المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة هدى‌


  

10868       02:31 صباحاً       التاريخ: 2-1-2016              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2015 4881
التاريخ: 2024-06-05 559
التاريخ: 10-1-2016 8180
التاريخ: 21-1-2016 14824
التاريخ: 1-2-2016 2554
مصبا- هديته الطريق أهديه هداية , هذه لغة الحجاز. ولغة غيرهم يتعدّى بالحرف فيقال هديته الى الطريق وللطريق , وهداه اللّٰه الى الايمان هدى , والهدى البيان. وهديت العروس الى بعلها هداء فهي هدىّ وهديّة , ويبنى للمفعول فيقال هديت فهي مهديّة , وأهديتها لغة قيس عيلان , فهي مهداة. والهدى : ما يهدى الى الحرم من النعم يثقّل ويخفّف , الواحدة هدية بالتثقيل والتخفيف. وأهديت للرجل كذا : بعثت به اليه إكراما فهو هديّة بالتثقيل لا غير. وتهادى القوم أهدى بعضهم الى بعض. والهدى : السيرة , يقال ما أحسن هديه وعرف هدى أمره , أي جهته.
مقا - هدى : أصلان : أحدهما التقدّم للإرشاد. والآخر بعثة لطف.
فالأوّل - قولهم هديته الطريق , أي تقدّمته لا رشده. وكلّ متقدّم لذلك هاد. و‌ ينشعب هذا , فيقال الهدى خلاف الضلالة. تقول : هديته هدى. والهادية :
العصا , لأنّها تتقدّم ممسكها كأنّها ترشده. ومن الباب : نظر فلان هدى أمره , أي جهته , وما أحسن هديته , أي هديه. والأصل الآخر- الهديّة : ما أهديت من لطف الى ذى مودّة , يقال أهديت اهدى إهداء. والمهدى : الطبق تهدى عليه. ومن الباب : الهدىّ : العروس. والهدى والهدىّ : ما اهدى من النعم.
الاشتقاق 172- هدى يهدى فهو هاد , وقد سمّيت العنق الهادي لتقدّمها الجسد.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو بيان طريق الرشد والتمكّن من الوصول الى الشي‌ء , أي دلالة اليه.
فالهداية يقابله الضلالة. والرشاد يقابله الغىّ وهو الدلالة الى الشرّ والفساد , كما أنّ الرشاد هو الاهتداء الى الخير والصلاح.
والهداية يكون في مادّىّ , أو معنوي , وفي خير , أو شرّ.
فالهداية المادّيّة : كما في- {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [النحل : 15] أي في معايشهم الدنيويّة وأسفارهم , ثمّ يقول- {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل : 16].
ويمكن أن يراد مطلق الاهتداء , فانّ الاهتداء في السبل بتلك الآيات والعلامات الظاهريّة يرشد الى توجّه واهتداء معنويّ.
والاهتداء المعنويّ : كما في-. {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء : 73]. {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة : 120]
والهداية الى الشرّ : كما في- {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج : 4] ولا يخفى أنَّ اللّٰه تعالى وأنبياءه وأولياءه لا يمكن في حقّهم الإضلال والدلالة الى الشرّ والفساد :
{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة : 185]. {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر : 31]. {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ } [البقرة : 221]. {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ } [آل عمران : 104] وأمّا نسبة الإضلال والشرّ الى اللّٰه عزّ وجلّ : فانّما هي كنسبة العذاب والنار اليه في القيامة , وكنسبة القصاص والمجازات اليه في الدنيا , فانّ مجازات أهل الشرّ والخلاف , وأخذ أهل العدوان والطغيان : إنّما هو عين العدالة والحقّ , والتساهل فيه عون على الظلم والفساد , وتضييع لحقوق المظلومين.
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة : 258]. {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [البقرة : 264]. {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]. {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28] فانّ الظالم والكافر والفاسق والمسرف الكذّاب , ما داموا مباشرين بأعمالهم ولم يتوبوا عنها : فلا اقتضاء فيهم بقبول الهداية , ولا ينتج هدايتهم في هذه الحالة إلّا عونا لهم على الحقّ.
