أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015
3571
التاريخ: 21-06-2015
2595
التاريخ: 28-06-2015
2408
التاريخ: 29-12-2015
6558
|
هو أبو عبدة حسان بن مالك بن أبي عبدة الأندلسيّ من أهل بيت جلالة و وزارة في قرطبة؛ روى عن أبي بكر الزبيديّ (ت ٣٧٩ ه) و أبي عثمان القزّاز و أبي العبّاس أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان القاضي (ت 4١٣ ه) .
لمّا جاء عبد الرحمن المستظهر بن هشام إلى الخلافة استوزر حسان بن مالك، و لكنّ خلافة المستظهر لم تطل سوى شهرين أو يزيدان من سنة 4١4 ه (١٠٢٣- 1024 م) . و يبدو أنّ حسّانا كان كارها للوزارة في تلك الفترة، فقضى قسما من أيام الفتنة معتزلا للحياة العامّة بعيدا عن العاصمة. و يبدو أنه عاد بعد ذلك إلى قرطبة و حسنت حاله فيها.
و كانت وفاة حسان بن مالك في شوّال من سنة 4١6 (1) و قد أسنّ كثيرا. و رثاه أبو عامر بن شهيد (ت 4٢6 ه) .
كان حسّان بن مالك من جلّة العلماء و الأدباء فقيها و كاتبا مترسّلا و شاعرا وجدانيّا مجيدا؛ و من فنون شعره الشكوى و وصف الطبيعة. و كان مصنّفا له كتاب ربيعة و عقيل:
دخل (2) حسّان بن أبي عبدة يوما على المنصور بن أبي عامر (ت ٣٩٢ ه) و بين يديه كتاب أبي السريّ (3) و هو يعجب به. فخرج (حسّان) من عنده و عمل (مثل) هذا الكتاب و فرغ منه تأليفا و نسخا و تصويرا، و جاء به في مثل ذلك اليوم من الجمعة الأخرى و أراه (للمنصور) فسرّ به و وصله عليه.
مختارات من شعره:
- لما كثر الاستبداد من الخليفة المستظهر، كتب إليه حسان بن أبي عبدة:
إذا كان مثلي لا يجازى بصبره ... فمن ذا الذي بعدي يجازى على الصبرِ
فكم مشهد حاربت فيه عدوّكم... و أمّلت في حربي له راحة الدهر (4)
أخوض إلى أعدائكم لجج الوغى... و أسري إليهم حيث لا أحد يسري (5)
و قد نام عنكم كلّ مستبطن الحشا... أكول إلى الممسى نؤوم إلى الظهر (6)
فما بال هذا الأمر أصبح ضائعا... و أنت-أمين اللّه-تحكم في الأمر (7)
- و قال في الشيب:
رأت طالعا للشيب بين ذوائبي... فباحت بأسرار الدموع السواكبِ
و قالت: أشيب؟ قلت: صبح تجاربي... أنار على أعقاب ليل نوائبي
- و قال يتشوّق إلى أهله:
سقى بلدا أهلي به و أقاربي... غواد بأثقال الحيا و روائح (8)
و هبّت عليهم بالعشيّ و بالضحى... نواسم برد و الظلال فوائح (9)
تذكّرتهم و النأي قد حال دونهم ... و لم أنس، لكن أوقد القلب لافح (10)
و ممّا شجاني هاتف فوق أيكةٍ... ينوح و لم يعلم بما هو نائح (11)
فقلت: اتّئد! يكفيك أنّي نازح... و أن الذي أهواه عنّي نازح (12)
ولي صبية مثل الفراخ بقفرةٍ... مضى حاضناها فاطّحتها الطوائح (13)
إذا عصفت ريح أقامت رؤوسها... فلم يلقها إلاّ طيور بوارح (14)
فمن لصغار بعد فقد أبيهم... سوى سانح في الدهر، لو عنَّ سانح (15)
______________________
١) في جذوة المقتبس (ص 184 س) و بغية الملتمس (ص 256) و معجم الأدباء (٧:٢٢١-٢٢٢) و بغية الوعاة (ص ٢٣٨) أن حسان بن مالك توفّي قبل ٣٢٠ ه، و هذا بلا ريب خطأ نقله بعضهم عن بعض من غير تفطّن إلى أن حسانا كان في أيام المنصور بن أبي عامر (ت ٣٩٢) . و التصحيح من كتاب الصلة لابن بشكوال (ص 135) .
٢) جذوة المقتبس 184.
٣) هو أبو السريّ سهل بن أبي غالب الخزرجي وضع كتابا ذكر فيه أمر الجنّ و حكمتهم و أنسابهم و أشعارهم و زعم أنّه بايعهم للأمين بن هارون الرشيد وليّ العهد فقرّبه الرشيد و ابنه الأمين و زبيدة أمّ الأمين. و أفاد منهم (مالا كثيرا) . و له أشعار حسان وضعها على الجنّ و الشياطين و السعالى. و (قد) قال له الرشيد: إن كنت رأيت ما ذكرت، لقد رأيت عجبا. و إن كنت ما رأيته، لقد وضعت أدبا. (وفيات الأعيان 5:٢٢١) .
4) المشهد: المكان المشهود (الذي يكثر فيه الناس) ، هنا: «المعركة الشديدة» . و أمّلت (لكم) راحة طول الدهر من عدوّكم.
5) سرى: سار في الليل (في الأوقات العصيبة) .
6) مستبطن الحشا: كبير البطن (و ليست بهذا المعنى في القاموس) .
7) «أمين اللّه جملة معترضة (للنداء) -و جملة «تحكم» خبر «أنت» . أو نقول: أمين (بالرفع) خبر «أنت» . و جملة «تحكم» نعت «أمين» .
8) الغادية: الغمامة التي تأتي في الصباح. الرائحة: الغمامة التي تأتي في المساء. بأثقال الحيا (المطر) : بمطر ثقيل (كثير) .
9) نواسم (؟) يقصد «نسم» (بفتح ففتح: مفردة) : الريح الخفيفة. فوائح جمع فائحة (؟) متّسعة.
10) النأي: البعد. اللافح و اللافحة (النار أو الريح) التي تلفح (تحرق) ما قابلها.
11) شجاني: حزنني، أحزنني. هاتف: رافع صوته. الأيكة: مجتمع من الشجر الملتف.
12) اتّئد: تمهّل. نازح: بعيد (عن رطنه) .
13) أطّحتها الطوائح (؟) . في القاموس «طحى» : ذهب في الأرض و هلك. (يقصد: نزلت بها الشدائد) .
14) إذا عصفت ريح (حدثت حركة) أقامت (رفعت) . . . طيور بوارح (جمع بارح) : تمرّ عن يمينك إلى يسارك (و كان ذلك دليل الشؤم و الحرمان) .
15) السانح: الطائر الذي يمر من يسارك إلى يمينك (دليل الخير و البركة) . في القاموس (١:٢٣٠) : «من لي بالسانح بعد البارح أي بالمبارك بعد الشؤم» .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|