أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2017
511
التاريخ: 27-6-2017
607
التاريخ: 27-6-2017
666
التاريخ: 28-6-2017
525
|
خلافتــــــــــــــــه
خرج أبو العباس السفاح من مخبئه ومعه اهل بيته حتى دخلوا قصر الامارة بالكوفة يوم الجمعة لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الثاني، وكان الناس قد علموا بذلك من قبل فلبسوا سلاحهم واصطفوا لخروجه. ثم دخل السفاح المسجد ن دار الامارة فصعد المنبر وقام في أعلاه، وصعد داود بن علي فقام دونه، فتكلم السفاح وذكر حقهم في الامارة قال:
الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه تكرمة، وشرفه وعظمه واختاره لنا ......... .
وكان موعكا فأشتد به الوعك فجلس على المنبر وصعد داود بن علي فقام دونه على مراقي المنبر فقال:
الحمد لله شكرا شكرا الذي اهلك عدونا واصار الينا ميراثنا من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أيها الناس الان اقشعت حنادس الدنيا وانكشف غطاؤها واشرقت الأرض وسماؤها....... .
ثم نزل أبو العباس وداود بن علي امامه حتى دخل القصر، واجلس أبا جعفر ليأخذ البيعة على الناس في المسجد فلم يزل يأخذها عليهم حتى صلى بهم العصر، ثم صلى بهم المغرب، وجنهم الليل فدخل (1) .
ويبدو من خطبة ابي العباس ومن كلمة عمه داود بن علي ثلاث نقاط:
1- محاولة اظهار احقية بني العباس بالخلافة دون غيرهم على اعتبار ان الخلافة وراثية ولم تكن الخلافة في الإسلام ملكا متوارثا وانما هكذا اصبح بعد الحكم الراشدي .
2- الهجوم على بنس امية: وعدهم ظالمين مستبدين اخذوا بغير حق وساروا فيه بكل عسف وهذا شأن كل حاكم جديد بالنسبة لسابقة يبرر قيامه ويمكن لنفسه.
3- الوعد بحكم ما انزل الله واتباع سنة رسول الله والاقتداء بالصحابة والسلف الصالح وهذه قناعة الخلفاء، والواقع ان الإسلام لو يتبع منهجا سليما بعد صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وانما حدث فيه تغير .... .
أشار داود بن علي [في خطبته] الى ان منبر الكوفة لم يخطب عليه خليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الا امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) الذي كان قد اتخذ الكوفة مقر له وبعده كانت الكوفة مهملة من قبل الخلفاء حتى قام الخليفة السفاح هذا، وفي هذا الكلام اثارة لأبناء الكوفة ليعضدوا الحكم الجديد الذي هو حكمهم اذ ان بلدتهم قد أصبحت قاعدة للخلافة الإسلامية كلها.
وفي اليوم الثاني سار السفاح الى معسكر حمام اعين ونزل في حجرة ابي سلمة الخلال ووضع بينهما سترا استخلف على الكوفة وارضها عمه داود بن علي . وبعث عمه عبد الله بن علي في قوة دعما لابي عون عبد الملك بن يزيد لقتال مروان بن محمد .
وبعث ابن أخيه عيسى بن موسى (2) دعما للحسن بن قحطبة الذي يحاصر يزيد بن عمر بن هبيره في واسط.
وأرسل يحيى بن جعفر بن تمام بن عباس دعما لحميد بن قحطبة (3) الذي يدعو لبني العباس في منطقة المدائن ويقاتل فلول الامويين هناك.
وارسل أبا اليقظان عثمان بن عروة بن محمد على راس قوة عونا الى بسام بن إبراهيم بن بسام بالاهواز.
وانتصر عبد الله بن علي على مروان بن محمد في معركة الزاب يوم السبت لاحد عشر ليلة خلت من جمادي الآخرة، وفر مروان الى قاعدته (حران) فأقام فيها نيفا وعشرين يوما ومنها سار الى قنسرين (4)، وعبد الله بن علي متبع له، ومن قنسرين سار مروان الى حمص ومنها الى دمشق فالأردن ففلسطين ثم سار الى مصر واختبأ ببوصير حتى قتل فيها في 27 ذي الحجة من عام 132هـ. اما ابناه عبد الله وعبيد الله فقد فرا الى الحبشة مع جماعة من الاتباع ثم قتلت الحبشة عبيد الله وأفلت عبد الله الذي سلم نفسه أيام خلافة المهدي. وبمقتل مروان بن محمد خلت امارة المؤمنين للسفاح اذ ليس للمؤمنين الا امير واحد لهم في دار السلام.....
واقام السفاح عدة أشهر بمعسكر (حمام اعين) ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية في قصر الكوفة ولم يستقر الوضع للسفاح بمقتل مروان بن محمد اخر خلفاء بني امية، اذ اندلعت الثورات ضد السفاح في بلاد الشام كما قامت حركات في بعض المناطق.
انتقل السفاح عام 134 من الكوفة الى الانبار حيث أصبحت مقر حكمه حتى توفى.
لم تقم حركة قوية ضد السفاح بعد عام 134 وفي الوقت نفسه لم تكن دولته موطدة الأركان واعتمد السفاح في خلافته على دعائم ثلاث هي:
1- اسرته:
لقد كانت اسرة السفاح كبيرة فكانت دعما له ومن يريد ان يؤسس اسرة حاكمة فان عدد افراد اسرته يلعب دورا كبيرا في تسهيل مهمته فنلاحظ ان معاوية بن ابي سفيان أسس اسرة لكن لم يطل عهدها، ولم يحكم بعده سوى ابنه يزيد، على حين ان اسرة بني مروان قد استمر امرها ما يقرب من سبعين سنة لكثرة أولاد عبد الملك بن مروان .
