أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2017
1270
التاريخ: 28-6-2017
766
التاريخ: 28-6-2017
821
التاريخ: 27-6-2017
498
|
ذكر البيعة لابي العباس بالكوفة :
وذكروا أن أبا مسلم لما بلغه أن أبا سلمة قد أظهر أمره بالكوفة، ودعا إلى محمد، وجه رجلا من قواده إلى الكوفة في ألفي فارس، وأمره أن يسرع السير حتى يأتيها، فأقبل ذلك القائد حتى دخل الكوفة، فلقى غلاما أسود لابي العباس، فقال له: أين مولاك ؟ قال: هو في دار هاهنا. قال: دلني عليه، فدله على الدار، فاستفتح الباب، ثم دخل عليه، فسلم عليه بالخلافة، وكان أبو سلمة يريد صرف الخلافة إلى ولد علي بن أبى طالب، وكان ينهى أبا العباس عن الخروج، ويقول له: إن الامر لم يتم، وإن موالى بني أمية قائمون بالحرب، والامر أشد مما كان. فقال أبو العباس: إن أبا سلمة منعني عن الخروج حتى يولى العمال، ويعمل الخراج. فقال القائد: لعن الله أبا سلمة، والله لا أجلس حتى تخرج إلى الناس، فخرج له مع رجاله إلى المسجد، ونودى الصلاة جامعة، فصعد أبو العباس المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه، ثم ذكر بنى أمية وسوء آثارهم، وذكر العدل فحض عليه، ووعد الناس خيرا، ورجا لهم الاصلاح وقسمة الفئ على وجهه، ثم دخل الامارة، وجلس الناس، فلما بلغ أبا سلمة خروجه أتاه يعتذر إليه، فقبل ذلك منه، وأراه المكانة منه، والخاصة به، وقد كان علم أبو العباس الذي أراد أبو سلمة من صرف الخلافه إلى ولد علي بن أبى طالب.
حرب مروان بن محمد وقتله:
وذكروا أن قحطبة بن شبيب، لما انتهى إلى بعض كور الشام، التقى بمروان فقاتله، فانهزم مروان، فأقحم قحطبة في طلب مروان فرسه في الفرات، فحمله الماء، فمات فيه، وقد أصاب أهل عسكر قحطبة من أموال مروان، وأمتعة عسكره ما لا يحصى كثرة، فتناول اللواء حميد بن قحطبة، وعبر الفرات حتى أتى الشام، فقيل له: إن مروان ترك الطريق إلى دمشق وذهب صالح بن عبد الله بن عباس، وكان بناحية من الشام، وقد اجتمع إليه الناس لما علموا من قرابته لامير المؤمنين، فلما اجتمع مع حميد بن قحطبة سلم إليه الامر، وقال الناس: إنه خرج بإظهار الدعوة لابي العباس من غير أمره، فلما سلم الامر إلى صالح بن علي، أتاه كتاب أبى مسلم، أن يرجع ابن قحطبة ببعض عساكره إلى العراق، فيكون فيها حتى يأتيه أمره، فأتى صالح بن علي كتابه بأنه قد صير إليه الشام، وما وراءها إلى المغرب، ويأمره فيه ببعثه الجيوش في طلب مروان، فولى صالح بن على رجلا من الازد، يقال له أبو عون على مصر، وأمره بطلب مروان في أرض المغرب، وبعثه في عشرين ألفا، وكان سليمان بن هشام بن عبد الملك قد نافر مروان بن محمد، وقاتله مرارا قبل أن يشتد أمر أبى مسلم، فسار إليه في أربعة آلاف، وذلك بعد خروج قحطبة من عند أبى مسلم، فنزل به سليمان، وكانت بينه وبين أبى العباس مودة قديمة، فبايع أبا مسلم على طاعة أبى العباس، فسر به أبو مسلم وشيعته، ثم سيره في طلب قحطبة ممدا له، وقد قاتل مروان قحطبة قبل قدوم سليمان بيومين، فلما نظر مروان إلى دخول سليمان ابن هاشم في عسكر قحطبة، وكثرة من جاء معه انهزم، فمضى سليمان مع حميد بن قحطبة في طلبه، ولم يكن مروان انهزم عنه غلبة، ولكنه كان نظر في كتب الحدثان، فوجد فيها أن طاعة المسودة (1) لا تجاوز الزاب (2)، فقال ذلك لوزرائه. فقيل له: إن بمصر زابا آخر. قال: فإليها