أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-05
812
التاريخ: 2024-06-08
758
التاريخ: 2024-06-12
554
التاريخ: 13-6-2016
6186
|
الفوائد البيئية للزراعة العضوية
Environmental Benefits of Organic Agriculture
مما لا شك فيه أن الزراعة العضوية هي الطريق لتحقيق الزراعة المستدامة، وذلك بالطبع سيعود بفوائد عديدة على البيئة بجميع مكوناتها وفيما يلي نستعرض أهم الفوائد البيئية للزراعة العضوية.
1. الزراعة العضوية والتغير المناخي Climate Change
يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) الناتج من حرق الوقود من أهم الملوثات التي أدخلها الإنسان على الهواء، ويتكون غاز (CO2) عند احتراق المواد العضوية كالفحم والحطب والورق وزيت البترول ومما لا شك فيه فإن الإسراف في استخدام الوقود وقطع الغابات بمعنى التقليل من المساحات الخضراء على كوكب الأرض (التصحر) ساهم في ارتفاع نسبة غاز (CO2) في الجو، الذي أدى بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وهو ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري Global warming.
وقد أوضحت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة بأن الأساليب الزراعية المحسنة يمكن أن تساهم في تخزين نسبة من الكربون الجوي المتولد عن الانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية، ومفتاح ذلك يتمثل في زيادة كمية المواد النباتية في التربة ومن ثم امتصاص مقادير أكبر من ثاني أكسيد الكربون من الجو وتحويله إلى مواد نباتية تتألف أساساً من الكربون، وهي عملية يطلق عليها احتجاز الكربون.
ومن المعروف أن الدبال (المادة العضوية) هو المفتاح لخصوبة التربة وما هو إلا نتاج لتحلل بقايا المواد النباتية والحيوانية بواسطة الكائنات الحية الدقيقة، ومن المعروف أيضاً أن انخفاض مستويات الدبال في التربة في جميع أنحاء العالم أدى إلى انبعاث مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون في الهواء مما يجعل الزراعة التقليدية واحدة من أكبر المساهمين في ظاهرة الاحتباس الحراري Global warming أي زيادة حرارة سطح الكرة الأرضية وحدوث ما يعرف بالتغير المناخي Climate change.
ولقد ذكر (2006) Adrian أن هناك دراسة استمرت لمدة 22 عاما في معهد رودال Rodale Institute في الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت أن الزراعة العضوية أدت إلى تقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون من التربة، حيث إن الزراعة العضوية أدت إلى زيادة المادة العضوية في التربة بنسبة 15 - 28 %، أي ما يعادل أو يكافئ خزن 1.5 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل هكتار، وبناء على هذه الدراسة فقد تم التوصل إلى الاستنتاج التالي: أنه إذا تم تحويل عدد 10.000 مزرعة متوسطة المساحة في البلاد من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية فإن معدل الكربون الذي سيتراكم في التربة في هذه المزارع يكافئ أو يعادل التخلص من أو عدم استخدامنا لمليون سيارة بالطرقات !!.
وقد أوضح عالم الفيزياء Amory Lovins أن مجرد زيادة المادة العضوية في التربة المستنفذة في العالم من شأنه احتجاز أو تخزين أكبر قدر من الكربون المنبعث عن النشاط البشري، حيث تعمل التربة كمخزن لترسيب ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الغلاف الجوي.
وفي الحقيقة أن الزراعة العضوية تعمل على ضبط التغير في المناخ وإمكانية خفض ما يعرف بظاهرة انبعاث الغازات الدفيئة من البيوت المحمية أو المزارع المفتوحة وهذه الغازات هي: ثاني أكسيد الكربون (CO2) ، الميثان (4CH) ، أكسيد النيتروز (N2O)، حيث إن انبعاث هذه الغازات الثلاثة يكون بكميات أقل كثيرا في نظم الزراعة العضوية عند مقارنتها بالزراعة التقليدية.
ولقد وجد أن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون (2CO) انخفض في الزراعة العضوية بنسبة تتراوح بين 48 - 66% عن مثيلة في الزراعة التقليدية، حيث قام العالمان (1994) Haas and Köpke بحساب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المزارع العضوية في ألمانيا، حيث وجد أن الهكتار من الزراعة العضوية ينتج عنه 0.5 طن من ثاني أكسيد الكربون بينما الهكتار من الزراعة التقليدية ينتج عنه 1.3 طن من ثاني أكسيد الكربون بزيادة تقدر بنسبة 61.5%. ولقد وجدت نفس النتائج تتحقق فيما يتعلق بالمنتجات النيتروجينية وغاز الميثان.
