المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

دور الصدق في حياتنا الاجتماعية
2023-07-09
الملامح التقنية لاختبار وجود المستضدات Technical aspects
9-11-2020
مفهوم السلطة التأسيسية
29-9-2018
كيف يستطيع النحال ادخال ملكة جديدة الى الخلية؟
1-3-2021
خالد بن معدان الطائي.
29-7-2017
Overview of The Fasted State
25-11-2021


تفسير الآية (77) من سورة ال عمران  
  
6490   04:05 مساءً   التاريخ: 7-3-2021
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الألف / سورة آل عمران /

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران : 77] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآية (1) 

 

ذكر تعالى الوعيد لهم على أفعالهم الخبيثة ، فقال : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ} أي : يستبدلون {بِعَهْدِ اللَّهِ} أي : بأمر الله ، وما يلزمهم الوفاء به . وقيل : معناه إن الذين يحصلون بنكث عهد الله ، ونقضه {وَأَيْمَانِهِمْ} أي :  وبالإيمان الكاذبة {ثَمَنًا قَلِيلً} أي : عوضا نزرا ، وسماه {قَلِيلًا} لأنه قليل في جنب ما يفوتهم من الثواب ، ويحصل لهم من العقاب . وقيل : العهد ما أوجبه الله على الانسان من الطاعة ، والكف عن المعصية . وقيل : هو ما في عقل الانسان من الزجر عن الباطل ، والانقياد للحق .

{أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ} أي : لا نصيب وافر لهم {فِي} نعيم {الْآخِرَةِ} {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} فيه قولان أحدهما : إنه لا يكلمهم بما يسرهم ، بل بما يسوءهم وقت الحساب لهم ، عن الجبائي . والآخر : إنه لا يكلمهم أصلا ، وتكون المحاسبة بكلام الملائكة لهم ، بأمر الله إياهم ، استهانة بهم {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} معناه : لا يعطف عليهم ولا يرحمهم ، كما يقول القائل للغير : انظر إلي يريد : ارحمني . وفي هذا دلالة على أن النظر إذا عدي بحرف (إلى) لا يفيد الرؤية ، لأنه لا يجوز حملها هنا على أنه لا يراهم بلا خلاف .

{وَلَا يُزَكِّيهِمْ} أي : لا يطهرهم . وقيل ك لا ينزلهم منزلة الأزكياء ، عن الجبائي . وقيل : لا يطهرهم من دنس الذنوب والأوزار بالمغفرة ، بل يعاقبهم .

وقيل : لا يحكم بأنهم أزكياء ، ولا يسميهم بذلك ، بل يحكم بأنهم كفرة فجرة ، عن القاضي {ولهم عذاب أليم} مؤلم موجع . وفي تفسير الكلبي عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله يقول : " من حلف على يمين كاذبة ، ليقطع بها مال أخيه المسلم ، لقي الله تعالى وهو عليه غضبان ، وتلا هذه الآية .

وروى مسلم بن الحجاج في الصحيح بإسناده من عدة طرق ، عن أبي ذر الغفاري ، عن النبي (صلَّ الله عليه وآله وسلم) قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة . والمنفق سلعته بالحلف الفاجر . والمسبل إزاره " . وعن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله (صلَّ الله عليه وآله وسلم) قال : " من حلف على يمين صبر ، يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر ، لقي الله وهو غضبان " . أورده مسلم أيضا في الصحيح .

__________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج2 ، ص327-328 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآية (1) 

 

لا دين لمن لا عهد له :

قال الرازي في تفسير هذه الآية : « يدخل فيها جميع ما أمر اللَّه به ، ويدخل ما نصب عليه الأدلة ، ويدخل المواثيق المأخوذة من جهة الرسول ، ويدخل ما يلزم الرجل به نفسه ، لأن كل ذلك من عهد اللَّه الذي يلزم الوفاء به » .

وفي الحديث ان رسول اللَّه (صلَّ الله عليه واله) ما خطب خطبة الا وقال فيها : « لا ايمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له » .