نذهب إذا، والزاب الذى أراد علمه هو بأرض المغرب، فأقبل مروان وهو يريد مصر، فالتقت الخيل، فانهزمت خيل أبى عون، وأسر جماعتهم وصاحب أمرهم، فأتى مروان بالأسارى، فقال مروان لجماعته: شدوا أيديكم بالأسرى، فقد أجننا الليل، وبات مسرورا. فلما أصبح جعل يهنئ أصحابه للقاء القوم، فأقبل سليمان بن هشام، وأبو عون وكان مروان قد أرخى حبال الجسر، وتوسط أصحابه فيما هنالك وهم آمنون. فقال أبو عون للقبط (3): هل لهذا النهر من مخاضة، فقالوا له: ما علمنا ذلك، ولا بلغنا أن أحدا خاضه قط، فقطع عما قصد وأراد. فكتب إلى صالح بن علي بذلك، ويسأله أن يبعث إليه بمراكب ساحل البحر عاجلا، فبينما هو في ذلك، إذ أتاه رجل من القبط فقال له: إن أبى كان يقرأ الكتاب، وكان يحدثنا بأمور تكون بعده، ويصف لنا موضعا يجعله الله لكم تخوض فيه الخيل عند تلك الامور، وقد اختبرت ذلك الليلة، فسر بذلك أبو عون، ثم بعث معه الخيل إلى ذلك الموضع، بعد أن وصله ووعده خيرا وكان مروان نظر إلى الرايات السود بناحية مصر، ونظر إلى الخيل تعدو النهر، ولا يشك أنهم لا يجدون سبيلا إلى عبوره، فلم ينشب أهل عسكر مروان أن نظروا إلى خيل أبى عون قد جاوزت النيل، فعبأ مروان أصحابه وأهل بيته، ثم خطبهم وحضهم على الصبر.
وقال لهم: إن الجزع لا يزيد في الاجل، وإن الصبر لا ينقص الاجل وأقبل القوم فاقتتلوا من وقت صلاة الصبح إلى أن مالت الشمس، فأصيب عبد الله ومحمد ابنا مروان وبنو أبيه أكثرهم، وولد عبد العزيز، وصابر القوم، فلما لم يبق حوله إلا قدر الثلاثين، حمل على القوم فأكردهم (4) ورجع، فجعل أصحابه يفترقون عنه. فلما رأى ذلك نزل عن فرسه وأنشأ يقول متمثلا: ذل الحياة وهول الممات * وكلا أراه وخيما وبيلا فإن كان لابد من ميتة * فسيرى إلى الموت سيرا جميلا فوثب رجل إلى فرسه فأخذه. فقال له مروان: أكرمه فإنه أشقر مروان. ثم كسر غمد سيفه، وقاتل قتالا شديدا، ثم أصيب، فنزل أبو عون، فأمر بضرب قبابه، وأمر سليمان ابن هشام بطلب المنهزمين، حتى أصيب عامتهم واستأسر منهم من استأسر، وكان فيمن أسر منهم عبد الحميد كاتبه، وحكم المكي مؤذنه، فاستبقاهما أبو عون، وبعث بهما إلى صالح بن علي، ثم أمر أبو عون بطلب جثة مروان على شاطئ النيل. فلما كان من الغد: ركب أبو عون وسليمان ابن هشام لينظرا مروان، فنظرا إليه، ثم تحول أبو عون إلى سليمان. فقال: الحمد لله الذى شفى صدرك قبل الموت من مروان، فهل لك يا أبا أيوب أن تذهب إلى أمير المؤمنين بكتابي وبما هيأ الله على يديك وشفا به صدرك، فيفعل بك خيرا، ويعرف من قرابتك ونصحك ما أنت أهله ؟ فرضى بذلك سليمان، فكتب وسار. فلما قدم سليمان بن هشام على أبى العباس ، رحب به وقربه واستلطفه، وأنزله بعض دور الكوفة، وفعل به ما لم يفعل بأحد سواه، من البر والاكرام، وكان سليمان يختلف إلى مائدة أبى العباس في كل يوم، فيتغدى معه، ويتعشى، وكان كأحد وزرائه وفوقهم، وكان يجلس أبا جعفر عن يمينه، وسليمان عن يساره
____________
(1) المسودة: العباسيون لان شعارهم كان لبس الاسود.
(2) الزاب: نهر بالموصل ونهر بإربل ونهر بين سوراء وواسط، ولكنهم يطلقون الزاب هنا على مطلق النهر، بدليل قولهم إن بمصر زابا آخر وليس بمصر غير النيل.
(3) القبط: أهل مصر الاصليون.
(4) اكردهم: طردهم وجعلهم يجرون أمامه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|