أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017
624
التاريخ: 28-6-2017
722
التاريخ: 28-6-2017
651
التاريخ: 27-6-2017
447
|
السفاح
هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبد الله بن العباس ولد بالحميمية من الشراة في الاردن عام 105هـ، وأمه ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي.
توفى والده محمد بن علي عام 125هـ بالحميمية (1)، وهو الذي بدأ بالدعوة العباسية، وكان السفاح قد ناهز العشرين من العمر وعرف الكثير من الدعوة واسرارها، وعهد والده من بعده لابنه ابراهيم (أخو السفاح) الذي عرف فيما بعد بالأمام.
وقد عمل على نجاح الدعوة فقوي امره، فأظهر نفسه في الموسم فعرف، كما وقع كتاب وجهه الى ابي مسلم الخراساني في يد مروان بن محمد آخر خلفاء بني امية فأرسل الى واليه على دمشق فبعث من اخذه الى حران (2) قاعدة مروان فسجن هناك. وكان قد اوصى من بعده لاخيه السفاح وامره ان يسير بأهله الى الكوفة وذلك عام 129هـ.
سار السفاح من الحميمية بأتجاه الكوفة على طريق دومة الجندل (3) ومعه من اهله ثلاثة عشر رجلا هم:
اعمامه: صالح واسماعيل، وعبد الله، وعبد الصمد، وعيسى.
اخواه: عبد الله بن محمد (المنصور) ويحيى بن محمد.
ابناء اخوته: عبد الوهاب، ومحمد ابنا ابراهيم (الامام)، وعيسى بن موسى.
ابناء عمه: موسى بن داود، وداود بن عيسى، ويحيى بن جعفر بن تمام بن عباس.
وصل هؤلاء الركب الى الكوفة في شهر صفر عام 132هـ، وكان محمد بن خالد بن عبد الله القسري (4) قد خرج بالكوفة قبل ان يدخلها الحسن بن قحطبة (5) ودخل قصرها ففر منها عامل يزيد بن عمر بن هبيرة (6) عليها، وهو زياد بن صالح، وبعد ثلاثة ايام جاء الحسن بن قحطبة بجنده فدخل الكوفة وانطلق الى مكان ابو سلمة الخلال (7) فأخرجه من مخبئه، فأتجه ابو سلمة الى النخيلة (8) فعسكر فيها يومين ثم ارتحل الى (حمام اعين) (9) على بعد ثلاثة فراسخ من الكوفة وعسكر هناك، ووجه الحسن بن قحطبة لقتال يزيد بن عمر بن هبيرة في واسط، وجعل على الكوفة محمد بن خالد بن عبد الله القسري فكان يقال له الامير. وفي هذه الأثناء وصل السفاح وركبه الى الكوفة.
انزل ابو سلمة القادمين في دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم فيبني اود وكتم امرهم واخفاهم عن القادة على حين ان الكوفة قد اصبحت بأيديهم، وخرسان قد تسلم امرها ابو مسلم منذ أكثر من عام، وكان يجب ان يظهروا ويقودوا العمل بأنفسهم ما دامت الدعوة لهم، وهم اصحاب الشأن، كما ان الامام ابراهيم قد مات في هذا الشهر فأصبح خليفته بالأصالة لا بالنيابة، وهذا ما جعل التهمة توجه الى ابي سلمة الخلال داعي الدعاة بأنه يريد حجب الامارة عن العباسيين وتسليمه الى ابناء عمومتهم من ابناء علي بن ابي طالب [عليه السلام].
وبقي امر السفاح ومن معه مجهول الوصول والاقامة مدة اربعين يوما وكان ابو سلمة كلما سئل عن الامام اجاب: لم يقدم بعد وليس هذا وقت خروجه، حتى لقي احد قادة العباسيين خادم السفاح وهو يعرفه فساله عنهم فقال: انهم بالكوفة، وان ابا سلمة يأمرهم ان يختفوا فأرسل القائد بعض اعوانه مع الخادم حتى عرف منزلهم بالكوفة، وسال القائد ابا سلمة عن الامام فقال: ليس هذا وقت خروجه لان واسطا لم تفتح بعد.
فتدارس القائد الامر مع البقية وقرروا ان يلقوا الامام، وبلغ ذلك ابو سلمة فسأل عن القادة في المعسكر، فقيل له: ركبوا الى الكوفة في حاجة لهم.
ودخل القادة على القوم وسألوهم: ايكم عبد الله بن محمد بن الحارثية؟ لأنهم لم يعرفوه من قبل فأشار الحضور الى السفاح فسلموا عليه بالخلافة وجاء ابو سلمة بعدئذ الى السفاح وسلم عليه بالخلافة.
كان السفاح شابا مليحا مهيبا ابيض طويلا اقنى الانف، حسن الوجه واللحية، ذا شعرة جعده.....
توفى بالجدري عام 136هـ لثلاث عشرة خلت من شهر ذي الحجة، وبذا فقد عاش احدى وثلاثين سنة، ولي الخلافة منها أربع سنوات وبقي بين بيعته ووجود مروان بن محمد حيا ثمانية اشهر، اي وجود خليفتين في آن واحد.
وتزوج امرأة واحدة هي ام سلمة المخزومية، وكانت قد تزوجت من عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومي، فمات وتزوجت بعده من عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك الاموي فمات، فتزوجها العباس. ولم يتزوج غيرها بعد ان آلت اليه الخلافة.
____________
(1) الحميمية: بلدة تاريخية في الاردن اليوم، على مقربة من مدينة معان.
(2) حران: بلدة تقع جنوب تركيا اليوم على بعد 13 كم من الحدود السورية، على نهر البليخ الذي يرفد الفرات عند الرقة.
(3) دومة الجندل: بلدة تأريخية شمالي الجزيرة العربية على مقربة من الجرف اليوم على الطريق بين الاردن والعراق.
(4) محمد بن خالد بن عبدالله القسري: كان واده خالد بن عبد الله واليا على مكة للوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان ثم ولي لهشام بن عبد الملك امرة العراقين من عام 106 الى ى126 ثم عزله بيوسف بن عمر الثقفي، وعذب فكان هذا ابنه ناقما على الامويين وعلى القيسية .
(5) الحسن بن قحطبة: تولى قيادة جيوش العباسيين بعد مقتل ابيه على يد معن بن زائدة في الصراع الدائر بين جيوش الامويين بأمرة يزيد بن عمر بن هبيرة، وجند ابي مسلم الخراساني.
(6) يزيد بن عمر بن هبيرة: امير العراقيين لأخر خلفاء بني امية مروان بن محمد كان بطلا شجاعا فصيحا خطيبا وكان من الاكلة، هزم فتحصن في واسط، وحاصره المنصور مدة ، ثم امنه، ثم قتل بتحريض من السفاح سنة 132هـ.
(7) ابو سلمة الخلال: حفص بن سليمان الهمداني: داعي دعاة بني العباس في الكوفة، وأنفق الكثير من ماله في سبيل ذلك، كان صيرفيا. اتهم انه يريد الدعوة لأبناء علي عليه السلام، كتب ابو مسلم الخرساني للسفاح يحسن له قتل الخلال ولكنه رفض ارسل له ابو مسلم من قتله ليلا بالانبار، بعد قيام السفاح بأربعة اشهر.
(8) النخيلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام، وهو الموضع الذي خرج اليه على بن ابي طالب عليه السلام عندما هجوم اهل الشام على الانبار.
(9) حمام اعين: نسب الى اعين مولى سعد بن ابي وقاص.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|