{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأعراف : 30]. {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} [النحل : 36] فإذا ثبت الانحراف عن الحقّ والصراط المستقيم وحقّ الضلال في‌ فرد : فلا يوجد فيه اقتضاء الهداية , ولو كان في قبال هداية اللّٰه أو هداية رسوله المبعوث الداعي الى الحقّ.
ثمّ انّ الهداية إمّا من اللّٰه عزّ وجلّ , أو من رسوله ومن كتابه :
فالهداية من اللّٰه : هو الإيصال الى المطلوب وتحقّق الواقعيّة , فانّ إرادته لا تنفكّ عن المراد , ولا يمنعه مانع ولا يردّه رادّ - فيقول تعالى :
{ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [البقرة : 213]. {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } [النور: 35]. {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} [الإسراء : 97]. {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى : 52] وأمّا الهداية من رسوله ومن أوليائه ومن كتابه : فهو بمعنى الدلالة الى المراد وبيان الطريق الى المطلوب , سواء حصل المطلوب ام لا , فانّ إرادتهم في نفسها غير نافذة ولا تؤثّر إلّا إذا أراد اللّٰه عزّ وجلّ.
يقول اللّٰه تعالى - {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [القصص : 56]. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة : 33]. {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة : 272]. {وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف : 57]. {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ } [لقمان : 2، 3] فظهر أنّ الهداية بمعنى الدلالة وبيان طريق الرشد في جميع الموارد , إلّا أنّ ضميمة ارادة اللّٰه عزّ وجلّ في أي مورد يوجب قاطعيّة وإيصالا إلى المطلوب وتحقيقه ثمّ إنّ الهداية من اللّٰه تعالى إمّا تشريعي أو تكويني :
فالتشريعي كما في - {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا} [الأنعام : 161] والتكويني كما في - {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه : 50] وعلى أي حال : فالهداية من اللّٰه تعالى فيه قاطعيّة بالنسبة الى ما يراد ويطلب , فالهداية في-. {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [الإنسان : 3]. {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت : 17] يتعلّق بالسبيل وهو المراد , وبالمرتبة الأوّليّة من هداية ثمود.
ومن هذه المطالب المذكورة يعلم معنى الآيات الكريمة-. ولٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشٰاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ- 16/ 93. {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [فاطر: 8] { أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [النساء : 88]. {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ } [الأعراف : 155] فانّ الهداية أصل أوّلىّ باقتضاء الرحمة الحقّة والرحمانيّة الذاتيّة , وأمّا الإضلال فهو أمر عرضي يتصوّر في صورة ثبوت الضلال في الطرف , وفي مورد التعدي والكفر والظلم والفسق.
وأمّا الهدى والهديّة : فباعتبار الدلالة فيها والسوق الى مطلوب , فكأنّها تهتدى الى محلّ مقصود.
{وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ } [البقرة : 196].
________________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.


Untitled Document
نجم الحجامي
الاعلام الاموي اليهودي في محاربه الامام علي (ع) ...(1)
حامد محل العطافي
ما القصود برياض الجنة في حديث رسول الله (ص) ؟
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الثانية والعشرون
أحمد الخرسان
في طريق المقبرة
منتظر جعفر الموسوي
السياسة المالية ودورها في التنمية الاقتصادية لدول...
حامد محل العطافي
الفواكه المجففه اكثرفائدة للصحة :
حامد محل العطافي
كيف نمرض
الشيخ أحمد الساعدي
الإصلاح الشخصي لبناء شخصية مهدوية
حامد محل العطافي
العهود الاجنبية في العراق القديم
علي الحسناوي
أثر كتب الشكر على العقوبة الانضباطية قبل تنفيذها
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الإحدى والعشرون
حامد محل العطافي
مفهوم الوطن وما يترتب عليه
حامد محل العطافي
اللغة العربية وعلومها
مجاهد منعثر الخفاجي
نتن ياهو وفشل الاستراتيجية