لا يريد وقهره.
الفروق 211- الفرق بين الاستهزاء والسخريّة : أنّ الإنسان يستهزأ به من غير أن يسبق منه فعل يستهزأ به من أجله. والسخر يدلّ على فعل يسبق من المسخور منه ، وذلك أنّك تقول استهزأت به فتعدّي الفعل منك بالباء ، والباء للإلصاق ، كأنّك ألصقت به استهزاءا من غير أن يدلّ على شي‌ء وقع الاستهزاء من أجله. وتقول سخرت منه ، فيقتضي ذلك من وقع السخر من أجله ، كما تقول تعجّبت منه ، فيدلّ ذلك على فعل وقع التعجّب من أجله. ويجوز أن يقال : أصل سخرت منه التسخير وهو تذليل الشي‌ء وجعلك ايّاه منقادا ، فكأنّك إذا سخرت منه جعلته كالمنقاد لك ودخلت من للتبعيض ، لأنّك لم تسخره كما تسخر الدابّة وغيرها ، وإنّما خدعته عن بعض عقله ، وبني الفعل منه على فعلت ، لأنّه بمعنى عنيت ، وهو أيضا كالمطاوعة.
والمصدر السخريّة كأنّها منسوبة الى السخرة مثل العبوديّة. وأمّا قوله تعالى : { لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا } [الزخرف : 32] - فانّما هو بعث الشي‌ء المسخّر ، ولو وضع موضع المصدر جاز.
و الهزء يجري مجرى العبث ، ولهذا جاز هزأت مثل عبثت ، فلا يقتضي معنى التسخير.
فالفرق بينهما بيّن.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الحكم والتقدير مع القهر تكوينا أو تشريعا ، يقال سخّر اللّه الشمس والقمر والسماء والأرض ، إذا جعلها تحت حكمه وقهرها بتقديره تكوينا. ومن لوازم هذا المعنى الإطاعة ، والاستذلال تحت الامر ، والارادة والتكليف بما يريده ، والاستعمال مجّانا وبلا اجرة.
وصيغة التفعيل تدلّ على المبالغة ويلاحظ فيها جهة تعلّق الفعل الى المفعول به ، أي يكون النظر فيها الى جهة الوقوع لا الصدور.
وأمّا صيغة المجرّد من المادّة : فهي تدلّ على مطلق الحكم قولا أو عملا بالقهر ظاهريّ أو معنويّ. فيقال : سخر يسخر سخرا وسخرا وسخريّا ، وسخر منه يسخر منه واستسخر فهو ساخر ومستسخر.
والاستعمال بكلمة- من : يدلّ على أنّ الحكم والقول في حال أو صفة أو خصوصيّة أو عمل من المتعلّق ، لا في مطلق مفهومه.
فظهر أنّ حقيقة المادّة غير مطلق القهر أو التكليف أو التذليل أو الهزء أو غيرها ، ولا بدّ من ملاحظة القيود.
{فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة : 79].
{وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ } [هود : 38].
{قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } [هود : 38] . {وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة : 212].
{فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الفاتحة : 10].
فيراد الحكم والقول والانتقاد ممّا يتعلّق بهم وفي نوع من حالاتهم وأعمالهم‌ خلاف ما كانوا عليه ، وبالقهر والتحميل.
وهذا المعنى أعمّ من الهزء والانتقاد والتعييب والتذليل والقهر والتكليف ، والمراد مطلق الحكم والقول فيهم بأيّ جهة وبايّ منظور ، بل لو كان بدون نظر ، كما أنّ بعض أفراد الناس من عادتهم القول والتكلّم لغوا.
{وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} [الصافات : 14].
أي يطلبون من أنفسهم أن يقولوا في تلك الآية ما يوافق تمايلهم ويضعّفوها.
فكأنّ من شأنه ومن أهم وظائفه أن يسخر ممّا يرى من آيات اللّه تعالى ، وهو يعترف في الآخرة بقوله : {وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر : 56].
{وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا } [الزخرف : 32].
أي منسوبا الى السخر ، بأن يكون موردا ومتعلّقا به ، فيحكم فيه ويستعمل ويتّخذه أجيرا وعاملا على تقدير ومقاولة. ولا يبعد أن يكون السخريّ منسوبا الى السخرة على فعلة بمعنى ما يسخر به ، ويحذف التاء في النسبة.
{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي} [المؤمنون : 110].
{أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} [ص : 63].
والكلمة منسوبة الى السخرة على فعلة وهو يدلّ على نوع من السخر ، وذلك في مورد التحقير والاستهزاء.
فظهر أنّ الكلمتين ليستا من صيغ المصادر ، بل من الصيغ المنسوبة.
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ...  } [الرعد : 2] ، {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ... } [إبراهيم : 32] ، { وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ... } [إبراهيم : 32] ، {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ...} [إبراهيم : 33] ، {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ...} [النحل : 14] ، {أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ...} [الحج : 65] ، { أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ...} [لقمان : 20] ، {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ...} [الأنبياء : 79] ، { إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ...} [ص : 18] ، {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} [ص : 36].
يراد الحكم والتقدير في شي‌ء مع قهر تكوينا.
ومن آثار هذا المعنى : الطاعة والمحكوميّة الصرفة تحت الإرادة والأمر.
ولا يخفى أنّ هذا التسخير والتسخّر : من آيات النظم في الخلقة ، ومن دلائل‌ كمال القدرة والعلم والحكمة في العالم.
{وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل : 12].
وأيضا إنّ هذا التسخّر في مجموعة العالم الكبير ، من الأرض والجبال والريح وما في الأرض والسماء والنجوم والشمس والقمر : من آيات توحيد إرادة اللّه ، وتوحيد سلطانه ونفوذه ، وتوحيد حكمه وتقديره : {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ} [فاطر : 13].
________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ ‏هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .


لطفاً انتظر ... جاري التحميل