المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

يذهب رحمة الله
6-8-2019
رؤية المقدس الأردبيلي الحجة (عليه السّلام)
3-08-2015
مبدأ ظهور فكرة العصمة في الأُمّة الإسلامية
24-11-2014
Tetrahymena pyriformis
25-6-2020
السلوك المتعلم Learned behavior
10-8-2021
أخبار الرضا مع المأمون في مجلسه
15-10-2015


السيد الصافي يؤكد على أهمية الإرشاد التربوي في العملية التعليمية


  

702       01:47 صباحاً       التاريخ: 2024-02-24              المصدر: alkafeel.net
أكد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي، على أهمية دور المرشد التربوي في العملية التعليمية. جاء ذلك في كلمة لسماحته في ews/index?id=23937&lang=ar>ملتقى العميد للإرشاد التربوي الثاني الذي يقيمه قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة، بحضور عدد من مسؤوليها والملاكات التعليمية والتربوية. وأدناه نص الكلمة: إنّ هذا الملتقى الذي يراد منه أن يصل إلى أفضل ما يمكن من المستوى التربوي والإداري في المسيرة التعليمية الكبيرة التي يضطلع بها هذا القسم، وفي هذا المكان (المجموعة التعليمية) قد آلت على نفسها إلا أن نستثمرها استثمارًا حقيقيًا في نشاطات العتبة المقدسة. لا بد من إيضاح أمر حول مسألة الإدارة.. الإدارة فن من الفنون لا يقف عند المستوى النظري في علومها، فممكن أن نحفظ كتابًا في علم الإدارة ونقرأه بشكل جيد ونختبر به الآخرين وقد يكسبوا درجات عالية، لكن هذا لا يجعل ممن حقق النجاح مديرًا حقيقيًّا، فإنّ الإدارة لا تقف عند الجانب النظري وهي من العلوم التي لا تشبه العلوم الرياضية، ففي تطبيقها لا بد أن تكون هناك رؤية واضحة عند المدير، بشرط أن تكون قابلة للتطبيق، أي لا تكون رؤية الشخص الحالم أو لها أبعاد لا تتوفر الإمكانات لها. أي أن تكون هناك رؤية قابلة للتطبيق، ومن جملة تسهيل قضية التطبيق هي وجود الفريق المنسجم الذي يستطيع أن يحقق هذه الرؤية، بعبارة أخرى أن يكون البيت الداخلي للمؤسسة المراد إدارتها متماسكًا وقويًا، حتى يسهل تطبيق هذه الرؤية أو تلك. إنّ الجو التعليمي قد تؤشر فيه قضية الإخفاق -لا قدر الله- بشكل أكثر من غيره، لأن مادته صياغة سلوك وعلم البشر، وهي ليست من المهام السهلة، بل هي مهمة صعبة وهي ضمن مهام مشروع الأنبياء (سلام الله عليهم). وهذه الصياغة عندما يضطلع بها الأنبياء لابد أن تكون الرؤية واضحة جدًّا لديهم (سلام الله عليهم)، معززة بالمدد الإلهي على نحو المادة والأسلوب، وجميع أصحاب المشروع يركزون على نقطتين مهمتين: مسألة المادة التي يمكن أن نعطيها للآخرين، والأسلوب الذي نوصل به المادة للآخرين. هناك جنبتان مهمتان قد لا تلازم بينهما، بمعنى قد نستطيع أن نوفر المادة لكننا لا نستطيع أن نوفر الأسلوب لإيصال هذه المادة، وتلك مهمة المعلم بالمعنى العام وهي مهمة شاقة، لكنها مهمة ذات لذة نفسية، ونافعة جدًّا ولها علاقة في تربية المجتمع، لذلك فإنّ هذا الملتقى يمكن أن يأخذ على عاتقه تركيز هذه المهمة في نفوس الجهات التي يتحرك من أجلها. إنّ ملتقانا يشمل بالإضافة للضيوف، الإدارات والمعاونين والأخوة والأخوات المشرفين أو المرشدين بعبارة أدق، وأنا اقرأ المرشد باسم الفاعل ولا اقرأه باسم المفعول، لكني سأتطرق إلى اسم المفعول، أي أقرأ المرشد الأساتذة، وأقرأ المُرشَد الذي هو يفترض الجهات الأخرى الموجه عمل المرشد لأجلها. لكنني سأوفر لنفسي مساحة أتحدث عن المرشد باسم الفاعل والمرشد الذي هو نفسه يكون باسم المفعول. كل إنسان يريد أن يتصدى للإرشاد مهما كان عنوان الإرشاد سواء كان دينيًا أو تعليميًّا أو تربويًّا أو إرشاديًا في تقسيمات القضية الدينية وحتى إرشاد الحج مثلا بتبليغ الأحكام الشرعية، لابد أن تتوفر مجموعة العناصر فيه حتى لهذه المهمة.
