المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

غزوة ذي أمرّ
17-5-2017
حلم علي (عليه السلام) وعدله
22-10-2015
نظرية النطاق للمغناطيسية الحديدية band theory of ferromagnetism
17-12-2017
دفع الحقوق الشرعيّة من خمس و زكاة؛ تطهير للنفوس والأبدان
2024-05-12
عقيدة الشيعة في شرع الإسلام
16-5-2018
A spelling problem
19/9/2022


مميِزات عامة للشعر العربي والنقد  
  
1204   12:12 مساءً   التاريخ: 23-3-2018
المؤلف : د. عبد الرسول الغفاري
الكتاب أو المصدر : النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص29-30
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2018 40294
التاريخ: 25-03-2015 23302
التاريخ: 19-1-2020 2960
التاريخ: 18-1-2020 1203

 

كان الشعراء- في كل قبيلة أو ناحية- ينشدون وينظمون الشعر باللغة الواحدة وهي لغة الشمال أي لغة القرآن وكانت لهذه اللغة عند العرب اهمية كبيرة وقدسيّة عظيمة.

والشعر، بل الادب بقسميه ذاتي من حيث أنه تعبير صادق عمّا يحسّه الاديب، وأنه صورة ناطقة عن حياة صاحبه وحياة امّته وعصره الذي هو فيه.

بينما النقد على أنه ذاتي إلاّ أنه في نفس الوقت موضوعي؟ فهو ذاتي من حيث تأثره بثقافة الناقد وذوقه ومزاجه ووجهة نظره، وهو موضوعي من جهة أنه مقيّد بنظريات واُصول ومبادئ لا يمكن تجاهلها. ثم من وظائف النقد الأساسية أن يلفتنا الى ما في النتاج الأدبي من جمال لا نستطيع إدراكه بأنفسنا. وهذا يتّضح عندما نقرأ نتاج كبار الشعراء والأدباء فنتأثّر بها حتى يصل الأمر بنا أن نشارك الأديب في فهمه الأعظم لمعنى الحياة.

وهذه المشاركة قد نجد لها مثيلاً عندما نعايش ناقداً ماهراً فنسايره فيما يكتب حتى يصل الامر بنا أن نشاركه في فهمه لتلك النصوص وربما سلّمنا له فيما يصدره من احكام نقدية.

وعليه فإن ذكاء القارئ وحدَهُ لا يكفي في تحديد فهمه للنص بل لابدّ له من معونة الناقد الذي تهيّأت له سبل النقد وتجاربه التي قد يهدينا الى كون الابداع في النص الادبي، بل ان الناقد كثيراً ما يعطينا وجهة نظر جديدة، ويرشدنا الى جوانب الابداع الفني سواء كان ذلك الابداع منظوراً أو غير منظور.

وهذا يعني ان الناقد يحفّزنا بشكل جدّي في الرجوع الى النص الأدبي كي نقرأه مراراً لنفهم ما اشتمل عليه من افكار وآراء حتى يكون تقديرنا لذلك العمل الأدبي تقديراً يتناسب طردياً مع قيمة النصّ الأدبية.

إذاً من وظائف النقد هو اعانة الأديب وجمهور القرّاء- على السواء- على الرقي الادبي والاخذ بأيدي الجميع الى فهم الحياة بصورة تتناسب مع حاجيات المجتمع، كما أنه يسعى الى هداية العاملين في كل هذه الجوانب الأدبية ليخلق منهم النموذج الأمثل في أقوم السبل.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.