لقد كان للسفاح سبعة اعمام تسلموا له قيادة الجيش وامرة الولايات فضبطوا الامر فكانت ولاية الشام لعبد الله بن علي، وفلسطين لصالح بن علي، والبصرة لسليمان بن علي، وجزيرة العرب لداود بن علي، والموصل والاهواز وفاس لإسماعيل بن علي، وسار عيسى بن علي الى فارس، وقاد عبد الصمد بن علي الجيش في الشام دعما لاخيه عبد الله علي.
ولم يكن أبناء عمومته اقل دورا من اعمامه فموسى بن داود وداود بن عيسى ويحيى بن جعفر كلهم كان لهم دور في توطيد دعائم الدولة.
واعتمد على اخويه عبد الله بن محمد ويحيى بن محمد في قيادة الجيوش وتولي الامارة، والاستشارة، فكان المنصور عبد الله بن محمد على رأس القوة التي سارت نجدة للحسن بن قحطبة في حصار يزيد بن عمر بن هبيرة في واسط ثم كان امير الجزيرة حتى استخلف وكان يحيى بن محمد امير الموصل ثم كان ابن أخيه عيسى بن موسى سيف بني العباس الصارم كما كان ولي العهد لابي العباس بعد المنصور.
لقد كان السفاح يحب ان يكون دائما احد اهل بيته على الامارة او قيادة الجيوش ليضمن الامر، فعندما ارسل اخاه أبا جعفر دعما الى الحسين بن قحطبة كتب اليه: ( ان العسكر عسكرك والقواد قوادك، ولكن أحببت ان يكون اخي حاضرا فأسمع له واطع واحسن مؤازرته).
وأرسل الى فارس عمه عيسى بن علي رغم ان أبا مسلم الخراساني كان قد بعث بمحمد بن الاشعث اليها ولما رد محمد بن الاشعث عيسى بن علي أصر السفاح على ان يكون أحد اهل بيته على فارس فأرسل عمه الاخر إسماعيل بن علي.
وبعد ان فر مروان بن محمد من الزاب وغادر الموصل عين عبد الله بن علي عليها محمد بن صول غير ان السفاح لم يلبث ان بعث الى الموصل اميرا من اهل بيته من اخوه يحيى بن محمد ثم استبدله بأحد اهل بيته أيضا، وهو عمه إسماعيل بن علي .
واستعان كذلك السفاح بأخواله فبعد ان توفى عمه داود بن علي امير الجزيرة العربية ولى عليها زياد بن عبد الله الحارثي وعلى اليمن محمد بن يزيد بن عبد الله الحارثين ثم علي بن الربيع الحارثي.
2- أبو مسلم الخراساني:
الذي استطاع بحكمته وحزمه وقوته ان ينجح في الدعوة للعباسيين، وان يقود الجيش ضد النصر بن سيار والي الامويين على خراسان وان ينتصر عليه رغم حداثة سنه، اذ قامت الدولة العباسية ولم يتجاوز الثانية والثلاثين، وقتل ولم يناهز السابعة والثلاثين من عمره، وبقيت خراسان على عهدها ما بقي فيها أبو مسلم، بل كان سيف الدولة المصلت تضرب به من يخرج عن طاعتها.
3- العصبية القبلية:
بزغ قرن العصبية القبلية أيام الدولة الاموية وهذا ما أضعفها، وهذ كيانها، وكان سببا في سقوطها وزوالها، وأفاد العباسيون منها، اذ رأوا الفرقة والخلاف بين القيسية واليمانية، فلما كان اخر ولاة بني امية من القيسيين لذا فقد ضم العباسيون اليمانيين الى صفوفهم، فلما قامت دولتهم بقوا محافظين على هؤلاء اليمانيين لذا نجد أكثر قادتهم منها. وذكر امام ابي العباس ما صنع ابي سلمة فقال أحدهم: ما يدريكم لعل ما صنع ابي سلمة عن رأي ابي مسلم، فقال العباس: لئن كان هذا رأي ابي سلمة انا لبعرض بلاء الا ان يفعه الله عنا. فأرسل أبو العباس أبا جعفر الى ابي مسلم ليتعرف على الرأي، فلم وصل استقبله أبو مسلم استقبالا حسنا وبعد ثلاثة أيام سأله عن سبب قدومه، فأخبره، فقال: فعلها أبو سلمة، اكفيكموه! فعدا مرار بن انس الضبي فقال: انطلق الى الكوفة، فاقتل أبا سلمة حيث لقيته، فذهب وقتله، وقالوا: قتله الخوارج.
____________
(1) تاريخ الطبري.
(2) عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، أبو موسى: فارس بني العباس وسيفهم المسلول، انتدب لحرب ولدي عبد الله بن حسن فظفر بهما، جعله العباس ولي للعهد بعد المنصور لكن المنصور اخره وقدم عليه ولده وبذل له وتوفي عام 168 بالكوفة.
(3) حميد بن قحطبة: بن شبب الطائي امير من القادة الشجعان ولي امرة مصر عام 143 ثم امرة الجزيرة ووجهه لغزو أرمينيا عام 148 ولغزو كابل عام 152 ثم تسلم امرة خراسان وبقي فيها حتى عام 159هـ.
(4) قنسرين: كورة بالشام منها حلب وبينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|