يقول أهل المنطق لا بد أن يكون الوصف العنواني لأي ذات موجودا فعلاً، أي يتلبس به الآن، هذا مرشد فعلاً هو تلبس بالإرشاد فلماذا اسميناه مرشدًا ولا نسمي ذاك مرشدا؟ ولماذا اسمينا هذه الأخت مرشدة ولا نسمي تلك مرشدة؟ فلا بد من وجود صفات هنا توفرت وهناك انعدمت حالها حال أي وصف حتى الأوصاف التي لا يشترط فيها فعلاً إلا في الممارسة كطبيب، فلماذا اسمينا هذا طبيباً؟ ولا نسمي ذاك طبيباً فلا بد من وجود مائز بين اسمين، بين الطرفين، بين الذاتين، حتى بسبب هذا المائز، هذا ننعته مرشدًا وذلك لا ننعته مرشدًا. فما هي المميزات التي جعلنا هذا مرشدًا يعني اسميناه مرشدا؟. لا أتحدث عن المسميات الرسمية بل عن المسمى الفعلي، أي أن يصدر قرارًا من القسم بأن يكون فلاناً مرشدًا، فأصبح مرشدًا بالتوصيف الهيكلي والتنظيمي، وإنما أنا أتحدث عن الوصف العنواني أي هو مرشد فعلاً سواء كان بهذه الوظيفة الرسمية أو ليس بها، لكن لا بد من الإشارة إلى العناوين الوظيفية ولا شك هي مهمة في تمييز الإدارة عن المعلم عن التدريسي عن العامل وعندما يكون هذا الملتقى للمرشد أيضاً لا يدخل فيه غير المرشد إذًا التوصيف الوظيفي الرسمي له علاقة بالتوصيف الذي عبرنا عنه بالوصف العنواني، لكن أنا أتحدث عن هذا الوصف العنواني، أفارض جدلاً أنّ كل المشرفين الآن بهذه القاعة هم يتوفر فيهم هذا العنوان غير الرسمي عن العنوان الحقيقي والعنوان الواقعي حيث إنّ يكون مرشد، فما هي صفات المرشد؟ لو تناولنا الإرشاد ومشتقاته اللفظية، نقول هذا راشد، رشيد، مرشد هذه اشتقاقاته، يبدو أنّ المقابل المعنوي له هو السفيه، فعنوان السفاهة مقابل لعنوان الرشد هذا المشتق الأولي. ونحن نتحدث عن هذا الأمر، ولا نتكلم الآن أمام أمر مقابل آخر ( السفاهة) فهذا ليس المقصود، وإنما المقصود من الإرشاد هو وجود حالة مفقودة عند طرف معين ويريد هذا المرشد إما يملؤها له وأن يبينها له. فنقول هذا أرشده الى أمر أو دلاه إلى أمر أو هداه إلى أمر، هذا الجو العام لموضوع الإرشاد، وكل مفردة لها معنى لا نقولها للترادف، فكل مفردة لها المعنى الخاص بها، ونحن لسنا في صدد هذا البحث . وإنما نطرح البحث بشكل بسيط، فما هي المواصفات الحقيقية للمرشد؟ هناك مجموعة من الدورات اضطلع بها الأساتذة واتعبوا أنفسهم في أن يحضروها ويكتبوها ويتمرنوا عليها، ويجيبوا عن الأسئلة في هذه الدائرة، دائرة الإرشاد، لعل من الصفات المهمة للمرشد أن يكون صادقاً مع ذاته، وأن يكون على نفسه مرشدًا قبل غيره، ولذلك كل ما يطلبه من الآخرين لابد أن يكون مقدورًا عليه منهم. فإذا طلب من نفسه شيئًا، لابد أن يكون قادرًا عليه، فإذا لم يؤده، لا يكون مرشدًا حقيقيًّا، لأنه سيطلب من الآخرين ما لا يستسيغه هو، ولابد أن يكون صادقاً مع نفسه. فعندما يطلب من الآخرين شيئاً معينًا لابد أن يكون هو متحلي به بالدرجة الأولى، ولذلك الشرع المقدس عندما ندب إلى مسألة تعليم الناس، قال المعلم، النفس أولى بالتبجيل من معلم الآخرين. فالمرشد بصفته لا بد أن يكون صادقًا مع نفسه، وعندما يرشد الناس إلى شيء لا بد أن يكون مطبقا له (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أنّ تقولوا ما لا تفعلون)، فالإرشاد إذا وصل إلى حالة اللسان فقط، فهذا ليس إرشادا، وإنما هذا ناقل كلام، وبالتالي لن يؤثر فيهم. فالمرشد عنوان مهم ومقدس، وهو طريق الأنبياء وعملهم، النبي نوح (عليه السلام) عندما لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين ماذا كان يصنع؟ لم يكن في حالة من الراحة، عنده وظيفة أن يُبلغ الناس ما أرسله الله تعالى له، ويبين لهم حقيقة التوحيد، وبذل جهدًا كبيرًا في سبيل هذا المشروع، لكن لم يؤمن معه إلا ثلة قليلة، بحيث تحول نوح من داعيّة إلى التوحيد والخير إلى أن يدعو عليهم! إذ وصل قناعة باليأس من إيمان غير من ٱمن به، وأن هؤلاء ليس فيهم نفع، حيث إنهم لا يلدون إلا فاجرًا كفارًا. فدعى عليهم، والله تعالى صدّقه فيما قال، وأجاب دعوته، وأنهى البشر في الكرة الأرضية كلها إلا من اتبع النبي. قطعًا أنّ النبي نوح كان من الدعاة الصادقين إلى الله تعالى، لكن هل كل دعوة يمكن أن تأتي ثمارها في الآخرين؟ قطعاً لا، وإلا ابنه (عليه السلام) كان يفترض أنّ يكون من المستفيدين من بركات أبيه، لكن للأسف الشديد تخلى عن ركب الهداية وانتقل فيه الحال إلى الكفر. لاحظوا هنا مطلب لا بأس بالإشارة إليه إجمالا، قطعاً تسأل أنّ عمر الخمسين هذا عمر التبليغ، وعمر نوح أكبر من هذا العمر التبليغي، فكل الأساليب التي جاء بها نوح (عليه السلام) لم تفلح مع هؤلاء. المادة التي كانت عند نوح هي مادة غير قابلة للانحراف أو للخطأ. لكن نوح كان متوفرًا على هذه المادة ويعلم ماذا يفعل. إذًا الإرشاد هو حالة من حالات وصفات الأنبياء، بحيث يكون صادقًا مع نفسه فيما يدعو له، وهذا المهم، يعني عندما أتحدث عن قضية أرجو الله تعالى أن أكون أنا أول من يلتزم بها، وأن يكون صادقًا مع نفسه. ثانياً أن يكون عالماً بما يدعوا له، يلتفت إلى أي شيء يدعو له، ولذلك نحن في وضعنا العام لابد أنّ نحظّر ونقرأ أكثر حتى نكون على بصيرة من أمرنا، نعم الأنبياء قد لا يحتاجون إلى ذلك. لابد للمرشد أن يعيش دائمًا في أجواء الإرشاد، حتى يكون عالمًا بما يدعو له، فلا يمكن أن أدعوا إلى شيء وأنا لا أعلمه ولا افهم. ثالثا أن يكون مقتنعاً به، فالعلم بالشيء لا يستلزم القناعة به، فقد يعلم الإنسان بعض الأشياء لكن غير مقتنع بها، في الإرشاد لابد بالإضافة لأن يكون الشخص عالمًا بما يرشد به لابد أن يكون مقتنعا به. وفي العملية التعليمية في العتبة العباسية المقدسة، هذه القناعة لها علاقة بنا يعني في هذا المكان في هذا القسم، لأنّنا في العتبة المقدسة يجب معرفة مشروعها في التربية والتعليم كقسم ما هو، حتى أكون مقتنعا به بعد معرف. لا أشك أنّ مشروعنا يتحدث في إيجاد ذخيرة لأنفسنا يوم القيامة، وهذه الذخيرة تقوم في مساعدة الآخرين، وجانبي الإشراف هنا والتعليم لعله يتميز بأمر قد يتوفر في الوظائف الأخرى، وهو أنّ الناس هم الذين يأتون إليك وأنت تُعلم، وأنت أيضًا مرشد عندك جهة معلومة تُرشدها، بخلاف الذي يبحث عن الناس يُرشدهم ولا يجد، لأنه ليس لديه عنوانا. وهذه الحالة من التوفيق في أنّ الإنسان كلما يتقدم إلى هؤلاء كل ما يزيد رصيده الأخروي، إذ نحن نؤمن بالله سبحانه وتعالى يدخر لنا هذه الأعمال. فإذا كان كذلك، لا بد أن نُحظر أكثر للدرس وللإرشاد، ونكون صادقين مع أنفسنا، وعالمين بما ندعو له، وأن نؤمن بالمشروع الذي نتبناه، بأن نعيشه حياة حقيقية، لأنّ هذا المعنى ذو لذة معنوية عند الإنسان، وتعرفون أنّ اللذائذ المعنوية تفوق بكثير اللذائد الحسية الثانية. والمقصود من التفوق أنه أمر لا يفهمه إلا من يعيشه عيشة حقيقية، فالإنسان عندما يرشد أحداً إلى مطلب والآخر يستفيد من ذلك المطلب، أكيد سيشعر باللذة الروحية في داخله كونه استطاع أن يجعل الطرف المقابل على حافة النجاة بعد أن كان على حافة الهاوية. ولذلك النبي (صلى الله عليه وآله) وهو خير البرية وهو خير الخلق، تأذى بدعوته المباركة أذية كبيرة جداً في حياته الشريفة وما بعد حياته، حتى صدر من لسانه الشريف أنه (ما أوذي نبي بمثل ما أُوذيت) حيث كان عندما يتكلم مع قومه فلا يسألهم أجرًا، لأنّ عمله ليس مع الناس، إنما مع الله (جل جلاله) الذي يعطي الأجر. ولسان حاله أني معكم أريد أنّ أوصلكم إلى برّ الأمان، عملي معكم عمل الإيصال إلى برّ الأمان، ليست هذه الدنيا التي تعكفون فيها على الأصنام وتأكلون الحرام وتتناكحون في باطل ولا تهتمون بالأسرى حين الحرب..الخ، فهذه ليست الحياة التي خلقها الله تعالى، وإنما هناك حالة أخرى. الله كما خلقنا أعطانا أسلوب العيش الصحيح، فلا يعقل أن الحكيم تعالى خلقنا عبثًا ورفع يده عنّا!!، بل خلقنا ثم أعطانا أسلوب ممارسة حياتنا كي نصل لبر الأمان. فلذلك النبي (صلّى الله عليه وآله) لا يسألهم أجرًا نعم إلا المودة في القربى، ثم أيضا يقول في آية أخرى ما سألتكم عليه من أجر فهو لكم، حتى هذا الأجر هو بالنتيجة لكم لأنكم المستفيدون منه. إذن الإرشاد التربوي فيه جنبة مهمة جدًّا، كل لحظة تمارسونها ستحضر أمامكم يوم القيامة وسرعان ما تمضي الأيام والليالي. تقولون الآن أنكم شباب في بداية العمر وقد تتغير الأمور، لكن سرعان ما تمضي الأيام والليالي ويقف الإنسان على نهاية المسيرة. أفإن مت فهم الخالدون، واقعاً الإنسان مشرف على نهاية حتمية، فلا بد له من الآن أن يؤسس لنفسه شيئاً ينتفع به. لاحظوا أنّ الصلاة أهم فرع من فروع الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها. فورد عن الأئمة (عليهم السلام) في بعض الروايات ما مضمونه أنّ ليس للإنسان من صلاته إلا ما أقبل فيها، ثلثها نصفها. فلا بد أن تكون مصليًّا حقيقيًّا لتجد أثر الصلاة عليك يمتد إلى ما بعد الصلاة، ولا يمكن أن تجتمع الصلاة وأنت تكذب أو تعمل بالربا أو تكيد للآخرين أو لزملائك في العمل، وأن تكون حاسدًا، وتستعين بالله!!. فهل يعقل أن تستعين بالله على الحسد؟ هذه مراقبات خاصة للإنسان يراقب بها نفسه حتى عندما تأتي وتكون مرشدًا تربويًّا لا بد أن تكون في داخلك محققًا لمسألة الإرشاد. هناك بعض الآيات الشريفة التي تنبه الإنسان كقوله تعالى في سورة النساء (لا خيرا في كثير من نجواه) لكن من يقول لا خير في نجواه، لا خير في كثير من نجواه، هؤلاء عندما يتناجون ويتحادثون فيما بينهم عادة هذه الأحاديث لا خير فيها وهي باطلة ومسلوبة منها الخيرية، وبالنتيجة (غفلة)، ثم يقول ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾. تعرفون النكرة في السياق تدل على عدم المحدودية، هذا أجملته الآية الشريفة أن هذا هو الخير، وهذه النجوى فيها الخير، استثناء من النفي وإذا قلنا تفيد الحصر الحقيقي وليس الإضافي لابد أنّ نبحث، فمعنى ذلك من حصلت هذه الأشياء في هذه الأمور الثلاثة ونجوى حديث أسرك وتسرني ونتحدث بيننا، هذا المرشد التربوي لابد أن يدرك هذه الأشياء، لأنه يريد أنّ يربي الآخرين، فلا شفك ولابد أن يُربّي نفسه أولا، في أحاديثه الخاصة، ولابد أن لا يكون إلا في المعروف والصدقة والإصلاح بين الناس، لاحظوا الصدقة مطلقا أي صدقة من الصدقات إذا جئنا لبعض الروايات الشريفة لعل بعضها حتى الكلمة الطيبة تكون صدقة، يعني وسعنا دائرة مفهوم الصدقة لا يكون إلا بالمال، والمعروف ما عرف في أهل المعروف، هل هذا من المعروف أحد يسأل الإمام الغناء حلال أو حرام؟ قال إذا ميزت هذا حق وهذا باطل اين هو الغناء قال باطل. أين هو المعروف؟ واضح المعروف الذي يتعارف بين أهل الخير أنّ هذا بر وهذا معروف والإنسان يأمر به ويناجي به ويصنع إصلاح بين الناس فالإنسان لابد أن يكون مصلحاً لا مفسداً دائماً، فسيد شهداء (عليه السلام) بعد أن مرّ بأمة جده ما مر قال "إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسداً ولا ظالما، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، وسيد الشهداء أصلح الأمة، وإن فضله سلام الله عليه هو وأهل بيته وأصحابه علينا فضلا كثيراً وكبيراً ولولاه لكنا في شيء آخر، فإصلاح هذه الأمة أوجد إصلاحًا في فيها، وليس بالضرورة الإصلاح أن جميع الأمة تهتدي، وليس بالضرورة أن يكون خط الاصلاح واضحا، ورفع رايته سيد الشهداء عليه السلام والأئمة من بعده سلام الله عليهم والعلماء الأبرار والأحياء ادام الله ظلهم والى يومنا هذا، فالمرشد لا بد أن تتوفر في هذه الملاكات الخاصة، أن يكون مرشدًا في جلسته في قيامه في سنته في سلامه بمنطقه، ولا يمكن أن أكون مرشدًا خلال ثلاث أرباع الساعة وخلال خمس ساعات وخارج المؤسسة أنا شيء آخر، فهذا خداع للنفس. لم أذكر صفات كثيرة للإرشاد وإنما اقتصرت على هذه الصفات، صفة الإنسان أن يكون صادقًا وعالمًا ومقتنعًا بمشروعه، فالصفات كثيرة للمرشد، والمقصود هو أن يكون الإنسان صادقًا وملتفتًا لدقائق الأمور، فهي تخدمه كثيرًا في مسألة الإرشاد، ولابد أن يأخذ المرشد الإرشاد بشكل تدريجي حتى لا يتعب وتكون الأمور عنده واضحة بشكل سلس وتدريجي، وليس العبرة بكثرة المصطلحات، فيجب أن تكون بداخلك مهيأ لهذا الأمر، ولا يمكن أن يكون هذا التهيؤ على حساب أمور أخرى. بعضكم يعاني من حالة الضغط النفسي