معاني الحروف 123- وهي من الحروف الهوامل وقد ذكر أنّها مركبة من لو ، ولا. ولها موضعان : أحدها أن تكون تحضيضا- لولا أكرمت زيدا- أي هلّا. والثاني- أن تكون لامتناع الشي‌ء لوجود غيره- لولا زيد لأكرمتك- فزيد يرتفع بالابتداء ، والخبر محذوف ، أي لولا زيد بالحضرة أو عندك وما أشبه ذلك ، هذا مذهب سيبويه ، وقولك لأكرمتك جواب لولا وليس من زيد في شي‌ء.
كليّات 288- لولا : لو في الأصل لامتناع الشي‌ء لامتناع غيره ، وإذا دخل على لا أفاد إثباتا ، وهو امتناع الشي‌ء لوجود غيره.
مغنى اللبيب - لولا- على أربعة أوجه : أحدها- أن تدخل على جملة اسميّة ففعليّة ، لربط امتناع الثانية بوجود الاولى نحو لولا زيد لأكرمتك. والثاني - أن يكون للتحضيض والعرض ، فتختصّ بالمضارع أو ما في تأويله. والتحضيض طلب بحثّ وإزعاج ، والعرض طلب بلين وتأدّب. والثالث - أن تكون للتوبيخ والتنديم فتختصّ بالماضي ، نحو {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [النور: 13]. و‌ الرابع- الاستفهام ، نحو {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [المنافقون : 10].
والتحقيق‌
أنّ الكلمة مركبة من حرفي لو ولا ، وقد مرّ آنفا معنى لو ، وأمّا لا : فهو للنفي ، فحرف لو داخل على النفي ، ويدلّ على امتناع المنفىّ ، فيكون مثبتا.
وأمّا مفاهيم التحضيض والعرض والتوبيخ والتنديم والاستفهام : فانّما تستفاد من القرائن ولحن الكلام ، وباقتضاء المعنى المقصود فيه تختلف خصوصيّات الكلام والكلمات ، فانّ الألفاظ والجملات مظاهر للمعاني ، وتختلف باختلافها.