وتدلنا هذه الآية وهذا الحديث ، وغيرهما كثير من الآيات والأحاديث ، تدلنا ان الإسلام يرتبط بالأخلاق ارتباطا وثيقا ، ومن ثم أوجب الوفاء بكل التزام وتعامل يقع مع الغير ، واعتبره تعاملا مع اللَّه والتزاما له بالذات ، حتى ولو كان الطرف الثاني ملحدا ، على شريطة ان لا يتنافى الالتزام مع المبادئ الأخلاقية ، والا وقع باطلا .

وكذلك الحال بالنسبة إلى القضاء وفصل الخصومات ، حيث أوجب الإسلام على القاضي أن يصغي إلى صوت الضمير وحجة الأخلاق قبل أن يستمع إلى أقوال المتخاصمين . . ان النظرية الأخلاقية هي الركيزة الأولى للشريعة الإسلامية بجميع قواعدها وأحكامها ، دون استثناء ، ومن أجل هذا هدد اللَّه الذين ينكثون بالعهد ، ويغدرون بالأمانة بما لم يهدد به أحدا من مرتكبي الكبائر والجرائم ، وذلك حيث يقول عز من قائل : {أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ ولا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} . أما السر لهذا الحرص الشديد على الوفاء ، والتهديد على مخالفته فهو الحفاظ على المصالح ، وتبادل الثقة بين الناس ، وصيانة الحقوق التي هي أساس الأمن والنظام .

___________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج2 ، ص92-93 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآية (1)  

 

قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} تعليل للحكم المذكور في الآية السابقة ، والمعنى أن الكرامة الإلهية خاصة بمن أوفى بعهده واتقى لأن غيرهم - وهم الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا - لا كرامة لهم .

ولما كان نقض عهد الله وترك التقوى إنما هو للتمتع بزخارف الدنيا وإيثار شهوات الأولى على الأخرى كان فيه وضع متاع الدنيا موضع إيفاء العهد والتقوى ، وتبديل العهد به ، ولذلك شبه عملهم ذلك بالمعاملة فجعل عهد الله مبيعا يشترى بالمتاع ، وسمي متاع الدنيا وهو قليل بالثمن القليل والاشتراء هو البيع فقيل : يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ، أي يبدلون العهد والأيمان من متاع الدنيا .

قوله تعالى : {أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ ولا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} إلى آخر الآية ، الخلاق النصيب ، والتزكية هي الإنماء نموا صالحا ، ولما كان الوصف المأخوذ في بيان هذه الطائفة من الناس مقابلا للوصف المأخوذ في الطائفة الأخرى المذكورة في قوله : {مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى} ، ثم كانت التبعات المذكورة لوصفهم أمورا سلبية أفاد ذلك : 

أولا : أن الإتيان في الإشارة بلفظ أولئك الدال على البعد لإفادة بعد هؤلاء من ساحة القرب كما أن الموفون بعهدهم المتقون مقربون لمكان حب الله تعالى لهم .

وثانيا : أن آثار محبة الله سبحانه هي الخلاق في الآخرة ، والتكليم والنظر يوم القيامة ، والتزكية والمغفرة ، وهي رفع أليم العذاب .

والخصال التي ذكرها الله تعالى لهؤلاء الناقضين لعهد الله وأيمانهم أمور ثلاثة : أحدها : أنهم لا نصيب لهم في الآخرة ، والمراد بالآخرة هي الدار الآخرة من قيام الوصف مقام الموصوف ويعني بها الحياة التي بعد الموت كما أن المراد بالدنيا هي الدار الدنيا وهي الحياة الدنيا قبل الموت .

ونفي النصيب عنهم في الآخرة لاختيارهم نصيب الدنيا عليه ، ومن هنا يظهر أن المراد بالثمن القليل هو الدنيا ، وإنما فسرناه فيما تقدم بمتاع الدنيا لمكان توصيفه تعالى إياه بالقليل ، وقد وصف به متاع الدنيا في قوله - عز من قائل - : {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ} [النساء : 77] ، على أن متاع الدنيا هو الدنيا .

وثانيها : أن الله لا يكلمهم ولا ينظر إليهم يوم القيامة ، وقد حوذي به المحبة - الإلهية للمتقين من حيث إن الحب يوجب تزود المحب من المحبوب بالاسترسال بالنظر والتكليم عند الحضور والوصال ، وإذ لا يحبهم الله فلا يكلمهم ولا ينظر إليهم يوم القيامة وهو يوم الإحضار والحضور ، والتدرج من التكليم إلى النظر لوجود القوة والضعف بينهما فإن الاسترسال في التكليم أكثر منه في النظر فكأنه قيل : لا نشرفهم لا كثيرا ولا قليلا .