الكبيرة، إذا كان الغرض منه هو عبارة عن كثافة الدورات، فلا بد أن نعطي مجالا، والبعض يتفاعل مع هذه الدورات ومع كثرتها، كونه استفاد منها ومن معلوماتها، ولم تكن هذه الفائدة تحصل لو لا كثرة هذه الدورات، لان الناس تتفاوت في مداركها وفي اندفاعها. لكن الجو العام إذا أردنا أن نصنع فعلا مرشدين جيدين فلابد أن نجعل جوًّا خاصًّا لهذا الموضوع ونتعامل بالمعروف، أحدنا يعين الآخر. إنّ الإرشاد التربوي يدخل أيضّا بالتعليم، فالمسألة العامة به هي ليس بالضرورة أن يكون في التعليم الرياضيات أو غيره فتعليم النفس أيضا هو تعليم وهذا التعليم هو التربية وهي عملية مهمة وأساسية في الحياة، فكل منا لا بد أن يربي نفسه في كل يوم والخزين موجود عند الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فقط اعرفوا كيف تطرقون الباب وهذا مهم للإنسان. هناك شخص اسمه عنوان البصري هو لم يرد ذكره إلا في هذه الروايات، يقول كنت أبحث عن شخص يعلمني عن نفسي وقضية التعبد، فطرق أبوابًا كثيرة إلى أن سمع عن الإمام الصادق (عليه السلام) فحاول أن يلتقيه، والتقاه فعلاً، فكان يعبر عن الإمام بالشريف، فعندما سأل الإمام فقال له اذهب، لذلك قال إلا أنت أريدك، فجلس الإمام عنده وذكر له السلوك الخالص والإنسان كيف يكون مؤمنًا، بعد أن علمه الإمام (عليه السلام)، وهو (عليه السلام) عندما يذهب بين يدي الله تعالى وكثيرًا ما يعبده ويتحدث معه، يبين ذلك عليه ويؤثر على سلوكه. وفي الزيارة الجامعة الكبيرة التي يؤكد على زيارة الأئمة جميعهم بها، فالإمام الهادي في أواخر الثلة الشريفة هو أنشأها، فأقروا هذه الزيارة ستجدون فيها معارف هائلة عن الأئمة (عليهم السلام) يعبر عنهم بالصابرين، فهم باب الله المؤتى... إلى آخر الفقرات في الزيارة الشريفة فلابد أن نعرف كيف نطرق الباب وأي باب يطرق حتى نتعلم؟.


Untitled Document
أنور غني الموسوي
اشتراك محمد بن مسلم
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب مقامات فاطمة للشيخ السند (ح 5)
أنور غني الموسوي
تلخيص قواعد الاخذ باقوال المجتهدين
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية عن الفاحشة (ح 6) (انه كان فاحشة ومقتا وساء...
حامد محل العطافي
الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / الوفاء بالوعد
مجاهد منعثر الخفاجي
قراءة في كتاب أضواء تاريخية على مدينة الناصرية
الشيخ أحمد الساعدي
قبس من فكر علمائنا حول الانتظار المهدوي رؤية شاملة
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية عن الفاحشة (ح 5) (ولا تقربوا الفواحش)
السيد رياض الفاضلي
مراكز إشعاع القيم العليا
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... الرزق الحلال... آثاره بركاته...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية عن الفاحشة (ح 4) (ولا تقربوا الزنى انه كان...
السيد رياض الفاضلي
من دروس المكارم
د. فاضل حسن شريف
كلمة مكررة في آية قرآنية (المحيض) (ح 2)
حسن الهاشمي
أقلل من الذنوب يسهل عليك الموت