كلام الامام الصادق عليه السّلام مع زنديق في إثبات الباري تعالى وصفاته |
1136
09:48 صباحاً
التاريخ: 29-3-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
1783
التاريخ: 23-10-2014
1364
التاريخ: 22-3-2018
756
التاريخ: 25-3-2018
863
|
الزنديق : كيف يعبد اللّه الخلق ولم يروه.
الإمام عليه السّلام : رأته القلوب بنور الإيمان أثبتته العقول بيقظتها إثبات العيان وأبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب وإحكام التأليف ثم الرسل وآياتها والكتب ومحكماتها. الزنديق: أليس هو قادرا أن يظهر لهم حتى يروه ويعرفوه فيعبد على يقين.
الإمام عليه السّلام: ليس للمحال جواب (إلا أنه محال لا تتعلق به القدرة).
الزنديق: من أي شيء خلق الأشياء.
الإمام عليه السّلام: لا من شيء.
الزنديق: فكيف يجيء من لا شيء شيء.
الإمام عليه السّلام: ان الأشياء لا تخلو أن تكون خلقت من شيء أو من غير شيء، فإن كانت خلقت من شيء كان معه (مع اللّه أزليا)، فإن ذلك الشيء قديم لا يكون حديثا ولا يفنى ولا يتغير ولا يخلو ذلك الشيء من أن يكون جوهرا واحدا ولونا واحدا، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتى، ومن أين جاء الموت إن كان الشيء الذي أنشأت منه الأشياء حيا أو من أين جاءت الحياة إن كان ذلك الشيء ميتا ولا يجوز أن يكون من حي وميت قد عين لم يزالا لأن الحي لا يجيء منه ميت وهو لم يزل حيا (و لا يجوز أيضا أن يكون الميت قديما لم يزل بما هو به الموت، لأن الميت لا قدرة له ولا بقاء).
بداية الخلقة : من شيء أو من لا شيء أو لا من شيء.
كان الزنديق لم يتفهم أو لم يرد أن يفهم المعنى من قوله عليه السّلام: (ان اللّه خلق الأشياء لا من شيء) حيث اعترض كيف يجيء من لا شيء شيء (والإمام بدل أن يكرر قوله لا من شيء كما بدء أخذ في البرهنة على الخلق لا من شيء، ان الأشياء اما انها مخلوقة في البدء من شيء أو لا من شيء فرضين معقولين دون أن يعتبر خلقها من لا شيء ولو احتمالا ثم زيف احتمال خلقها من شيء بأن هذا الشيء المخلوق منه الأشياء لا بدّ أن يكون مع اللّه أزليا إذ أن حدوثه مهما كان انتقال إلى الغرض الاول ان الأشياء خلقت لا من شيء) ثم الأزلي لا يفنى ولا يتغير.
وهذا الشيء على فرض أنه كان جوهرا ولونا واحدا يستحيل أن يتبدل إلى ألوان مختلفة إذ أن التغير والتبدل من صفات الحادث: المستحيلة على الأزلي، ثم إن كان هذا الجوهر الاول حيا فكيف جاء منه الموت أو كان ميتا كيف يجيء منه الحي مع أن الميت لا يمكن أن يكون أزليا إذ أن الأزلية غني مطلق دون أي نقص وحالة منتظرة، فهذه البراهين سنادها في حدوث العالم، إنما هو التغير المحسوس فيه ظاهرة بينة تدلنا على الحدوث دون مراء.
الزنديق: فمن أين قالوا ان الأشياء أزلية.
الإمام عليه السّلام: هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء، فكذبوا الرسل ومقالتهم والأنبياء وما أنبئوا عنه وسموا كتبهم أساطير الأولين ووضعوا لأنفسهم دينا بآرائهم.
الحركة والتغير والزمان من براهين الحدوث ان الأشياء تدل على حدوثها، من دوران الفلك بما فيه وهي سبعة أفلاك وتحرك الأرض ومن عليها وانقلاب الأزمنة واختلاف الوقت والحوادث التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان وموت وبلى واضطرار النفس إلى الإقرار بأن لها صانعا ومدبرا.
(أما ترى الحلو يصير حامضا والعذب مرا والجديد باليا وكل إلى تغير وفناء) هذا استدلال بالحركة والتغير والزمان في المادة مع حدوثها كما سبق البحث عنها.
(ان اللّه عالم بالأشياء قبل الإيجاد)
الزنديق: فلم يزل صانع العالم عالما بالأحداث التي أحدثها قبل أن يحدثها.
الإمام عليه السّلام: لم يزل يعلم فخلق ما علم.
الزنديق: أمختلف هو أم مؤتلف.
الإمام عليه السّلام: لا يليق به الاختلاف ولا الايتلاف، إنما يختلف المتجزئ ويأتلف المتبعض فلا يقال له: مؤتلف ولا مختلف.
الزنديق : فكيف هو اللّه الواحد.
الإمام عليه السّلام : واحد في ذاته فلا واحد كواحد لأن ما سواه من الواحد متجزئ وهو تبارك وتعالى واحد لا متجزئ ولا يقع عليه العد (أي ان وحدته لا تنقلب ومحال أن تنقلب إلى التعدد والكثرة كما انها ليست بعد الكثرة) وهذا معنى قولهم عليهم السلام واحد لا بعدد لا عن عدد لا بتأويل عدد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|