الزراعة العضوية وعلاقتها بالتنمية الريفية المستدامة

لقد أصبحت التربة في كثير من الجهات في العالم عرضة لتحديات الإنسان وسوء تصرفه. فكثير من الأراضي الزراعية الخصبة في البلدان النامية يهددها التسمم والتدهور نتيجة استعمال الأسمدة والمبيدات الكيميائية الصناعية القوية التي لا تستهلكها النبتة وتتراكم سنة بعد سنة حتى تسمم الأرض ولا تعود صالحة للزراعة. كما تسببت هذه المبيدات والأسمدة في نقل مواد مضرة إلى المياه السائلة والمياه الجوفية الأرضية فيصبح الماء الذي يشربه الإنسان غير نقي وغير سليم.

فالزراعة العضوية بإمكانها أن تصلح هذه الوضعية وتقاوم تسمم الأرض وذلك بتطبيق التداول الزراعي واستعمال الأسمدة الخضراء والمواد العضوية المخمرة. إن استعمال النباتات من نوع البقوليات يمكن من تثبيت الأزوت من الهواء وتخزينه في الأرض، وهذا الأزوت الهوائي أول عنصر غذائي يحتاج له النبات وهو نقي وخال من السموم المعدنية. هذا النمط الزراعي يهدف إذا إلى تحسين خصوبة الأرض، تركيز وترفيع نشاطها البيولوجي. كما أن تطبيق التداول الزراعي يقطع الدورات الحياتية لمختلف الحشرات الضارة للزراعات ويخفض بذلك من الآفات والأمراض.

تمكن الزراعة العضوية من المحافظة على الماء والتربة وذلك:

- باستعمال التقنيات الخاصة للإنتاج النباتي، منها التداول الزراعي والتسميد. وهذا يرتكز على المادة العضوية التي تقوم بدور هام في تغذية النباتات فتعتبر كمصدر ومخزن للعناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات.

- بتحسين بناء الأرض. تمنع تماسك الأرض في كتل وتحسن تهويتها وتسهل اختراق الجذور ونموها فيها.

- بمنع انجراف الأرض وذلك بزيادة قوة حفظ الأرض للماء، كما تمكن من تثبيت الميكروبات الأرضية. فكمثال للمحافظة على التربة من الانجراف، نذكر نتائج بلاد الشيلي الذي بعد سنوات من استعمال الزراعة العضوية تمكن المزارعون به من تخفيض انجراف التربة من 60 طن /هكتار إلى 12 طن /هكتار.

تدعم الزراعة العضوية التنوع البيولوجي (Biodiversity) وذلك لحثها على استخدام النباتات الزراعية المتأقلمة والمقاومة طبيعيا لبعض الأمراض مما يقلل فرص إصابتها. كما أنها تمكن المحافظة على بعض الأعشاب الطفيلية التي تأوي الحشرات النافعة والتي تقضي على الحشرات الضارة.