وقد ذكر كل من .Haas and Köpke (1994b) and Stolze et al (2000) أن التأثيرات الرئيسية للزراعة العضوية المسؤولة عن هذا الاختلاف الكبير في نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون تعود إلى الأسباب الآتية:
• في الزراعة العضوية يتم صيانة وزيادة خصوبة التربة عن طريق استخدام سماد الكمبوست وغير مسموح باستخدام الأسمدة والمبيدات الاصطناعية. وهذا بالطبع يزيد من نسبة المادة العضوية (الدبال) في التربة والكائنات الحية الدقيقة التي تقوم بتحليل الدبال تقوم بتمثيل 30 جزء من الكربون مقابل جزء واحد من النيتروجين. وقد أظهرت العديد من التجارب الحقلية أن المسمدات العضوية مقارنة بالمسمدات المعدنية تزيد من الكربون العضوي في التربة مما يعني استيعاب كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون من الجوفي التربة.
• في الزراعة العضوية يتم استخدام أقل للأعلاف العالية الاستهلاك للطاقة. وجدير بالذكر أن ما يقرب من 70% من 2CO المنبعث في الزراعة العضوية يكون نتيجة لاستهلاك الوقود وإنتاج الآلات، بينما في الزراعة التقليدية حوالي 75% من انبعاثات CO2 تكون ناتجة عن استخدام الأسمدة النيتروجينية والأعلاف والوقود كما اوضح Haas et al. (1995) .
• تقلل الزراعة العضوية من استخدام الطاقة غير المتجددة من خلال خفض الاحتياجات من الكيماويات الزراعية (حيث تتطلب هذه إنتاج كميات كبيرة من الوقود). وتسهم الزراعة العضوية في التخفيف من تأثيرات الاحتباس الحراري من خلال قدرتها على استيعاب الكربون في التربة.
• يزيد الكثير من أساليب الإدارة التي تستخدمها الزراعة العضوية (مثل تقليل الحراثة إلى أدنى حد ممكن، وزيادة إدراج النباتات البقولية المثبتة للنيتروجين) من عودة الكربون إلى التربة مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتوفير الظروف المواتية لتخزين الكربون بالتربة.
2. الزراعة العضوية والتنوع البيولوجي (الحيوي) Biodiversity
الأبحاث في أوروبا والولايات المتحدة توضح أن الزراعة العضوية تزيد من التنوع البيولوجي مثل زيادة الحشرات والطيور والكائنات الدقيقة النافعة داخل المزرعة وكذلك حولها وبمراجعة نتائج 44 دراسة بحثية شملت 55 مزرعة قام بها (2001) .Pfiffner et al أوضحت أنه في 49 مزرعة زاد بها كلا من التنوع البيولوجي Biodiversity وكذلك الوفرة العددية للأنواع المختلفة بالإضافة إلى أن الزراعة العضوية تحافظ على وتزيد من أعداد الحشرات التي تساعد على تلقيح النباتات. ويوضح الجدول التالي أثر الزراعة العضوية على التنوع البيولوجي (الحيوي).
وجدير بالذكر أن Bio Suisse standard في سويسرا تنص على أن المناطق المخصصة لتعزيز التنوع البيولوجي في الزراعة العضوية يجب أن تشكل ما لا يقل عن 7 % من إجمالي مساحة المزرعة العضوية.
3. الزراعة العضوية والكائنات المحورة وراثياً GMOS
جدير بالذكر أن استخدام الكائنات المحورة وراثياً (GMOS) Genetically Modified Organisms لها فوائد اقتصادية، حيث ذكر (2006) .Christou et al أنه في عام 2003 م في الولايات المتحدة الأمريكية تم إنتاج ستة من المحاصيل المحورة وراثياً وهي الكانولا والذرة والقطن والبابايا، والكوسا، وفول الصويا وهذه المزروعات أضافت كميات من المواد الغذائية والألياف قدرها 2.4 مليون طن مما أدى إلى زيادة دخل المزارع بحوالي 1.9 مليار دولار أمريكي، كما أنه نتيجة لاستخدام هذه المحاصيل المحورة وراثياً فقد خفضت كميات المبيدات الحشرية المستخدمة بما يقدر بحوالي 21 ألف طن. بالإضافة إلى ذلك فقد ذكر (2002) .Shelton et al أن استخدام القطن المحور وراثياً أدى إلى انخفاض كبير في استخدام مبيدات الحشرات في البلدان المتقدمة والنامية مع زيادة واضحة في العائد والربحية.
بالرغم مما سبق فإنه من المعروف أن الكائنات المحورة وراثياً (GMOS) لا يسمح باستخدامها في نظام الزراعة العضوية وذلك خلال أية مرحلة من مراحل إنتاج الأغذية العضوية. وحيث إننا لم نفهم حتى الآن التأثيرات الجانبية المحتملة للكائنات المحورة وراثياً على البيئة والصحة، فإن الزراعة العضوية تتخذ منهجاً وقائياً بمنع استخدام الكائنات المحورة وراثياً بدول الاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم، وبالإضافة لذلك فإن بطاقات البيانات العضوية يوضح عليها تأكيداً بأن الكائنات المحورة وراثياً لم تستخدم عن عمد في إنتاج وتصنيع هذه المنتجات العضوية. ففي يوم 19 أكتوبر من عام 1998م أنعقد المؤتمر العلمي الثاني عشر للاتحاد الدولي لحركات الزراعة العضوية IFOAM حيث صوت أكثر من 600 مندوب من أكثر من 60 دولة بالإجماع على استبعاد استخدام الكائنات المحورة وراثياً GMOS في إنتاج الأغذية والزراعة، ومن هذه النقطة تم استبعاد الكائنات المحورة وراثياً بشكل قاطع من الزراعة العضوية (1998) IFOAM، وقد نص الإعلان الصادر من المؤتمر على ما يلي:
نحن المشاركون في المؤتمر العلمي الثاني عشر للاتحاد الدولي لحركات الزراعة العضوية IFOAM والمنعقد في مار ديل بلاتا بالأرجنتين ((Mardel Plata in Argentina ندعو الحكومات والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم للحظر الفوري عن استخدام الهندسة الوراثية في الزراعة والإنتاج الغذائي لأنه ينطوي على:
* تهديدات غير مقبولة على صحة الإنسان.
* الآثار البيئية السلبية والتي لا رجعة فيها.
* السماح بوجود كائنات ذات طبيعة غير مستحبة.
* إزالة حق الاختيار، سواء بالنسبة للمزارعين والمستهلكين.
* انتهاك لحقوق الملكية الأساسية للمزارعين وتعريضها لخطر استقلالها الاقتصادي.
* الممارسات التي تتنافى مع مبادئ الزراعة المستدامة على النحو الذي حدده الاتحاد الدولي لحركات الزراعة العضوية IFOAM
وخلال اجتماع الاتحاد الدولي لحركات الزراعة العضوية IFOAM في نيودلهي بالهند في 12 نوفمبر 2017م اتخذ المجتمعون موقفاً ثابتاً يؤكد من جديد أن الكائنات المحورة وراثياً والتي تم الحصول عليها من خلال تقنيات الهندسة الوراثية الحديثة لا مكان لها في نظم إنتاج الأغذية العضوية وفي الزراعة العضوية، كما يؤكد المجتمعون التزامهم تجاه المستهلكين باستبعاد الكائنات المحورة وراثياً من نظم الإنتاج العضوي.
4. الزراعة العضوية وتلوث المياه
يعتبر تلوث مجاري المياه الجوفية بالأسمدة والمبيدات الكيميائية مشكلة كبيرة في كثير من المناطق الزراعية. ونظراً لأن استخدام هذه المواد محظور في الزراعة العضوية فلا يحدث تسرب للمبيدات والكيماويات إلى الماء الأرضي حيث إنها لا تضاف أصلاً كما أن نسبة معدلات تسرب النترات تقل بمقدار كبير في الزراعة العضوية مقارنة بالزراعة التقليدية وتؤدي النظم العضوية جيدة الإدارة والتي تتسم بالقدرة الأفضل على الاحتفاظ بالمغذيات إلى إحداث خفض كبير في مخاطر تلوث المياه الجوفية. وفي دراسات أجراها العديد من العلماء في مناطق مختلفة وجد أن هناك انخفاض كبير وملحوظ في معدل تسرب النترات إلى الماء الأرضي في الزراعة العضوية، كما هو موضح في الجدول التالي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|