خدمةُ الزائرين عملٌ جليلٌ نابعٌ من قلب مؤمن تزداد عظمته في الأماكن المقدسة، ولاسيّما مرقد أبي عبدالله الحسين وأخيه حامل لوائه أبي الفضل(عليهما السلام)، حيث يقدّمه العاملون بهذه المراقد المشرّفة بإخلاص ووفاء مبدعين غير مبالين بنوعه مسخّرين كل الإمكانيات والطاقات لينالوا شرف الانتماء لهذا المكان الطاهر.
والعتبة العباسية المقدسة إحدى الأماكن الطاهرة التي شهدت تطوراً ميدانياً كبيراً، وأصبحت تحتوي العديد من الأقسام والاختصاصات ولكل مفصل خدمة معينة لا تقلّ إحداها عن الأخرى ولا تتميز بشيء لأن الخدمة على اختلاف أنواعها تُقدّم لصاحب هذا المرقد المقدس.
وشعبة المرآب التابعة لقسم الآليات في العتبة العباسية المقدسة -كبقية الشعب- تؤدّي عملها على أتمّ وجه، ولكنّ منتسبيها مغيّبون بعض الشيء ويعملون خلف الكواليس؛ بسبب طبيعة عملهم ولكون محلّ عملهم بعيداً عن العتبة المقدسة (حيث يقع مرآب العجلات في حي الإمام الحسين(عليه السلام).
ولذلك أرادت شبكة الكفيل أن تسلّط الضوء على مرآب العجلات التابع لقسم الآليات لمعرفة طبيعة عمل منتسبي هذه الشعبة وممّا تتكون، فالتقت بمسؤول القسم الأستاذ فاضل عباس محمد علي الكيشوان والذي تحدّث لنا قائلاً: "شعبة المرآب تضمّ عدداً من الوحدات العاملة، ولكلّ وحدة عمل خاص مناط بها وفقاً لتقسيم إداري ومهني، وهي كالآتي:
وحدة الصيانة: تقوم هذه الوحدة بالعديد من الأعمال والتخصصات، منها كهربائيات العجلة التي تعمل بالديزل أو البنزين وتبريدها، وورشة للحدادة ودوشمة العجلات التي تحتاج لدوشمة المقاعد وتغليف أرضيتها بالنايلون؛ حيث نقوم بتجهيز هذه الورشة بالقماش أو النايلون اللازم، وعند حاجة عجلة معينة لذلك العمل يقوم منتسبو هذه الورشة بتفصيل القماش على مقاعد العجلة وخياطتها لغرض إتمام العمل على أكمل وجه.
وحدة غسل وإدامة العجلات: تعمل هذه الوحدة على غسل العجلات الكبيرة والصغيرة وأجزائها وتنظيف دواخلها، وكذلك إدامة كافة أنواع العجلات التابعة للعتبة العباسية المقدسة.
وحدة الصبغ والسمكرة: تقوم هذه الوحدة بسمكرة وإصلاح بدن العجلة التي تتضرّر أو التي تتعرّض لحادث ما وإعادة صباغتها من جديد لتعود للعمل مرة ثانية، وكل هذا يتم بسرعة فائقة ودقة عالية.
وحدة تبديل الزيوت: تعمل هذه الوحدة على تبديل زيوت جميع العجلات التابعة للعتبة المقدسة، والتي تعمل بالديزل والبنزين وباقي المعدات الثقيلة وتشحيم أجزائها بصورة دورية للمحافظة عليها.
وحدة الوقود: وتقوم بتزويد عجلات العتبة المقدسة بمادة زيت الغاز(الكاز)، بالإضافة الى تزويد كافة الفنادق والمولّدات الكهربائية العائدة ملكيتها للعتبة العباسية المقدسة.
وبيّن الكيشوان: "أنه تم تزويد المرآب بمحطة لتعبئة الوقود(الكاز) وهناك أيضاً مخزن للمواد الاحتياطية، حيث نقوم بشراء المواد التي نحتاجها في عملية صيانة العجلات من السوق وإدخالها مخزنياً، ومن ثم تُصرف للعجلة العائدة لأيّ قسم من أقسام العتبة المقدسة حين الحاجة لذلك وفقاً لآلية معينة متبعة في هذا العمل، وتوجد في مدخل المرآب وحدة خاصة تقوم بتنظيم عملية دخول وخروج الآليات، وذلك بتثبيت ساعة الانطلاق ووجهة الانطلاق في سجلات خاصة".
واختتم حديثه قائلاً: "يقوم كادر شعبة المرآب أيضاً ضمن خطط عمله الجديد بإدامة العجلات بصورة دورية ولكل أقسام العتبة المقدسة وتسجيل كافة أجزاء العجلة، وعملُنا في تطوّرٍ مستمر من أجل إدامة وتصليح جميع العجلات التابعة للعتبة المقدسة، وإن شاء الله تعالى في المستقبل القريب سنقوم بجميع الأعمال داخل المرآب وعدم إحالة أي عجلة لتصليحها خارجه والتي تحدث في الحالات الطارئة والنادرة جداً، وهناك مسعى كبير لتكوين ورشة لتحديد نوع العطل الذي يُصيب العجلة أوتوماتيكياً دون الاعتماد على رأي السائق وتكون في داخل المرآب، وهناك عمل دؤوب لتكوين ورشة عمل متنقلة لإصلاح العجلات التي ربّما تقف على جانب الطريق بعيداً عن المرآب، وهذه الورشة سوف تُجهّز بجميع المعدات والأدوات اللازمة لذلك".
يُذكر أن العتبة العباسية المقدسة وضمن مشاريعها التخصصية قد أعلنت في وقت سابق من العام الماضي عن مباشرتها بإنشاء أكبر مرآب في العراق وبمواصفات عالمية وبتقنيات حديثة؛ وذلك نتيجة لما تشهده العتبة العباسية المقدسة من توسّع وازدياد في أعداد آلياتها (النقل والاختصاصية)، ومن أجل إدامة عملها واستمراريته والمحافظة على هذه الآليات بطرق فنية حديثة جاءت فكرة إنشاء هذا المشروع.