برعاية العتبة العلوية المقدسة أقيم حفل تخرج لــ 150 برعمًا من المشاركين في دورات التراث الحسيني، وذلك بعد مسيرة تعليمية استمرت تسعة أشهر، إذ أُقيم الحفل وسط حضور واسع من الأهالي والمهتمّين بالشأن التراثي.
الحفاظ على التراث
وفي هذا السياق، أكّد الخادم جعفر البديري، معاون رئيس قسم الإعلام في العتبة العلوية المقدسة، في تصريح للمركز الخبري:" أن العتبة تولي اهتمامًا كبيرًا برعاية المواهب الشابة والناشئة، إذ تسعى بشكل مستمر إلى تعزيز ارتباطهم بالتراث الحسيني، باعتباره جزءًا أساسيًّا من الهوية الدينية والثقافية لمدينة النجف الأشرف، مضيفًا:" أن العتبة المقدسة تعمل على الحفاظ على التراث الحسيني وصقله وفق معايير دقيقة في مجال الإنشاد والردة الحسينية، لضمان استمراريّته بأسلوب يتناسب مع القيم الروحية والتاريخية لهذا الإرث العريق.

التراث النجفي .. هوية ومدرسة متكاملة
وأشار البديري إلى أن التراث النجفي هو مدرسة متكاملة لها هويتها وأصولها التي يجب أن تُنقل إلى الأجيال القادمة، لافتًا إلى أن دعم العتبة المقدسة لهذه الدورات لم يقتصر على توفير المكان والتسهيلات اللازمة، وإنما امتد ليشمل توثيق الفعاليات إعلاميًّا وطباعة الشهادات وإقامة مجالس العزاء في الصحن العلوي الشريف، مؤكّدًا أن العتبة المقدسة تسعى إلى احتضان المواهب الواعدة وتعزيز حضورها في مختلف المحافل التراثية والدينية، إيمانًا منها بدورها المحوري في نشر الثقافة الحسينية وحمايتها.

إقبال واسع ومهارات متطورة
إلى ذلك ، أوضح صادق عدنان الخفاجي، مدير مدرسة النجف الأشرف للتراث الحسيني قائلًا :" أن هذه الدورات شهدت إقبالًا واسعًا، إذ تراوح عدد المسجّلين في كل دورة بين 60 و90 متدرّبًا، مُشيرًا إلى أن الدورات توزّعت على ثلاثة مستويات شملت دورة للمبتدئين من سن الخامسة إلى العاشرة ودورة للمتقدّمين من نفس الفئة العمرية، إضافة إلى دورة مخصّصة للشباب حملت اسم "دورة سيد كاظم القابجي"، مضيفًا :" أن الدورات أقيمت بواقع يوم واحد في الأسبوع وشهدت تفاعلاً كبيرًا من المشاركين الذين تمكّنوا من تطوير مهاراتهم في مجال التراث الحسيني، إذ أُتيحت لهم الفرصة للمشاركة في مجالس العزاء في الصحن العلوي الشريف وكربلاء المقدسة، وحقّقوا مراكز متقدّمة في المسابقات الخاصّة بالإنشاد الحسيني.

استمرار الدعم والتعاون المشترك
وفي سياق متصل، أشاد الخفاجي بالدعم الكبير الذي قدّمته العتبة العلوية المقدسة لإنجاح هذه الدورات، مشيرًا إلى أن هذا التعاون، الذي يُعدُّ الأول من نوعه، سيستمر في السنوات القادمة بهدف الحفاظ على التراث الحسيني ليكون امتدادًا للأجيال الصاعدة بأساليب تعليمية حديثة، مؤكّدًا أن النجف الأشرف كانت وما تزال رائدة في احتضان هذا الإرث العريق وصناعة أجيال قادرة على حمل رسالته ونقلها بأمانة.

فقرات متنوّعة وتكريم المتخرجين
وقد تخلّلت الحفل الختامي فقرات متنوّعة، من بينها تلاوة آيات من القرآن الكريم وكلمات لرؤساء المؤسسات المشاركة، إضافة إلى تكريم المتخرّجين بشهادات تقديرية.