وثالثها : أن الله لا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، وإطلاق الكلام يفيد أن المراد بهما ما يعم التزكية والعذاب في الدنيا والآخرة .

____________________

1 . تفسير الميزان ، ج3 ، ص 230-231 .

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآية (1)

 

المحرفون للحقائق :

تشير الآية إلى جانب آخر من آثام اليهود وأهل الكتاب . ولكونها وردت بصيغة عامّة ، فإنّها تشمل كلّ من تنطبق عليه هذه الصفات .

تقول الآية : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} أي الذين يجعلون عهودهم مع الله والقسم باسمه المقدّس موضع بيع وشراء لقاء مبالغ مادّية ، سيكون جزاءهم خمس عقوبات :

أحدها : أنّهم سوف يُحرمون من نِعم الله التي لا نهاية لها في الآخرة {أُولئِكَ لا خَلاقَ (2) لَهُمْ} .

ثمّ إنّ الله يوم القيامة يكلّم المؤمنين ولكنّه لا يكلّم أمثال هؤلاء {ولا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} .

كما إنّ الله سوف لا ينطر إليهم بنظر الرحمة واللطف يوم القيامة {ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} . ومن ذلك يعلم أن الله تعالى في ذلك اليوم يتكلم مع عباده المؤمنين (سواء مباشرة أو بتوسط الملائكة) ممّا يجلب لهم السرور والفرح ويكون دليلاً على عنايته بهم ورعايته لهم ، وكذلك النظر إليهم ، فهو إشارة إلى العناية الخاصّة بهم ، وليس المقصود النظر الجسماني كما توهم بعض الجهلاء .

أمّا الأشخاص الذين باعوا آيات الله بثمن مادي فلا يشملهم الله تعالى بعنايته ، ولا بمحادثته .

ولايطهّرهم من ذنوبهم {ولا يُزَكِّيهِمْ} .

وأخيراً سيعذّبهم عذاباً شديداً {ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} .

وليس المقصود من «الثمن القليل» أن الإنسان إذا باع العهد الإلهي بثمن كثير فيجوز له ذلك ، بل المقصود أي ثمن مادّي يعطى مقابل إرتكاب هذه الذنوب الكبيرة ، حتّى وإن كان هذا الثمن يتمثّل في رئاسات كبيرة وواسعة ، فهي مع ذلك قليلة .

بديهيّ أنّ كلام الله ليس نطق اللسان ، لأنّ الله منزّه عن التجسّد ، إنّما الكلام عن طريق الإلهام القلبي ، أو عن طريق إحداث أمواج صوتية في الفضاء ، كالكلام الذي سمعه موسى (عليه السلام) من شجرة الطور .

 

ملاحظة :

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذه العواقب الخمس المترتّبة على «نقض العهد» و«الأيمان الكاذبة» المذكورة في هذه الآية ربّما تكون إشارة إلى مراحل «القرب والبعد» من الله .

إنّ من يقترب من الله ويدنو من ساحة قربه تشمله مجموعة من النِعم الإلهيّة المعنوية ، فإذا ازداد اقتراباً كلّمه الله ، وإن دنا أكثر نظر إليه الله نظرة الرحمة ، وإن اقترب أكثر طهّره الله من آثار ذنوبه ، وأخيراً ينجو من العذاب الأليم وتغمره نِعم الله ، أمّا الذين يسيرون في طريق نقض العهود واستغلال اسم الله بشكل غير مشروع ، فيحرمون من كلّ تلك النِعم ويتراجعون مرحلة بعد مرحلة . في تفسير الآية 174 من سورة البقرة ، المشابهة لهذه الآية ، شرح أوفى للموضوع .

____________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج2 ، ص333-335 .

2 ـ «خلاق» من مادة «خُلُق» بمعنى النصيب والفائدة . وذلك لأن الإنسان يحصل عليها بواسطة اخلاقه (وهو إشارة إلى أنهم يفتقدون الأخلاق الحميدة التي تؤهلهم للانتفاع في ذلك اليوم) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .