المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الطرق التي يمكن استخدامها للتأثير في الرأي العام عن طريق الصحافة
28-12-2022
معنى كلمة فوت‌
10-12-2015
المؤمن لا يقتل نفسه
5-7-2019
Is Genes
12-10-2018
يقظة المشرك العابرة العقيمة
8-10-2014
العوسج Lycium barbarum L
19-2-2021


الغني وكيل لا أصيل  
  
5738   11:50 صباحاً   التاريخ: 25-09-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج2/ ص217 ـ220
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2014 6243
التاريخ: 9-06-2015 4991
التاريخ: 26-09-2014 14734
التاريخ: 25/12/2022 1115

 لقد حث اللَّه سبحانه على البذل والإنفاق في العديد من آياته ، وفي الكثير منها إيماء إلى أن جميع الأموال ليست ملكا لمن هي في يده ، وانما هي ملك للَّه وحده ، والإنسان أمين عليها ، ومأذون بالتصرف فيها ضمن حدود معينة لا يجوز أن يتعداها ، تماما كالوكيل على الشيء يتبع إرادة الأصيل في جميع التصرفات (1) ومن تلك الآيات هذه الآية : {يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 180]. .

والآية 77 من القصص : {وابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ} . . والآية 47 من سورة يس : {أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}. . إلى كثير غيرها . . وفي الحديث القدسي :

المال مالي ، والأغنياء وكلائي ، والفقراء عيالي ، فمن بخل بمالي على عيالي أدخلته النار ، ولا أبالي . وأصرح الآيات دلالة الآية 7 من سورة الحديد : {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} . ومعنى جعله خليفة أقامه مقامه .

فالآيات والأحاديث تفيد ان الإسلام لا يقر ملكية الإنسان للمال بشتى معانيها ، سواء أكانت الملكية فردية مطلقة ، كما هي في المذهب الرأسمالي ، أو ملكية مقيدة ، كما هي في المذهب الاشتراكي ، أو ملكية جماعية ، كما هي في المذهب الشيوعي . . كل هذه الأنواع للملكية ينفيها الإسلام ، ويحصر الملك الحقيقي باللَّه وحده ، ولكنه سبحانه قد أباح للإنسان أن يتصرف في هذا المال ، وينفقه على نفسه وأهله بالمعروف ، وفي سبيل الخير ، على شريطة أن يصل إليه عن طريق ما أحله اللَّه ، لا عن طريق ما حرم ونهى ، كالغش والخداع ، والنهب والسلب ، والرشوة والربا والاحتكار والاتجار بالمسكرات والمحرمات ، فالإذن بالاستيلاء على المال محدود بحدود ، والإذن بالتصرف فيه أيضا محدود ضمن نطاق خاص .

وتسأل : ان بعض الآيات تدل على ان المال ملك للإنسان ، مثل : {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ} [التوبة: 41]. . {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 2]. وفي الحديث : « ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام . . الناس مسلطون على أموالهم » أما البيع والإرث فهما من ضرورات الدين ، والشريعة الاسلامية . . إذن ، لا مسوغ للقول بأن الإسلام يلغي الملكية بشتى أنواعها ؟

الجواب : ان الإضافة تصح لأدنى مناسبة ، تقول للضيف : هذا إناؤك ، وللضال : هذا طريقك

، مع العلم بأن الإناء ليس ملكا للضيف ، ولا الطريق ملكا للضال ، وانما القصد ان يسلك الضال الطريق المشار إليه ، ويأكل الضيف الطعام الذي في الإناء . . ومثله تماما إضافة المال للإنسان ، يقصد منها أن يتصرف فيه على سبيل الإباحة والإذن بالتصرف ، لا على سبيل الملك ، ومنه قوله تعالى :

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [النحل: 72]. وقول الرسول (صلى الله عليه واله) :

« أنت ومالك لأبيك » . . وبديهة ان الزوجة ليست ملكا طلقا للزوج ، ولا الولد ملكا حقيقيا للوالد .

أما البيع والإرث فيكفي لجوازهما حق الامتياز والاختصاص ، أي ان الإسلام قد جعل لصاحب اليد امتيازا على غيره في التصرف بالمال ، وفي الوقت نفسه

أباح له أن ينقل الامتياز إلى الوارث والمشتري . . والفرق بعيد بين الملك الحقيقي والامتياز .

والخلاصة ان الإسلام أباح للإنسان حيازة المال بشروط خاصة ، وإنفاقه ضمن نطاق معين ، وشدد على مراعاة تلك الشروط ، وهذا النطاق ، وحرم التجاوز عنهما ، وهذا وحده كاف وصريح في الدلالة على ان الإنسان وكيل على المال ، لا أصيل ، والا جاز له التصرف بلا قيد ولا شرط . وخير ما نختم به هذا الفصل قول الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : المال مال اللَّه وهو ودائع عند عباده ، وجوز لهم أن يأكلوا قصدا - أي مقتصدين - ويلبسوا قصدا ، وينكحوا قصدا ، ويركبوا قصدا ، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ، ويلموا به شعثهم ، فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالا ويشرب حلالا ، ويركب وينكح حلالا ، وما عدا ذلك كان عليه حراما .

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181] . لم تذكر الآية أسماء الذين نطقوا بهذا الكفر ، ولكن المفسرين نقلوا ان اللَّه حين أنزل على نبيه قوله : {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245] قال يهود المدينة الذين كانوا في عهد الرسول (صلى الله عليه واله) : « انما يستقرض الفقير من الأغنياء . . اذن ، اللَّه فقير ، ونحن أغنياء » . . وليس هذا بمستبعد على اليهود ، بخاصة الأثرياء منهم ، فان مبادئهم وأعمالهم تدل دلالة واضحة على هذه الروح الشريرة ، واللامبالاة بالقيم والانسانية . . ومن تتبع تاريخهم يجد ان ما من بقعة من بقاع الأرض إلا وتركوا فيها أثرا من مفاسدهم ومقاصدهم الطاغية الباغية . . ولا شيء أصدق وأبلغ في تصوير حقيقة اليهود من قوله تعالى : { وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 62 - 64] ولست أشك إطلاقا في ان كل من يعترض على حكمة اللَّه ، ويقول بلسان المقال أو الحال : ما كان ينبغي للَّه أن يفعل كذا ، وكان عليه أن يفعل كيت ، لست أشك في ان هذا يلتقي من حيث يريد أو لا يريد ، مع الذين قالوا :

يد اللَّه مغلولة .

( سَنَكْتُبُ ما قالُوا ) . هذا تهديد ووعيد للذين قالوا : { إِنَّ اللَّهً فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ } لأن كتابة الذنب تستدعي العقوبة عليه . { وقَتْلَهُمُ الأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } .

ونكتب قتل أسلافهم للأنبياء ، ونسب إليهم القتل مع ان القاتل أسلافهم ، لأن الخلف راض بما فعل السلف . . وسبق الشرح عند تفسير الآية 21 من هذه السورة .

{ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وأَنَّ اللَّهً لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } . وكيف يظلم وقد نهى عن الظلم ، واعتبره أكبر الكبائر ، وعبر عنه بالكفر في أكثر من آية ؟ .

هذا ، إلى ان الظالم انما يظلم لأنه مفتقر إلى الظلم ، واللَّه غني عن كل شيء . .

وبهذا الأصل ، وهو غنى اللَّه وعدم افتقاره إلى شيء نثبت عدله سبحانه ، وأيضا نثبت انه ليس بجسم ، لأن الجسم يفتقر إلى حيز .

وبهذا يتبين معنا بطلان مذهب القائلين بأن الشر من اللَّه ، وانه يخلق المعصية في العبد ، ثم يعاقبه عليها . . اللهم الا ان يبرروا مذهبهم بأنه جل وعز قال :

ان اللَّه ليس بظلَّام ، ولم يقل ليس بظالم ، ومعلوم ان ظلَّام من أمثلة الكثرة والمبالغة . . وعليه فإن اللَّه سبحانه نفى عنه كثرة الظلم والمبالغة فيه ، لا أصل الظلم . . تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ بعد أن تنتهي من قراءة هذا الفصل اقرأ فصل « الايمان باللَّه ومشكلة العيش » في تفسير الآية 5 من سورة النساء ، فإنه مرتبط بهذا الفصل .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .